من وصايا ابن المقفع..

18/04/2009

يقول ابن المقفّع :
" لا تُكثِرنَّ ادّعاء العلم في كل ما يُعرَض، فإنك من ذلك بين فضيحتَين:إما أن يُنازعوك فيما ادّعيتَ، فيُهجَم منك على الجهالة و الصّلف(التكبر)، و إما ألا يُنازعوك و يُخلّوا الأمورَ في يديك، فينكشِف منك التصنّع و المعجزة(العجز) .
استحي الحياءَ كّلَّه من أن تُخبرَ صاحبك أنك عالمٌ و أنه جاهلٌ، مصرِّحاً أو معرّضاً ..

ذلِّلْ نفسك بالصّبر على جار السوء و عشير السوء و جليس السوء، فإنّ ذلك ما لا يكاد يُخئطِئك( لا يصيبك)، فإنّ الصبر صبران: صبرُ الرجل على ما يكره، و صبره على ما يُحبّ .فالصبر على المكروه أكثره أن يكون صاحبه مضطراً. و اعلَمْ أنّ اللئامَ أصبرُ أجساداً و الكِرام أصبرُ نفوسا. و ليس الصّبر الممدوح بأن يكون جِلد الرجل وقاحا(صلباً)، أو رجله قوية على المشي،أو يده قوية على العمل..و لكن أن يكون للنفسِ غلوباً و للأمور محتمِلاً و في الضّرّ متجمِّلا، و لنفسِه عند الرأي و الحفاظ(الغضب) مرتبطاً، و الحَزْمِ مؤثِراً و للهوى تاركاً، و للمشَقَّة التي يرجُو عاقبتَها مستخِفّاً، و على مجاهدةِ الأهواء و الشّهواتِ مواظبا، و لبصرِه بعزمه منفِّذاً .

اِعلَم أنّ من أوقعِ الأمور في الدين و أنهكِها للجسد و أتلفِها للمال و أضرِّها بالعقل و أسرعِها في ذهاب الجلالة و الوقار الغرام بالنّساء، و من البلاء على المغرم بهنّ أنه لا ينفكّ يأجم (يكره و يملّ)ما عنده، و تطمح عيناه إلى ما ليس عنده منهنّ.. و من لم يحمِ نفسَه و يظلِفها (يمنعها أن تفعله) و يَجْلُها(يُبعدها) عن الطعام و الشراب و النساء في بعض ساعات شهوته و قدرته، كان أيسر ما يُصيبه من وبال أمرِه انقطاع تلك اللذات عنه بخمودِ نار شهوته و ضعفِ عوامل جسده.. و قلَّ من تجد إلا مُخادعا لنفسه في أمر جسده عند الطعام و الشراب و الحمية و الدواء، و في أمر مروءتِه عند الأهواء و الشهوات، و في أمرِ دينه عند الريبة و الشّبهة و الطّمع.

تعلَّم حسنَ الاستماع كما تتعلّم حسنَ الكلام، و من حسنِ الاستماع إمهال المتكلِّم حتى يقضي حديثَه، و قلّة التلفّت إلى الجواب، و الإقبال بالوجهِ و النَّظر إلى المتكلّم و الوعيُ لما يقول.."

21/02/2009

بارك الله فيك

» من وصايا لقمان
» وصايا الألباني
» اهم وصايا الرسول للنساء
» من وصايا سفيان الثوري
» من وصايا لقمان لأبنه ,

من وصايا ابن المقفع..

من وصايا ابن المقفع..

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة