أنا في حيرة يا شيخ

05/06/2009

سائل يقول شيخناأبا جابر أحسن الله إليكم لم تفتني تكبيرة الإحرام منذ ليلة رمضان أي شهرين و لله الحمد لكن نحن على وشك الدخول الجامعي و نحن في الجامعة عندنا مصلٌى و تقام فيه جماعة بعد اخرى سؤالي هو إذا دخلت و وجدت جماعة يصلون هل أصلٌي معهم أم أنتظر الجماعة الثانية و أعتبر مدركا لتكبيرة الإحرام؟
أجيبونا شيخنا مشكورين

23/03/2009

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فزاد الله حرصا على الخير واتّباع السنّة، وأسأله تعالى أن يتقبّل منك صالح الأعمال، وأن يحقّق لك موعود النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ )) آمين.
وعالم - أخي الكريم - أنّه عند تزاحم الأعمال الصّالحة فإنّ المسلم يعمل بالأهمّ قبل المهمّ.
وفي حالتك هذه يكون الأولى بك أن تلحق بالجماعة الحاضرة، ولا تنتظر قيام جماعة ثانية لإدراك تكبيرة الإحرام.
وذلك:
- لأنّ الأصل هو المسارعة في الخيرات، والمسابقة في الصّالحات.
- ولأنّ الجماعة الأولى شيء حاضر قائم، والثّانية شيء غائب غير قائم، والحاضر يقدّم على الغائب، وإذا خطوتَ خطوة فحدّث نفسك ربّما لن تخطُوَ غيرها.
- أنّ المقرّر أنّ المسبوق يدخل في الصّلاة مع الإمام على الهيئة الّتي يجده عليها، فإذا وجدت الإمام ساجدا، فاسجد معه، ولا تنتظره حتّى يجلس لتسجد.
فإذا كان لا يشرع انتظاره في أجزاء الصّلاة، فكيف يُشرع انتظار جماعة أخرى ؟
- من المقرّر أيضا أنّه ما شُرع إقامة جماعتين في المسجد الواحد، ولا الخروج من المسجد بعد الأذان، وغير ذلك من الأمور إلاّ لدرء الفتنة، ودفع الشّبهة عن المسلم، فلربّما اتُّهِم المسلم الّذي ينتظر الجماعة الثّانية بأنّه يُكفّر أو يفسّق أو يبدّع الإمام ! فهذه مفسدة عظيمة، وما ترمي إليه مصلحة دون ذلك، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
ولقد روى التّرمذي وغيره عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَامِرِيِّ قَالَ:
شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّتَهُ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَانْحَرَفَ، إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي أُخْرَى الْقَوْمِ، لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ، فَقَالَ: (( عَلَيَّ بِهِمَا ))، فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ: (( مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا ؟)) فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا، قَالَ: (( فَلَا تَفْعَلَا، إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ، فَصَلِّيَا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ )).
فعلى المسلم أن يتامّل وينظر في العلل والمقاصد، وإن صلّى في مُصلّى.
- واعلم أنّ من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه، فأنت إذا دخلت مع الجماعة الّتي فاتتك بتكبيرة الإحرام من أجل الحفاظ على مقاصد الشّرع، فإنّ الله تعالى بإذنه يُثِيبُك على عملك وقصدك.
والله تعالى أعلم

18/03/2009

بارك الله فيك شيخنا واحسن الله اليك

05/06/2009

بارك الله فيكم يا شيخنا و أحسن إليكم و جزاكم الله خيرالجزاء فقد أوضحتم الأمر من كل جوانبه

» ياشيخ انا في حيرة ؟
» حيرة! .. أبو فهر محمود شاكر .

أنا في حيرة يا شيخ

أنا في حيرة يا شيخ

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة