بارك الله في كاتب هذه الكلمات، وجزاه خيرا على حرصه و اهتمامه بعقيدة الشعب الجزائري,,
أبشّر الكاتبَ أن بعض الجهات المسؤولة في السلطة قد حذّرت من الكتاب، و طالبت بسحبه، و قد قرأتُ هذا في بعض الصحف، و قد نبّه الكثيرون من الغيورين على سلامة العقيدة من خطر الكتاب و للصور التي حواها.

و لا أرى أن الكتاب هذا سيؤثر كثيرا في عقيدة الأمة، فالشعب الجزائري لا يرضى بمثل هذه الخزعبلات، خصوصا تلك الصور، و قد يكون لها تاثير على الأطفال إن لم يكن لهم موجهون واعون..فالحذر الحذر

قال الكاتب:
"ونطالب الشعب الجزائري التمسك بمذهبه الأصيل منهج أهل السنة والجماعة",, لا أظن أنّ منهج أهل السنة و الجماعة هو مذهب، فالمذاهب عبارة عن طرائق و مدارس و رؤى كالمذاهب الاربعة، فنقول مثلا:مذهب الشعب الجزائري في الفقه هو المالكي. أما معتقده السني، فليس بمذهب، و إنما نقول كما ذكرتَ "منهج أهل السنة و الجماعة"، و نقول مثلا: منهج الأئمة الأربعة في الحديث كذا و كذا، و منهج السنة في الاستدلال بهذه المسألة كذا و كذا، والذي يميز الشيعة عن السنة مثلا، هو افتراق و اختلاف المنهج في الأخذ من القرآن والسنة و أقوال العلماء..
و أرجو المعذرة على هذه الاضافة و التي أكون قد خرجت بها عن الموضوع

بارك الله فيك

إن كتاب الشيخ خالد بن تونس “التصوف الإرث المشترك”هو حماية للذاكرة و التراث الإسلامي. أما بالنسبة للمنمنمات الخاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم التي يتضمنها الكتاب, ليس المؤلف من رسمها و لا من اخترعها بل
هي مأخوذة من الذاكرة الثقافية للمسلمين أعاد الشيخ خالد بن تونس نشرها
في هذا الكتاب الذي تضمن أكثر من 800 وثيقة و صورة تطلب منه سنوات من البحث و العمل الشاق ليخرج بهذا المنتوج الفكري للعالم الإسلامي, فهذه الصور ارث للمسلمين يجب أن يعود إلى أصحابه و أهله لأنه سلب منهم, فأغلب هذه المنمنمات موجودة بمتاحف برلين, نيويورك و غيرها.
تاريخ المنمنمات يعود الى عهد الأمويين و أكبر دليل الجامع الأموي المعروف بدمشق الذي يتضمن المئات من الصور. ففي عهد العباسيين أيضا, كانت الصور مسألة عادية عند المسلمين كمالا يخفى عليكم أن الإسلام دخل إلى آسيا الوسطى و الهند عن طريق هذه الصور التي لعبت دورا أساسيا في ذلك العصر لتبليغ الرسالة المحمدية لأهل تلك المنطقة
أما إثارة قضية الرسوم الخاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم من طرف أولائك الذين انتقدوا الكتاب و جعلها حجر الأساس في كتاب الشيخ خالد بن تونس “التصوف الإرث المشترك” ما هي إلا محاولة تشويه حقائق الكتاب ومحاولة لطمس حقائق تاريخية ظهرت في هذا الكتاب و كشف عنها المؤلف من خلال التساؤلات التي طرحها و الصور النادرة التي نشرها.
و من بين هذه التساؤلات, أين هو ضريح أم المسلمين السيدة خديجة و السيدة فاطمة, أين هو مسجد و ضريح شهداء أحد, أين هي مقابر شهداء بدر, أين هو المكان الذي التقى فيه الرسول(ص) مع البعثة التي جاءت من المدينة المنورة في بعثة العقبة المشهورة مع سيدنا عباس, أين هي العقبة و أين هو المكان الذي ألقى فيه الرسول خطبة حجة الوداع و أين هو منزل الرسول في مكة المكرمة
صورة لبيعة العقبة مأخوذة منذ أكثر من قرن, لا وجود لها الآن…… صور لها أكثر من قرن لأماكن لا وجود لها الآن و السؤال المطروح لماذا هذه الأماكن غير موجودة اليوم و من قام بهدمها? ? ?. أين أضرحة الصحابة و أين الأماكن المقدسة التي لا يجد لها أثرا من حج في أيامنا هذه.. من طمسها و طمس التاريخ? ? ? هناك صور في الكتاب أخذت في سنة 1939 يظهر فيها الشيخ عدة بن تونس (الشيخ الثاني للطريقة العلاوية)لما حج و هو يضع يده أمام مسجد سيدنا حمزة و المسجد كله مهدوم… هذه هي الأمور التي لا يريدونها أن تظهر و من ثم يسعون إلى مداراة الحقائق من خلال حديثهم عن الصور بهدف تحويل الأنظار و حتى لا يعاد النظر في التاريخ
أما بالنسبة للنجمة السداسية فكانت خاتما لجميع ملوك المسلمين منذ قديم الزمان و بقيت في الصرف المغربي و العرش العلوي حتى سنة 1958 و أنتم تعلمون أيضا أن هناك كتاب خاص بحياة الأمير عبد القادر صدر منذ سنتين يحمل صورة للأمير عبد القادر محاطا بالنجمة السداسية, هو كتاب يهدى من طرف الرئاسة لجميع الملوك و الزوار و الأمراء الذين يحلون بالجزائر و هو موجود في متحف الأمير عبد القادر في مقام الشهيد, فلماذا لم يتكلم عليه أحد في السابق
النجمة السداسية أخذها الإسرائيليون و جعلوها رمزا من رموزهم في حين هي موجودة في خاتم سيدنا سليمان و تعبر عن الملك الدنيوي و الملك الرباني لأن سيدنا سليمان كان ملكا و نبيا و اقتدى به الملوك و الأمراء. وحتى طابع الأمير عبد القادر شخصيا فيه النجمة السداسية… هذه النجمة هي من ثقافتنا نحن المسلمون فإسرائيل لم توجد إلا بعد سنة 1948, إن النجمة السداسية موجودة في حي القصبة العتيق و في المساجد الإسلامية بالجزائر و خارجها, في دمشق و في حلب هي موجودة في كل بقاع الدول الإسلامية و حتى صلاح الدين الأيوبي كانت موجودة في طابعه….
أما الملتقى الخاص بمئوية الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية فقد حضره باحثون و مفكرون و أساتذة و حتى علماء من الأزهر والزيتونة و علماء القروين من المغرب الشقيق و من سوريا و فلسطين و الأردن و شخصيات ثقافية من القارات الخمس و بهذا فقد حقق الملتقى أهدافه مع نجاح باهر و هذا لدليل على أن الجزائر ما زالت منبع العلم و المعرفة
فبالتالي أقول أن هدفهم من انتقاد كتاب الشيخ خالد بن تونس ” التصوف الإرث المشترك”, هو أن تبقى الأمة في جهل….. ” أما الجهل أمر فظيع “

إنّ الكتاب المصوَّر "التصوف، الإرث المشترك" جاء في سياق الاحتفال بمئوية الطريقة الصوفية العلاوية، وهو يؤرّخ بالشهادات والوثائق والصّور والرسومات لدين الله في الأرض من آدم عليه السلام إلى الطريقة العلاوية في هذا العصر. وقد سلك فيه المؤلف الشيخ خالد بن تونس مسلكا يتيح لمن يطلع عليه أن يعيش الأحداث بما أمكن جمعه من وثائق وصور وأقوال. فهو إذن كتاب غير عادي غايته التأريخ للإسلام أولا، وللطريقة العلاوية ثانيا.

والمنمنمات التي وردت في هذا الكتاب ليس هو (المؤلف) من رسمها، ولو امتثل المسلمون لفتوى الفقهاء الذين ذكرَوهم أولئك الذين انتقدوا الكتاب, لما أمكن له (المؤلف) جمعُها أو رؤيتها أصلا.

ولقد نسي هؤلاء الفقهاء، الذين كان منهم من مات وهو يعتقد جازما أن الأرض مسطّحة وليست كروية وأنّ الإنسان لم يصعد إلى القمر، نسي هؤلاء أن يفتوا بحرق كتب السيرة جميعا لأنها قدّمت توصيفا دقيقا للنبي صلى الله عليه وسلم في ملامح وجهه وملابسه وحركاته وسكناته... وليفتوا أيضا بأنّ الصورة التي يرسمها كلّ واحد منا في خياله للنبي (ص) عند مطالعته لكتب السيرة حرام حرام حرام، ذلك أن الكتابة تقدّم دلالات ربما أكبر مما تقدّمه الصورة.

إنّ هذه المنمنمات موجودة على شبكة الإنترنت و من بينها المئات أو الآلاف الخاصة بالنبي (ص) و بالملائكة عليهم السلام و مع ذلك لم نسمع صوت أي أحد لا من جمعية العلماء ولا من أي مجمع فقهي خصوصا وأنّ هذه الصّور يزداد عددها يوما بعد يوم. أما عندما تأتي بعض الصور التي لا تُظهر وجه النبي (ص) في كتاب بمناسبة مئوية الطريقة العلاوية فإنّ الأمر خطير ويحتاج إلى تعبئة خاصة وعامة تُباح فيها كل الوسائل من أجل الإطاحة بهذا الذي كنّا نعتقد أنّنا قضينا عليه منذ زمن بعيد.

إنّ هذه المنمنمات التي وردت في الكتاب كانت إلى عهد قريب، أي في سبعينيات القرن العشرين، تباع في الأسواق عندنا في الجزائر وفي غيرها من بلاد الإسلام، ولازال الكثير من الجزائريين يحتفظون بصور منها في بيوتهم إلى الآن.

والجدير بالملاحظة والتنويه هو احتواء الكتاب على العديد من الصّور الحقيقية، وليست بمنمنمات، أُخذت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لأضرحة كبار الصحابة والسيدة خديجة وفاطمة الزهراء وشهداء أحُد رضي الله عنهم أجمعين والعديد من المواقع التّراثية الإسلامية ولم يبق لها أثر الآن؛ فلماذا هُدمت هاته القبور؟ وهل كان المسلمون قبل القرن العشرين إلى عهد التابعين في ضلال مبين؟ وهل في اعتقادكم أنّ إنسان اليوم مازال يعبد الأحجار من دون الله؟ ثمّ لماذا يتمّ تغييب الآثار الإسلامية ولا يتكلّم عنها أحد؟ ولهذا، فقد حان الوقت للمطالبة بإعادة بناء هذه الأماكن حتى نعيد للأمّة ما اندرس من تراثها.

إن الغرض من كتاب الشيخ خالد بن تونس "التصوف، الإرث المشترك" هو جمع تراث المسلمين سواء كان حسنا في نظر البعض أو غير ذلك في نظر آخرين. وهو يؤرّخ بالشهادات والوثائق والصّور والرسومات لدين الله في الأرض من آدم عليه السلام إلى الطريقة العلاوية في هذا العصر. هو إذن كتاب غير عادي غايته التأريخ للإسلام أولا، وللطريقة العلاوية ثانيا. فهو يحتوي على العديد من الصور الحقيقية أُخذت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لأضرحة كبار الصحابة والسيدة خديجة وفاطمة الزهراء وشهداء أحُد رضي الله عنهم أجمعين والعديد من المواقع التّراثية الإسلامية ولم يبق لها أثر الآن؛ فلماذا هُدمت هاته القبور؟ هل كان المسلمون قبل القرن العشرين إلى عهد التابعين في ضلال مبين؟
إن المسألة ليست مسألة قبور كما يعتقد البعض و إنما الأمر يتعلق بتاريخ أمة بأكملها، تاريخ الأمة الإسلامية و آثار طمست عن قصد آثار كانت موجودة قبل القرن العشرين أخذت لها صور قبل هدمها. و هذه الصورتحصل عليها الشيخ خالد بن تونس بعد سنوات من البحث و العمل و أعاد نشرها في كتابه "التصوف، الإرث المشترك" قصد إحياء الذاكرة الثقافية الشعبية الأصيلة.
و إنه من غير المعقول أن نمنع في القرن الواحد و العشرين، إحياء الذاكرة الشعبية الأصيلة.
إذن علينا أن نفهم الماضي لنفرض وجودنا اليوم و من أرد غير ذالك فعليه أن يمحو ذاكرة المسلمين إن استطاع بطبيعة الحال

لاحول ولاقوة الا بالله

لاحياة لمن لاتنادي