الكلمة نيراس ينير دروبنا في
الفيافي الشائكة بل نورا وضياء في الدروب الحالكة
رب كلمة غيرت مجرى تاريخ فبقت راسخة الى ان يرث الله الارض وما عليها
ولنا في رسول الله اسوة حسنة حين قال** والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يقضي الله او اهلك دونه**
كلمة *لا* غيرت حياة من عبادة العباد الى عبادة رب العباد
ومن جور الاديان الى سعة الاسلام
فاكتبوا مايجول بخواطركم لعله يحدث اثرا اويغير مجرى ويكسب اجرا .

السلام عليكم و رحمة الله

أحسنتِ يا وردة، أحسنَ الله إليك
كلماتك رائقة راقية صافية رقيقة
تنمّ عن نفس طيبة سمحة محبة للخير نافعة للغير
حفظك الباري
-------------

أرجئ تسطير خاطرتي لأجيب عن تساؤلات المراقب العام
فقد قال صلى الله عليه و سلم: " من استطاع منكم أن ينفعَ أخاه بشيء فليفعلْ"
--------------------

** ما الذي يجعل الإنسان يلف و يدور حول موضوع ما دون أن يصرح به؟**

ثمّة أشياء تجعل الانسان يلف و يدور حول موضوع، بحيث يجعل القارئ غير فاهم للفكرة و غير قادر على تحديدها، و أسباب الدوران حول الفكرة عائدة إلى :
1- عدم تحديد الفكرة و وضوحها في نفس الكاتب، و هذا يقع كثيرا، و قد قرأتُ لكتّاب ما يجعلك تخرج بفكرة غامضة مضبّبة، ثم لا تلبث أن تعلم أن الكاتب أصلا طبعه و سلوكه غامض تشوبه الضبابية
2- و قد يكون السبب ضعف أداء الكاتب و هشاشة مقدرته الكتابية التعبيرية
3- أن يقصدَ الكاتبُ اللف و الدوران و يتعمّدَه, لأنه لا يقوى على المصارحة و لا يستطيعها لأسباب أيضا، فتراه لأجل ذلك يلف و يدور.
--------------------------
** ما الذي تحمله مفردات اللغة العربية من معاني لا طاقة لنا بفهمها؟**

هذا في الحقيقة لا ينبغي أن يكون !..و يقول الباحثون و المتخصصون في اللغة أنّ القارئ المتقن للغته و العارف بها، إذا لم يفهم موضوعا و لم يستوعب فكرة، فإنّ العيب عائد لصاحب الفكرة و لكاتب الموضوع. كيف ذلك؟ لأنّ ألفاظ اللغة إنما جُعلت للتعبير و للإبانة عن المعاني و الأفكار، فإذا حصل غبش و كدر في فهم الفكرة، نقول بأن الكاتب ليست له مقدرة لغوية قوية، و أدائه التعبيري ضعيف,,
و قد تذكرتُ الآن شيئا آخر له وجهه و دلالته في هذه القضية، أشار إليها سيد قطب عندما كان كاتبا أديبا، و تتمثل في افتقار الناقد أو القارئ لرصيد من التجارب الشعورية الانسانية !
فأنت تقرأ مثلا لكتاب عالميين، أي خارج دائرة اقليمك ، و لكتاب كانوا في زمن مضى، فهؤلاء قد سجلوا بأقلامهم و ترجموا عن معان و مشاعر و تجارب شعورية عايشوها و خالجت أتفسهم و كانت في محيطهم,, فعدم الإلمام بهذه التجارب الانسانية و قلة رصيدك فيها، يقلل و يضعف من قدرتك على الفهم الجيد أثناء القراءة و النقد بالنسبة للناقد، و الإلمام بهذه التجارب الشعورية يكون بوسائل شتى: القراءة الدؤوبة و الاطلاع على تجارب الغير، و البحث و غيرها من الأمور في هذا الباب
---------------------
** هل يمكن أن يكون الإنسان صريحا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى؟**

يمكنُه حينا، و لا يمكنه حينا آخر..و هذا يجده كل واحد منا في نفسه
إذ يتعذّر عليك أن تكون صريحا في كثير من الأحيان. لماذا؟ لأنه ثمة مقامات و أحوال تمنعك من ذلك.. و ثمة ملابسات و مواقف تمنعك من الصراحة
و الصراحة قد تسبب مشاكل و حرج
و أخيرا، أرى التعصب للعباد مع تفاوت مقامهم و مراتبهم، له مفعوله في عدم القدرة على الابانة أو التصريح..
و قد قالت العرب: و في التلميح ما يُغني عن التصريح..و لكنه ليس التلميح الغامض، لأن جملة "يُغني عن التصريح" تعني أن يؤدي التعبير واجبه و يقوم بوظيفته المتمثلة في إيصال المعنى و الفكرة للقارئ أو المستمع. فهو بذلك يجزئ عن التصريح و يكفيه المؤونة
------------------------------

قالت وردة:
فلعل كلمة طيبة صادقه تخرج منكم .. فتلامس قلوبًا ذابلة فتحييها
-------------------
ليس لي قلمكِ و لا أملك أسلوبكِ الجميل أختي وردة
و أرجو ألا يكون هذا مانعا لي من تسجيل هذه الخاطرة الصغيرة، و إن لم تكن في شكل مبدع متميّز
------------------
يُقال في باب الصدق : ما يخرج من القلب يصلُ القلبَ !!
كلمة نفذتْ إلى قلبي، و استقرتْ في خاطري، و مكثتْ في ذهني، و علِقتْ بكياني، فحفظتْها ذاكرتي و وعاها فؤادي.. مُذْ سمعتْها أذني فتلقَّفَها عقلي..كان ذلك منذ عشرة أعوام !
كنا في فناء دار بالقصبة، الحي العتيق الغريب الزاخر بالذكريات..
بثثتُ صديقتي و خليلتي حزني على أمر قد وقع.. فاض قلبي يومها فأعرب و ترجم عما أقلقَه و غمّه و كدّر صفوَه.. و ضاق صدري أثناء حديثي، فلم يطق صبرا على الدموع، فهي رئة الحزين كما يُقال..
لم تجد خليلتي كلمة تقولها لي، تسلي بها عن خاطري و تُخفف بها من لوعتي و حزني,,
سكتتْ برهة من الزمن، ثم قالتْ ونفسها تتقطّع حزنا لحزني :
آه، لو يعلم العبدُ حاجتَه إلى ربه !!!!
و جعلتْ تستمر في حديثها و نصحها و تذكيرها، غير أني لا أذكر شيئا مما قالتْه، و لم أنتبه إلى بقية كلامها، فقد كفتني تلك المقولة و عملتْ عملها في نفسي :

لو يعلم العبدُ حاجتَه إلى ربه !!!!
--------
هي كلمة صدرت عن قلب صادق، فلامست قلبا ذابلا فأحيتْه و خففتْ عنه
قال ربنا " ألم ترَ كيف ضرب اللهُ مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها"

كان سفيان الثوري ينشرح إذا رأى سائلاً على بابه،

ويقول : (مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي! ).

المال مال الله ونحن مستخلفين فيه فلماذا لانؤديه على الوجه الذي يحبه..

ما بالنا لا نتراحم فيما بيننا.

إعذروني إخوتي فقد رأيت اليوم منظرا لرجل فقيرا يجاهد دموعه لكي لا تسيل, و كأني به يخبأ جوعا ألم به, و يخجل من أن يظهره.


الله الله في الصدقة إخوتي.