وقفة مع النفس


تمر بنا الايام بل و السنون و نحن على مثل هذا الحال لا شيء قد تغير ، و لكن عندما نقلب صفحات المصحف و نتلو قوله تعالى :* أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون *
عندها فقط نشعر بالتغير و ندرك حقيقة وجودنا و نتيقن أننا لم نخلق لعمارة الارض فحسب . بل خلقنا لغاية و هدف اسمى هو معرفة الله و عبادته احق العبادة ،
فقد قال تعالى : * و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطعمون * .

فهل تصارحت مع نفسك و لو لساعة او حتى دقيقة ؟ و تسائلت معها عن ماذا قدمت لهذا الدين ؟ و هل زادت شيئا على الدنيا ؟؟

هل فكرت يوما انك ان لم تزد شيئا على الدنيا كنت زائدا عليها !!!! نعم .... ان لم تزد شيئا على الدنيا كنت زائدا عليها و يكون حينها باطن الارض خير لك من ظاهرها .

لذلك فقد وجب على هذه الاجيال ان تدرك رسالتها اليوم .. فتقف في وجه هذه الموجة الطاغية من مدنية المادة و حضارة المتع و الشهوات التي جرفت الشعوب الاسلامية فابعدتها عن زعامة النبي صلى الله عليه وسلم و هداية القرءان و حرمت العالم من انوار هديها و اخرت تقدمه مئات السنين ... فنقولها و بكل اسف اننا وصلنا الى هذه الحال لابتعادنا عن تعاليم ديننا الحنيف ، فهذا هو سبب انحطاطنا و تخلفنا في وقت كنا بامس الحاجة لأن نظهر الاسلام في ارقى و اجل مرتبة ... و هذا و بالرغم من اننا من خير الامم
فقد قال تعالى : * كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف و تنهون عن المنكر *

لقد كان قادة العرب و علمائهم منبهرين ب***العربية ، و لقد وصلتنا عدة اعترافات منهم .فقد قال الاستاذ ليبيري : لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتاخرت نهضة اروربا الحديثة عدة قرون . ... فأين نحن الان من هذا !!!!؟؟؟

فخير لهذه الاجيال ان ترسم طريقها بمعالم القرءان مقتفية أثار العلماء و العاملين و الدعاة الصادقين ليكون لها النبراس الذي تستضيء به في دياجير الظلام ، و لا خير لامة لا يعرف فيها الفضل لاهله ، و لا يحترم اخرها اولها .

و انها لدعوة لشباب اليوم ليجددوا العزم و يصححوا المسار و يرفعوا راية القرءان و يقيموا الشهادة على الناس فيسيروا بهم نحو شواطيء الايمان و الامان ... فلنحافظ عن الامانة التي تركها فينا نبيينا صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام حتى ترجع امتنا الى سالف عهدها .


لا تنسوني من دعائكم