و عليكم السّلام و رحمة الله
بارك الله فيكم.
تقريب موفّق لصورة الاختبارَين، و اسمحوا لي أن أضيف :
- مدة الامتحان : هي ساعتان أو ثلاث في امتحان الدنيا، و لا يُسمح لك بإعادته إلا مرة..وامتحان الآخرة: مهما تخطئ فيه و تزلّ قدمك، فإنّ الباب مفتوح لمعاودة الاختبار و صقل النفس و تهذيبها، فأرحم الراحمين يمهِلُ عبدَه في الدنيا و يرحم ضعفه و يقيل عثرته، و لا يوصد باب الامتحان إلا مع فراق الحياة.
- يوم ظهور النتيجة : أصعب شيء في الامتحانين، كائنٌ يوم الحساب و ظهور النتيجة، ففي حال الخسارة في امتحان الدنيا، يُمكن تدارك الأمر و مراجعة النفس..بينما في امتحان الآخرة فالباب مغلق و موصد عند ظهور النتيجة و الجزاء..
- المراقب في امتحان الدنيا: معلمِّ أو معلمان اثنان، قد يطردانك عند أو محاولة غش ..و امتحان الاخرة: المراقب فيه يراك و يعلم سرّك، و لا يعاجلك بالعقوبة عند أول معصية..و معك رقيبان شاهدان ينسخان آثار هذا الامتحان و مادتَه.
- المحاسِب : قد تدخل عوامل في حساب امتحان الدنيا: الرأفة،القسوة،الكراهة،المحسوبية، المحاباة..بينما في حساب الآخرة، فالمحاسب فيه ملك رحيم، عدل، لا معقّب لحكمه، و لا شفيع للعبد،
- طبيعة نتيجة الامتجان : امتحان الدنيا: سعادة أو حزن مؤقتَين، في حالة الفوز أو الخسارة
بينما امتحان الآخرة، قد قال فيه ربنا:" ذلك هو الفوز العظيم"، و الخاسِر فيه، قد خسر نفسَه و أهلَه، و حسرته دائمة لا تنقطع، و العذاب فيه خالد!!
- أحقّهما بوصف الامتحان : امتحان الدنيا و إنْ تعلقت به مصالح العبد، فإنه لا يعدو أن يكون امتحانا شكليا، للعبد فيه مخارج و مسالك، أما امتحان الآخرة فإنه الحقيق بهذه التسمية، قال ربنا:"الذي خلق الموت و الحياة ليبلوَكم أيكم أحسن عملا"، و نتيجته تحسم مآلَ العبد حسما قطعيا، و هل من نتيجةٍ أعظم من نتيجة من كانت النار مصيره في حال الخسران؟ و الجنّة في حال الفوز؟
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: الفرق بين امتحان الله وامتحان البشر 
الأربعاء 27 يناير 2010 - 21:05
