الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 أم الدرداء : الكبرى والصغرى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


أم الدرداء : الكبرى  والصغرى Empty
مُساهمةموضوع: أم الدرداء : الكبرى والصغرى   أم الدرداء : الكبرى  والصغرى I_icon_minitimeالأربعاء 26 أغسطس 2009 - 23:55

بسم الله الرحمن الرحيم

أم الدرداء الصغرى وأم الدرداء الكبرى

كثير
منا سمع بأم الدرداء لكن قليل من يفرق بين أم الدرداء الكبرى وأم الدرداء
الصغرى، خاصة أن كلتاهما كانت زوجا لأبي الدرداء الصحابي الجليل.


فمن هي أم الدرداء الكبرى ؟
هي
خيرة بنت أبي حدرد، سماها أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فيما رواه بن أبي
خيثمة عنهما. وقال أبو عمر كانت أم الدرداء الكبرى من فضلى


النساء
وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك توفيت قبل أبي الدرداء، وذلك
بالشام في خلافة عثمان وكانت حفظت عن النبي وعن زوجها.

الصحابية
الجليلة خيرة بنت أبي حدرد هي أخت أبي محمد عبدالله بن أبي حدرد وأم بلال
بن أبي الدرداء، أسلمت وحسن إسلامها وكانت من فضليات النساء وعقلائهن، ومن
ذوات الرأي السديد، مع العبادة والفهم الصحيح للإسلام.

وعن
قصة اسلامها وزوجها تقول خيرة بنت أبي حدرد: كان عويمر بن مالك (زوجها)
متعلقاً بصنم له، وقد تبع أهله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان
عبدالله بن رواحة أخا له في الجاهلية، وكان يدعوه إلى الاسلام فيقول: يا
عويمر، أترضى أن تكون آخر دارك إسلاما؟ فيأبى أبو الدرداء. وذات يوم وضع
منديلا على صنمه وخرج، فجاء عبدالله بن رواحة ودخل بيتي. فسأل عن عويمر
فأخبرته أنه خرج آنفا، وكنت أمشط رأسي، فدخل ابن رواحه ومعه قادوم فأنزل
الصنم وجعل يقدده (اي جعله قطعا) وسمعت صوت القادم وهو يضرب ذلك الصنم
فقلت: أهلكتني يا ابن رواحة، فخرج وأقبل عويمر، فوجدني أبكي شفقا منه،
فقال: ما شأنك؟ قلت: أخوك عبدالله بن رواحة دخل فصنع ما ترى، فنظر عويمر
(أبو الدرداء) الى الصنم المحطم وغضب غضبا شديدا، ثم فكر وقال: لو كان عند
هذا خير لدافع عن نفسه. ثم انطلق الى عبدالله بن رواحة وقال له: اصحبني
إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فانطلقا حتى أتيا الرسول صلى الله عليه وسلم
فأسلم عويمر بن مالك وأسلمت معه زوجته خيرة بنت أبي حدرد رضي الله عنها
وعن زوجها.


صدق سلمان
حفظت
خيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن زوجها أبي الدرداء، عويمر الانصاري
رضي الله عنه، وروت خمسة أحاديث، ومن تلاميذها الذين حملوا العلم عنها:
صفوان بن عبدالله بن صفوان وميمون بن مهران، وزيد بن أسلم.

ومن
المواقف المعروفة للصحابية الجليلة أنه عندما آخى الرسول صلى الله عليه
وسلم بين أبي الدرداء وسلمان الفارسي، جاء سلمان لأبي الدرداء زائرا، فرأى
أم الدرداء قد أهملت نفسها، ولاح في وجهها القهر، فقال لها: ما شأنك؟
فقالت: إن أخاك ليس في حاجة الى شيء من الدنيا، أصبح أبو الدرداء لا ينام
الليل. فسكت سلمان الفارسي ولم يكلم أبا الدرداء. وقامت خيرة بنت ابي حدرد
لتصنع لهما طعاما، فلما أكلا هيأت أم الدرداء لهما فراشهما فنام سلمان
وأبو الدرداء هنيهة، ثم قام أبو الدرداء ليصلي، فأمسك سلمان بثوبه وقال
له: نم يا أبا الدرداء.

ونام
ثم نهض ليصلي، فأمسك سلمان به وقال له: نم. فنام عويمر بن مالك، فلما كان
الثلث الأخير من الليل قام أبو الدرداء ليصلي فقال سلمان الفارسي: الآن
انهض لتصلي.

وعندما
انبلج الفجر خرجا ليصليا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو
الدرداء: لأشكونك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال سلمان الفارسي: يا
أبا الدرداء ان لربك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا فأعط كل
ذي حق حقه.

فلما
قضيت صلاة الفجر مال أبو الدرداء على أذن النبي صلى الله عليه وسلم وشكا
له ما فعل سلمان الفارسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن
الرهبانية لم تكتب علينا، صدق سلمان”.

ودخلت أم الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فسمعته يقول: “ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن”.
وخرجت
أم الدرداء من الحمام يوما فلقيها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: “من
أين أقبلت يا أم الدرداء؟ قالت من الحمام. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ما منكن امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها أو زوج، إلا كانت
هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل”.


كنت خيرهم وأبرَّهم
وتضيف
على ابي الدرداء ضيف فأبطأ عويمر بن مالك حتى نام الضيف طاويا، ونام
الصبية جياعا فجاءت خيرة بنت أبي حدرد غضبى تلظى فقالت: لقد شققت علينا
منذ الليلة.

فتساءل
أبو الدرداء: أنا؟ قالت أم الدرداء: نعم، أطلت علينا حتى بات ضيفنا طاويا،
وبات صبياننا جياعا. فغضب أبو الدرداء وقال: لا جرم، والله لا أطعمه
الليلة والطعام موضوع بين يدي.

فقالت
أم الدرداء: أنا والله لا أطعمه حتى تطعمه. فاستيقظ الضيف وقال: ما
بالكما؟ قال عويمر بن مالك: ألا ترى تجني عليّ الذنوب؟ إني احتسبت في كذا
وكذا. فقال الضيف: أنا والله لا أطعمه حتى تطعماه.

فلما
رأى أبو الدرداء الطعام موضوعا ورأى الضيف جائعا والصبية جياعاً قدم وأكل،
ثم مشي الى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث فقال:

يا
رسول الله لما رأيت الطعام موضوعا ورأيت الضيف جائعا والصبية جياعا قدمت
يدي فأكلت، وقدموا أيديهم، فبروا والله يا رسول الله - وفجرت. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: “بل أنت كنت خيرهم وأبرهم”.

وطلبت
ذات يوم خيرة بنت أبي حدرد من زوجها خادما فقال لها: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: “لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم، فإذا
خدم وجب عليه الحساب”.

وماتت
الصحابية الجليلة خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى قبل موت أبي
الدرداء، وذلك بالشام في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.


فرضي الله عنها وعن المسلمين أجمعين.

فهل كانت لها ولأم الدرداء الصغرى صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال- أبو عمر- وأم الدرداء الصغرى لا أعلم لها خبرا يدل على صحبة ولا رؤية.
وقال
علي بن المديني كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء,
إحداهما رأت النبي وهي خيرة بنت أبي حدرد, والثانية تزوجها بعد وفاة
النبي, وهي هجيمة الوصابية.

وقال بن ماكولا أم الدرداء الكبرى لها صحبة وماتت قبل أبي الدرداء، والصغرى هي التي خطبها معاوية.
وأورد
بن مندة لأم الدرداء حديثا مرفوعا عن ميمون بن مهران قال قلت لأم
الدرداء:" سمعت من النبي شيئا." قالت:" نعم دخلت عليه وهو جالس في المسجد
فسمعته يقول ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن."


يتبين
لنا من خلال هذه الأخبار أن أم الدرداء الكبرى هي صحابية جليلة عاشت بين
أحضان النبوة، أما أم الدرداء الصغرى فلم تحرم هي أيضا من رؤية رسول الله
صلى الله عليه وسلم وحفظت عنه حديثا رغم حداثة سنها أنذاك.


فمن هي أم الدرداء الصغرى ؟هي السيدة العالمة الفقيهة هجيمة وقيل جهيمة الأوصابية الحميرية الدمشقية من كبار العلماء، روت علما جما عن زوجها أبي الدرداء وعن سلمان
الفارسي وكعب ابن عاصم الأشعري وعائشة وأبي هريرة وطائفة، وعرضت القرآن
وهي صغيرة على أبي الدرداء، وطال عمرها واشتهرت بالعلم والعمل والزهد. حدث
عنها جبير بن نفير وأبو قلابة الجرمي وسالم بن أبي الجعد ورجاء بن حيوة
ويونس بن ميسرة ومكحول وعطاء الكيخاراني وإسماعيل بين عبيد الله بن أبي
المهاجر وزيد بن سالم وأبو حازم الأعرج وإبراهيم بن أبي عبلة وعثمان بن
حيان.


قال
ابن الجوزي – رحمه الله - : و أم الدرداء الصغري اسمها : هجيمة بنت حيي
الوصابية – قبيلة من حمير – و هي زوجة أبي الدرداء و هي التي خطبها معاوية
بعد موت أبي الدرداء فأبت أن تتزوجه.

و
قد كانت أم الدرداء إحدى عابدات الشام التي كان لها السبق في العبادة و
الصلاح حتي قصدها الناس يتعلمون منها رقة القلب و خشوع الجوارح عند ذكر
الله و قراءة القرآن.

لم
تسمع أم الدرداء من النبي صلى الله عليه وسلم و لكنها روت عن زوجها أبي
الدرداء حديثاُ رواه عنها طلحة بن عبد الله بن كريز قال: " حدثتني أم
الدرداء قالت: حدثني سيدي – تعني زوجها أبا الدرداء– أنه سمع رسول الله
يقول " من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: و لك بمثل" (رواه
مسلم).


إنها
زوجة صحابي جليل عرف عنه الحكمة و حب الذكر و الطاعة. و قد أخذت عنه حب
الذكر و الشغف به حتي أصبح لقلبها بمثابة الماء للأرض و الري للظمآن، فلا
تجد حياة فؤادها إلا حينما تذكر بلسانها أو تسمع بأذنها و ذلك كله مع حضور
القلب و يقظة النفس.


إنها
أم الدرداء إحدى عابدات الشام التي كان لها السبق في العبادة و الصلاح حتي
قصدها الناس يتعلمون منها رقة القلب و خشوع الجوارح عند ذكر الله و قراءة
القرآن.


عابدة لا تمل ذكر الله:
·
قال عبد الله بن أحمد: حدثتني خديجة أم محمد، و كانت تجيء الي أبي تسمع
عنه و يحدثها، قالت حدثنا اسحاق الأزرق قال: حدثنا المسعودي عن عون بن عبد
الله قال: كنا نجلس الي أم الدرداء فنذكر الله عندها فقالوا: لعلنا قد
أمللناك؟ قالت: تزعمون أنكم قد أمللتوني؟ فقد طلبت العبادة في كل شيء، فما
وجدت شيئاُ أشفي لصدري ولا أحري أن أصيب به الذى أريد من مجالس الذكر.


إن
المرأة المؤمنة لم يكن لها سهم واحد من أعمال الطاعة، و لكنها ضربت في كل
غنيمة بسهم، فهي فقيهة في دينها، محدثة تروى أحاديث نبيها صلى الله عليه
وسلم، و هي مضرب الأمثال في الصبر والرضا بالقضاء و القدر، و هي في صفوف
المجتهدين بالليل و المستغفرين بالأسحار، وهي لا تفتر عن ذكر الله و لا
تمل قراءة القرآن، و هي بالنهار صائمة و تمشي بين الناس بالنصيحة، وهكذا
فلتكن المؤمنة الصالحة الصادقة في كل زمان و مكان.


· قال ميمون بن مهران: ما دخلت علي أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية.

· قال يونس بن ميسرة: كنا نحضر أم الدرداء و تحضرها نساء متعبدات يقمن الليل كله حتي إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام.

كم
من نساء يجتمعن علي لغوا باطلا و لهو عابث و غفلة لا خير فيها، و لكن
هؤلاء النسوة قد جمعتهن الصلاة و القيام و الدعاء و البكاء، هكذا فلتكن
صحبة النساء، و علي هذه الأعمال الصالحة فلتكن اجتماعاتهن و علي ذلك الفكر
و هذه الهمة يكون لقاؤهن، هذه الهمم العالية لا تجعل هناك أي ميدان للغيبة
و النميمة و العشرة الفاسدة، و ستغلق جميع الأبواب أمام الشيطان فلا يجد
لقلوبهن سبيلا، و لا يستطيع أن يعبث بأفكارهن و لا أن يضيع أوقاتهن، فقد
عرفن قيمة الوقت و نفاسة الزمن و قدر العمر، فلا ساعة تضيع في غفلة و لا
يوم يمر بغير عمل صالح و عزمة خير.


· قال يحيي بن معين: ماتت الدرداء قبل أم الدرداء، فلما دفنتها قالت: إذهبي الي ربك و أذهب الي ربي. فدخلت المسجد.
إن
المؤمن لا يستسلم لأحزانه و لا يحمل نفسه من الألم فوق ما تطيق، و هكذا
كانت أم الدرداء – رحمها الله – حينما أصيبت بابنتها فلم تملأ الدنيا
صراخاُ و عويلاُ، و لكنها توجهت الي المحراب حيث تأخذ زاد الصبر من الصلاة
و الدعاء و المناجاة " يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن
الله مع الصابرين" (البقرة 153).


·
و من كلماتها في الخشوع و وجل القلب عند ذكر الله و قبل الدعاء، ما رواه
شهر بن حوشب عنها أنها قالت: إنما الوجل في قلب ابن آدم كاحتراق السعفة،
أما تجد لها قشعريرة؟ قال: بلي، قالت: فادع الله إذا وجدت ذلك فإن الدعاء
يستجاب عند ذلك.

إن
هذه وصفة من جرب احتراق القلب من خشية الله فاستجاب الله له دعاءه و هكذا
كانت نصائح السلف صائبة مفيدة لأنهم عاشوا حياة الإيمان بكل صدق و إخلاص
فذاقوا حلاوتها فوصفوها للناس كما وجدوها.


قلبها معلق بالقرآن:
·
عن ابن عمران الأنصاري قال: كنت أقود دابة أم الدرداء فيما بين بيت المقدس
و دمشق فقالت لي: يا سليمان أسمع الجبال و ما وعدها الله عز و جل، فأرفع
صوتي بهذه الآيات: " و يوم نسير الجبال فتري الأرض بارزة و حشرناهم فلم
نغادر منهم أحدا" (الكهف:47).

و
المؤمن يشعر بهذه الصلة التي تربطه بما حوله، و يشعر أن أصداء الكون تردد
معه ذكر الله و هي فرحة مسرورة بهذا العابد الذي يطيع ربه، فقد جاء في
الأثر: إن الجبل ينادي علي الجبل و الوادي ينادي علي الوادي كل يوم و
يقول: هل مر بك اليوم ذاكر لله عز و جل؟


·
و قال سعيد بن عبد العزيز: أشرفت أم الدرداء علي وادي جهنم (اسم وادي من
الأودية بالصحراء) و معها إسماعيل بن عبيد الله فقالت: يا اسماعيل إقرأ،
فقرأ " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاُ و أنكم الينا لا ترجعون"
(المؤمنون:115)، فخرت أم الدرداء علي وجهها و خر اسماعيل على وجهه فما
رفعا رؤوسهما حتي ابتل ما تحت وجوههما من دموعهما.

هكذا
آيات القرآن إذا مست قلوب المؤمنين فإنها تهزها هزاُ و تنفض عنها الركام
الذى ران عليها فتقشعر منه الجلود اجلالاُ لله و تعظيماُ له و تصديقاُ
بوعده و وعيده.


·
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سيرين

أم سيرين

عدد الرسائل :
1589

العمر :
56

تاريخ التسجيل :
21/02/2009


أم الدرداء : الكبرى  والصغرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: أم الدرداء : الكبرى والصغرى   أم الدرداء : الكبرى  والصغرى I_icon_minitimeالأربعاء 26 أغسطس 2009 - 23:59

تابع :

و
قد كانت أم الدرداء الصغري في مواعظها كثيراُ ما تذكر الموت و تحذر الناس
من فتنة الدنيا و تنصح لهم بالإستعداد ليوم الميعاد. قال شيخ من بني تميم:
حدثني هزان قال: قالت أم الدرداء: يا هزان هل تدري ما يقول الميت علي
سريره؟ فقلت: لا. قالت: فإنه يقول يا أهلاه و يا جيراناه و يا حملة
سريراه، لا تغرنكم الدنيا كما غرتني، و لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي،
فإن أهلي لا يحملون عني من وزري شيئاُ، و لو حاجوني عند الجبار لحجوني (أي
كانت لهم الحجة علي)حيث لا يحمل أحد وزر أحد و لا يغني أحد عن أحد شيئاُ.
ثم قالت أم الدرداء: الدنيا أسحر لقلوب العابدين من هاروت و ماروت، و ما
آثرها عبد قط إلا أضرعت خده (أي جعلته ذليلاُ).

·
و حينما توفي عنها زوجها أبو الدرداء – رضي الله عنه – تقدم لخطبتها
معاوية – رضي الله عنه فأبت أن تتزوجه رغم ما ستكون فيه من نعمة و مال و
جاه، و لكنها آثرت أن تموت و هي علي ذمة أبي الدرداء حتي تلحق به يوم
القيامة و قد ذكرت في ذلك حديثاُ سمعت منه في هذا الشأن،


فقد
قال ميمون بن مهران: خطب معاوية أم الدرداء فأبت أن تتزوجه و قالت: سمعت
أبا الدرداء يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم" المرأة في آخر أزواجها"
أو قال "لآخر أزواجها" أو كما قال، و لست أريد بأبي الدرداء بدلاُ. و هكذا
دفعها وفائها لزوجها بعد مماته و حبها له الي الرغبة في أن تكون زوجته في
الآخرة.


- أم الدرداء العابدة الذاكرة
بأي
شيء يا ترى فاقت التابعيات حتى قيل عنها أنها سيدتهن؟ وأي خصال اتصفت بها
جعلتها تحصل على تقدير العلماء واحترام العامة وتصل إلينا أخبارها دون
غيرها من النساء؟

كانت رضي الله عنها ذاكرة لله في كل حال وفي كل وقت عابدة زاهدة.
عن
المسعودي عن عون بن عبد الله قال: "كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله
عندها, فقالوا:" لعلنا قد أمللناك." قالت:" تزعمون أنكم قد أمللتموني فقد
طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به
الذي أريد من مجالس الذكر."


وقد روت مولاة لها يقال لها رجلة قالت:" رأيت أم الدرداء معتكفة في قبة تركية في مسجد دمشق وكانت تلبس البرنس."
عن
ابن مسلم قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال أشرفت أم الدرداء على وادي
جهنم ومعها إسماعيل بن عبيد الله فقالت:" يا إسماعيل اقرأ فقرأ "أفحسبتم
إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فورب السماء والأرض إنه لحق
مثلما أنكم تنطقون." فخرت على وجهها وخر إسماعيل على وجهه فما رفعا
رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من دموعهما.


عن
شهر بن حوشب عن أم الدرداء:" قالت إنما الوجل في قلب ابن آدم كاحتراق
السعفة أما تجد لها قشعريرة قال بلى قالت فادع الله إذا وجدت ذلك فإن
الدعاء يستجاب عند ذلك."


مجالس
ذكر وحلق علم تجمعها مع التابعين ويذكر بعضهم البعض، يتناصحون ويراقبون
الله في أفعالهم وتذكرهم امرأة دون أن يجدوا في صدورهم حرج من ذلك.

لكن
هل بذكرها وزهدها اعتزلت مجتمعها مما قد يتبادر إلى أدهاننا إذا وقفنا فقط
على هذا الجانب من شخصيتها الفذة؟ كلا بل جمعت جوانب شخصية المرأة المسلمة
الداعية التي لا تفرط في واجب من واجباتها.


- أم الدرداء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عن
ابن أبي حازم عن أبي حازم وزيد بن أسلم عن أم الدرداء أنها كانت عند عبد
الملك بن مروان ذات ليلة, فدعا خادما له فأبطأ عليه فلعنه, فقالت أم
الدرداء:" سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا
يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة."

لم تهب ملكا كانت فرائص الرجال ترتعد أمامه لسيفه المسلت على رقاب العباد، بل أسدت إليه النصيحة عمل بها أم لم يعمل.
عن عثمان بن حيان قال سمعت أم الدرداء تقول:" إن أحدهم يقول اللهم ارزقني وقد علم أن الله عز وجل لا يمطر عليه دينارا ولا درهما،


وبعضهم
من بعض فإذا أعطي أحدهم شيئا فليقبله، فان كان ذا غناء عنه فليضعه في ذي
الحاجة من إخوانه، وإن كان إليه محتاجا فليستعن به على حاجته ولا يرد على
الله عز وجل رزقه الذي رزقه."

ها هي ذي تتصدر مجالس علم يحضرها الرجال على عكس ما شاع في الفقه المنحبس الذي ادعى أفضلية مكوث المرأة في البيت. فأين هم دعاة


لا يجوز للرد على هذه الأحاديث؟ ثم ها هي ذي تهتم بالشأن العام وتسدي النصيحة للملك دون خوف أو وجل فأين نحن من هذه الهمم العالية؟

. أم الدرداء وبذل العلم
رضي
الله عنها تعلمت العلم وهي صغيرة وعملت على بدله وتعليمه الرجال والنساء
على السواء، يحكى أن عبد الملك كان يحظر مجالسها في آخر الصفوف، لا عجب في
هذا إذ أنها تربت مع جيل من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال
العالم الجليل أبا الدرداء حيث لم يكونوا يرون في المرأة كما مهملا أو
متاعا حبيس الجدران بل كانوا يرون فيها ما قاله الحبيب المصطفى صلى الله
عليه وسلم "النساء شقائق الرجال"

عن
إسماعيل بن عبد ربه بن سليمان قال كتبت إلي أم الدرداء في لوحي فيما
تعلمني:" اطلبوا العلم صغارا تعلموه كبارا قال فإن لكل حاصد ما زرع خيرا
كان أو شرا." فكان أول حديث سمعته.


. أم الدرداء المتعلمة
رغم
أخدها العلم من علماء أفذاذ مند صغرها، لم تتوان في طلب العلم في كبرها
فكانت دائمة البحث وكلما سنحت لها الفرصة لأخذ حديث أو رأي أو خبر سارعت
في طلبه.

عن
محمد بن ثابت بن شرحبيل عن ابن أبي أوفى عن أم الدرداء قالت قلت لكعب
الأحبار:" كيف تجدون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة." قال:"
نجده محمد رسول الله اسمه المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخابا في الأسواق،
وأعطى المفاتيح فيبصر الله به أعينا عورا، ويسمع آذانا وقران ويقيم به
ألسنا معوجة حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله واحد لا شريك له، يعين به
المظلوم ويمنعه."

عن
بن أبي عاصم من طريق يونس بن ميسرة قال كنت جالسا عند أم الدرداء فدخل
زياد بن جارية فقالت له أم الدرداء:" حديثك عن رسول الله في المسألة؟"
فحدث به.


. اهتمامها بأمر المسلمين
بالرغم
من كثرة مجالسها العلمية وانشغالاتها المتعددة نجدها رضي الله عنها تهتم
بجيرانها ودوي قرابتها وبعامة المسلمين. تهتم حين تسقم امرأة وتعلم أن
عيالها ليس لهم من يقوم بإطعامهم فتتكفل بالأمر، قد يبدوا الأمر بسيطا
لكنه من صميم الدين فقد برأت ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن بات
وجاره جوعان ومن قرية مات فيهم أحد جوعا. اهتمام وتهمم بالمسلمين في
مطعمهم وملبسهم ومسكنهم وتعلمهم وتربيتهم وكل شأنهم صغيرا وكبيرا, تهمم
فيه أمر صريح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح وهمه غير الله
فليس من الله في شيء ومن أصبح لا يهتم لأمر المسلمين فليس منهم"

عن سليمان بن احمد حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر حدثنا أبي حدثنا بقية عن إبراهيم بن أبي عبلة قال:
" مرض أهلي فكانت أم الدرداء تصنع لي الطعام فلما برؤا قالت:" إنما كنا نصنع طعامك إذ كان أهلك مرضى فأما إذا برؤوا فلا."

بعد
أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي عائشة باسمها بل ويصغره تحببا
لها فيناديها بالحميراء ويخبر الصحابي أن التي برفقته هي صفية، نجد
التابعي يحدثنا عن مرض أهله، فمن المتحدث عنه هنا يا ترى؟ أهي الزوج؟
سبحان الله ! لم تمض سوى عقود قليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأصبحت المرأة كلها عورة، حتى اسمها طوي مع طي كرامتها!


. زواج الدنيا وزواج الآخرة
كيف كانت معاملة هذه السيدة الفاضلة العالمة الجليلة مع زوجها؟ وكيف كانت الحياة تمضي بينهما؟
تروي
في حديث لها عن أبي الدرداء أمرا قد نعتبره الآن من الخصوصيات في العلاقات
الحميمة لكنها رضي الله عنها تحدثت عنه للتابعين لتعلمهم رقة المشاعر
وسكينة الحياة الزوجية كما تعلمهم أمور الفقه.

قالت
أم الدرداء: " كان أبوالد رداء يغتسل من الجنابة فيجيء وهو يقرقف فأضمه
بين فخذي." - وهي جنب لم تغتسل- (أي يرعد يقال قرقف الصرد إذا خصر حتى
يقرقف ثناياه بعضها ببعض أي يصدم)

حياة
طيبة جمعتها بأبي الدرداء لن نفهم عمقها إلا بدراسة سيرة أبي الدرداء رضي
الله عنه، جعلتها تحرص على الوفاء له في الحياة وفي الممات ولعله بمعاملته
لها وحسن خلقه تتعلق به وتكن له هذا الوفاء.


عن
لقمان بن عامر عن أم الدرداء:" أنها قالت اللهم إن أبا الدرداء خطبني
فتزوجني في الدنيا اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنة."
فقال لها أبوالد رداء:" فإن أردت ذلك وكنت أنا الأول فلا تزوجي بعدي." قال
فمات أبو الدرداء وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية فقالت:" لا والله لا
أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في
الجنة."

عن
عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال قالت أم الدرداء لأبي الدرداء:" إن
احتجت بعدك أآكل الصدقة." قال:" لا اعملي وكلي." قالت.:" فإن ضعفت عن
العمل." قال:" التقطي السنبل ولا تأكلي الصدقة."

من
خبرها أن معاوية خطبها بعد أبي الدرداء فأبت أن تتزوجه وروى ذلك أبو
الزاهرية عن جبير بن نفير عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء:" إنك
خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوني وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة."
قال:" فلا تنكحي بعدي." فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان, فقال لها:" عليك
بالصيام".



فاللهم ارض عنهم واجعلنا ممن اقتدى واهتدى بهم وألحقنا بهم في الصالحين.
__________

1- سير أعلام النبلاءج4 ص27
2- طبقات الحنفية ج 1ص 419
3- طبقات الحنابلة ج1ص427
4- بغية الطلب في تاريخ حلب ج4 ص1700
5- صفوة الصفوة ج4 ص298
6- حلية الأولياء ج3ص259
7- بغية الطلب في تاريخ حلب ج2 ص611
8- معجم البلدان ج3 ص304
9- البداية والنهاية ج2 ص326
10- الإصابة ج2 ص655
11- حلية الأولياء ج3 ص242
12- الفائق ج3 ص 182
13- صفوة الصفوة ج1 ص627
14- الإصابة ج7 ص630
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أم الدرداء : الكبرى والصغرى

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» جمعية العلماء والثورة التحريرية الكبرى
» بشرى: المسابقة الكبرى في حفظ الشاطبية والجزرية
»  جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين والثّورة التحريريّة الكبرى
» مسابقة المولد النبوي الشريف الكبرى " شارك وكن من الفائزين "
» سلسلة القواعد الفقهية الكبرى للشيخ د/ عبد المجيد جمعة الجزائري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: البيـــت المســــلم :: شؤون الأسـرة المسلمـة-