الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 حول الأشعري والمراحل الثلاث :

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالأربعاء 11 نوفمبر 2009 - 11:08

حول الأشعري والمراحل الثلاث :
كما يعلم كل مطّلع على الاتجاهات الفكرية والعقدية فإنّ الأشعري رحمه الله قد مرّ في حياته بأطوار عديدة تركت آثارها العميقة في مؤلفاته وأتباعه فقد كان رحمه الله على معتقد المعتزلة ثمّ تركهم وسلك طريق ابن كلاب ليستقرّ أمره بعد ذلك على البراء من كلّ ما خالف عقيدة الإمام احمد رحمه الله وهي عقيدة الأئمة من قبله كما هو معلوم رغم ما شاب هذه العودة من رواسب عقدية للمذاهب التي تبناها طوال مسيرته العلميّة إذ ألّف رحمه الله كتاب الإبانة في أواخر حياته وقرر فيها حقيقة مذهبه وما إنتهى إليه خلال رحلته الطويلة بحثا عن الحق هذا المذهب الذي أناخ بضلاله على جميع مؤلفاته في تلك الفترة الحساسة من حياته فأي مطّلع على مقالات الاسلاميين أو رسالته إلى أهل الثغر يجزم أنها قد كتبت على نفس المنهج ويظهر فيها نفس النفس السلفي الذي رفضه ويرفضه هؤلاء المتأخرون ممن ينتسب لهذا الأمام وهو على غير نهجه

و يمكن الإستدلال على ثبوت هذه المرحلة الأخيرة أي مرحلة العودة إلى السنّة بالعديد من المعطيات والشواهد منها:
أولا- أنها مرحلة قد أثبتها العديد من المحققين وعلى رأسهم الحافظ إبن كثير رحمه الله وهو من هو في التحقيق وسعة الإطّلاع :
يقول رحمه الله كما جاء في طبقات الشافعية (وقد نقلها المرتضى الزبيدي في الإتحاف دون تعقيب) :
((ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها حال الانعزال التي رجع عنها لا محالة.
والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك .
والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً.))
وأشار إلى هذه الحقيقة عالم محقق آخر وهو الحافظ الذهبي رحمه الله فقد جاء في السير قوله :
((قلت رأيت لأبي الحسن أربعت تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها تمر كما جاءت ثم قال و بذلك أقول وبه أدين ولا تؤوّل))
ونصّ عليها رحمه الله في كتابه (العرش) قائلا : ((ولد الاشعري سنة ستين ومائتين ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله وكان معتزليا ثم تاب ووافق أهل الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك وأنّه موافق لهم في جميع ذلك فله ثلاثة أحوال :حال كان معتزليا وحال كان سنيا في بعض دون البعض وحال كان في غالب الأصول سنيا وهو الذي علمناه من حاله))
وقال رحمه الله كتابه ((العلو للعلى الغفار)):(( كان أبو الحسن أولا معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة ، ووافق أئمة الحديث ،
فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماْ الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله
))
وزاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المسألة وضوحا فقال كما في نقض التأسيس (( إنّ الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب فإنه تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ثمّ لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخلاي وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم ))
وقال العلامة الألوسي رحمه الله كما في غرائب الإغتراب :(( فقلت يامولاي يشهد لحقيقة مذهب السلف في المتشابهات وهو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه ((ليس كمثله شىء)) إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيريتهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد من أجلة الخلف ومنهم الامام ابو الحسن الأشعري لأن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات قال في كتابه (الإبانة) : الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل (( الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما رةي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد إبن حنبل نضر الله تعالى وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون )) وهو ظاهر في أنّه سلفي العقيدة وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك ولهذا ( ... نعص لميه هكذا في المطبوع ولعلها نعض عليه .. أخوكم ) من بين أئمة الحديث ويعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح فليتهم رجعوا كما رجع واتبعوا ما اتبع ))

ثانيا –أنّ ماقرره أبة الحسن الأشعري في الابانة ومقالات الإسلاميين و رسالته إلى أهل الثغرمن مسائل المعتقد ومنه مسائل الصفات موافق في جملته لمعتقد السلف ومخالف لما عليه هؤلاء المتأخرةن ممن يدعي السير على نهجه واتباع طريقته
فقد أثبت رحمه الله الصفات على ظاهرها ومنع من تأويلها وعدّ من تأوّلها مبتدعة وجهمية بل صرّح رحمه الله بأنّ الصفات حقيقية وأوجب الأخذ بالظاهر وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة وردّ على من تأةّلها وأخرجها عن حقيقتها وهذا يؤكد أنها –أي المرحلة الأخيرة-مغايرة لمرحلته الكلابية
ومما يؤكد هذا المعنى ويسنده قول بعض الطاعنين في أبي الحسن أنه إنما ألف الإبانة مصانعة ورعاية لأهل السنة
فقد قال ابو علي الأهوازي رحمه الله ((وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة يتولون به العوام من أصحابنا سماه (الابانة) صنفه ببغداد لما دخلها فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه
وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول : لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس فقلت وقالوا )) وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت قال البربهاري (( ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ما نعرف إلا ما قال أبوا عبد الله أحمد ابن حنبل )) فخرج من عنده وصنف كتاب الابانة فلم يقبلوه منه ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها )) وظاهر هذا النقل يدل على أن كتاب الابانة مخالف لما عليه الأشاعرة ولذلك ظن بعض الطاعنين أنه إنما ألفه مصانعة وهذا الظن وإن لم يكن صحيحا إلا أنه ثبت أن منهج الأشعري في الابانة موافق لأهل السنة ومخالف لتلك الطريقة التي تسمى بالأشعرية وقد اعترف بهذه الحقيقة العديد من الأشاعرة المعاصرون وان كانوا يؤوّلونها تأويلا آخر ويزعمون بأن هذه المرحلة هي الثانية وليست الأخيرة فالمهم هو إعترافهم بهذا الأمر وهو أن الابانة تهدم أصول مذهبهم الحادث رغم أنهم ويا عجبا يعترفون بأنهت من تأليف إمامهم ومن هؤلاء الكوثري وغيره والذي سنعرض عن حكاية قوله لاشتهاره ونقدم عليه قول شخصية أشعرية أخري وهي شخصية الدكتور سعيد فودة فقد جاء في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):
" وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "

وقال الامام القاضي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس كما في
أصول الديانة رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة عن
(ينسبها بعض المحققين لابن أخيه الفقيه إبراهيم ابن الفقيه الإمام أبي عمرو عثمان بن عيسى بن درباس)
((أما بعد.. فاعملوا معشر الإخوان وفقنا الله وإياكم للدين القويم وهدانا أجمعين الصراط المستقيم أن كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبما كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمنَّ الله ولطفه، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها، كيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، وروي وأثبتت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين، وأنه ما دلّ عليه كتاب الله وسنّة رسوله فهل يسوغ أن يقال: إنه رجع عنه إلى غيره؟ فإلى ماذا رجع إلى كتاب الله وسنّة نبي الله وخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون، وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم، هذا الذي [لعمري] ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين كيف بأئمة الدين؟ ) إلى أن قال :
((وقد ذكر الكتاب واعتمد عليه وأثبته عن الإمام أبي الحسن رحمه الله عليه وأثنى عليه بما ذكره فيه وبرأه من كل بدعة نسبت إليه، ونقل منه إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم.))

والعجيب أن هذا الامام الأشعري مذهبا قد نقل عن أحد أئمتهم وصف أمثال هؤلاء المتأخرين ممن ينقل مذهبهم المخالف بأنهم جهمية فقد جاء في الرسالة المذكورة قوله :
((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
وقال في [جملة] ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.

هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره [(ص 115)].)) انتهى
ثالثا – بيّن رحمه الله في مقالات الإسلاميين أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث ونقل أقوالهم ولو كان كلابيا لما فرّق بين المصطلحين ولجعل الفرقتين واحدة
رابعا – مما يؤكد هذا أنّ الأشعريّة المتأخرون لا ينقلون في كتبهمشيئا مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي (مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر) و (الإبانة) وحاولوا عبثا أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع و المتداول إليه وما ذلك إلا لعلمهم بأنّه ينقض أصول مذهبهم
خامسا- أنّ أبا الحسن الأشعري ذكر في أوّل كتاب الابانة أنه سائر على درب الامام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنّة –كما تقدم-ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا إعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة ومعلوم أن ابن كلاب كان مباينا لطريق الامام أحمد وأن الامام أحمد كلن ينهى عن الكلابية وعن كبارهم من أمثال الحارث المحاسبي وأصحابه ويصفهم بالجهمية وهو مشهور مستفيض فلو كان الأشعري على طريقتهم لما انتسب إلى الامام أحمد مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته ..

*- أما جوابا على إدعاء المخالف حول إختلاف نسخ الإبانة وغيرها فيقال :
إن دعوى التحريف والتبديل بغير بينة ولا برهان أمر لا يعجز عنه مبطل ولو جاز ذلك لأمكن ادعاء من شاء ما شاء
ثمّ إنّ هذا أمر يأباه التحقيق العلمي لأمور :
أولا- اتفاق النسخ المحفوظة الموجودة لكتاب (الإبانة) في أبوابها ومسائلها وألفاظها وهذا يدل على بطلان دعوى التحريف إذ لو وقع التحريف لاختلفت المسائل وتعارضت الألفاظ وظهر الاختلاف الذي يغير المعاني ويقلب المسائل

ثانيا- أنه بمقارنة ما هو موجود في النسخ الموجودة المتداولة من كتاب ( الابانة) مع ما نقل منه في كتب المتقدمين فاننا نجدها متفقة متوافقة
فقد نقل الحافظ البيهقي فصلا من (الابانة) في كتابه (الاعتقاد) ص 114 فوجد مطابقا لما هو موجود
كما نقل ابن عساكر فصولا منه في (تبيين كذب المفتري) ص152-162 فوجدت مطابقة لما هو موجود
كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصولا منه أيضا في غير ما موضع من كتبه ككتاب (نقض التأسيس) ص63-85 وفي مجموع الفتاوى 3/224-225 .. 5/93-98،168- 178 ووجدت مطابقة لما هو مطبوع
وكذلك ابن القيم كما في حاشيته على تهذيب السنن 13/35-36 وفي مختصر الصواعق 2/129 فوجدت جميعها مطابقة لما هو موجود
ونقل أيضا الحافظ الذهبي فصولا منه في كتابيه ( العلو) ص218 و(العرش) ص291-303 فوجدت موافقة للنسخ الموجودة

ثالثا-أنّ الذي يؤكد ذلك أيضا هو اتفاق كتب الأشعري المتأخرة مع ما في الابانة من حيث المسائل والتقريرات فقد قرر في كتاب (مقالات الإسلاميين) في معتقد أهل الحديث ما يماثل تقريره في الابانة وكذلك في (رسالة إلى أهل الثغر)
كما أنّ تقرير المسائل وسياق الحجج في (الإبانة) مطابق لما هو موجود في كتاب (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) وأنظر-غير مأمور- ما في الإبانة ص118 مع ما في (رسالة إلى أهل الثغر) ....

*- وأما الاستدلال على التحريف المزعوم ل (الإبانة ) بما هو مسند فيه عن أبي حنيفة رحمه الله من القول بخلق القرآن فهذا أقرب إلى العبث منه إلى التحقيق العلمي ذلك أنّ هذه القصة المذكورة عن أبي حنيفة رحمه الله قد رواها جمع من الأئمة فقد رواها البخاري في (التاريخ الكبير) (4/127) وفي (خلق أفعال العباد ) (ص7) ورواها عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه (السنة) (1/184) والعقيلي في (الضعفاء) (2/280) واللالكائي في (شرح أصول إعتقاد أهل السنة ) (2/239) وابن الجعد في (مسنده) (ص22) والخطيب في (تاريخ بغداد) (13/388).
فهل يفهم من هذا: أن هذه الكتب قد نالتها أيدي المحرفين أيضا ؟؟؟
بل إنّ عبد الله بن الإمام أحمد قد عقد فصلا فيما ورد في أبي حنيفة رحمه الله من الذم
فقال: (باب: ما حفظت عن أبي وغيره من المشايخ في أبي حنيفة) ثم ساق آثارا كثيرة (السنة (1/180)
ولا يعني هذا صحت كل ما نسب إلى أبي حنيفة كما نسب إليه القول بخلق القرآن بل الصحيح الثابت عنه هو: أن القرآن كلام الله غير مخلوق كما نص على ذلك في (الفقه الأكبر) له وفي غيره من كتبه ورسائله وكما في كتاب (العقيدة ) لابن صاعد وغير ذلك من الكتب إلا أن المقصد هنا أن نبين أن ما هو منسوب لأبي حنيفة من القول بخلق القرآن مذكور في كتب أهل السنة فلا يستغرب أن يذكره الأشعري أيضا فكيف يكون دليلا على دخول التحريف في كتاب (الإبانة) ....


.............................. ....................

اعتمادا على كتاب الأشاعرة للشيخ فيصل بن قزار الجاسم حفظه الله وغيره .. (تلخيص وإضافة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الحليم توميات

عبد الحليم توميات

عدد الرسائل :
537

تاريخ التسجيل :
23/03/2009


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالأربعاء 11 نوفمبر 2009 - 13:29



بارك الله فيك وأحسن إليك أخي العاصميّ، فقد نقلتنا إلى عالم البحث والمذاكرة، والدّراسة والمحاورة.

وكما ذكرت – حفظك الله – عن عود الأشعريّ إلى منهج أهل السنّة، أنّه ( شاب هذه العودة من رواسب عقدية للمذاهب التي تبناها طوال مسيرته العلميّة ).

وأحببتُ أن أُثرِي هذا الموضوع المهمّ، ببيان أمرين مهمّين:

· الأمر الأوّل:

إنّ الأشاعرة الأوائل ما كانوا يؤوّلون الصّفات الذّاتية، كالوجه، واليد، وغيرها، بل كانوا يؤوّلون الصّفات الاختياريّة، وهي المتعلّقة بالمشيئة، فهذه هي الأشعريّة

الأصيلة، المخالفة لمنهج السّلف. وهي العقيدة الّتي سطّرها أبو الحسن الأشعريّ رحمه الله في "
الإبانة ".

لذلك يَنسُب كثير من الأشاعرة " الإبـانة " إلى أبي الحسن الأشعريّ دون أدنى غضاضة.

ثمّ جاء الباقلاّني وبعده الجُويني، فطردوا التّأويل، وجعلوه ينصبّ على جميع الصّفات: الفعليّة والذّاتية.

كذلك " رسالة إلى أهل الثّغر "، فإنّ فيها تقرير أمور مخالفة لمعتقد السّلف، من ذلك على سبيل الاختصار:

1- في (ص 154) ذكر أنّ التّوحيد الّذي أرسل به الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هو المعرفة ! والصّواب هو توحيد الألوهيّة، وإفراد الله بالعبادة.

2- في (ص 147) فسّر الكفر بالجهل والإعراض، والصّواب: أنّهما نوعان من أنواع الكفر، لا الكفر كلّه.

3- في (ص 82) اعتمد دليل الحدوث على وجود الله تعالى، وهو من خصائص الأشاعرة وعلماء الكلام.

4- قال (155) وهو يبيّن زيادة الإيمان ونقصانه:" إنّما هو نقصان في مرتبة العلم وزيادة البيان ". وهذا بناءً على القول بأنّ الإيمان مجرّد المعرفة والتّصديق.

5- وذكر (ص156) أنّ الإيمان لا تضرّه المعاصي.

6- وفي (ص 166-167) قرّر مبدأ تفويض المعاني.

7- وفي مواضع كثيرة من الكتاب مشى على منهج " الإبانة " في تأويل الصّفات الاختياريّة.

· الأمر الثّاني:

الظّاهر أنّ " رسالة أهل الثّغر " ليست للأشعريّ رحمه الله، وأنّها من تأليف تلميذه أبي عبد الله بن مجاهد
المتوفّي سنة (370). وهذا ممّا فتح الله به على أخينا

المحقّق الشّيخ محمّد حاج عيسى، فبيّنه غاية البيان، بالحجّة والبرهان، وليس لي من ذلك إلاّ تسطير البنان.

ويدلّ على أنّ الكتاب من مؤلّفاته أمورٌ:

أوّلا: قد نسبها إليه القاضي عياض في " ترتيب المدارك " (2/476) واصفا إيّاها بالمشهورة، حيث قال:
"وله كتاب في أصول الفقه على مذهب مالك،

ورسالته المشهورة في الاعتقادات على مذهب أهل السّنّة الّتي كتب بها إلى باب الأبواب".


ثانيا: لإثبات كتاب ما إلى صاحبه، لا بدّ من دراسة السّند إليه.

فأسنده ابن عطية في " الفهرست " (126) ونسبه إلى ابن مجاهد، وسماّه « رسالة في عقود أهل السّنّة ».

وأسنده ابن خير الإشبيلي أيضا في " الفهرست " (1/318-319) من ثلاث طرق قدّمها بقوله: " رسالة أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب بن مجاهد

الطّائي البصري، فيما التمسه فقهاء أهل الثّغر بباب الأبواب، من شرح أصول مذاهب المتبّعين للكتاب والسّنّة ".

وهذان الطّريقان من أقوى الطّرق المعتمدة في نسبة الكتب إلى أصحابها.

ثالثا: كثيرممّن اعتمد " رسالة أهل الثّغر " قد نسبوها إلى ابن مجاهد:

فقال محمّد بن سلامة التونسي (746) في مسألة الاستواء: " اعلم أوّلا أنّ هذا الكلام وهذا الإطلاق ليس من إطلاق المصنّف وإنّما هو إطلاق السّلف الصّالح

والصّدر الأوّل، نصّ على ذلك أبو عبد الله بن مجاهد في رسالته إلى باب الأبواب، فقال فيها ما نصّه:

(وممّا أجمعوا على إطلاقه أنّه تعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه) "[" النكت المفيدة في شرح الخطبة والعقيدة

" (83)، وعنه نقله القلشاني (863) في " تحرير المقالة " (102)].

ونقله أيضا ابن ناجي في شرحه لمتن رسالة القيرواني (1/28)، وقال زروق الفاسيى في حاشيته على متن الرّسالة (1/29): " وما ذكره الشّيخ هنا نقل ابن

مجاهد في إجماعاته ما هو أعظم منه فقال:" وممّا أجمعوا على إطلاقه أنّه تعالى فوق عرشه دون أرضه ".

رابعا: ويدلّناأيضا على ذلك تاريخ تأليف الكتاب ومكانه، فقد جاء في مقدّمة الكتاب ما يلي:

" فقد وقفت على ما ذكرتموه في كتابكم الوارد عليّ بمدينة السّلام .. ووقفت أيّدكم الله على ما ذكرتموه من إحـمادكم جوابي عن المسائل الّتي كنتم أنفذتموها إليّ

في العام الماضي وهو سنة سبع وستين ومائتين ".

فهذا يفيد أنّها ألّفت سنة (268) وهو خطأ قطعا واتّفاقا، لأنّ الأشعري نفسه ولد سنة (260)، وصوابه إن شاء الله سنة

(368)، إذ هذا يناسب كون مؤلّفها ابن مجاهد، وهذا أولى من قول بعضهم إنّها تصحّفت من سنة (298).

لماذا ؟ لأنّ الأشعري حينها لم يزل معتزليا بالبصرة، والكتاب كتب في بغداد.

خامسا: وممّا يستأنس به في هذا الباب أنّ أبا بكر ابن فورك لمّا أحصى كتب الأشعري لم يذكر هذا الكتاب من ضمنها، وهو العارف بمذهب الأشعري ومجرّد

أقواله، وحجم الرّسالة كبير وموضوعها خطير فلو علمها له لم يسكت عنها.

خادسا: أنّ أقدم من نسبها إلى الأشعري هو ابن عساكر في " تبيين كذب المفتري " (136ص )، مسمّيا إيّاها:"
جواب مسائل كتب بها إلى أهل الثغر في تبيين

ما سألوه عنه من مذهب أهل الحقّ
".

ومن نسبها إليه من بعده كابن تيمية وابن القيّم إنّما هو تابع له.

ولا شكّ أنّ هذه النّسبة لا تقوى على معارضة الدّلائل الّتي ذكرت، خاصّة روايتها بالإسناد المتّصل عن مؤلّفها ابن مجاهد.

والاعتماد على مجرّد أن نسبها إليه عالم أو عدد من العلماء ليس من الأساليب اليقينية في نسبة الكتاب إلى مصنّفه .

زيادة على هذا فإنّ ابن عساكر لم ينقل لنا منها شيئا لنعلم اطّلاعه عليها ولنتبيّن أنّها هي الّتي بين أيدينا وليست رسالة أخرى.

سادسا: كذلك اعتماد ما كتب على ظهر المخطوط لا يصلح في مثل هذا الموضع، لأنّ النّسّاخ الّذين ذُكروا غير معروفين ولم يذكروا سماعاتهم أو أسانيدهم إلى

المصنّف.

والله أعلم، وأعزّ وأكرم، وهو الهادي للتّي هي أقوم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد كمال الجزائري

محمد كمال الجزائري

عدد الرسائل :
480

تاريخ التسجيل :
26/04/2009


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالأربعاء 11 نوفمبر 2009 - 14:27

أحسن الله إليك شيخنا عبد الحليم على هذه الفوائد ولا أنسى أخي العاصمي فجزاكم الله خيرا والحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالأربعاء 11 نوفمبر 2009 - 15:08

ماشاء الله

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا جابر

ولا انسى أخي وأستاذي الحبيب العاصمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالأربعاء 11 نوفمبر 2009 - 16:04

والله إنّ القلم ليعجز وأنا أقرأ هذا التعقيب الماتع لشيخنا المفضال عبد الحليم توميات حفظه الله فالله أسأل أن يجعلني وإياه وجميع أهل منتدى تبسة من أهل الجنة وأن يجعلنا جميعا ممن يحب السنة وأهلها إنه ولي ذلك والقادر عليه والشكر موصول إلى الأخوين الكريمين كمال وسمير الجزائريين فجزاهما الله عن أخيهما كلّ خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الرحمان الأمازيغي

أبو عبد الرحمان الأمازيغي

عدد الرسائل :
333

الموقع :
http://www.alhazmy.net

تاريخ التسجيل :
05/06/2009


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 1:23

ما شاء الله على هذه الفوائد القيٌمة
جزاكم الله خيرا
اللهم احفظ شيخنا و حبيبنا أبا جابر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الجزائري
Admin
يوسف الجزائري

عدد الرسائل :
2754

الموقع :
http://nebrasselhaq.com/

تاريخ التسجيل :
21/01/2009


حول الأشعري والمراحل الثلاث : Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول الأشعري والمراحل الثلاث :   حول الأشعري والمراحل الثلاث : I_icon_minitimeالخميس 12 نوفمبر 2009 - 1:39

جزاكم الله خيرا
و حفظ الله الشيخ الفاضل عبد الحليم و نفعنا بعلمه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nebrasselhaq.com/
 

حول الأشعري والمراحل الثلاث :

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» من ختم له بإحدى هذه الثلاث دخل الجنة
» دوره مكثفه في ( القاعده النورانيه ) هلموا يا صاحبات الهمم .
» محبة الزوجة الكتابية ، و بيان المراتب الثلاث في محبة الكفار ( الشيخ صالح آل الشيخ).

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-