الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله

العطف

العطف في اللغة: الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه.
أما اصطلاحا:فينقسم إلى قسمين:
1-عطف البيان:وهو:" التابع الجامد الموضح لمتبوعه في المعارف،المخصص له في النكرات".
فقولنا " التابع " جنس في التعريف .
وقولنا " الجامد " قيد يخرج به المشتق.
وقولنا :" الموضح لمتبوعه في المعارف،المخصص له في النكرات" : يعني أنَّ المعطوف يأتي لإحدى فائدتين :
أما الأولى
:فتوضيحه لمعرفةٍ عُطِفَ عليها .نحو: (جاء مُحَمَّدٌ أبوك) فكلمة (أبوك)
أو (أبو) عطف بيان حَيْثُ أفادت توضيحاً للمعطوف عليه وهو كلمة (محمد) .
وإعرابها بأن يُقَال :
جاء مُحَمَّدٌ : فعل وفاعل .
أبو : عطف بيان على (محمد) ، يأخذ حكمه ، وهو مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف مضاف إليه مبنية على الفتح .
والثانية : تخصيص المعطوف عليه إن كان نكرة ،نحو : قول الله تعالى : ﴿مِن مَّاء صَدِيدٍ ﴾ [ إبراهيم:16] .فـ (صديد) عطف بيان على كلمة (ماء) ، وكلاهما نكرة، خصصَّته من أجناس المياه .

وإعرابه أن يُقَال :
من ماء : جار ومجرور .
صديد : عطف بيان على كلمة (ماء) ويأخذ حكمها وهو الخفض .
2- عطف النسق:وهو التابع الذي يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة،التي هي:
1-الواو:وهي لمطلق الجمع،بمعنى أنها تعطف متأخرا في الحكم،نحو قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ ﴾ [ الحديد:26]،ومتقدما،نحو قولِه تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ ﴾ [ الشورى:3] ، ومصاحبا، نحو قوله تعالى : ﴿ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ﴾ [ العنكبوت: 15].
2-الفَاءُ:وتكون للترتيب والتعقيب،نحو قوله تعالى : ﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ ﴾ [ القصص:15].
3-ثُمَّ:وهي للترتيب مع التراخي،نحو قوله تعالى : ﴿ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ ﴾ [ عبس:21-22 ].
4-أَوْ:وتكون عاطفة في سبعة أقسام، هي:
®التخيير،نحو:"تَزَوَّجْ هِنْداً أَوْ سُعَاداً ".
®الإباحة،نحو:"جَالِسِ الزُّهَادَ أو العُبَّادَ".
والفرق بينهما:امتناع الجمع بين المتعاطفين في التخيير، وجوازه في الإباحة.
®التقسيم ،نحو:"الكَلاَمُ اسْمٌ أَوْ فِعْلٌ أَوْ حَرْفٌ".
®الإبهام،نحو:﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ [ سبأ:24].
®الشك،نحو:﴿ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾ [ الكهف:19].
®التفصيل، نحو: ﴿ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى ﴾ [ البقرة:135].أي: قالت اليهود: كونوا هودا، وقالت النصارى: كونوا نصارى.
®الإضراب،نحو:"اضربْ زَيْداً أو عَمْراً".
5-أَمْ:لطلب التعيين بعد همزة الاستفهام،نحو قوله تعالى : ﴿وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ ﴾ [ الأنبياء:109].
6-إِمَّا:للتفصيل،نحو قوله تعالى:﴿ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ﴾ [محمد:4]،ولا تكون للعطف إلا إذا كانت مسبوقة لمثلها.
7-بَلْ:للإضراب،نحو:" اضْرِبْ زَيْداً بَلْ عَمْراً".
ولعملها في باب العطف شرطين :
1- كون ما بعدها مفرداً .
2- أن تسبق بإيجاب أو أمر أو نهي أو نفي.
8-لاَ للنفي، نحو:"اشْرَبْ عَصَيراً لاَ لَبَناً".
ولعمل (لا) في العطف شروط : أن يتقدم عليها طلبٌ بأمرٍ أو نهي ونحوهما، وإفراد معطوفها.
9-لكن:للاستدراك،نحو:"لاَ تَدْعُو زَيْداً لَكِنْ عَمْراً " .
ولعملها في باب العطف شروط : كون ما بعدها مفرداً ، وأن تسبق بنفي أو نهي، وأن لا تقترن بالواو.
10-حتى:للغاية، نحو:" أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها ".
ولعملها
في باب العطف شروط ، ولذلك قال الْمُصَنِّف (في بعض المواضع) وهذه الشروط
هي: كون المعطوف اسما، وكونه ظاهرا، وكونه جزءاً من المعطوف عليه ، - فرأس
السمكة في المثال السابق جزءٌ من السمكة - ، وكونه غاية في زيادة أو نقص.
وهذه
الأحرف العشرة تجعل ما بعدها تابعا لما قبلها،فإن كان المتبوع مرفوعا كان
التابع مرفوعا،نحو:"أسهم الطالب والأستاذ في نجاح الحفل".
وإن كان المتبوع منصوبا،كان التابع منصوبا،نحو:"زرت القرية والمدينة".
وإن كان المتبوع مخفوضا،كان التابع مخفوضا،نحو:"ذهبت إلى الحديقة ثم إلى المدرسة".
وإن كان المتبوع مجزوما،كان التابع مجزوما :نحو:"أقسم محمد أنه لم ينظر إلى المنكر ولم يبصره".
__________________

.( الأخت الفاضلة / أُم سيرين)..
مااشاااء الله .. تبااارك الله
جزاك الله خير الجزاء وأحسن الله إليك

والله جميع مواضيعك بها الفوائد الجمّة رغم إنني لم أقرأ إلا القلةُ من مواضيعك لكن ما أجملها من درر تطرحيها لنا ما اجملها من فوائد تنثريها لنا فبارك الله في جهودك الطيبةُ المثمرةُ وزادكِ الله من فضله وجعلكِ زخر للمسلمين
إبـتـسـامـةٌ
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهمّ على سيّد المرسلين محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين

**************************

بارك الله فيك أخية على هذه المشاعر وهذا التقييم منك...

تذكري دائما أننا بحاجة للعمل الصالح وإلى النفع ولا نمله حتى ولو تعبنا لأننا نسعد بإدخال المنفعة على الآخرين

سلامي وجل ّتقديري...