هل نستغني عن اللغة العربية في عملنا ؟

21/02/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يزال كثير من الناس يظنُّ أنَّ إتقان اللغة العربية الفصحى نطقاً وكتابةً ليس ضرورياً في هذا العصر، ويتساءل هؤلاء عن جدوى الفصحى في زمنٍ أصبح فيه شرط الحصول على وظيفةٍ ممتازة إجادة اللغة الإنجليزية، وإتقان استخدام الحاسب الآلي، ويذهب بعضهم إلى ما هو أكثر سلبيةً من هذا التصوُّر فيرى أن العصر ليس عصر اللغة العربية، وأن الإنسان العربي يعيش في قرية كونية صغيرة تحكمها المصالح، والمنافع المادية، التي يسيطر عليها أهل اللغة الانجليزية بلا منازع.ويطرح بعضهم القضية من جانب آخر يتعلَّق بالمساحة الضيقة التي حوصرت فيها الفصحى في هذا العصر أسرياً، واجتماعياً، وسياسياً وثقافياً وإعلامياً، ثم يقول هؤلاء، لماذا أعتني بلغة محصورة في هذه المساحة الضيقة، وما الذي استفيد منها.وهكذا يأخذ الحديث عن «لغتنا» مسالك شتَّى تدلُّ في مجملها على أننا أمَّة مقصِّرة تقصيراً كبيراً في خدمة لغتها الخدمة اللاَّئقة بمقامها العظيم، ودورها الكبير في الرُّقيّ بالتفكير، وفي النجاح الوظيفي في الحياة.
لقد أفرز هذا التقصير الذي يمكن أن يسمَّى «إهمالاً» أجيالا من أبنائنا، تتقلَّب ألسنتهم بين العاميات واللهجات المحلية، واللغات الأجنبية من إنجليزية وغيرها بصورة مؤلمة تجعل «طمطمانيَّة» العُجْمة مسيطرة على أبناء أمةٍ مهزومة تحتاج إلى من ينهض بها.
هنالك مسألة مهمة لابد من طرحها بأسلوب علمي موضوعي بعيدٍ عن المبالغة في جانبي التعصُّب للغة العربية الفصحى أوضدَّها، ألا وهي مسألة أهمية الفصحى في بناء الشخصية وتطويرها، وجودة أدائها الوظيفي، وتأهيلها لإتقان الأعمال على اختلافها، فإتقان الفصحى بسلاستها وجمالها وسحرها وسهولتها بعيداً عن التعقيد والتقعُّر يبني شخصية الإنسان بناءً ذهنياً ونفسياً قوياً، وهذا البناء القويُّ عاملُ مهم من عوامل جودة العمل وإتقانه، وهذه المسألة يتفق عليها علماء اللغات، والاجتماع، وعلماء النفس والتربية، ويجمعون على أنَّ الإنسان الذي يتقن لغته ويعتني بها يكون أقوى شخصية، وأفضل أداءً، وأكثر استقراراً نفسياً، وأقربُ إلى العطاء والإنتاج المتميز.
والشواهد على هذا كثيرة في زماننا هذا، فالياباني، والصيني، والألماني، والفرنسي، لم يحتج أحدهم إلى إهمال لغته الأصيلة حتى يكون إنساناً عملياً منتجاً، وبلادهم لم تحتج الى اللغة الإنجليزية حتى تكون بلاداً متطوِّرة صناعياً، قويةً اقتصادياً، مع أنهم يعيشون معنا في العالم نفسه الذي تشكل الدول العظمى فيه الناطقة بالانجليزية مركز القوة والهيمنة.بل إن الملاحظ «الثابت» أنَّ تلك الدول التي لم تهمل لغاتها قد نجحتْ في بناء كيانها القويِّ صناعياً، واقتصادياً، وثقافياً وإعلامياً دون أن تحتاج إلى مثل هذه الهزيمة النكراء أمام الإنجليزية التي نعيش آثارها السلبية في عالمنا العربي.بل إن ***الصيونية الصغيرة في حجمها، المحالفة لأمريكا وبريطانيا بلدي اللغة الانجليزية الكبيرين، لم تنظر إلى اللغة «العبرية» الأصيلة بمنظار الانهزامية وإنَّما عُنيت بها كل العناية، وجعلتها أساساً من أسس بناء ما يُسمى دولة إسرائيل، التي نرى جميعاً قوتها العسكرية، والاقتصادية، وعمقها الثقافي مع كونها دولة صغيرة قائمة على احتلالٍ وغَصْبّ وقتلٍ وسلبٍ ونهب.
إنَّ اللغة العربية الفصحى ضرورة وظيفية «لأبنائنا، فهنالك ضعفٌ في الأداء الوظيفي نطقاً وكتابة، وطريقة تعامل، يشكل ضعف اللغة العربية الفصحى جانباً مهماً من جوانبه، فلا يصح مع ذلك ما يُشاع في اوساط كثيرٍ من أبناء العربية من عدم أهميتها في الأداء الوظيفي في الحياة المعاصرة».

09/07/2008

أشد على يديك في هذا الأمر, بل أأيد بشدة, فاللغة العربية مهمة و مهمة جدا في حياتنا اليومية, ثم إن كثير من سوء الفهم والظن ينتج عن ضعف في اللغة, فقد نجد إثنان متاشحنان و السبب عدم فهمهما لبعضهما البعض, بل تجدمن لا يحسن التعبير عن مشاعره و إن حاول و عبر فتجد كلماته قليلة , قصيرة, لا تفي بالغرض و كأنه يدفع مالا عن كل كلمة يقولها.

ثم إنه من لا يتقن اللغة العربية, فلن يتقن غيرها.

جزاك الله خيرا.

18/04/2009

السلام عليكم و رحمة الله

حياك الله يا أم سيرين، و جزاك خيرا على هذا الموضوع الحساس و المؤلم و المحزن و المبكي.. قرأتُه فزاد من حسرتي ..فقد كان موضوع نقاش جلسة حضرتها...
نفس الكلمات و الأفكار التي وردت في موضوعك، تردّدتْ في الجلسة :

إتقان اللغة العربية الفصحى نطقاً وكتابةً ليس ضرورياً في هذا العصر

العصر ليس عصر اللغة العربية

لماذا أعتني بلغة محصورة في هذه المساحة الضيقة؟

و أزيدكِ أخرى أكثر إيلاما في النفس، و هي قولهم :"أجمل اللغات الفرنسية، و أضعفها و أدناها اللغة العربية، فهي لا تصلح حتى للتعريف ببعض الأمور البسيطة، كالفواكه و غيرها...إنها لغة يجب حصرها للعبادة و فقط.. لقد ولى زمن استعمالها و الحاجة إليها .."
------------------
الموضوع ذو شجون، و يحز في النفس كثيرا هذا الحال الذي صارت إليه العربية، و تبكي له كمدا و الله.. فلستُ أرى العربية إلا من سيء إلى اسوأ. تنكّر لها أهلها و نبذوها خلفهم، فقليلا ما ترينَهم ينطقون بها أو يكتبونها كتابة صحيحة.
ثم أعود إلى سؤالك "هل نستغني عن اللغة العربية في عملنا"؟
الواقع يحمل جوابَين: أوله يُنبئ و يُخبر عن الاستغناء
و ثانيه، يدعو و يطالب بضرورة إتقان العربية و تعلّمها نطقا و كتابة، إذ الحاجة إلى تحسين أدائها أكثر من الملحّة,,, و لكن !
ثمّة معوقات و عقبات في الطريق، لأنّ الأمر يستدعي قبل كل شيء إرادة و خطة و مشروع عمل من الجهات الوصية(هذا في نظري)، و إلا فمهما يكن الإبن متقنا للغته و يرجو استخدامها في أدائه الوظيفي و تأهيلها لمقامها الذي هي أهل له، فإنه سرعان ما تواجهه ممهلات و إشارات توقيف، تحدّ من سيره، و تُثبط من عزيمته، حاملة لمعاني السلبية و الحذر و التخوف من اللغة العربية، قائلة له بلسان الحال و المقام: ليس هذا وقت العربية، أتريدنا أن نرجع القهقرى,,
و أتوقف عند هذا الحد، فالموضوع يتعبني و يؤلمني حقا،
و لستُ أرى أختي أم سيرين، ما يبعث الأمل في نفسي في هذا الجانب.. كم أرجو أن يكون ذلك حقا.
و أستسمحكم إن كانت نظرتي سلبية في هذا الموضوع

21/02/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك أخية " أسماء " وتشرفت بتواجدك على هذه الصفحة وسررت بتعقيبك وردك الكريم

لكن مهما يكن من المنتمين للعربية اسما والمتنصلين عنها نطقا فنحن أولى بالتذكير والتحسيس

لأن المشاهد بالفعل غريبة في مجتمعاتنا والأدهى والأمر أن تري في ساحة التعليم من الأساتذة

من يصرف نظره عن العربية ويتساهل مع تلامذته وهو في ارتياح قوي إلى الدارجة أو الفرنسية

أو الميل إلى تسكين الحروف لأنه يجهل الإعراب والصرف ....وما دعاني إلى طرق مثل هذا الموضوع

هو إحساسي بالمرارة من أختار التدريس بالعربية وهو يجهلها أو يتجاهل النطق بها حتى لا يوصم

بالتخلف وحتى يرضى عنه الإمعة....

بارك الله فيك وممنونة لمشاركتك وتدخلك .....والمؤمن دائما للخير يسعى.

08/06/2009

أي فخر وشرف نسبنا إليه ولكننا تنكرنا له سهوا وغفلة أم إعراضا وإصرارا.
آه على زمن قد ولى وانقضى وترك لنا آهات وحسرات بل متاهات وزفرات
أين الزمن الجميل الذي شيد صروح لغة الضاد شاهقة شامخة تهز الكون في عنفوان وإباء زمن أبو الأسود الدؤلي والخليل الفراهيدي وسيبويه رجال قرؤوا واتعظوا فاتخذوا لهم منهجا بعيدا عن السوقية والتعجم
الم تقرأ قوله تعالى **إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون**
أصبح الواحد منا يتوارى من القوم إذا انبجس لسانه وتدفقت قريحته بعطر اللغة.
فكر أعرج ومنهج اعوج . بل إنها الجاهلية بعينها كمن بشر بالأنثى **...ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون**
صار ينظر إلى لغة القرآن لغة الشعر لغة الغزل والرثاء ليس لشيء إلا للإهمال الذي جال عقولنا
ولكن اجزم انني لولا مراسي بتوفيق من الله في اللغة العربية لما اتجهت الى دراسة اللغة الفرنسية
قال حافظ ابراهيم في وصفها
اما البحر في اعماقه الدر كامن
فهل سألوا الصياد عن صدفاتي
اقرأوها اتقنوها والله انها الاثرى والارقى والاحلى

21/02/2009

بارك الله فيك يا " عاشق الجبل الأبيض "على هذه النخوة

كلام جميل وشعور اتجاه لغتنا أجمل ...فأجمل بك من فتى غيور على لغته .

01/07/2009

من الاخطاء الفضيعة ترك اللغة العربية و تكلم بها فى الشارع

» سلسلة مقالات : "إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية" لعلاّمة الأدب و اللغة علي الجارم رحمه الله
» سعة اللغة العربية.
» من نوادر اللغة العربية
» فضل اللغة العربية على اللغات
» من روائع اللغة العربية

هل نستغني عن اللغة العربية في عملنا ؟

هل نستغني عن اللغة العربية في عملنا ؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة