طفلتي الصغيره بيسان

18/03/2009

طفلتي الصغيره بيسان بقلم عمار الزبن

ولدت تحت سماء لم تظلني يومها ,حيث سقف الزنزانة الذي كان يحجب كل الاشياء مني ,حينها لم أكن اعلم بان المولي عز وجل سيرزقني إياها وقد تركتها جنينا في بطن أمها ,فاخترت لها اسما يحاكي صفاء وجهها الباسم ويأبي القسمة إلا علي رجوع بيسان!

زارتني محمولة في أحضان أمها وسط هدهدات شقيقتها الكبرى التي ما صارت تذكر قسمات وهي بعد غياب شهور طويلة وهي لم تتجاوز السنة والنصف بعد ,فظفرت بأنهار من القبل التي انهمرت علي وجنتيها ولكن ! وبعد مضي السنة الأولي حتى الرابعة ,أبت تساندها الشقيقة الكبرى الاقتراب مني بعد أن تقطعت الزيارات بفعل القراصنة الذين يكرهون وصال الأحبة.

وازدادت الأرض جذبا بعد أن انقطع من قلبي وعيني رؤيتها حيث منعني القراصنة من الزيارة أربع سنوات ويزيد . لكن أقدار السماء تأبي فراق العابدين فاخبرني احد الأحبة أن والدته ستأتي بطفلتي الجميلتين وقد بلغت الصغرى ثمانية أعوام ,فانتفض السجن لانتفاضة قلبي ولم يهدأ حتى موعد الزيارة!

سرت يسبقني خوفي من اللحظة الأولي يتبعه قلبي الذي ازعج بدقاته الكون ,أما العبرات فكانت أسبق الاشياء تحفزا للانطلاق وفجأةً وقع الوجدان والروح والبصر على جمهرية تسوية تحيط بنجمتين تجلسان على مقعد خلف الزجاج,عندها! تكلمت كل الأشياء الجميلة بعد أن ترقبت النسوة وقع اللقاء وانطلقت الابتسامات من وجوههن المتضامنة وهن في غمرة التلحين لسمفونية الروعة عندما يجتمع الروح مع الجسد وفجأة تلعثم للتمييز لدي, يا الهي أين الصغيرة من الكبيرة؟! لقد أشكلت السنون الأربعة عليّ فلم تسعفني اللحظة الأولي التمييز فقد بدتا كالتوأم وغير أن الوالد الذي يسكن قلبي وروحي اهتدى إليهما في الثانية الاخرى, فكان اللقاء الذي ولدت فيه طفلتاي مجدداً, لتبدأ المشاجرة ,فكلاهما تريد الظفر بكل ثانية لحديث مع بابا يد التليفون الوحيدة, أما البابا الذي يتراقص فرحاً في قلبي وروحي فكان ينظر إليها ضاحكاً وبسقطة قتلت اللحظة ,نادت على طفلتي الصغرى, عمو, عمو !! فانطلقت رصاصة إلى جوار قلبي وارتدت ذاهبة بعد أن وضعت جميلتي يدها على فمها متأثرة فلم أشعرها بجرحي, وقد تأثرت لذلك وبعد مرور مدة قصيرة عاودت مناداتي, عمو...! لكنها في هذه المرة لم تكملها, فعاتبت نفسها: ياربي! غير أنا جميلتي الكبرى التي كانت تسيطر على يد التليفون أضفت جواً من المزاح أزاح آثار الرصاصة الغير مقصودة من قلبي. وبعد مرور شهرين على تلك الزيادة التاريخية,زرتها على الشبك دون زجاج , وتمكنت من إدخالها عندي:

بابا بابا _كانت تصرخ طفلتي الكبرى ووجنتها أسيرة بين أسناني وقد أرجعتها إلى ما قبل ثمانية سنوات عندما كنت أطارد خديها بأسناني فيثور الأهل بحدة لها, إما الجميلة الصغرى فقد استسلمت حباً لأحضاني عندما رفعتها بين ذراعي وأخذت أدور لها حول نفسي ,وقضيت تلك الزيارة الجميلة بعد أن كررت صغيرتي كبوتها مجدداً بالقول,عمو! وبعد مدة جاءتني كلمات زوجتي التي قالت في ما قالته صغيرتي بعد الزيارة:

لقد اصبح لي أب ويحملني !

بقلم: عمار الزبن
سجن هداريم
الحكم :26 مؤبد
مركز أحرار

08/06/2009

جميل هو ذلك الاخساس الفطري الذي يسيطر علينا
ورائع تلك الهمسات التي تنطلق في عفوية معيرة عن مكنونات الاععاق
انها ببساطة قرة العين و فلذاتنا
الى كل اب ...
لديك كنوز ..فلا تضيع الامانة

18/03/2009

بارك الله فيك اخي

21/02/2009

أه...كم أثرت في هذه العبارة وودت لو لم أسمعها

"وقضيت تلك الزيارة الجميلة بعد أن كررت صغيرتي كبوتها
مجدداً بالقول,عمو! وبعد مدة جاءتني كلمات زوجتي التي قالت في ما قالته
صغيرتي بعد الزيارة:

لقد اصبح لي أب ويحملني ! "

سرد درامي وحبكة متناسقة وفكرة مؤثرة وتعبير راق

بارك الله فيك

18/03/2009

وفيك بارك الله نتمنى فك اسرى كل الاسرى فيفلسطين وتحرير القدس من ايدي المغتصبين

19/05/2009

قصة مأثرة بارك الله فيك أم الحسين

18/03/2009

وفيك بارك الله