مفهوم البدعة

24/07/2009

شيخنا الكريم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مالفرق بين ما ثبت عن الإمام مالك رحمه الله أنه كان يتوضأ قبل أن يُحدّث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين مفهوم البدعة ؟ وما الضابط في التفريق بين مفهوم البدعة والسنة التقريرية وبين البدعة والمصلحة المرسلة وبين البدعة والاستحسان ؟ أرجوا التفصيل وشكرا

24/07/2009

في انتظار الجواب ولو بعد حين

07/04/2008

أبشر اخي

04/06/2009

الفرق بين البدعة والمصلحة والاستحسان
المجيب: عبد الحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
أمّا سؤالك فهو عن أربع نقاط:
النّقطة الأولى: ما ثبت عن الإمام مالك وغيره أنّه كان يتوضّأ قبل أن يجلس في مجلس الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو سنّة مستحبّة ثبت استحبابها في الشّرع، فإنّ الوضوء لمجلس العلم والحديث هو وضوء لذكر الله تبارك وتعالى، وقد روى الإمام أبو داود وابن ماجه عن الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم َقَالَ: (( إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ أَوْ قَالَ عَلَى طَهَارَةٍ )).
وأعظم الذّكر على الإطلاق هو كلام الله تعالى، والأذكار والأدعية الثّابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ كلّ ما فيه ذكر اسم الله تعالى، فهذا مستحبّ وليس بواجب لما رواه البخاري ومسلم عن عائشة قالت:" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ ".
النّقطة الثّانية: أمّا سؤالك عن الفرق بين البدعة والسنّة التّقريريّة، فلا أدري أين وجه الشّبه بينهما حتّى يُلتمس الفرق بينهما، فإنّ البدعة ما لم يثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والسّنة التّقريريّة ما فُعِل بحضرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو زمانه وأقرّه ولم يُنقَل أنّه أنكره، فليس ثمّة بينهما وجه شبه.
النّقطة الثّالثة: أمّا الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة، فالبدع ما تعلّق بالدّين والغايات، والمصالح المرسلة ما تعلّق بأمور الدّنيا والوسائل، فلا بدّ أن نعلم:
أنّ البدع مجالها الدّين والعبادات، أمّا أمور الدّنيا والعادات، فلا تذمّ ولا تحرّم، بل إنّ الله ندبنا إلى الاجتهاد والابتكار في مجالات الدّنيا لأنّ مجالاتها لا تزال في نقصٍ، ونهانا عن الابتداع في الدّين لأنّه تامّ كامل, ولكن للأسف نرى المسلمين راحوا يجتهدون في مجال العبادات، وركنوا إلى القعود والإخلاد إلى الأرض في مجال الدّنيا، فعكسوا القضيّة، وعظُمت البليّة.
وإنّ العادات إن حُرِّمت فإنّها تحرّم لأمور أخرى:
أ)- أن تشتمل على شرك بالله، كمن يذبح على الدّار المبنيّة لأنّها تطرد الجنّ، ثمّ يقول لك إنّها عادة، ويجهل أنّها شرك بالله العليّ، وصدق الله إذ قال:{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } [الجـن:6] والنّساء اللاّء يتعمّدن الحنّاء ليلة العرس لأنّها تزيّن السّعد، ثمّ يقلن: هي عادة، ويجهلن أنّ سبب اختراعها كان شركا.
ب)- أن يكون في العادة معصية كالتّبذير الذي نراه في المحافل، وكالتشبّه بالكافرين والمشركين في أعياد الميلاد، وأعياد السّنة الجديدة، وأعياد الأمّ والمرأة والعمّال، وغير ذلك، ومنها إقامة المظاهرات والمسيرات والإضرابات عن العمل والطّعام.
ج)- أو تأتي المصلحة وكان بإمكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه أن يأخذوا بها، ولكنّه ما أخذ بها، فهذا يدلّ على أنّها ليست مشروعة، ولو كانت خيرا لسبقونا إليها، مثل فرض الضّرائب على النّاس، فهو أمر توفّر الدّاعي إليه في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولكنّه لم يأخذ به. وكذا لو قام أحد من النّاس فقال: لا بدّ من الأذان لصلاة العيدين ونحوها ! فيقال له: قد قام الدّاعي في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يأخذ بذلك، فدلّ على أنّ ذلك غير مشروع.
[تنبيه مهمّ]: إنّما سُمِّيت الوسائل وأمور الدّنيا بالمصالح المرسلة اتّباعا لما ذكره جمهور العلماء، ويعرّفون المصلحة المرسلة: ( أنّه ما لم يَشْهد الشّرع باعتباره ولا بإلغائه )، وإنّ النّاظر في الوسائل والأمورالدّنيويّة ليدرِك أنّ الشّرع لم يُهمِلْها، فإن كانت محرّمة فهي ملغاة بالنّص أو الإجماع أو القياس، وإن كانت واجبة أو مستحبّة أو مباحة فهي معتبرة بالنصّ أو الإجماع أو القياس، ولا تكون أبدا مرسلةً، فهي إمّا معتبرة بالشّرع، أو ملغاة بالشّرع كذلك.
النّقطة الرّابعة:
أمّا الاستحسان، فقد اختلف العلماء في تحديده، والصّواب أنّ الحسن ما اعتبره الشّرع حسنا، فإن عرّفه الحنفيّة بأنّه ما جاء على خلاف القياس، فإنّه يقال لهم: ليس ثمّة في الشّريعة شيء جاء على خلاف القياس الصّحيح، ومن توهّم ذلك فإمّا أن يكون قياسه فاسدا، أو يكون ما رآه مخالفا للقياس رأيا فاسدا.
وإنّ الاستحسان باب عظيم ولج منه المبتدعة فشرعوا في الدّين ما لم يأذن به الله تعالى، ورحم الله الإمام الشّافعيّ القائل: من استحسن فقد شرع.
والله أعلم.

07/04/2008

جزى الله الشيخ الفاضل أبو جابر على ما يتفضل به علينا من إجاباته

المؤصلة والبينة والواضحة والتي نستفيد منها كثيرا بارك الله فيه

» البدعة وخطرها
» مفهوم المراههقة
» مفهوم أهل السنة والجماعة
» مفهوم النصر وبعض صوره ..
» مفهوم مقولة عمربن الخطاب رضي الله عنه

مفهوم البدعة

مفهوم البدعة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة