ابتهال ودعاء، تضرّع ونداء إلى ربّ الأرض والسماء

اللهم لك الحمد كلّه، و لك الشكر كلّه، وبيدك الخير كلّه، علانيته وسرّه.
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.
لك الحمد كالذي نقول، ولك الحمد خيرا مما نقول، لك الحمد كالذي تقول.
لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، لك الحمد بالقرآن.
لك الحمد بنعمة الأهل والمال والمعافاة.
لك الحمد كما هديتنا، ولك الحمد كما رزقتنا، ومن كلّ ما سألناك ربّنا أعطيتنا.
لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن.
ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن.
ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ.
لك الحمد، أنت حق، وقولك حق، ووعدك حق،
ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيّون حق، ومحمّد صلى الله عليه وسلم حقّ،
والساعة آتية لا ريب فيها.
اللهم إنّا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، الواحد الأحد
الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت سبحانك إنّا كنّا من الظالمين.
نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت قلوب العباد بين أصبعين من أصابعك تقلبها كيف تشاء.
نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت إذا أردت شيئا إنما تقول له كن فيكون.
نسألك يا سامعا لكل شكوى، ويا عالما بكلّ نجوى.
يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة.
يا فارج الهمّ ويا كاشف الغمّ، يا مجيب دعوة المضطرّين.
يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعّالا لمن يريد.
نسألك بعزّك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملك أركان عرشك.
يا من على العرش استوى، يا من بيده ملكوت كلّ شيء، يا من يجير ولا يجار عليه.
يا من يمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار.
يا من ينزل حين يبقى ثلث الليل الآخر، نزولا يليق بجلاله وعظمته
فيقول: هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له.
نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت (يا الله، يا رب العالمين، يا بديع السموات والأرض، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين) هذا مما قيل في الاسم الأعظم فيحسن الإتيان بها كلّها، حتى لا يفوته أحدها.
ثم يدعو بخيري الدنيا والآخرة:
إن كان مبتلى بمعصية الله يدعو بدعاء آدم عليه السلام {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. وكلنا ذلك الرجل.
إن كان مريضا أو أحد أقاربه دعا بدعاء أيوب عليه السلام{ ربّ إنّي مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين}
وإن كان مخطئا دعا بدعاء يونس عليه السلام{ لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين}
وإن كان محروما من الذرية أو من زوج أو زوجة دعا بدعاء زكريا عليه السلام {ربّ لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}
ويسأل الله عزّ وجلّ من خيري الدنيا والآخرة، وفي كلّ ما ألَمـّه وأهمّه، وليبشر فإنه أنزل حاجته بباب كريم رؤوف رحيم، يحب قضاء حاجة عباده وتفريج كربهم، لأنه وعد بذلك في قوله:
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} (النمل : 62 )
وقال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة : 186 )
ملاحظة: هذا الدعاء ليس واردا بهذا الترتيب في حديث من الأحاديث، وإنما هو جمع بين الثناء على الله عز وجل، وحمده بصفات الكمال والجلال قبل السؤال، والتي هي أحد أسباب إجابة الدعاء، ومن أحب التوسّل إلى الله عز وجلّ.
أسأل الله جلّ وعلا أن يجعلنا ممّن علّق قلبه به، وأنزل حاجته ببابه، وصرف قلبه عن غيره.

أخوكم:
أبو وائل حسّان شعبان
عفا الله عنه بمنّه وكرمه