أخي الحبيب،اسمحلي بهذا التعليق المتواضع.
ليس من السهل أن يلقي أحدنا الكلام على عواهنه، بهذه السهولة، فنقول يجوز أو لا يجوز، ولا يخفى عليك قول الله{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام}
فما رأيك لو فعل أحد الناس حمية( رجيم) وأنقص من وزنه، ألا يصح أن نقول نحّف نفسه، أو على لغتنا شيّن نفسه، أو أنقص وزنه، فكذلك لا حرج أن يقول أحدنا سمّن نفسه أو سمّن دابته، أو جاب روحه، بحكم أنّه تسبّّب في تسمينها،
وهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول:( لا رضاع إلا ما شد العظم وأنبت اللحم فقال أبو موسى لا تسألونا وهذا الحبر فيكم .

( صحيح سنن أبي داود برقم1814) فجعل الذي ينبت اللحم ويشد العظم هو الرضاع، وليس هو الله، لأنه من باب إضافة الفعل إلى سببه)
فقد يضاف الفعل إلى السبب، وإن كان في الحقيقة أن الفاعل هو الله.
فتقول مات زيد فزيد فاعل ولكن السامع يفهم أن زيدا يم يوقع الموت بنفسه، وهكذا إذا قلنا فلان من النّاس سمّن نفسه بإكثار الأكل وأخذ الفيتامينات، ليس معناه أنه هو من أنبت الحم والشحم، ولكن معناه تسبّب في ذلك،
ولقد قال الله تعالى{ ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} ففاعل مات هو الضمير المستتر ( هو) يعود على محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيح مسلم برقم(732) عن عائشة قالت: (لما بَدُنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالسا)
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هنا فاعل بَدُن على وزن فَعُلَ كـ: شَرُفَ ، و كَرُمَ، وعَظُمَ وهكذا
وقال البخاري رحمه الله:

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان حدثنا عبد الملك حدثنا عبد الله بن الحارث حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه
: قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال ( هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )برقم(3670 )
وهل صحيح أن الذي جعله في ضحاح من النار هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الله، ولكن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه سبب في هذا التخفيف
فانتبه يا رعاك الله
أخوك أبووائل حسّان شعبان