الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 من معاني بعض الألفاظ القرآنية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالخميس 8 أكتوبر 2009 - 13:45

بسم الله الرحمن الرحيم

1- الصلاة :



الصلاةُ لغةً تعنى الدُّعاءَ ، وقد جاءتْ بهذا المعنىَ – الذى كان موجودا قبلَ الإسلامِ – فىِ القرآنِ الكريمِ فى قولِهِ تعالَى : " وصلِّ عليهم إنَّ صلاتَكَ سكنٌ لهم " ، أى ادعُ لهمْ ، أمَّا المعنى الذى اكتسَبَتْهُ هذه الكلمةُ مع نزولِ القرآنِ هو تلكَ الفريضةُ الإسلاميةُ التى نتعبدُ بها إلى اللهِ سبحانَهُ وتعالى خمسَ مراتٍ فى اليومِ والليلةِ ، المفتتحةُ بالتكبيرِ والمختتمةُ بالتسليمِ " الذينَ يقيمونَ الصلاةَ ويؤتونَ الزكاةَ ومما رزقنَاهُمْ ينفقون " .

وللصلاةِ معانٍ أخرى فى القرآنِ الكريمِ ، فهى تطلَقُ على الدينِ عمومًا كما فى قوله تعالى : " أصلواتُك تأمركَ أن نتركَ ما يعبدُ آباؤُنا " ، أو يقصدُ بها القراءةَ : " ولا تجهرْ بصلاتِكَ ولا تخافتْ بهَا " ، أو مكانَ الصلاةِ : " ولولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعضٍ لَهُدِّمت صوامعُ وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يُذكرُ فيها اسمُ اللهِ كثيرا " ، وعندما تُسندِ الصلاةُ إلى اللهِ تعالى تكونُ مغفرةً ، وعندما تسندُ للملائكةِ تكونُ استغفارا ، " إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلونَ على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلِّموا تسليمًا " .





2- غشَاوة :



الغشاوة : ما يُغطَّى به الشىءُ من سترٍ أو نحوِه ، وهى هُنا تُغطِّى أعينَ الكافرينَ عن هُدَى اللهِ فلا يبصرونَهُ " ختمَ اللهُ على قلوبِهِمْ وعلى سمعِهِمْ وعلى أبصارِهِمْ غِشَاوة " ، وقد استَخدَمَ القرآنُ الفعلَ منهُ " غَشَى " مع الموجِ واليمِ والنارِ والليلِ والثيابِ ، والنُّعاسِ " وإذا غَشِيهُم موجٌ كالظُّللِ ، فغشيهم من اليمِّ ما غشِيهُمْ ، وتَغشَى وجوهَهُم النارُ، إذ يغشَى السدرةَ ما يغشَى، والليلِ إذا يغشَى ، واستغشَوا ثيابَهَم ، إذ يغشِّيكمُ النُّعاسُ " .

وقد يستخدم بمعنى الإتيان ، فغَشَيتُ كذا أى : أتَيتُهُ ، وبذلك كُنِّىَ عن الجماعِ : " فلما تغشَّاها حَمَلت حَمْلا خفيفا " .

وفى نفسِ معنَاها قد تأتِى بصورةِ ( غَاشِيةٍ ) : " أنْ تأتيَهُم غاشيةٌ " ، وهى اسمٌ من أسماءِ يومِ القيامةِ ، وجمعُهُ ( غَوَاش ) : " لهم من جَهنمَ مِهادٌ ومن فوقِهِم غَواش " .



3- مرض :



المرضُ هوَ الخروجِ عن الاعتدالِ الخاصِّ بالإنسانِ ، وقد جاءَ فى القرآنِ بمعناه الحسِّىِّ ، أى الخروجُ عنْ الاعتدالِ الجسدِىِّ للإنسانِ " ولا عَلى المريضِ حرجٌ " ، ولكنَّه قد جاءَ كثيرًا للإشارةِ إلى داءٍ معنوىٍ تتعرضُ له فطرةُ الإنسانِ - التى خلقَهَا اللهُ سليمةً - كالجهلِ والجبنِ والبخلِ والنفاقِ : " فىِ قلوبِهِم مرضٌ فزادَهُمُ اللهُ مرضَا " ، " أفِى قلوبِهِمْ مرضٌ أم ارتابُوا " ، " وأمَّا الذينَ فى قلوبِهِمْ مرضٌ فزادَتْهُم رجسَا إلى رجسِهِم " .

وقد سُمِّيَتْ هذِهِ العللُ المعنويةُ مرضًا لأنها تمنعُ الإنسانَ عن إدراكِ الفضائلِ كالمرضِ المانعِ للبدنِ عن التصرفِ السوى .



4- حِطة :



الحَطُّ : إنزالُ الشىءِ من العُلُوِّ ، وقوُلُه تَعالَى لبنى إسرائلَ : " وقولوا حِطََّةٌ " أى حُطَّ عنَّا ذُنُوبَنَا ، لأنَّ الذنوبَ شبَّهَهَا اللهُ بالثقلِ على الظهرِ " وهم يحملون أوزارَهم على ظهورِهم " فطلبُ إنزالِهِا وحطِّهَا عنهم هو طلبُ المغفرةِ والعفوِ عنها ، وقد ذُكرتْ مقترنةٌ بدخولِهِم إلى الأرضِ المقدسةِ سُجَّدا شكَرَا للهِ ، في البقرةِ " وادخلوا البابَ سجدا وقولوا حِطة " ، وفي الأعرافِ " وقولوا حطةٌ وادخلوا البابَ سجَّدا " .



5- رِجز :



الرُِّجزُ ( بالكَسْرِ والضَّم ) : هو نوعٌ منَ القذرِ كالرجسِ ، وقد جاءتْ فى القرآنِ كنوعٍ من العذابِ ينزِّلُهُ اللهُ على العصاةِ والمذنبينَ : " فأنزلنَا على الذينَ ظلمُوا رجزًا من السماءِ بما كانوا يفسُقون " ، " إنا منْزِلون على أهلِ هذه القريةِ رجزًا من السماءِ بما كانوا يفسُقون " .

وقد كنَّى اللهُ تعالى بِهِ عنِ الذَّنبِ فقالَ : " والرِّجزَ فاهجُر " أى اهجرْ ما يوجبُ نزولَ الرجزِ عليكَ يا محمَّد ، وقد أضافَهُ أيضَا إلى الشيطانِ فقال : " وينزِّلُ عليكم من السماءِ ماءً ليطهرَكُم بهِ ويذهبَ عنكمْ رجزَ الشيطانِ " .



6- أُمِّيونَ :



الأمِّى : هو الذى لا يكتبُ ولا يقرأُ ، وقد جاءتْ بهذا المعنى فى القرآنِ : " هو الذى بعَثَ فى الأمِّيينَ رسولا منهم " ، وقولُهُ تعالَى : " الذينَ يتَّبعونَ النَّبىَ الأمِّىَ الذى يجدونَهُ مكتوبًا عندهمْ فىِ التوراةِ والإنجيلِ " ، فالأمِّيونَ همُ العربُ الذينَ لم يعرفوا كتابًا ، والأمِّى هو النبىُّ صلى اللهُ عليه وسلَّم نسبةً إلى أُمَّتِهِ التى بُعثَ إليها ( كقولِنا رجلٌ عامىٌ نسبةً إلى العامةِ الذينَ أتى منهم ) ، أو إثباتَ شرفٍ لعلمِهِ الذى لم يأتِ عن قراءةٍ وكتابةٍ ، وإنَّما اقتَصَر مصدَرُهُ على الوحىِ الإلهِى .

وقد يُقصَدُ بالأميةِ : الغفلةُ والجهالةُ وقلَّةُ المعرفةِ ، كقولِهِ تَعالى على اليهودِ : " ومنهم أُمِّيونَ لا يعلمونَ الكتابَ إلا أمانِىَّ وإنْهُم إلا يظُنُّون " أى جهلةٌ بكتابِهِم .



7- غُلف :



بتسكين اللامِ هى جمعٌ لأغلَفَ وهو الذى لا يعِى شيئًا ، وقد جاءَ فى الحديثِ : القلوبُ أربعةٌ فقلبٌ أغلفٌ ، وهو قلبُ الكافرِ ، وهى القلوبُ التى عليها غشاءٌ وغطاءٌ لا تتأثرُ بهدىِ اللهِ .



8- خَلاق :



الخلاقُ ما اكتَسَبَهُ الإنسانُ من الفضيلةِ بخُلُقِهِ ، والتى تكونُ متأصلةٌ فيه كما نقولُ : هو خليقٌ بكذا ، أى هذا الشىءُ من طبعِهِ وأصلِهِ الذى اكتسَبَهُ ، وهو أيضا النصيبُ من الخيرِ فى الدنيا أو فى الآخرةِ " ولقد عَلموا لَمَنِ اشتراهُ مالَهُ فى الآخرةِ من خلاق " .

والخلاقُ هو الحظُّ من الخيرِ كما ذُكِرَ فى الآيةِ ، أو الحظُّ والنصيبُ من الدينِ كما فى سورةِ التوبةِ : " كالذينَ من قبلِكُم كانوا أشدَّ منكم قوةً وأكثرَ أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقِهِم فاستمتَعتُم بخلاقِكُم وخضتم كالذى خَاضوا " .



9- مثُوبة :



هى الثواب : أى ما يرجعُ إلى الإنسانِ من ثوابِ أعمالِه ، وتُستخدمُ فى المجازاةِ على الأعمالِ الصالحةِ فى الأشيعِ : " ثوابًا من عندِ اللهِ واللهُ عندَهُ حسنُ الثواب " ، ويكونُ فى الدنيا والآخرةِ " فآتاهمُ اللهُ ثوابَ الدنيا وحسنَ ثوابِ الآخرة " ، وتُستخدمُ المثوبةُ لنفسِ المعنى : " ولو أنَّهم آمنوا واتَّقوا لمثوبةٌ من عندِ الله خير " ، أما قولُهُ تعالَى " وإذ جعلنَا البيتَ مثابةً للناسِ " أى مكانًا يثوبُ إليِهِ الناسُ ويرجِعونَ كلَّ فترةٍ ، وفيه – أيضا – يُحصِّلُونَ من الأجرِ والثواب .



والإثابةُ دائما ما تأتى معَ الأعمالِ الصالحةِ " فأثَابهمُ اللهُ بما قالُوا جناتٍ تجرى من تحتِها الأنهار " ، وقد تأتِى فى المكروهِ على وجهِ الاستعارةِ " فأثابهمُ اللهُ غمًا بغمٍ " ، أما الثويبُ فلم يأتِ فى القرآنِ إلا جزاءً لعملِ السوءِ : " هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا يعملُون " .



10- حنيفا :

الحَنَفُ فى الأصلِ هو الميلُ ، وقد يكونُ الميلُ عن الاستقامةِ إلى الضلالِ فيُسمَّى : جَنَفَا " فمن خافَ من مُوصٍ جنفًا أو إثمًا " ، وقد يكونُ ميلا عنِ الضلالِ إلى الاستقامةِ ويُسمَّى حَنَفًا " وقالُوا كونُوا هودًا أو نصارَى تهتدُوا قل بل ملةَ إبراهيمَ حنيفًا وما كانَ من المشركين " ، " ما كانَ إبراهيمُ يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كانَ حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين " ، فالخليلُ إبراهيمُ مالَ عن ضلالاتِ اليهودِ والنصارَى إلى دينِ اللهِ وبذلك سُمِّىَ حنيفًا " إن إبراهيمَ كان أمةً قانتًا للهِ حنيفًا ولم يكُ من المشركين " .

وقد اقترنَ لفظُ الحنيفيةِ بنفىِ الشركِ فى كل مواضعَ القرآنِ تأكيدًا أنه دينُ الإسلامِ الذى عمادُهُ التوحيدُ : " واجتنبوا قول الزورِ * حنفاء لله غير مشركينَ به " .



11- أمَّة :



الأُمَّةُ : كلُّ جماعةٍ يجمعُهمْ أمرٌ ما إمَّا دينٌ واحدٌ ، أو زمانٌ واحدٌ ، أو مكانٌ واحدٌ ، وسواءٌ أكانَ ذلكَ الأمرُ الجامعُ تسخيرا كأمَمِ الطيرِ والحيوانِ : " وما من دابَّةٍ فى الأرضِ ولا طائرٍ يطيرُ بجناحَيهِ إلا أممٌ أمثالُكم " أو اختيارا كأمَمِ الإنسانِ ، حيث خلقَهمُ اللهُ على نهجٍ واحدٍ " كان الناسُ أمةً واحدةً " ، ثم أرادَ اللهُ لهم الاختلافَ والافتراقَ مع الكثرةِ عبر الزمانِ ، وتبايَنُوا إلى فريقينِ عظيمينِ فى الضلالةِ والهدَى : " ولو شاءَ ربُّكَ لجعلَ الناسَ أمةً واحدةً " أى فى الإيمانِ ، ثم أطلقَ القرآنُ اللفظَ على جماعاتٍ صغيرةٍ لها سمتٌ محددٌ أو وظيفةٌ معينةٌ فى أمةِ محمدٍ " ولتكن منكُم أمةٌ يدعون إلى الخيرِ " ، أى ليكونُوا أُسوةً لغيرِهم ، أو فى الأمَمِ السابقةِ : " ليسوا سواءً من أهلِ الكتابِ أمةٌ قائمةٌ يتلونَ آياتِ اللهِ آناءَ الليلِ وهم يسجدون " ، وتعَمَّقَ اللفظُ القرآنىُّ إلى أن استُخدِمَ للدَّلالةِ على الفردِ الواحدِ القائمِ مقامَ أمةٍ فى التأثيرِ والتفرُّدِ : " إن إبراهيمَ كان أمةً قانتا لله حنيفا ولم يكُ من المشركين " .



وقد تُطلَقُ الأمةُ على الشىءِ الذى يُميِّزُ الجماعةَ لا الجماعةِ نفسِهَا كقولِ الكافرينَ : " إنَّا وجدنَا آباءَنَا على أمَّةٍ " أى على دينٍ وملةٍ واحدةٍ ، أو تطلَقُ على الزمانِ والفترةِ التى وُجدَت فيه هذهِ الجماعةُ : " وادَّكَرَ بعدَ أمةٍ " والمقصودُ بعدَ نسيانٍ ، أى بعدَ انقضاءِ أهلِ عصرٍ أو أهلِ دين .



12- جَنفا :



الجنفُ هو ضدٌ للحنفِ ، أى هو الميلُ عن الهدَى إلى الضلالِ ، وهو مُستخدمٌ فى القرآنِ مع الميلِ إلى الظلمِ فى الحكمِ : " فمن خافَ من موصٍ جنفًا أو إثمًا " ، وبهذا المعنى أيضا " فمن اضطُرَّ فى مخمصةٍ غيرَ متجانفٍ لإثمٍ " أى غير مائلٍ إليه .



13- الرَّفث :



كلامٌ متضمِّنٌ لما يُستقبَحُ ذكرُهُ من الجماعِ ، ودواعِيهِ ، وقد ذكَرَهُ اللهُ فى القرآنِ كنايةً عن الجماعِ " أُحِلَّ لكم ليلةَ الصيامِ الرفثُ إلى نسائِكِم " ، وقد يُطلقُ على الفعلِ والقولِ الفاحشِ أيضًا " فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ فى الحج " .



14- نسُك :



النسك: العبادةُ عمومًا ، ولكنَّ القرآنَ اختصَّ اللفظَ للدلالةِ على العبادةِ الخاصةِ بأعمالِ الحجِّ فالمناسكُ : مواقفُ النسكِ وأعمالُها، والنسيكة: مختصةٌ بالذبيحةِ ، قال تعالى : ففديةٌ من صيامٍ أو صدقةٍ أو نُسُك " ، " فإذا قضيتم مناسِكَكُم " ، " لكلٍ جعلنا منسَكًا هم نَاسِكُوهُ " .



15- جُناح :



فى الأصلِ هو جَناحُ الطائرِ وقد أثبتَ القرآنُ هذا المعنى " ولا طائِرٍ يطيرُ بجناحَيهِ " ، وانتقلَ إلى شبيهِهِ عندَ الإنسانِ وهى اليد " اضمُمْ يَدَكَ إلى جَنَاحَكَ تخرُجْ بيضاء " ، وقد أُخِذَ المعنَى على الاستعارةِ فى قولِهِ تعالى " واخفِضْ لهما جَنَاحَ الذُّلِّ من الرحمةِ " ، " واخفِضْ جَنَاحَكَ للمُؤمِنين " .



وقد يكونُ الجُنحُ أيضًا هو الميلُ كقولِ العربِ : جنَحتِ السفينةُ ، ومنه قولُهُ تعالى " وإن جَنَحُوا للسَّلمِ فاجنَحْ لها وتوكَّلْ على اللهِ " أى إنْ مالُوا للسَّلمِ ، ولذلك سُمِّىَ الإثمُ المائلُ عن الإنسانِ إلى الضلالِ جُناحا ، فتكرَّرَ لفظُ " جناح " بمعنى إِثم " لا جُناحَ عليكُم فيما عرَّضتُم بِهِ من خِطبَةِ النساء " ، " لا جُناحَ عليهِنَّ فى آبائِهِنَّ أو أبنائِهِنَّ " ، " لا جُناحَ عليكم إن طلَّقتُمُ النِّساءَ ما لم تَمَسُّوهُنَّ " .





16- ألَد :



يُطلَقُ الألدُّ على الخصيمِ شديدِ التأبِّى ، واللَّدَدُ فى الأصلِ هو جانبُ الرقبةِ من أسفلِ الأُذُنِ ، فإذا كان ألدَّ : أى شديدُ اللدَدِ ، فلا يمكنُ لىَّ عنقِهِ أو صرفِهِ عما يريد ، قال تعالى : " وهو أَلَدُّ الخِصِام " ، وقد جاء الجمعُ فى القرآنِ على لُدٍ " فإنما يسرناهُ بلسانِكَ لتبشِّرَ به المتقينَ ولتنذرَ به قوما لُدا " .



17- الفتنة :



الفتنةُ هى الابتلاءُ والامتحانُ والاختبارُ ، وقد أُخذَ معناها من المعنى الأصلى للفِعلِ ، فَفَتَنَ الذهبَ والفضةَ أى عرضَهُما على النارِ لتظهرَ جودتُهما من رداءتِهما ، واستُعمِلَ ذلك مع الإنسانِ " يوم هم على النارِ يُفتنون * ذوقوا فِتنتَكم هذا الذى كنتم به تكذبون " ، وبما أنه اختبارٌ لجودةِ هذه المعادنَ فى الأصلِ ، فقد استعارَ القرآنُ المعنى لاختبارِ الإنسانِ أيضا " وفتنَّاك فُتُونَا " ، " آلم أحسبَ الناسُ أن يُترَكُوا أن يقُولُوا آمنَّا وهم لا يُفتَنُون " .

وقد تخرجُ الفتنةُ لمعانٍ كثيرةٍ فهى العذابُ نفسُهُ " ألا فىِ الفتنةِ سَقَطوا " ، وهى تُستخدَمُ أيضًا مع الخيرِ والشرِ " ونبلوكم بالخيرِ والشَّرِ فتنة " ، و تُذكرُ ويُرادُ بها الشركُ " وقاتلِوهم حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكون الدينُ لله " ، ويراد بها القتلُ " أن يفتِنَكمُ الذين كفرُوا " ، ويُرادُ بها المعذِرةُ " ثمَّ لم تكن فِتنَتُهُم " ، ويراد بِها القضاءُ " إن هي إلا فِتنَتك " ، ويُرادُ بها المرضُ " يُفتنون في كلِّ عامٍ مرةً أو مرتينِ " ، ويُراد بها العبرةُ " لا تجعلنا فتنةً للذين كفروا " .



18- حرث :



الحرث : إلقاءُ البَذرِ في الأرضِ تهيئةً لعمليةِ الزراعة ، وتُسمى الأرضُ المحروثةُ حرثا، قال الله تعالى : " أن اغدوا على حرثِكم إن كنتم صارمين " ، و عمليةَ الزراعةِ من عمارةِ الأرضِ ، وإرادةُ الخيرِ في الدنيا وفى الآخرةِ : " من كانَ يريدُ حرثَ الآخرةِ نزِد له في حرثِهِ ومن كان يريدُ حرثَ الدنيا نؤتِهِ منها وما له في الآخرةِ من نصيب " ، فحرثُ الآخرةِ يبقَى ، وحرثُ الدنيا إن لم يتصل بالآخرةِ فهو فان .

وقد أطلق القرآنُ الحرثَ على الزوجةِ لأنها مَغرِسُ النسلِ الإنسانِى وفيها بقاءُ الحياةِ كما فى الأرضِ : " نساؤُكُم حرثٌ لكم * فأتوا حرثَكُم أنَّى شِئتُم " .



19- قروء :



القِرءُ اسمٌ لدخولِ المرأةِ فى الحَيضِ بعد طُهرٍ كانت عليهِ ، وهو اسمٌ للمعنينِ مجتمعينِ أى للحيضِ والخروجِ منه إلى الطُّهرِ ، فهو يُطلَقُ على كلٍ منهما مُنفردًا كما تُطلَقُ المائدةُ على المنضدةِ وعلى الطعامِ الذى عليهِ معا ، وعلى كلٍ منهما فى حالةِ انفراد ، وجمعُهُ قُروء : " والمُطَلَّقاتُ يتربَّصنَ بأنفسِهِنَّ ثلاثةَ قُرُوء " .



20- الطاغوت :



الطاغوتُ عبارةٌ عن كلِّ معتدٍ على الأُلوهِيَّةِ ، وكلِّ معبودٍ من دونِ الله، ويُستعملُ في الواحدِ والجمعِ . قال تعالى: " فمن يكفرْ بالطاغوتِ ويؤمنْ باللهِ فقد استمسَكَ بالعروةِ الوُثقَى " ، " والذين اجتنبوا الطاغوتَ أن يعبدوها وأنابوا إلى اللهِ لهم البشرى " ، " يريدونَ أن يتحاكمُوُا إلى الطاغوتِ " ، ولذلك سُمِّيَ الساحرُ، والكاهنُ ، والماردُ من الجِنِّ، والصارفِ عن طريقِ الخيرِ طاغوتا .





21- الزكاة :



أصلُ الزَّكاةِ هو النموُّ الذى يكونُ فى الشىءِ من بركةِ الله تعالى ، حتى وإن كان شيئًا دنويًا كالطعامِ : " أيُّها أزكى طعامًا " ، والزكاةُ كمصطلحٍ قرآنىٍ إسلامىٍ هى : حقُّ اللهِ تعالى مما يخرِجُهُ الإنسانُ إلى الفقراءِ ، وسُمِّيَتْ بذلك رجاءً للبركةِ فى المالِ " والذين هم للزكاةِ فاعلون " ، أو تأتِى بالمعنَى المعنَوِىِّ الذى هو التطهيرُ والتنقيةُ ، وذلك معَ النفسِ " قد أفلح من زكَّاهَا " أى : نمَّاها وطهَّرهَا بالخيراتِ والبركاتِ.

وقد تُنسبُ التزكيةُ إلى العبدِ : " قد أفلَحَ من زكَّاهَا " ، لأنَّهُ المكتسبُ لهذا النَّماءِ وهذه البركةِ الحاصلةِ من تطهيرِ النفسِ ، أو تُنسَبُ إلى اللهِ تعالى : " بل اللهُ يزكى من يشاء " ، لأنَّه فاعلُ هذه التزكيةِ على الحقيقةِ ، أو النبىِّ ( صلى الله عليه وسلم ) لأنَّه واسطةٌ لهذه التزكيةِ من العبدِ لربِهِ : " خذ من أموالِهِم صدقةٌ تطهِّرَهُم وتُزَكِّيهِم " .

وفعلُ الزكاةِ ممدوحٌ على وجهَيهِ المادىِّ والمعنوىِّ " قد أفلح من تَزَكى " ، أما قول الزكاةِ فهو المذمومُ " فلا تزكوا أنفسَكُم هو أعلمُ بمن اتقى " .



22- إلحَافا :



الإلحافُ هو شدةُ الإلحاحِ فى المسألَةِ : قال تعالى : " لا يسأَلونَ الناسَ إلحافَا " .



23 – ينعِق :



النَّعِيقُ هو دعاءُ الراعى للشاءِ ، ونَعِقَ الراعى بغَنَمِهِ أى صاحَ بها وزَجَرَها ، وقد ضرب اللهُ مثل الكافرينِ بهذه الأنعامِ التى لا تفقَهُ من نعيقِ الراعِى إلا الصوتَ دون معناهُ : " ومثلُ الذين كفرُوا كمثلِ الذى ينْعِقُ بما لا يسمعُ إلا دعاءً ونداءً " .





24 – فاء :



الفيءُ والفيئةُ : الرجوعُ إلى حالةٍ محمودةٍ " حتى تفيءَ إلى أمرِ اللهِ فإن فاءت فأصلحُوا بينهما بالعدلِ " ، ومنه : فاءَ الظِّلُّ ، والفيءُ لا يُقالُ إلا للراجِعِ منهُ . قال تعالى: " يتفيؤ ظِلالُهُ" .

وأُطلِقَ الفىءُ أيضًا على الغنيمةِ التي لا تَكُونُ معها مشقةٌ فى أخذها " مَا أفاءَ اللهُ على رسولِهِ " ، " وما ملكتْ يمينُك مما أفاءَ اللهُ عليك " .



25- ثقِفتُموهُم :



الثَقْفُ هو الحَذقُ والمهارةُ فى إدراكِ الشىءِ وفِعلِهِ ، وقد اقتُصِرَ استخدامُهُ فى القرآنِ الكريمِ على إدراكِ الكافرينَ فى الحربِ والنكيلِ بهم قال تعالى : " واقتُلُوهُم حيثُ ثَقِفْتُموهُم " ، " فإمَّا تثقِفَنَّهم في الحربِ " ، " ملعونينَ أينمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وقُتِّلوا تقتِيلا " .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالخميس 8 أكتوبر 2009 - 20:20

حياكِ الله يا أم سيرين و بياك وجعل الجنة مثواك

بارك الله فيك على الموضوع الماتع و القيّم. استفدتُ منه كثيرا

واصلي و أتممي مسيرتك هذه في التنويه و التعريف بلغة العرب و لغة القرآن

دمتِ لنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالخميس 8 أكتوبر 2009 - 21:05

جزاك الله خيرا كثيرا مباركا فيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خيرالدين

خيرالدين

عدد الرسائل :
147

تاريخ التسجيل :
26/03/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالجمعة 9 أكتوبر 2009 - 0:18


بارك الله فيك الله يجازيك أختاه


اللهم علمنا من القرآن ماجهلنا وذكرنا منه ما نسينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://blkheirdine.e-monsite.com/accueil.html
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالجمعة 9 أكتوبر 2009 - 12:47

بارك الله فيكم.

أحسنتم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالجمعة 9 أكتوبر 2009 - 19:25

سعدت بكم أبنائي..

وما أسعدني أكثر تتبعكم وابتهاجكم باللغة


ومدلولات ألفاظها..

بورك فيكم وأعانكم علىفعل الخير والتقرب منه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الجبل الأبيض

عاشق الجبل الأبيض

عدد الرسائل :
559

العمر :
44

تاريخ التسجيل :
08/06/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالسبت 10 أكتوبر 2009 - 16:43

بارك الله فيك استاذتنا الفاضلة
زادنا تميزك تعلقا بلعربية
واصلي نثر كوامن الدرر من بحار لغة الضاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالسبت 10 أكتوبر 2009 - 19:25

بسم الله الرحمن الرحيم

لفظة" قضاء" في القرآن


لفظ (القضاء) من الألفاظ المركزية في العقيدة الإسلامية، ويكفينا أن نستحضر في هذا الشأن، أن الإيمان بالقضاء ركن أساس من أركان الإيمان، فلا يتم إيمان العبد إلا بالإيمان بما قضاه الله عليه في هذا الحياة الدنيا.



ومادة (قضى) في اللغة، تدل على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته. وسمي القاضي قاضياً؛ لأنه يحكم الأحكام وينفذها. وسميت المنيَّة قضاء؛ لأنها أمر ينفذ في ابن آدم وغيره من الخلق.

ولفظ (القضاء) ورد في القرآن الكريم في نحو ستين موضعاً؛ جاء في أكثر تلك المواضع فعلاً؛ فجاء فعلاً ماضياً مبنياً للمعلوم في اثنين وعشرين موضعاً، منها قوله تعالى: { وإذا قضى أمرا } (البقرة:117)، وجاء في تسعة عشر موضعاً فعلاً ماضياً مبنياً للمجهول، منها قوله عز وجل: { وقضي الأمر } (البقرة:210)، وجاء فعلاً مضارعاً مبيناً للمعلوم في عشرة مواضع، منها قوله سبحانه: { إن ربك يقضي بينهم } (يونس:93)، وجاء فعلاً مضارعاً مبيناً للمجهول في ثلاثة مواضع، منها قوله تعالى: { ليقضى أجل مسمى } (الأنعام:60)، وجاء في موضعين فعل أمر، أحدهما: قوله تعالى: { ثم اقضوا إلي } (يونس:71)، وثانيهما: قوله سبحانه: { فاقض ما أنت قاض } (طه:72)، وجاء بصيغة اسم الفاعل في موضعين، أحدهما قوله تعالى: { فاقض ما أنت قاض }، وثانيهما: قوله سبحانه: { يا ليتها كانت القاضية } (الحاقة:27)، وجاء في موضعين بصيغة اسم المفعول، أحدهما: قوله تعالى: { وكان أمرا مقضيا } (مريم:21)، وثانيهما: قوله سبحانه: { كان على ربك حتما مقضيا } (مريم:71).



وذكر المفسرون في معنى (القضاء) جاء في القرآن معان عدة، منها:

- الأمر، ومنه قوله تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } (الإسراء:23)، أي: أمر، قال ابن كثير : القضاء ها هنا بمعنى الأمر.



- الخبر والإعلام، ومنه قوله تعالى: { وقضينا إليه ذلك الأمر } (الحجر:66)، قال ابن كثير : أي: تقدمنا إليه، وأخبرناه بذلك وأعلمناه به. ونحو ذلك قوله تعالى: { وقضينا إلى بني إسرائيل } (الإسراء:4)، قال الرازي : أعلمناهم إعلاماً قاطعاً.



- انقضاء العبادة والانتهاء منها، ومنه قوله تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم } (البقرة:200)، أي: لتذكروا الله عند انقضاء أعمال الحج. قال البغوي : إذا فرغتم من حجكم، وذبحتم نسائككم. وعلى هذا المعنى قوله سبحانه: { فإذا قضيتم الصلاة } (النساء:103)، أي: إذا انتهت صلاة الخوف. وقوله عز من قائل: { فإذا قضيت الصلاة }، أي: إذا انتهت صلاة الجمعة، فلا جناح عليكم أن تبتغوا من فضل الله.



- الفعل، ومنه قوله تعالى: { ليقضي الله أمرا كان مفعولا } (الأنفال:42)، أي: فعل ذلك سبحانه؛ لئلا يبالغ الكفار في تحصيل الاستعداد والحذر. ومنه أيضاً قوله سبحانه: { فاقض ما أنت قاض }، أي: افعل ما أنت فاعل، أو فاصنع ما أنت صانع. قال ابن كثير : فافعل ما شئت، وما وصلت إليه يدك.



- الموت، ومنه قوله تعالى: { فوكزه موسى فقضى عليه } (القصص:15)، أي: قتله، قال ابن كثير : أي: كان فيها حتفه فمات. ونحوه قوله سبحانه: { ليقض علينا ربك } (الزخرف:77)، قال ابن عاشور : القضاء بمعنى: الإماتة، وذكر الآية هذه والتي قبلها.



- وجوب العذاب، ومنه قوله تعالى: { وقضي الأمر } (هود:44)، قال البغوي : وجب العذاب، وفُرِغ من الحساب. وقال أبو حيان : وقع الجزاء، وعُذِّب أهل العصيان. ونحو هذه الآية قوله سبحانه: { وقال الشيطان لما قضي الأمر } (إبراهيم:22)، قال القرطبي : يعني: لما وجب العذاب بأهل النار.



استيفاء الأمر وتمامه، ومنه قوله تعالى: { ليقضى أجل مسمى } (الأنعام:160)، قال البغوي : أجل الحياة إلى الممات، يريد استيفاء العمر على التمام. وقال الرازي : معنى القضاء: فصل الأمر على سبيل التمام، ومعنى قضاء الأجل: فصل مدة العمر من غيرها بالموت. وعلى هذا المعنى قوله تعالى: { أيما الأجلين قضيت } (القصص:28)، أي: أتممت وفرغت منه.



- الفصل بين الناس يوم القيامة، ومنه قوله تعالى: { قضي بينهم بالقسط } (يونس:47)، أي: فُصل بينهم، بأن أُدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. ومنه قوله سبحانه: { إذا قضي الأمر } (مريم:39)، قال ابن كثير : أي: فصل بين أهل الجنة وأهل النار، ودخل كل إلى ما صار إليه مخلداً فيه.



- الخلق، ومنه قوله تعالى: { فقضاهن سبع سماوات } (فصلت:12)، قال الآلوسي : خلقهن خلقاً ابداعياً، وأتقن أمرهن حسبما تقتضيه الحكمة.



- الحتم والإبرام، ومنه قوله تعالى: { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } (يوسف:41)، أي: وجب حكم الله عليكما الذي أخبرتُكما به، رأيتما أو لم تريا. ومنه قوله سبحانه: { وكان أمرا مقضيا }، قال ابن كثير : إن الله قد عزم على هذا، فليس منه بد.



- العزم على الشيء، ومنه قوله تعالى: { إذا قضى الله ورسوله أمرا } (الأحزاب:36)، قال ابن عاشور : إذا عزم أمره.



- الحكم، ومنه قوله تعالى { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت } (النساء:65)، قال ابن كثير : لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به، وقال أبو حيان : لا يجدون ضيقاً من حكمك.



- العهد، ومنه قوله تعالى { إذ قضينا إلى موسى الأمر } (القصص:44)، قال البغوي : عهدنا إليه، وأحكمنا الأمر معه بالرسالة إلى فرعون وقومه. وقال الآلوسي : عهدنا إليه، وأحكمنا أمر نبوته بالوحي، وإيتاء التوراة. ونحو ذلك قال الشوكاني.



- الإرادة، ومنه قوله تعالى { وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون } (البقرة:117)، قال ابن كثير : إذا قدر أمراً، وأراد كونه، فإنما يقول له: { كن }، أي: مرة واحدة، { فيكون }، أي: فيوجد على وَفْق ما أراد. وقال أبو حيان : ومعنى قضى هنا: أراد، أي: إذا أراد إنشاء أمر واختراعه. وهذا المعنى يشهد له قوله سبحانه: { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } (النحل:40).



والمهم في الأمر، أن هذه المعاني للفظ (القضاء) في القرآن، ليس بالضرورة أن يُحمل عليها ما ذكرناه من آيات، بل إن معنى (القضاء) في الآية الواحدة، قد يحتمل أكثر من معنى، وبالتالي لم يكن عجباً، أن نرى بعض المفسرين يفسرون لفظ (القضاء) في آية بمعنى، ويفسره آخرون بمعنى آخر. فمثلاً، قوله تعالى: { فاقض ما أنت قاض }، فسر القرطبي (القضاء) هنا بمعنى: الحكم. وفسره ابن كثير بمعنى: الفعل. وفسره البغوي بمعنى: العمل. وكل هذا لا حرج فيه ما دام المعنى القرآني يقره ولا يأباه.



ومرجع هذا المسلك إلى أن الألفاظ المشتركة - ولفظ القضاء منها - تعود إلى أصل واحد من حيث المعنى، أو على الأقل ترجع إلى أصول متقاربة، ولفظ (القضاء) من هذا القبيل؛ إذ إن جميع معانيه تعود في النهاية إلى معنى انقطاع الشيء وتمامه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالسبت 10 أكتوبر 2009 - 19:37

[b]بسم الله الرحمن الرحيم


لفظ " الأمن والإيمان والأمانة " في القرآن

الإيمان والأمانة والأمن مصطلحات قرآنية محورية، تحمل دلالات شرعية معينة، وهي في أصلها اللغوي مشتقة من مادة (أمن)، وهذه المادة تدل على ثلاثة أمور:

أحدها: الأمانة، يقال: أمُن أمانة: كان أميناً .

ثانيها: التصديق، يقال: آمن به: إذا وثق به وصدقه .

ثالثها: الأمن الذي هو ضد الخوف، يقال: أمِن أمناً وأماناً وأمنة: إذا اطمأن، ولم يخف، فهو آمن .

وأصل (الأمن) طمأنينة في النفس، وزوال الخوف عنها؛ يقال: أمن يأمن أمناً وأَمَنَة وأماناً. والمأمن: موضع الأمن. والأمنة: اسم من أمنت. والأمان: إعطاء الأمنة. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أميناً. وبيت آمن ذو أمن. ورجل أُمَنَة - بضم الهمزة - إذا كان يأمنه الناس، ولا يخافون شره؛ ورجل أَمَنَة - بفتح الهمزة - إذا كان يُصدق ما سمع، ولا يكذب بشيء. والأمانة: نقيض الخيانة، والمفعول: مأمون وأمين .

ولفظ (الأمن) تارة يكون اسماً للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة يكون اسماً لما يؤتمن عليه الإنسان من مال ونحوه؛ ولفظ (الإيمان) أيضاً على صلة وثيقة بهذه المادة؛ إذ الإيمان لغة يعني: التصديق، والتصديق وعدم الخوف والأمانة يجمعها قاسم مشترك هو سكون النفس واطمئنانها .

بعد هذه الجولة اللغوية السريعة حول مادة (أمن)، نتوجه بعدُ للتعرف على مدلولات هذه الألفاظ الثلاثة: (الإيمان) و(الأمان) و(الأمن) في القرآن، والبداية مع (الإيمان) .

لفظ الإيمان في القرآن

لفظ (الإيمان) تواتر مجيئه في القرآن الكريم، وليس من المبالغة القول: إن هذا اللفظ هو الأكثر حضوراً في القرآن، ولا غرابة في ذلك، فإن الدعوة إلى الإيمان قطب أساس في القرآن؛ إذ هو خطاب للمؤمنين أولاً { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل } (الفتح:4)، ثم هو ثانياً خطاب للعالمين { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا...فآمنوا بالله ورسوله } (الأعراف:158) .

وقد ورد لفظ (الإيمان) في القرآن فيما يزيد عن خمسمائة موضع، وبعدة اشتقاقات؛ فجاء (اسماً) في أربعة عشر موضعاً، منها قوله تعالى: { ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل } (البقرة:108). وجاء (مصدراً) في ثلاثة عشر موضعاً، منها قوله سبحانه: { فزادهم إيمانا } (آل عمران:173). وجاء (صفة) في نحو مئتي موضع، منها قوله تعالى: { ولعبد مؤمن خير من مشرك } (البقرة:221)، وأكثر ما جاء هذا اللفظ في القرآن (فعلاً)، حيث جاء في أزيد من ستين ومئتي موضع، منها قوله سبحانه: { وبشر الذين آمنوا } (البقرة:25)، جاء في نحو تسعين موضعاً منها خطاباً مباشراً للمؤمنين، منها قوله سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة } (البقرة:153) .

ولفظ (الإيمان) في القرآن ورد على خمسة معان:

أولها: الإيمان الشرعي، وهو إقرار باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، من ذلك قوله سبحانه: { وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات }؛ وقوله عز وجل: { وبشر المؤمنين } (البقرة:223). وأكثر ما جاء في القرآن من لفظ (الإيمان) جاء على هذا المعنى .

ثانيها: التوحيد، ومنه قوله تعالى { ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله } (المائدة:)، أي: من يكفر بالله الذي يجب الإيمان به فقد حبط عمله. ونحوه قوله سبحانه: { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } (النحل:)، وقوله تعالى: { إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } (غافر:10) .

ثالثها: التصديق، الذي هو خلاف التكذيب، ومنه قوله سبحانه: { وما نحن لكما بمؤمنين } (يونس:78)، أي: ما نحن لكما بمصدقين؛ ومثله قوله تعالى: { وما نحن لك بمؤمنين } (هود:53)، أي: ما نحن لك بمصدقين؛ وكذلك قوله عز وجل: { وما أنت بمؤمن لنا } (يوسف:17)، أي: ما أنت بمصدق لنا .

رابعها: الإقرار باللسان من غير تصديق القلب، وعلى حسب هذا المعنى فُسر قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله }، معناه: يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم، آمنوا بقلوبكم وأعمالكم. وهذا على قول من ثلاثة أقوال في معنى الآية. وعلى وفق هذا المعنى فسر أيضاً قوله تعالى: { ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا } (المنافقون:3) .

خامسها: الصلاة، ومنه قوله تعالى: { وما كان الله ليضيع إيمانكم } (البقرة:143)، أي: صلاتكم إلى بيت المقدس .

لفظ (الأمانة) في القرآن

ورد لفظ (الأمانة) في القرآن في نحو عشرة مواضع؛ جاء في موضعين منها (اسماً) مفرداً؛ أحدهما: قوله سبحانه: { فليؤد الذي اؤتمن أمانته } (البقرة:283)، وثانيهما: قوله تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال } (الأحزاب:72)، وجاء في أربعة منها (اسماً) جمعاً، من ذلك قوله تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } (النساء:58). وجاء في موضعين (فعلاً) مضارعاً مبنياً للمعلوم، وذلك قوله تعالى: { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك } (آل عمران:75)، وجاء في موضع واحد (فعلاً) ماضياً مبنياً للمعلوم، وذلك قوله سبحانه: { فإن أمن بعضكم بعضا } (البقرة:283)، وجاء في موضع واحد (فعلاً) ماضياً مبنياً للمجهول، وذلك قوله سبحانه: { فليؤد الذي اؤتمن أمانته } (البقرة:283) .

ولفظ (الأمانة) في القرآن ورد على ثلاثة معان:

أحدها: الفرائض التي افتراضها الله على عباده، ومنه قوله تعالى: { لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم } (الأنفال:27)، أي: لا تضيعوا ما فرضه الله عليكم من فرائض. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تخونوا الله بترك فرائضه، والرسول بترك سنته؛ وقال السدي : إذا خانوا الله والرسول، فقد خانوا أماناتهم. وعلى حسب هذا المعنى، يُفهم قوله تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال } (الأحزاب:72)، أراد بـ { الأمانة }: الطاعة والفرائض التي فرضها الله على عباده، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما .

ثانيها: الوديعة ونحوها، ومنه قوله تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } (النساء:58)، فالآية يدخل في مفهومها كل ما يؤتمن عليه الإنسان، من وديعة ورهن ولُقَطة ونحوها. ووفق هذا المعنى قوله سبحانه: { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون } (المؤمنون:8)، أي: إذا اؤتمنوا على شيء لم يخونوا، بل يؤدونه إلى أهله .

ثالثها: العفة، وعلى هذا المعنى فُسر قوله تعالى: { إن خير من استأجرت القوي الأمين } (القصص:26)، أي: القوي في بدنه، الأمين في عفافه. ذكره الماوردي كأحد قولين في معنى الآية .

لفظ (الأمن) في القرآن

وردت لفظ (الأمن) في القرآن في نحو سبعة وعشرين موضعاً، وباشتقاقات متعددة؛ فورد على صيغة (المصدر) في أربعة مواضع، منها قوله تعالى: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } (البقرة:125)، وجاء على صيغة اسم الفاعل، كـ (صفة) في خمسة مواضع، منها قوله سبحانه: { رب اجعل هذا بلدا آمنا } (البقرة:126)، وجاء (اسماً) في أربعة مواضع، منها قوله تعالى: { وإذا جاءهم أمر من الأمن } (النساء:83)، وجاءت (فعلاً) في أربعة عشر موضعاً، منها قوله سبحانه: { فإذا أمنتم } (البقرة:196) .

ولفظ (الأمن) جاء في القرآن الكريم على معان ثلاثة:

أحدها: بمعنى الأمانة الذي هو ضد الخيانة، وعليه قوله سبحانه: { فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته } (البقرة:283)، يعني: فليعطِ المؤتمن ما اؤتمن عليه من أمانة. ونحوه قوله سبحانه: { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك } (آل عمران:75)، أي: إن بعض أهل الكتاب فيهم أمانة، يؤدونها مهما كثرت .

ثانيها: بمعنى الأمن المقابل للخوف، ومنه قوله تعالى: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن } (الأنعام:82)، والمعنى: أن الذين آمنوا بالله، ولم يشركوا به، آمنون من عذابه يوم القيامة، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ونحو ذلك قوله سبحانه: { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا } (آل عمران:154)، يعني: أمناً، والأمن والأَمَنَة بمعنى واحد، أي: أنزل على المؤمنين أماناً بعد الخوف الذي حصل لهم من كثرة عدوهم وقلة عَددهم وعُددهم .

ثالثها: بمعنى المكان الآمن، ومنه قوله سبحانه: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه } (التوبة:6)، أي: أبلغه موضع أمنه: وهو دار قومه، أو منـزله الذي فيه أمنه. ونحو ذلك قوله تعالى: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } (البقرة:125)، أي: مكاناً آمناً للناس .

والمتأمل في هذه الألفاظ القرآنية الثلاثة، يجد أنها على صلة وثيقة فيما بينها؛ فكل لفظ منها يتضمن معنى اللفظ الآخر بنحو ما؛ فـ (الإيمان) يفيد الطمأنينة والسكينة والأمان؛ و(الأمانة) تفيد التصديق بمن تأمنه على شيء، والاطمئنان له؛ و(الأمن) يفيد أن تصدِّق بمن يؤمِّنك على نفسك وأهلك، وتأمنه في كل ما تملك . [/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالسبت 10 أكتوبر 2009 - 19:44

لفظ "الظلم -الجور- الرهق "

من الألفاظ الواردة في معرض الذم والنكير والرفض في القرآن، تستوقفنا الألفاظ التالية: (الظلم)، و(الجور)، و(الرهق)، و(الهضم)، و(الضيزى)، وهي ألفاظ يجمعها قاسم مشترك، يدل على عمل غير مناسب شرعاً أو عرفاً أو عادة .

وسوف نقف مع كل لفظ من هذه الألفاظ، متتبعين معناه في اللغة، وناظرين مواضع توارده في القرآن؛ ليستبين لنا على ضوء ذلك دلالة هذه الألفاظ، وما يجمعها من معان، وما يفرقها من دلالات .

* لفظ (ظلم):

(الظلم) في أصله اللغوي يدل على وضع الشيء في غير موضعه، إما بنقصان أو بزيادة، وإما بعدول عن وقته أو مكانه. يقال: ظَلَم يَظْلِم ظَُلْماً - بفتح الظاء وضمها - فهو ظالم وظلوم؛ وظَلَمَهُ حقه: أي: منعه حقه كله أو بعضه؛ وتظلم فلان: أي: نفى الظلم عن نفسه؛ وتظلم من فلان: شكا من ظلمه. ومعنى قول العرب في أمثالها: من أشبه أباه فما ظلم: أي: ما وضع الشبه في غير موضعه .

وقد جاء لفظ (ظلم) في القرآن باشتقاقاته المختلفة في أكثر من مائتي موضع؛ وأكثر ما جاء بصيغة الفعل، كـقوله تعالى: { ظلم } (الكهف:87)، و{ أظلم } (البقرة:20)، و{ يظلمون } (البقرة:57)، و{ تظلمون } (البقرة:279)، و{ يظلم } (النساء:40)، و{ ليظلمهم } (التوبة:70)، و{ ظلمتم } (البقرة:54)، و{ ظلمهم } (آل عمران:117)، و{ ظلموا } (البقرة:59)، { ظلمت } (يونس:54)، { ظلمناهم } (هود:101)، و{ ظلمونا } (البقرة:57)، و{ ظلمك } (ص:24)؛ وجاء بصيغة اسم الفاعل بدرجة أقل، كـقوله سبحانه: { ظالم } (الكهف:35), و{ ظالمون } (البقرة:51)، و{ ظالمة } (هود:102)؛ وجاء بصيغة الاسم في ستة عشر موضعاً، من ذلك قوله تعالى: { فبظلم من الذين هادوا } (النساء:160)، وجاء بصيغة الاسم المشبه بالفعل في موضعين، أحدهما: قوله تعالى: { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } (النساء:97)؛ وجاء مرة واحدة بصيغة اسم المفعول، وهو قوله تعالى: { ومن قتل مظلوما } (الإسراء:33) .

وتوارد هذا اللفظ في القرآن على هذه الشاكلة، من حيث الكثرة، ومن حيث تنوع الاشتقاقات، لا بد أنه يحمل دلالات عدة، يبدو لنا منها أمران:

أحدهما: أن القرآن الكريم أراد أن يصف كل عمل لا يوافق ما أمر الله به ورسوله بأنه ظلم؛ لأنه خروج وإعراض عن أمر الله ورسوله؛ ويكون ذلك إما بظلم الإنسان لنفسه، كتركه للأوامر، وإتيانه للنواهي؛ وإما بظلمه لغيره، كأكله أموال الناس بالباطل .

ثانيهما: دعوة القرآن المسلم إلى تجنب الظلم ومحاربته؛ لأن الظلم ليس من صفات المؤمن الحق .

ثم إن الظلم ليس على درجة واحدة، بل هو درجات ومراتب؛ فمنه ظلم بين الإنسان وبين خالقه، وأعظمه الكفر، والشرك، والنفاق، قال تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم } (لقمان:13)، وقال سبحانه: { والكافرون هم الظالمون } (البقرة:254)؛ وظلم بين الإنسان وبين الناس، قال تعالى: { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس } (الشورى:42)؛ وظلم بين الإنسان ونفسه، بإرهاقها بالذنوب والمعاصي، وتفريطها في حق الله، قال تعالى: { فمنهم ظالم لنفسه } (فاطر:32). وهذه الأقسام الثلاثة عند التحقيق والتدقيق ظلم للنفس؛ فإن الإنسان أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه، فالظالم - بداية ونهاية - ظالم لنفسه؛ لذلك قال تعالى في أكثر من موضع من كتابه: { وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون } (آل عمران:117) .

بقي أن نعلم، أن مادة (ظلم) في القرآن وردت على معنى آخر مغاير لما نحن فيه، وهو معنى (الظلمة) المقابل لمعنى (النور)، وحديثنا هنا لا يتناول هذا المعنى .

* لفظ (جور):

و(الجور) في أصله اللغوي: العدول عن الطريق، يقال: جار جوراً، إذا مال عن الجادة؛ ثم جُعل ذلك أصلاً في كل عدول عن الحق؛ فقالوا: جار القاضي في حكمه: إذا فارق جادة الاستقامة، ومال إلى أحد الطرفين .

وهذا اللفظ لم يرد إلا مرة واحدة في القرآن، وجاء بصيغة اسم الفاعل، وذلك قوله تعالى: { وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر } (النحل:9)؛ و(القصد): هو استقامة الطريق؛ يقال: طريق قاصد: أي: مستقيم. و(السبيل) هنا: الهداية والرشاد. و(الجائر): الحائد والمائل والزائغ عن الحق؛ وهو هنا في مقابلة (القصد)؛ كنى به عن طريق غير موصل إلى المقصود، أي: إلى الخير، وهو المفضي إلى ضر، فهو جائر بسالكه. قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: هي الطرق المختلفة، والآراء والأهواء المتفرقة، كاليهودية، والنصرانية، والمجوسية .

* لفظ (رهق):

هذه المادة اللغوية تدل على أمرين: أحدهما: غشيان شيء لآخر؛ يقال: رهقه الأمر: إذا غشيه بقهر، وأرهق القوم الصلاة: إذا أخروها عن وقتها، حتى يقترب وقت الصلاة الأخرى؛ ورهقه: دنا منه، وصبي مراهق: قارب البلوغ؛ ويقال: رجل فيه رَهَقٌ: إذا كان يخف إلى الشر ويغشاه. ثانيهما: العجلة والظلم .

ولفظ (رهق) ورد في القرآن في عشرة مواضع؛ جاء في ثمانية منها بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: { ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة } (يونس:26)؛ وجاء في موضعين بصيغة الاسم، أحدهما: قوله سبحانه: { فزادوهم رهقا } (الجن:6)، وثانيهما: قوله تعالى: { فلا يخاف بخسا ولا رهقا } (الجن:13) .

ومعنى قوله: { فزادوهم رهقا }، أي: فزادوهم سفهاً وطغياناً، أو تكبراً وعتواً .

ومعنى قوله: { فلا يخاف بخسا ولا رهقا }، أي: لا يخاف نقصاً في عمله وثوابه، ولا ظلماً ومكروهاً يغشاه. وثمة أقوال أُخر في تفسير الآيتين .

* لفظ (هضم):

أصل (الهضم) في العربية: النقصان، ومنه قيل للمنخفض من الأرض: هضم، والجمع أهضام. ومادة هذا اللفظ تدل على كسر وضغط وتداخل؛ تقول: هضمت الشيء هضماً: إذا كسرته، ويقال: هضم فلان فلاناً: إذا ظلمه وغصبه حقه، فهو هضيم؛ ويقال: امرأة هضيم: أي: ضامرة البطن، ومنه قولهم: قد هضم الطعام: إذا ذهب. وهضمت لك من حقك: أي: أنقصتك؛ والمتهضم: الظالم .

وهذا اللفظ ورد في القرآن مرتين؛ أولهما: قوله تعالى: { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما } (طه:112) .

قال الماوردي في تفسير قوله تعالى: { فلا يخاف ظلما ولا هضما }، فيه وجهان:

أحدهما: فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته، ولا هضماً بالنقصان من حسناته، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، والحسن، وقتادة .

الثاني: لا يخاف ظلماً بأن لا يجزى بعمله، ولا هضماً بالانتقاص من حقه، قاله ابن زيد .

قال ابن عاشور ما حاصله: ويجوز أن يكون (الظلم) في الآية بمعنى النقص الشديد؛ كما في قوله تعالى: { ولم تظلم منه شيئا } (الكهف:33)، أي: لا يخاف إحباط عمله، وعليه يكون (الهضم) بمعنى: النقص الخفيف، وعطفه على الظلم على هذا التفسير من باب تأكيد نفي وجود أي ظلم كان .

والموضع الثاني الذي ورد فيه هذا اللفظ، قوله سبحانه: { وزروع ونخل طلعها هضيم } (الشعراء:148) (الهضيم): بمعنى المهضوم، وأصل الهضم كسر الشيء حتى يلين، والمراد هنا أنه يخرج تمراً جيداً .

* لفظ (ضيز):

أصل هذا اللفظ يدل على المنع والنقص؛ قال الكسائي: يقال: ضاز يضيز ضيزاً: إذا ظلم، وتعدى، وبخس، وانتقص .

وهذا اللفظ لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة، وذلك قوله تعالى: { تلك إذا قسمة ضيزى } (النجم:22). وقد ذكر الماوردي في تفسير هذا اللفظ أربعة أقوال:

أحدها: قسمة عوجاء، قاله مجاهد .

الثاني: قسمة جائرة، قاله قتادة .

الثالث: قسمة منقوصة، قاله سفيان وأكثر أهل اللغة .

الرابع: قسمة مخالفة، قاله ابن زيد .

والمتأمل في هذه الألفاظ التي أتينا عليها، يجد أن ثمة معنى مشتركاً يجمع بينها، وهو عدم القيام بالأعمال على الوجه المطلوب، ومنافاتها لمنطق العدل، ومجانبتها لمبدأ الصواب .

وعلى الرغم من وجود هذا القاسم المشترك بين هذه الألفاظ، إلا أن بينها أيضاً فروقاً لغوية مبثوثة في كتب أهل اللغة؛ من ذلك ما ذكروه من فرق بين الجور والظلم، فقالوا: إن الجور خلاف الاستقامة في الحكم وفي السيرة، تقول: جار الحاكم في حكمه، والسلطان في سيرته، إذا فارق كل منهما الاستقامة في ذلك؛ والظلم ضرر لا يمكن تعويضه غالباً، سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما؛ ألا ترى أن الخيانة في المال تسمى ظلماً، ولا تسمى جوراً، فإن أُخذ ذلك المال على وجه القهر أو الميل سمي جوراً. ومن أوجه الفرق بينهما أيضاً، الافتراق في نقيضهما؛ فقيل في نقيض الظلم: الإنصاف، وهو إعطاء الحق على التمام؛ وفي نقيض الجور: العدل، وهو العدول بالفعل إلى الحق .

وقالوا في الفرق بين الهضم والظلم: إن الهضم نقصان بعض الحق، ولا يقال لمن أُخذ جميع حقه: قد هُضم. والظلم يكون في البعض والكل، ويقال في الكثير والقليل، وفي الذنب الكبير والذنب الصغير؛ ولذلك قيل لآدم عليه السلام في تعديه: ظالم. وقيل لإبليس: ظالم، وإن كان بين ظلميهما من البون ما لا يخفى .

وقال بعض أهل التفسير، وظاهر قوله تعالى: { فلا يخاف ظلما ولا هضما } أن بينهما فرقاً؛ وذلك أن الظلم منع الحق كله، والهضم منع بعضه، فكل هضم ظلم، ولا ينعكس .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


من معاني بعض الألفاظ القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: من معاني بعض الألفاظ القرآنية   من معاني بعض الألفاظ القرآنية I_icon_minitimeالسبت 10 أكتوبر 2009 - 20:40

إضافات قيمة ما شاء الله.

واصلوا وصلكم الله بالجنة.

بارك الله فيكم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

من معاني بعض الألفاظ القرآنية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ألفاظ .........وسلسلة معاني
» مترادف ...معاني... الكلام
» معاني بعض الاسماء :
» معاني بعض الكلمات
» معاني في كلمات شائعة...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: اللّغـــات و علومها :: اللغة العربيــة وعلومهـا-