أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي هذا المريض خاصة وسائر مرضى المسلمين إنه جواد كريم.

أما عن سؤال السائلة عن توجيه المريض تجاه القبلة في الصلاة.

فإنّه من المقرّر شرعاً أن استقبال المصلي القبلة من شروط صحّة الصلاة, ولا تصحّ الصلاة إلا به, لأنّ الله تعالى أمر به وكرر الأمر به في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}.
إلا حال الضرورة والعذر فإن الضرورة تقدّر بقدرها.

وعليه فإن المريض يتوجّب عليه استقبال القبلة في صلاته إما بنفسه أو بوجود من يقدر على إعانته على ذلك.

وللمريض أربعة أحوال في اتجاهه إلى القبلة, وهي: [/
color]
[color=black]1- إما أن يتّجه بجسمه ووجهه اتجاه القبلة, إن كان يقدر على الصلاة قائماً أو جالساً.

2- فإن كان لا يستطيع الصلاة قائماً أو جالساً صلى على جنبه متوجها إلى القبلة والجنب الأيمن أفضل.

3- فإن كان لا يستطيع الصلاة على جنبه صلى مستلقياً؛ رجلاه إلى القبلة والأفضل أن يرفع رأسه قليلاً في اتجاه القبلة.

4- فإن لم يتمكن من التوجه إلى القبلة, صلى حيث كان اتجاهه وصلاته صحيحة ولا إعادة عليه.
لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم}. وقوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".

أما بخصوص حالة السائلة.

فإنني لا أرى ثمة ما يعيق المريض عن استقبال القبلة وهو يقدر على الصلاة جالساً.
وليس ثمة تعارض بين استقباله القبلة ورؤيته للتلفاز, لأن التعارض ينشأ عند استواء الطرفين.

فهذا المريض مخير بين أمور: [/
color]
1- إما أن يجعل التلفاز في ظهر القبلة بحيث يستقبل التلفاز والقبلة بجسمه ووجهه في آن واحد -طبعا مع ضروة اطفاء التلفاز حال الصلاة-, فإذا حانت الصلاة لم يحتج هذا المريض إلى استدارة أو تحوّل.

2- وإما أن يجلس مقابلا للتلفاز, فإذا حانت الصلاة استدار بجسمه اتجاه القبلة - أو يعان على ذلك- حتى يقضي صلاته ثم يعود إلى هيأته السابقة.

والله تعالى أعلم
[color=red]كتبه وحرّره: أبو يزيد المدني