بارك الله فيكم وجزيتم الجنة ان شاء الله وجعل ما كتبتم في ميزان حسناتكم

جزاك الله خيرا يا أختاه لكن لي بعض التعقيبات و سأعود بإذن الله
لمن البحث؟

ستكون تعقيباتي عبارة عن نقاط و سأفرد كل نقطة برسالة
النقطة الأولى
قولك
يشترط لسجود التلاوة بعض الشروط ، وهي:
الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر في البدن والثوب والمكان ، لكون سجود التلاوة صلاة أو جزء من صلاة ، فيشترط له ما يشترط للصلاة ، والصلاة لا تُقبل إلا بطهور لحديث: «لا تُقبل صلاة بغير طهور» رواه مسلم.


كان ينبغي عليك أختاه على الأقل ذكر الخلاف في هذه المسألة(اللهم إلاٌ إذا كنت تجهلينه) لأنك أكثرتي من ذكر الخلاف في المقال و عدم ذكرك للخلاف في هذا المحل يوهم أنٌه لا خلاف في المسألة, صح؟

أدلة القائلين بوجوب الطهارة
استدل أصحاب هذا القول بحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول " (حاشية رواه مسلم).
فقالوا : الصلاة تجب لها الطهارة فكذلك السجود يجب له الطهارة (حاشية الصنعاني، سبل السلام [ج1، ص 426] الشيرازي [ج1، ص 86]).
قال ابن قدامة : يدخل في عموم قوله : " لا صلاة ..... " السجود ، لأن السجود صلاة فيشترط له ذلك كذات الركوع (حاشية ابن قدامه، المغني [ج1، ص 650]).
وقال ابن مفلح : قياساً على سجدتي السهو لأن كلتيهما سجود (حاشية المبدع [ج1، ص33]).
ولعل أصرح من ذلك كله ما رواه البيهقي في سننه عن ابن عمر موقوفا عليه : " لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر " (حاشية رواه البيهقي - كتاب الصلاة، باب لا يسجد إلا طاهراً - [ج2، ص325] وصححه ابن حجر، فتح الباري [ج2، ص 554]).

أدلة القول المخالف

وهو قول الشعبي والبخاري حيث قال في صحيحه : باب سجود المسلمين مع المشركين والمشرك نجس ليس له وضوء، وكان بن عمر رضي الله عنهما يسجد على غير وضوء.[ صحيح البخاري 1/364].
و هو قول ابن حزم واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وكثير من المتأخرين.
للتنبيه فأنٌ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والتي تضم كبار العلماء قد أخذت بهذا الرأي الثاني وهو عدم وجوب الوضوء لسجود التلاوة (حاشية فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء [ج7، ص 262]).
1 - ما رواه البخاري في صحيحه : " كان ابن عمر يسجد على غير وضوء " (حاشية رواه البخاري - كتاب سجود التلاوة، باب سجود المسلمين مع المشركين - [ج1، ص354]).
2 - قوله عليه الصلاة والسلام: " صلاة الليل والنهار مثنى مثنى " (حاشية رواه الترمذي [697]، وأبو داود [1289]، والنسائي [1665]، وابن ماجه [1322] وصححه الإمام الألباني رحمه الله، صحيح سنن الترمذي [ج1، ص 185]).
قال ابن حزم : " ما كان أقل من ركعتين لا يعتبر صلاة ، إلا أن يأتي نص بأنه صلاة ، كركعة الخوف وصلاة الجنازة ، ولا نص في أن سجدة التلاوة صلاة " (حاشية المحلى [ج3، ص 330-331]).
3 - ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما : " أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والأنس " (حاشية رواه البخاري - كتاب سجود القرآن، باب سجود المسلمين مع المشركين والمشرك نجس ليس له وضوء - رقم 1021، [ج1، ص354]).

قال الشوكاني رحمه الله تعالى : " لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ممن كان معه بالوضوء ولو كان الوضوء واجباً لأمرهم بذلك (حاشية نيل الأوطار [ج3، ص 104]).

الترجيح

و بعد عرض أدلة الفريقين يتضح ما يلي

- عدم وجود دليل يوجب الطهارة في السجود ، والأصل في العبادات عدم إيجاب شيء إلا بنص.
لو كانت الطهارة واجبة لأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو الحال في الصلاة والطواف وغيرهما .
سجود الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما قرأ سورة النجم دليل على عدم وجوب الطهارة ، إذ لو كانت واجبة لأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بها ، أو لتبين إن كانوا على وضوء أم لا.

وأما قولهم : إنها جزء من الصلاة فيشترط لها ما يشترط للصلاة ، فيرد عليه : أن التسبيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجزاء الصلاة ولا يشترط فيهما الوضوء .
قياس السجود على الصلاة قياس مع الفارق ، إذ يشترط في الصلاة أمور - كالقيام مثلا ولا تشترط في السجود قال شيخ الإسلام: (وسجود القرآن لا يشرع فيه تحريم ولا تحليل هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه عامة السلف، وهو المنصوص عن الأئمة المشهورين. وعلى هذا فليست صلاة، فلا تشرط لها شروط الصلاة، بل تجوز على غير طهارة، كما كان ابن عمر يسجد على غير طهارة، لكن هي بشروط الصلاة أفضل، ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر، فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال به، لكن قد يقال: إنه لا يجب في هذه الحال، كما لا يجب على السامع ولا على من لم يسجد قارئه، وإن كان ذلك السجود جائز عند جمهور العلماء) و قال الصنعاني رحمه الله : " الأصل أنه لا يشترط الطهارة إلا بدليل وأدلة وجوب الطهارة وردت للصلاة ، والسجدة لا تسمى صلاة ، فالدليل على من شرط ذلك " (حاشية الصنعاني، سبل السلام، [ج1، ص 420]).

كما أن قياس سجدة التلاوة على سجدتي السهو لا يصح ، لأن سجدتي السهو تابعتان للصلاة متصلتان بها وجزء منها ، بخلاف سجدة التلاوة التي قد تكون في الصلاة وقد تكون خارجة عنها ، فعندما يكون سجود التلاوة في الصلاة فالوضوء شرط للصلاة لا لسجود التلاوة ، وأما إن كان السجود خارج الصلاة فحينئذ لا يشترط الوضوء لعدم وجود الصلاة .
وأما أثر ابن عمر : " لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر " فعلى الرغم من أنه قول صحابي معارض بفعل الصحابة ، فقد صح عنه - أي ابن عمر - خلافه وهو في الصحيح كما أسلفنا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: (ولما كان المحدث له أن يقرأ فله أن يسجد بطريق الأولى فإن القراءة أعظم من مجرد سجود التلاوة).

السلام عليكم

بارك الله فيك على الإهتمام وكم سررت بقولك " أم تجهلين "


نعم جهلي بالموضوع جعلني أبحث فيه وأستفيد ولم أترك الفائدة لنفسي

فارتأيت أن أنقلها وسعادتي أكبر لما وجدتك تعقب وتظيف وأنا الآن أستفيد منك فلا تبخل بالمزيد

وجزاك الله خيرا .

المهم هو أنٌ المسألة خلافية و ليس في المسألة نص صريح فليس لأحد أن يلزم بقول دون الآخر

يتضح مما سبق أن من أخذ بالقول الثاني و الذي هو الراجح و الله أعلم سيخالف و الأخة في النقطة الثانية و الثالثة أي في قولها يشترط أيضاً ستر العورة، واستقبال القبلة، لأن السجود غير الصلاة
و الله تعالى أعلم و أعز و أكرم
لي إنشاء الله وقفات أخرى مع الموضوع

الله يجازيك ويحسن إليك


جعل إفاداتك في ميزان حسناتك

إنني أنتظر وقفاتك بإذن الله

بارك الله فيك على الإهتمام وكم سررت بقولك " أم تجهلين "

و فيك بارك الله لكن لم أقل " أم تجهلين " فوالله إني أجد قسوة في هذه الكلمة و ضيق في صدري حاشى لله أن أصف أخة لي بالجهل فالمتبرجات و الفاسقات هداهنٌ الله أولى بهذا الوصف
قلت (اللهم إلاٌ إذا كنت تجهلينه) أي الخلاف و هذا اعتذار منٌي لك لعدم ذكرك للخلاف
أحسن الله إليك و جزاك الله خيرا على جهودك الطيبة
و لا يفوتني أن أذكر أن رغم مطالعتي المتعدد لأحكام سجود التلاوة لم أقف على الفائدة القيمة التي ذكرتها و هي (مجاوزة آية السجود:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يُكره للمسلم أن يقرأ السورة أو الآيات في الصلاة أو خارجها ويدع آية السجدة حتى لا يسجدها ، لأنه لم يُنقل عن السلف فعل ذلك بل نقل عنهم كراهته ) ما أروع هذه الفائدة, جزاك الله عني خير الجزاء

للفائدة و هي مندرجة تحت حكم ستر العورة عند سجود التلاوة لكن أفردها بالذكر لتكون الفائدة للأخوات أوضح : سجود التلاوة للمرأة بغير خمار

إذا قرأت المرأة آية سجدة أو سمعتها، استحب لها أن تسجد بخمارها، فإن سجدت بدون خمار فلا حرج عليها بشرط أن يكون ذلك بين محارمها من الرجال أو بين النساء، لأن سجود التلاوة ليس له حُكم الصلاة وإنما هو خضوع لله سبحانه وتقرب إليه مثل بقية الأذكار وأفعال الخير.
(فتاوى اللجنة الدائمة 7/363).

للفائدة
قد يتساهل البعض في الطهارة عند سجود التلاوة فليتذكر أن الخلاف قوي و أنه مجمع على إستحبابه, الذي حملني على الرد في هذا الموضوع هو شفقتي على أخواتي و حرمتهم من الأجر أثناء الحيض فحين ئذ الأمر ليس بأيدهن عكس الجنب و المحدث الحدث الأصغر و لي بحث في نفس الموضوع تقريبا و هو حكم مس و قراءة المصحف للحائض خلاصته الجواز و سوف أضعه قريبا بين أيديكم بإذن الله
قال بن حزم رحمه المولى
لا تشترط الطهارة ولا استقبال القبلة عند سجود التلاوة، لأنه ليس له حكم الصلاة ولكن الأفضل الطهارة واستقبال القبلة، ويباح للمرأة الحائض عند استماع آية السجدة أو في الحالات التي يباح لها تلاوة القرآن أن تسجد سجود التلاوة.
(المحلى 5/106).

ماشاء الله..انعم واكرم بك بيننا

أفدتنا وأرشدتنا إلى أمور كنا تجهلها

أدامك الله للنفع والإفادة خاصة لنا في هذا المنتدى الموقر بشيوخه


وطلاب العلم ورواده من مشرفين و أعضاء وزوار

بارك الله في الجميع على هذه الفوائد وجزى الله أم سيرين خيرا التي جعلها الله مفتاحا لهذا الخير كله
وجزى الله أخانا على هذه النقول الطيبة.
وبارك الله في الشيخ أبو يزيد وحفظه لأمة الإسلام جمعاء

بارك الله في شيخنا أبا يزيد على مروره و على هذا الملخص الطيب. و قد بيٌن الشيخ حفظه المولى نقطة كنت أريد أن أبيٌنها و قد وعدتكم بالعود للتعقيب على نقاط أخرى
قول الأخت حفظها الله
صفة سجود التلاوة: (خارج الصلاة) ثم ساقت أربعة أقوال في المسألة و الأقوال كلها تذكر التكبير,
و لم تذكر القول الذي اختاره الشيخ سليم و هو اختيار الإمام الألباني و أعيد نقل الشاهد من كلام الشيخ سليم حفظه الله
لا يشرع في سجود التلاوة التكبير, سواء في حال الخفض أو الرفع, سواء كان السجود للتلاوة في الصلاة أو خارجها.
............
أقول أنا أبوعبدالرحمان و اختيار الإمام الألباني هو رواية عن الإمام أبوحنيفة (أنظر تمام المنة ص267) و هو الراجح و الله أعلم

بارك الله فيك شيحنا " أبا يزيد " وأحسن إليك وجعل الجنة مثواك

وضحت َ وأبنتَ وأزلت بعض الأمور الغامضة لدينا فجعلك الله نبراس المنتدى

بما تفيضه من أدلة و ما تزيل من خلاف وما توصله في رتابة وتحقيق.

دون أن أنسى أخانا أبا عبد الرحمن الذي بذل مجهودا كبيرا في انتقاء ما يفيد ويزيل اللثام على ما غمض وشابه الخلاف .

وبورك فيك "أخيةأم ندى" على التتبع والإهتمام .

و فيك بارك الله يا أختاه
موضوعك قيٌم جدا, نشكر لك هذا الجهد المبارم فقد كنت السبب في هذا الخير, و الله مازلت فرحا بالفائدة القيٌمة التي أختها منك البارحة فجزاك الله خيرا
لي إقتراح ما رأيك في أن تضيفي ما علقنا عليه من خلاف مع ذكر الراجح و كذلك تذكري مباشرة بعد التعريف فضل هذا السجود( و قد هممت أن أذكر هذه النقطة قبل التعقيبات لكن أنسانيها الشيطان, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ثم تعرضين الموضوع على أحد المشايخ ثم نضعه في المنتدى من جديد و يكون غير قابل للرد فيكون مرجعا لنا جميعا
إذا أردت المساعدة فنحن مستعدون لتقاسم الخير معك

جزاكم الله خيرا كثيرا, كلكم بلا إستثناء.

بارك الله فيك وأحسن إليك

لاحظت عليك الجديُة في العمل من أوُل تعقيب وهذا مانريده في أبنائنا

وكما قال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله " هكذا كونوا أو لا تكونوا... "

والله أسعدتني باقتراحتك لأنك أحسستني بفائدتين :

الأولى : هل قرأتُ ما كتب وفهمته وقادرة على اقتناص زبدة ما ورد فيه

مع إضافة ما يشوق المؤمن إلى ضرورة معرفة فضل وقيمة سجدة التلاوة

الثانية : ما يستفيد منه أهل وزوار المنتدى من فوائد جليلة وأحكام

نافعة تحت تنقيح وتدقيق في الأمور الواردة من طرف شيوخ المنتدى الأجلاء


بإذن الله سأشرع في ذلك متى تيسر لي الأمر لكن أود لو تطلع عليه قبل إرساله

في رسالة خاصة لتوجهني وبعدها احذفها من قسم الرسائل مارأيك؟

أشكر الله عز و جل أن رزقني بخصلة طيبة و هي أنني أعرف قدري فوالله الذي لا إله إلاٌ هو لسة أهلا لتوجيهك فأنت تكبريننا سنا و علما( و هذا واضح جلي من خلال كتاباتك)
لكن أود أن أكون عند حسن ضنٌك بي و أن أشاركك الخير فأنا موافق و جزاك الله خيرا



(رحم الله امرء عرف قدره)