السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا أبا حمـــزة !!!!
أجمل و تمهّل أخي الحبيب فقد قلت كثيرا ممّا لا يحسن بمثلك قوله ..
أوّلا : كان يجدر بك أن تعتني أكثر بتعقيبك من جهتين :
الأولى : جهة التّنسيق و الخط و الأسلوب و تجنب الأخطاء النحوية و الكتابية و المظهر لكي يكون أكثر ترغيبا للقرّاء و أدعى لأن يستفيدوا منه , كما أنّه لا يشقّ عليهم قراءته , خصوصا من كان مهتما به كحالي ...
الثّانية : من جهة الخلط بين التّأصيل و التّنزيل و عدم فهم كلام أخيك الفقير إلى ربه حتى حكمت عليه أحكاما لا أظنّك تعنيها!!لأنّك لو عنيتها لكانت رميا بما هو أخطر من حال المناهي اللفظية التي تذكرها و إليك شيئا من التّفصيل الشحيح مع الاعتذار لعدم مناسبة المقام فأقول :
قولك عفاالله عنك
( والا كما جاء في كلامك الاطلاق فيسب الله ويطعن في دين الله ويتعرض للاسلام عامية بكلمة مركبة تُجيزها لانها عامية.لا اطنك فتراجع عن كلامك لانه تبين انه باطل ) .
أقول :
الباطل أخي الحبيب هو ما نطقت به من فهم قاصر نسبته لي , و إلا ففي مقدمة كلامي ما لو تأملته لعصمك من هذا الادعاء , و من أفسد الخصال في المباحثة : الجزم في موضع الظن , و نسبة الأقوال إلى الناس بفهومنا كما تفعله ها هنا فتأمّل أيهما يغرق في الباطل إلى أذنيه ...
و سيأتي بيان وجه الخطأ عندك أخي الحبيب بخصوص الكلمة العامية التي تزعم أنّها تعني كذا و كذا ..
و على كل حال : كل ما أصبت بذكره و ما لم تذكره من ضوابط التّحريم أو الكراهة الصّحيحة = داخلة في قولي في التّعقيب السّابق في المقدمة :
(و بصرف النظر عن كراهة قولهم (آخاه عليّ ..) من عدمها , و أقول : هذه اللفظة قد تكره أو تمنع شرعيا من منظور آخر و مناط آخر ..)
فقولي : قد تحرّم من منظور آخر = باعتبار آخر = لعلّة (مناط) آخر , و العلة قد تكون منصوصة و قد تكون مستنبطة , و قد تحرم اللفظة و غيرها سدا للذريعة و قد تحرم احتياطا و قد و قد ... هذا كله داخل في ما ذكرته لك آنفا , و قد قلت لك : (بصرف النّظر عن البحث في سبب تحريم اللفظة المعينة .. ) . فالبحث ليس هو ذاك ..
و كذلك :
أنا أشرت إلى التشديد في الاحتياط في باب العقائد و هذا أراك أدخلته في اعتراضك و لم يكن له داع , الفرق الوحيد أنني اختصرت و أنت أطلت ... وأقول آسفا أخي الحبيب (أطلتَ و خلطت) و هي أيضاربما من (غفلة الصالحين أو زلات الأذكياء) كما قلت أنت .
و كذلك قولك بارك الله فيك :
( وعلى هذا انصح اخي الى عدم الخلط في الأحكام الشرعية ,وان يبني ردها على تاصيل علمي لا على نقولات علمية يفهمها بنظره,أو يردها برايه فإنه أول من يتهم)
أقول : عفا الله عنك , أين هي النقولات التي احتججت عليك بهاأصلا ؟!! , بل أنا أعطيتك التّأصيل العلمي الذي أتصوره للمسألة و ما ذكرت نقولات أصلا ,و طريقتي في باب المناظرة أو النقاش العلمي : الدّليل و الدليل وحده و أسلوب : قال فلان و قال أصحابنا! ليس فيه أدلة لأن أقوال العلماء مفتقرة للاستدلال لها و ليست بأدلة .
و قلب مشاركاتي في المنتدى و غيره تجد موقفي من التقليد مفرحا لك إن شاء الله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــ
أخيرا :
و تسهيلا على نفسي و عليك و على القراء الكرام أقول لك :
أحد أهمّ مواضع النزاع بيني و بينك و الذي كان عليك تحريره قبل الخوض في المسألة هو :
زعمك أخي الحبيب : أنّ لفظة ( آخا علي / أخاه علي / أخاه) معناها (أخو فلان فوقي)
حيث قلت هناك :
( وبهذا تعرف معنا أخاه علي؛معناه أخو فلان فوقي وأبو فلان فوقي,هذا شرحها لا ثانٍ لها )
قلت يا أبا حمزة بعد هذا المقدمة الجازمة! :
(وبالتالي يجب على النّسوة تجنب مثل هاته الألفاظ والتي قد تقلنها النسوة ولا تشعرن بمعناها الموضوع لها)
فجزمت أنّ ذلك هو معناها لا معنى ثان لها .
ثم أفتيت , أعطيت حكما شرعيا منسوبا إلى الله و رسوله بأنّه (يجب) على النساء! تجنب هذه اللفظة = التحريم .
ثم صرحت أن المعنى المذكور هو (معناها الموضوع لها ) .
المناقشة :
وهنــا يرد عليك هذا الكلام فأرجو أن تزيد صدرك اتساعا :
ـ من المعلوم في باب العلم و مباحثه ( إن كنت ناقلا فالصحة / و إن كنت مدعيا فالدليل ) .
ـ لا نَقْـل نصّي معك في تحريم النطق بهذا اللفظ (أخاه علي) على التركيب الذي ينطق به (ألف ممدودة أصلها "أا" + خاء مشدّده + ألف مدية + هاء و أحيانا بلا هاء/ علي = فوقي! ) .
ــ بقي عندك مستند آخر و هو تفكيك اللفظ و شرحه بالفصحى و نسبة المعنى الفصيح المفهوم من التركيب الذي فكّكته أنت إلى التركيب العامي الذي ينطق به الناس .
ـ قولك : هذا هو المعنى الذي وضع له !
فأولا : ما الدليل على صحة هذا التفكيك .؟؟؟
ثانيا : إذا كان المعنى الذي وضع له في قصدك هو المعنى الفصيح فالمعلوم أن الوضع قد يتعدد فتوضع الكلمة و يراد بها معنى ثم توضع و يراد بها معنى آخر و هكذا إلى أكثر من معنى .. و هذا يصبح دليلا عليك لا لك (على أنه غير وارد هنا)
و إن كان قصدك الوضع العامي (في اللغة الدارجة) فصار عليك أن تثبت (دعوى الوضع) و تثبت (الاستعمال الذي ذكرته) .
نقض التّفكيك من أصله و لو على طريقة أبي حمزة :
فإن كون الألف مدية (أا) و الخاء مشددة : هذا وحده يكفي لنسف التفكيك الذي ذكرته لأن الخاء لن تكون (أخاه = أخاه)
بل ستكون ( أخْ خاه علي) إذ هنا مدغمان ..
و الألف الأولى ستكون همزة مفتوحة = ألف مدية (أا=آ)
ثم : محاكمتها للعربية يلزم أن تكون (أخوه علي) بالرفع! لأنها مبتدأ و خبر!
لا بالنصب فماجواب هذه ؟
الجواب يا أخي الحبيب :
ما نطق بالعامية فالأصل محاكمته إلى العامية إلا أن يثبت بدليل سمعي صحيح أن أصل معناه (الذي أراده الناطق الأول به) هو معناه التركيبي المطابق له في العربية الفصيحة و إلا فلا سند
المقصود : أن القول في الفتوى بهذه الطريقة لا يعد علما و لا تأصيلا , بل هي طريقة تحتاج إلى كثير من الأركان و الله المستعان .
هذا و الموضوع يحتاج إلى إطالة نفس و سعة صدر و تبحر في اللسانيات و في الدلائل و مباحث الألفاظ , و أما التأصيل و التقعيد فأعسر من هذا كله و إنما أردت تنبيه أخي إلى هذا المعنى في سطرين فاضطرني إلى تعقيب طويل أنا في غنى عنه و عجز عن بسط فصوله فالله يغفر لي و له .
و الأصل أن يعرض طالب العلم فهمه على العلماء و المشايخ قبل أن يعرضه على الناس فإن هذه مسألة فتوى .
ثمّ أقول لك أخي و أرجو ألا تغضب :
مقدار الأخطاء الواردة في تعقيبك خصوصا تجعل النّاظر يعجب من استعجالك الفتوى و تصدّيك لما لست له بأهل قطعا , و قد كان يكفيك أن تتحرّى طريقة النقل عن العلماء و المشايخ و نقل ما تشكّ فيه إلى أهل الاختصاص و ليس "دراسته" كما أراك تزعم و تقول , و لعل هذا من الحق المر و لكنه نافع لك إن شاء الله تعالى , و إليك بعض مظاهر الضعف العلمي الرهيب من خلال تعقيبك الأخير و الله المستعان :
ــ جنايتك على الآية الكريمة التي نقلتها حين قلت في تعليقك عفا الله عنك:
فما بالك بقول الله (يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعينا ولكن قولوا انظرنا )
و هذه جناية عظمى إذ كيف تغفل عن آية أنت تستدل بها ) حتى لا يقول قائل أن هذا أمر محتمل( و الصّواب (( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا و قولوا انظرنا و اسمعوا ))
(إلا أن تكون هناك قراءة أخرى غير قراءة عاصم و نافع فكان على الأخ أن يشير لذلك توقيرا لكتاب الله و حفظا لأذهان القرّاء من الاستغراب و الزلل , و هذا و الله أعلم بعيد)
و بالمناسبة أقول : بعض الإخوة كلّموني بخصوص هذا الموضوع و ضربت لهم مثلا بما ذكر في الآية فليس بغائب عني لكنه ليس موضع البحث أيضا فلا داعي لحشره .
ــ الاضطراب في الطريقة و التفكك الحاصل بين الأساليب في تعقيبك , إضافة إلى الجمجمة التي لا علاقة لها بالتأصيل و لا بالعلم ممّا يجعل القارئ يمل بل و يتعجب من أين جئت بهذه الفقرات غير المتآلفة ؟ فحاول أن تجمع شتات أفكارك و كلماتك يا أبا حمزة قبل أن تكتب في مواضيع الفتوى لمجرد التخرص
ــ الأخطاء الإملائية و النحوية الكثيرة التي حفل بها تعقيبك فرفقا بالعربية ياأبا حمزة.
على كلّ حال : ما جاء في تعقيبك من صواب فهو داخل تحت العموم الذي ذكرته لك في تعقيبي , و ما جاء فيه من خطأ فليس لي وقت مع الأسف كي أفرد له موضوعا طويلا , و يبقى السؤال مطروحا حول العبارة المتهمة التي لا تزال بريئة و هي آخاه عليه = أ ا خْ خاهْ عليّ .
و أمّا الآية التي أردت تذكيري بها فأقول :
بل أنا من كنت ذكرتك بها حرصا على نفسي و على القرّاء و عليك أخي حمزة فأنا لا أزال ذاكرا لها , فصار تخويفك إياي بها من باب : هذه بضاعتنا ردّت إلينا
و مع ذلك فارجو مرة أخرى أن تحاول العمل بها كما سأحاول أنا أيضا .
فــــــــائدة في مناط محتمل للحكم على هذه اللفظة ,(رأيي في الموضوع) :
أقول لأخي أبا حمزة و غيره : قد تكره هذه اللفظة و مثيلاتها باعتبار آخر لا علاقةله بما ذكر هنا و ذلك : إذا كان في قولها من طرف المرأة نوع تغنّج و تدلل و تكسر بالصّوت فإنّها من هذا الوجه إذا ثبت فيها ذلك الوصف = تدخل في لكراهة و ربما التحريم اندراجا تحت عموم النهي في قوله تعالى (( ..فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ..)) و هذا رأي لا فتوى والله تعالى أعلم
و أعتذر للأخ الفاضل إن لم أعد للمباحثة في هذه المدة فإنني على سفر طويل و الله الموفق
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: رد: هل يجوز أن تقول المرأة : أخاه أعليَ أو بوووه عليَ...؟ 
الثلاثاء 28 يوليو 2009 - 20:22
