الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو اسحاق التلمساني

ابو اسحاق التلمساني

عدد الرسائل :
77

تاريخ التسجيل :
17/05/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 14:26

محاضرة بعنوان
نماذج وصور حية من الإرهاب والتكفير

للشيخ
أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري

ألقيت المحاضرة أثناء انعقاد المخيم الربيعي الخامس لشباب محافظة الأحمدي

تفريغ
أبوحذيفة الفضالي



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[آل عمران102].
- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء 01].
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾ [الأحزاب 70،71].
أما بعد: فإنني أتقدم بالشكر الجزيل إلى الإخوة القائمين على هذا المخيم المبارك إن شاء الله، وذلك لحسن اختيارهم لهذا الموضوع العظيم، ألا وهو موضوع التكفير والإرهاب.
وقد رغبوا إلي أن أتكلم عن صور حية للإرهاب والتكفير عبر التاريخ.
ولايخفاكم – بإذن الله عزوجل- أن مدارستنا لهذا الموضوع تُكْسَى أهمية بالغة وذلك لأن موضوع التكفير لايكاد يسلم منه مجتمع مسلم يومنا هذا، بل تعداه إلى المجتمعات الكافرة حيث أطلق كثير من المسلمين، بل خواص المسلمين العنان لألسنتهم، ليرموا غيرهم من المسلمين بالكفر وليتبادلوا تهم الردة، والأمر ليس بالهين، ولا ريب أنه قد سبقني إلى هذه النقطة من ذكركم مغبة التكفير وحذركم من عواقبه، فلذلك لا أكرر ما قيل، وإن كان الكلام لا يعاد، وإنما أقول هذا اختصارا للوقت:
تقدمت بالشكر إلى القائمين على هذا المخيم بالإشارة لهذا الموضوع، لأنني أظن جازما أن الذي يَطْرُق هذا الموضوع فإنما يجازى من جهتين :
الجهة الأولى: أنه يذب عن دين الله تعالى ما ليس منه، وهذا منهج التصفية والتربية الذي ورثناه من علمائنا عليهم رحمة الله.
ولابد لكل مسلم أن يجاهد في الله تبارك وتعالى حق جهاده ما استطاع إليه سبيلا، وكل بحسبه، والذب عن دين الله تبارك وتعالى جهاد في سبيل بل هو أفضل الجهاد، كما أُثر ذلك عن كثير من سلفنا الصالح.
وإذ قد عَلِقَ بدين الله تعالى الإسلام الصافي في منبعه كثير مما ليس منه؛ ومنه الفتنة الخطيرة التكفير، وجب على المسلمين طَرْق هذا الموضوع ولا يضركم أن يقال فيكم: إنكم أذناب سلطان، لأن ردكم على أصحاب التكفير والذين يتهمون المسلمين زورا وبهتاناً بالرّدة ، فإن ردكم على هؤلاء جهاد في سبيل الله من جهة.
ومن الجهة الثانية: هو دفع عن عرض المسلمين وإن هدايتك رجلا واحداً من جماعة التكفير يصون على الأقل عرض المسلم كيف وهي أعراض للمسلمين تنتهك والله تعالى وتبارك يقول:﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب/58]، وإن حفظ وصيانة عرض مسلم حياة له قال تعالى:﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة/32]، والمسلمون لُحمة واحدة يذب بعضهم عن عرض بعض لقول الله تعالى:﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة/71]، فليتق الله كل مؤمن في أخيه؛ ولا يستحلنَّ دمه، بشبهات تعلق بذهنه ليس له عليها دليل صحيح؛ إنما هي شهوةٌ، أو قطرة شبهة، تتغلب على عقل صاحبها فلا يدري ما يقول في أخيه، وقد صح من رواية أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:« من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله »، وصح أيضاً عند الطبراني في الأوسط عن البراء رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :« الربا اثنان وسبعون بابا وأدناها مثل إتيان الرجل أمّه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ». ولايخفاكم ما جاء من نصوص في التحذير من دماء المسلمين، وأن لاَ يَلَغَ المؤمن بلسانه ولا بيده في أعراض إخوانه تلك هي أعراض معصومة فقد روى ابن عباس رضي الله عنه قال:" أتى رجل من بني سُلَيْم نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرعى غنماً له، فسلم عليهم، فقالوا: لا يسلم علينا إلاّ ليتعوذ منا،-( أي اتهموه في نيته، وأنه إنما قدَّم السلام عليهم صيانة لدمه، وحتى يزعم لنفسه الإسلام، وليس كذلك في زعمهم)-، قال: فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت هذه الآية :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء/94]"( رواه أحمد والبخاري والترمذي ).
وفي هذه الآية فائدة زائدة على ما ذكر من تحريم دم من شهد أن لا إله إلا الله وتعظيم حرمته.
الفائدة الثانية: اتهام هذا الصنف من المكفرين في نياتهم، وهذا الذي يستنكف عنه الكثير من المسلمين؛ فهؤلاء وإن أخطؤوا لم يمنع خطؤهم من أن يتهمهم الله بل أن يحكم الله تعالى على نياتهم فقال:﴿ تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، أي: إنّ الذي دفعكم إلى الجرأة على دم الرجل هو إبتغاؤكم غنيمته، مع أنهم قد أتوا بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك نحن لا نستنكـف أن نتهم نية جماعات التكفير على اختلافها وتنوع مذاهبها بأنهم لا يريدون وجه الله، خلافًا للذين يزعمون أنهم شبابٌ أخذهم الحماس، وطغى على قلوبهم حتى لا يعرفون ما يقولون، هذا قد يصدق على بعضهم ولا يصدق على كثير منهم، وأكبر دليل على ذلك هو ترك متابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا بين لهم ذلك .
فإذا قام سوق العلم على ألسنة أهله كبار أهل العلم يتكلمون في التكفير ويحذرون منه ، وهم يعرفونهم ، ويعرفون سبقهم في هذا الميدان، مع ذلك فإنهم يتجرؤون على أعراضهم، فتارةً يقولون لايفقهون الواقع، هذه فتنة عظيمة يقللون بها من الفقه في الدين، فإن أكبر فتنة يَقْدُم عليها هؤلاء اليوم بأن يزيحوا الفقه الإسلامي من دراسة أهله المتحمسين له، هوأن يقولوا: لاتفقهون الواقع، وقد قالوا من قبل:" ولكل قرن فتنة "، لكنها واحدة نهايتها السطو على علوم الشريعة والتقليل من شأنها، والخروج عن هدي أصحابها حملتها ورثة الأنبياء أهل العلم - رحمة الله عليهم أحياءًا وأمواتًا - .
فقديما خرجوا على الأمة بالقصّ في الدين فيأتي الرجل ويعضُ ويبكي الناس ويحاول الإستحواذ على قلوبهم والسيطرة على عواطفهم بإثارة بعض فضائل الأعمال، وكثيرا ما يكون الأمر فيها كذبًا، إذ يعتمدون على ضعاف النصوص وما شابهها، وإنما غايتهم السطو على قلوب الحضور، بشيءٍ من بهرج القول وزخرفه وشيءٍ ممّا يُدْمْع العيون لكنه سحابة صيفٍ سرعان ما تنقشع على فراغ . يتبع انشاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو اسحاق التلمساني

ابو اسحاق التلمساني

عدد الرسائل :
77

تاريخ التسجيل :
17/05/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 14:28

فتصدى لهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحَّ أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه كان يطردهم من المسجد لأنهم عبارة عن مخرِّفين دراويش.
ثم جاءت بعد ذلك فتنة المتكلمين: وقالوا لعلماء السنة لستم على مستوى عصركم، أين أنتم من منطق اليونان؟، وقانون الفرس؟، أين أنتم من الأمم الكبيرة العظيمة ذات الحضارات القديمة أصحاب التقدم ؟، أين أنتم من هؤلاء ؟، أتواجهونهم بقال الله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!، هذا على حدّ زعمهم لا ينفع مع أصحاب الحضارات الكبيرة، فاستقدموا من اليونان والفرس فلسفاتهم وأرادوا للمسلمين أن يعرفوها كمعرفتهم للواقع، أو لواقع الأمم المتحضرة حتى يلحقوا بركبهم زعموا وليكونوا على مستوى تحديات جاهلية عصرهم، و الحكاية واحدة كما تسمعون اليوم قد سمع أسلافكم أمس.
ثم جاءت فتنة المتصوفة وأصحاب السلوك وأرادوا أن يحصروا الدين في آداب معينة، وأنواع من السلوك، وكما تصدى لأهل الكلام علماؤنا الفطاحل سلفنا الصالح فكتبوا في بيان التوحيد والسنة، وكشفوا عوار الشرك والبدعة ،وبينوا أنواع الفرق الضالة وعَرَوَّا مناهجها ولم يستنكفوا أن يكونوا فرسان ذلك الميدان، بالبيان والنقد والنقل، والحمد لله ولولا الله ثم هؤلاء ما كنا لنعرف للتوحيد والسنة رسما أبدا، ولو جاروا القوم على باطلهم وانتقوا فرسهم ما كان ليصل إلينا هذا الخير، ولا ليبقى الإسلام صافيا من كل دخيل فلله درهم - عليهم رحمة الله جميعا-.
كما تصدى من جاء بعدهم لأهل التصوف وبينوا الزهد الصحيح الذي آتانا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم ومن تبعهم بإحسان، من الزهد الذى آتانا من حكمة اليونان وغيرهم إن كان لهم حكمة .
وفي كل عصر طائفة منصورة تنكر، تبين أعلام السنة وتوضحها ولا تكتفي بذلك حتى تفضح أعلام البدعة وتسقط مناراتها وراياتها.
وهكذا يجب أن يكون بعْدُ كل تابع لهؤلاء لأن الله تعالى قال:﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[يوسف/108].
قلت: هؤلاء أرادوا تأخير الشريعة عن مباحث شبابنا وأرادوا أن يحل محلها ما أسموه بفقه الواقع، وشغلوا الشباب بقصاصات الجرائد وفارغ الكلام، من المجلات السياسية وغيرها، حتى إنك لتجد الشاب؛ تجده صاحب سمت فيما يظهر لك فإذا دارسته شيئا من الشريعة وجدته فارغا لا يفقه منها إلا رسوما قد لا تختلف في كثير ولا قليل عن ثقافات المستشرقين، وهو إذا أراد أن يتكلم في المسلمين في التكفير واتهاما بالردة أمطر عليهم مطرا لا يتردد في ذلك، وإذا تذكر الكرسي ومن حوله من ذوي السلطان، يطيش عقله حتى لا يدري ما يخرج من فيه، ولذلك أُرَانِي مضطرا إلى أن أذكر إخواني بقصة عجيبة رواها ابن ماجة بسند حسنه أهل العلم عن عمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه قال:" أتى نافع ابن الأزرق وأصحابه - نافع ابن الأزرق هو الذي كان يتزعم الأزارقة؛ فرقة من الخوارج ، وهو من أول من أظهر هذا الفكر وجمع حوله جماعة له -، أتى هذا الرجل فقال: هلكت يا عمران! - وعمران ابن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من خيرة أصحابه -، قال: ما هلكت، قالوا: بلى . قال:ما الذي أهلكني ؟ قالوا :قال الله :﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال/39]،- يعرضون بتقصيره في جنب مواجهة الحكام فكانوا يرون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما يرى كثير من شبابنا اليوم في علمائهم الكبار أنهم مقصرون في مواجهة ومجاهدة الحكام، هلكت لأنك تركت العمل بهذه الآية في زعم هؤلاء -، قال رضي الله عنه: قد قاتلناهم حتى نسيناهم وكان الدين كله لله، وإن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟، قالوا: وأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؛ قال:نعم؛ شهدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين، فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدا فمنحوهم أكتافهم - منحوهم أكتافهم: كناية عن هزيمتهم، وضعفهم، حتى أداروا إليهم ظهورهم، كما يفعل المستسلم لمن قوي عليه- قال: فعلى رجل من لحمتي أو من قرابتي رجلا من المشركين برمحه، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله إني مسلم فطعنه فقتله، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله هلكت!، قال: وما الذي صنعت؟، فأخبره بالذي صنع فقال: فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه مرة أو مرتين،ـ قال يا رسول الله: لو شققت عن بطنه لعلمت ما في قلبه ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعامله بشدة:« فلا أنت قبلت ما تكلم به ولا أنت كنت تعلم ما في قلبه »،- أي: فبأي شيء حكمت عليه حتى قتلته! مع لن جميع القرائن أو جل القرائن فيما يظهر لنا أن هذا الرجل ما شهد وقال كلمة التوحيد إلا ليتعوذ من سيف الحق وسيف الجهاد، رجل من المشركين يقاتل المسلمين فإذا باغتته دائرة السيف دخل في الإسلام من تَوِّه ثم يكون هذا عصمة لدمه!؛ سبحان الله !!، هذه عبرة للمعتبرين، هذه عبرة للمعتبرين، الذين يلغون في أعراض المسلمين بغير حق، وبأدنى الشبهات ويُحسِّنُ لهم الشيطان الرأي في أنفسهم ويعجبون برأيهم ويتهمون غيرهم، بأدنى التُّهم يستحلون دماء المسلمين، فتأملوا هذه القصة العجيبة!.
قال:" فسكت عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يلبث الرجل إلا يسيرا حتى مات،قال: فدفناه فأصبح على ظهر الأرض،- أي لفظته الأرض!-،قال: فقلنا لعل َّعدوا نبشه؟، فدفناه ثم أمرنا غلماننا يحرسونه، فأصبح على ظهر الأرض، فقالوا: لعلَّ الغلامان نعسوا فدفناه، وحرسناه بأنفسنا، فأصبح على ظهر الأرض!، قال:" فألقيناه في تلك الشعاب - أي المسالك التي بين الجبال – وأُخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخبر فقال :« إن الأرض لتقبل من هو شر منه!، ولكن الله أحب أن يريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله »، إن الأرض لتقبل من هو شر منه!.
هذا ينفعكم في مسألة الموازانات، الأرض تقبل الكافر وما قبلت هذا الرجل المسلم لحكمة بالغة ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ها هنا: الله أحب أن يريكم أن لهذه الكلمة لا إله إلا الله إذا تلفظ بها صاحبها حرمةً عظيمةً!!، فإيَّاكم وأن تعتدوا على أصحابها بغير حق إلا أن تَرَوّْا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان.
ولا ينبغي للشباب أن يتسارعوا إلى التكفير إذ المسألة خطيرة جدا، وظني الذي لا أتردد فيه، أن شبابنا لو لزموا غرز علمائهم ما جاء منهم ما جاء، وما اسْتُحِلت دماء المسلمين بغير حق، ولا دُخِل على المسلمين في ديارهم طعنا في أعراضهم واستحلالا لدمائهم، وتقتيلا للمعصومين منهم، ولأجل هذا فإنني حين قلت إننا نتهم نيَّاتِ أصحاب هذا المسلك، سببها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أن أهله إنما أُتُوا من قبل الإعجاب بأنفسهم، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر الخوارج، وذكر شيئا من اجتهادهم في العبادة ثم قال:« يعجبون بعبادتهم !!»، وصح عنه أيضا أنه قال :« قوم يقرؤون القرآن، يقولون: من أفقه منا؟، من أعلم منا؟، قال تدرون من أولئك ؟، قالوا الله ورسوله أعلم، قال :« أولئك منكم – أي: من هذه الأمة-، وأولئك هم وقود النار »، وهذا دأب الخوارج في كل زمان، هكذا الخوارج في كل زمان، إذا تحمسوا للدين وظهر منهم شيء من الالتزام ولا سيما إذا قابله شيء من التقصير من قبل غيرهم؛ سارعوا إلى تكفير ذلك الغير، والهجوم عليه، والجرأة على عرضه!، وما دَروَّا أنهم لو شغلوا أنفسهم بأنفسهم لكان خيرا لهم.- هذه واحدة - .
وما دَرَوَّا أنهم لو تعلقوا بفتاوى أهل العلم الكبار لَعُصِموا، - وهذه ثانية -.
ولأجل هذا فقد روى اللالكائي بسنده إلى محمد بن يعقوب بن الأصم قال :" طاف خارجيان بالكعبة، فقال أحدهما لصاحبه: ما أرى جنة رب العالمين تسع غيري وغيرك!!،- تأملوا: هذا غرور جماعة التكفير هذا غرور الخوارج الذين هم على رأس جماعة التكفير، رأى بأن الجموع الغفيرة التي تُلبِّي أولَبـَّت نداء الله، فحجت واعتمرت وشهدت لله بالوحدانية، ونبذت الشرك، رأى أن هؤلاء جميعا لا يستحقون دخول الجنة!-، فتنبه صاحبه وقال: جنة عرضها السماوات والأرض بنيت لي ولك ؟، قال: نعم، فقال: هي لك، وترك رأيه.
سبحان الله !، ما هذا الغرور.
وهكذا تَرون سيرة جماعة التكفير، وسمعتُ بأذناي هاتين من يكفر حكام هذه الأمة بلا تفصيل، وقد يكفرون بتفصيل، أي: يكفرونهم جملة وتفصيلا ثم يكفرون حاشيتهم، من عسكر وجند وشرطة، ثم يكفرون الحاشية الكبرى من وزراء مقربين إليهم، ثم يكفرون الشعب كلَّه، على أساس رضاه بحكم هؤلاء عليه، ثم يكفرون العلماء قاطبة، والعلماء إما مفتي للبلاد فكفاه ذنبا عند هؤلاء أنه ذنب للسلطان فيكفرونه مباشرة، وإما أنه غير ذلك لكنه لا يجاريهم على تكفير الحكام!، فَيَلَغون في عرضه بالتكفير، لأن القاعدة عندهم من لم يكفر الكافر فهو كافر!، يقدمون مقدمات فاسدة، ويريدون حسم مادة الخلاف بنتيجة من عندهم يُرغِمون أُنوف أهل العلم لأجل أن يقعوا مواقعهم، وليسوا من أهل العلم، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما صح عنه من رواية ابن عاصم في السنة والآجري في الشريعة وغيرهما من رواية أنس بن مالك t:" أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رجل وذكروا له من جهاده واجتهاده في العبادة، فقال: ما أعرفه، قالوا يارسول الله نعته كذا وكذا !، قال: ما أعرفه، بينما هم كذلك إذ طلع الرجل عليهم، فقالوا: هذا يارسول الله، قال ما أعرفه. هذا أول قرن يطلع إني لأرى عليه سفعة من الشيطان، – أي على وجهه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو اسحاق التلمساني

ابو اسحاق التلمساني

عدد الرسائل :
77

تاريخ التسجيل :
17/05/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 14:30

أرى على وحهه أمارة من أمارات الشيطان – فلما أتى الرجلُ القوم سلَّم فردو عليه السلام فقال النبي r :« نشدتك بالله أما حدثت نفسك إذ رأيت القوم أنك أفضلهم؟، قال : اللهم نعم!!!، ثم ذهب الرجل ودخل المسجد فقال النبي r قم يا أبا بكر إلى الرجل فاقتله !، فأتاه أبو بكر فوجده قائما يصلي، قال إن للصلاة لحرمة، فلأستأمرنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرجل فأتاه، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام أقتلت الرجل يا أبا بكر ؟، قال: لا يارسول الله وجدته يصلي؛ فذكرت أن للصلاة حقا وحرمة، وقد نهيتنا عن قتل المصلين، قال إن شئت لأقتلنَّه، قال:« لست بصاحبه، قال: قم يا عمر ، نادى عمر من هناك قال :« قم إلى ذلك الرجل فاقتله، فأتاه عمر t فوجده ساجدا، قال: فذكرت أن للسجود حرمة، فلأستأمرنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد استأمره من هو خير مني، فأتاه فسأله، فقال: يارسول الله وجدته ساجدا فذكرت من حرمة الصلاة ولئن شئت لأقتلنَّه، قال:« لست بصاحبه ثم نادى عليَّا، فقال: قم يا علي فاقتله إن وجدته أنت صاحبه!، فأتاه علي t فلم يجده، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره، فقال له عليه الصلاة والسلام :« أما إنك لو قتلته؛ ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال !!! ».
والشاهد من الحديث هو ذكر غرور جماعة التكفير وقد أدرج الآجري هذه القصة في باب ذم الخوارج وذكر سوء مذاهبهم، وفضيلة من قتلهم أو قتلوه أدرجه تحت هذا الباب.
وأنتم تعلمون أن أول خلاف وقع في الأمة هو خلاف الخوارج، ذلك الرجل التميمي ذو الخويصرة الذي أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:" يامحمد اعدل فما عدلت!!!"، ثم لم يكن من شأن هذا الرجل شيء مما كان عليه الخوارج حتى انقضى أي انقرض عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم عصر صاحبيه أبي بكر وعمر، فلما كانت خلافة عثمان t جاء بعض ذوي الأطماع في السلطة من خوراج مصر واتهموا عثمان t بما كان منه بريء وكلهم يحوم حول الأموال والمناصب واتهموه رضي الله تعالى عنه في ذلك، كما اتهم سيدهم ورئيسهم ذو الخويصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك، وللعلم فإن الخوارج مستعدون لِأَنْ على يخرجوا على جميع عدول هذه الأمة ولوكان نبيا من الأنبياء، فقد روى الآجري بسند صحيح إلى وهب بن منبه أنه قال في الخوارج:" وقد خرجوا على داوود عليه الصلاة والسلام !"، ومصداقه قول الرجل لرسول الله r اعدل، فما عدلت، سبحان الله، حتى قال r :« ويحك ومن يعدل إن لم أكن أعدل؟! »، سبحان الله، وقال في رواية:« لا تجدون أعدل مني ». أمر عجب!.
المهم أتى الخوارج ودخلوا على ذي النورين - المبشر بالجنة من قِبَلِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الفضائل التي تخفاكم - بإذن الله – الخليفة الراشد – واستباحوا دمه في شر صورة وهو يتلوا كتاب الله، حتى صَحَّ أن دمه سال على قوله تعالى:﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة/137] ، يقرأ كتاب الله فما كان ذلك ليردعهم ولا ليردهم عن غيِّهم!، ذكَّرهم بما تفضل الله تبارك وتعالى به عليه من محاسن جميلة، فما رعوها حق رعايتها وما التفتوا إليها ثم ذكَّرهم بأنه غير مستحق للسيف، قال :« ما زنيت في جاهلية ولا إسلام »، لست بالثيب المحصن الذي يستحق أن يرجم إلى أن يموت، ولست بالذي بدل دينه ولست بالمفارق للجماعة، هذه الثلاثة التي تُسْتَحل بها الدماء فبما تستحلون دمي؟، فنشروا السيف وقتلوه رضي الله تعالى عنه، وهو يمنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أن يدفعوا عنه لأنه صح عنه أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام يقول له:« تفطر عند الليلة » وكان صائما رضي الله تعالى عنه.
شيء كبير من مثل هذا قد وقع في الأمة، ثم إذا بهم لا يكتفون بذلك، يخرجون على الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب t ويُكَوِّنون لهم جماعة وينحازون عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسبحان الله !!، تأملوا الضلالة: أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام متوافرون، مع ذلك وجدوا السبيل إلى أن يتجاوزوا عنهم وعن جماعتهم، وأن يروا في أنفسهم خيريةً ما،لم تكن لأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، حتى قال لهم ابن عباس رضي الله عنهما عندما ناظرهم:"جئتكم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس فيكم منهم أحد - سبحان الله !!- وعليهم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله "، كما جاء ذلك في رواية الطبراني وغيره بسند حسن، عجيب!، الواحد يتعجب!، ولكنه الغلو، والإعجاب بالنفس، لقد دخل عليهم ابن عباس ووجدهم في حالة شديدة من العبادة والزهد وكانوا يُسمَّوْنَ بـ( أصحاب البَرَانِسْ )، فلما أغاروا على صرف المسلمين، بأن قتلوا عبد الله بن خباب الصحابي بن الصحابي، فقد كان في مسجده معتزلا القوم، وكانوا يريدون الخروج على المسلمين فإذا به يسمع بسارحة ( أي بصوت خيل)، خارج المسجد، فخرج وقد روَّعوه.
قلت: خرج t من مسجده فزعا فلما رآه الخوارج قالوا:" لا روع عليك - وأعطوه الأمان-، فقالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟، قال: نعم، قال: قالوا: حدِّثنا عما سمعت أباك يحدِّث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟، قال: سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكر الفتنة، ثم قال:« القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ولتكن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل »، يعرض بهم رضي الله تعالى عنه وينصح لهم، أن الفتنة إذا الفتنة إذا قامت بين المسلمين، واستبيحت الدماء فيما بينهم وخرجت خارجة على سلطانهم؛ بغير حق، ولا كفر بواح، ولا قدرة على ذلك من غير فتنة، ولا تقديم لمصلحة يعرفها جهابذة العلم، فينبغي للمسلم أن يبعد نفسه عن مثل هذا، وأن يتجنب وأن يهرب إلى بيته.
فعرفوا أنه يريدهم وأنه ينصح لهم، ونِعْمَ النصيحة!، إنها حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن ذلك ما ينفع مع قوم اغتروا بأنفسهم، ورأوا الحق كلَّه حليفهم.
قال:" فقيدوه، وقدَّموه، فمر خنزير كان ببستان لأهل الكتاب فطعنه أحدهم بسيفه، فقالوا له - قال له بعض جماعته -: تقتل خنزيرا لذمِّيِّ!!، - بيننا وبين أهل الكتاب ذمة وأمان؛ فكيف تقتل لهم خنزيرا-، ثم وجد أحدهم تمرة في ذلك البستان فجعلها في فيه، فقال له أحدهم: بغير إذن ولا ثمن!!- ما تستأذن صاحب البستان، ولا تدفع له ثمن هذه التمرة – قال: فلفظها من فيه!!، فاستغرب عبد الله بن خباب هذا المشهد، قال أولا أدلكم على أشد مما تورعتم منه، - تورعتم من خنزير وتمرة-، قالوا: بلى، قال: دَمِي- تريدون دمي لأنني لا أشارككم في الفتنة التي رفعتم رايتها-، قال فقدَّموه إلى نهر أو على ضفة نهر فذبحوه!!!!، حتى أن دمه ما اختلط بماء النهر، وأتوا جارية له فبقروا عما في بطنها، وأخرجوا جنينها!!". هذا فيما رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما وغيرهما بأسانيد يصحح بعضها بعضا.
فتأملوا عباد الله: الذي يتجرأ كل هذه الجرأة كيف يُؤْمَن له جانب، فلما رأى منهم علي ابن أبي طالب t هذه الجرأة على دماء المسلمين، قال:" قد استحلوا دماء المسلمين فلأقاتلنهم"، وحرض المؤمنين على القتال، وقاتلهم حتى لم يبقي منهم إلا عشرة، ولم يُقتل من المسلمين يومئذ إلا عشرة، وأولئك العشرة فروا هنا وهناك، فكانت لهم بعض البلدان مأوى، وكان بعضهم بعمان، وذهب بعضهم بعد مطاردة عبد الرحمان الداخل لهم – أي هؤلاء العشرة - ، كان من نسلهم الخوارج فنزلوا بليبيا وتونس والجزائر، وهم إلى يومنا هذا متقوقعين حول أنفسهم في قراهم، لا يصلون مع المسلمين!!.
وهكذا ديدن أهل البدع، وأهل البدع يختلفون في الإسم ويجتمعون في السيف، كما صح ذلك عن أبي قِلابة عليه رحمه الله، ويستحلون دماء المسلمين، ولا يصلون معهم، لأنهم يكفرونهم كما تعلمون أن الخوارج قديما وحديثا لا يصلون مع المسلمين، وهكذا نحن عندنا هناك في الجزائر، بين هؤلاء الخوارج الإباضية، بين محلاتهم التجارية وبين مساجدنا خطوات فقط، ولا يصلون معنا !!، ولا يخدع أحدكم بأن رأى بعضهم يصلي مع أهل السنة، فهذا إمَّا عاميٌّ ساذَج، وإما أنه رجل يريد التمويه، وإن كان قليل في الخوارج التمويه، هذا التمويه كثير في الشيعة الروافض، وأنتم تعلمون أنهم لا يصلون مع المسلمين، وهذا هو شأن التكفير، بل حتى المتصوفة يكفرون بل يكفرون خيرة المسلمين، يكفرون أهل التوحيد ألستم تسمعون يسمون الموحدين بالوهابية، ويكفرونهم الكفر الأكبر لأنهم يزعمون بأن الوهابية لا يحبون الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم –.
وهكذا شأن أهل البدع ذكرت هذا لأن من حديثي ذكر شيء من تاريخ هؤلاء.
ثم ينبغي أن تعلموا أن الخوارج الإباضية يكفرون بالكبيرة، ويخلدون بها، وإن غيروا الاسم وغيروا المصطلح فالمعنى واحدٌ، هم يقولون: لا نقول لمرتكب الكبيرة إنه كفر كفر ردة - الكفر الأكبر - ولكنه كفر نعمة، مع ذلك فإنهم يقولون إنه مخلد في النار!!، فماذا ينفعهم هذا الإصطلاح والنتيجة واحدة، ونحن نعلم بأن مرتكب الكبيرة من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يُخَلَّد في النار إن دخلها قال الله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء/48]، لذلك الخوارج الإباضية اليوم لدينا من نصوصهم ما يدل على ما سبق، مفتيهم الأكبر اليوم الذي يسمى « أحمد الخليلي » يقول في كتابه « الحق الدامغ » الصفحة (171) :" عقيدتنا معشر الإباضية أن كل من دخل النار من عصاة الموحدين........ يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو اسحاق التلمساني

ابو اسحاق التلمساني

عدد الرسائل :
77

تاريخ التسجيل :
17/05/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 14:32

والمشركين مخلدون فيها إلى غير أمد "، صريح ، قال وبئس ما قال :" ووافقنا على ذلك المعتزلة والخوارج على اختلاف طوائفهم "، شهد على نفسه وحشر نفسه في زمرتهم، وافقه على هذا المعتزلة، يعني يقول: بمنزلة بين المنزلتين إن لم يكفروا باصطلاحهم المعروف لكنهم خلدوا صاحب الكبيرة في النار، وكذلك الخوارج على اختلافهم.
وكذلك بالنسبة لمن يكفر اليوم أو لمن يحمل وحمل لواء التكفير في هذه المجتمعات، فإنهم تابعون للفكر القطبي التكفيري، ولا بد أن ننشر هذا ليحفظه لهم التاريخ، وليعلم المسلمون مغبة ما عند هؤلاء ، يقول سيدهم سيد قطب في تكفير المجتمعات الإسلامية اليوم:" إنه ليس على وجه الأرض دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله والفقه الإسلامي" من كتابه في ظلال القرآن المجلد الرابع بعد الصفحة (2122)،وقال أيضا وهو يعد مساجد المسلمين معابد جاهلية ينبغي أن تعتزل قال:" اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد،- تأملوا - اتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد، نحس فيها بالاعتزال عن المجتمع الجاهلي "، من المجلد 3 ص 1816، وله كلام كثير في هذا معلوم لديكم إن شاء الله، وإنما ذكرته كما تسوغون أو كما نسوغ المخالف لغيره أن نذكر تكفير من سبق من المتقدمين، فلا بد أن نذكر تكفير هذا الرجل ومن تبعه ولا بد أن يعرف هذا، وإن هؤلاء هم الذين يحملون لواء التكفير ، ولابد أنكم قد عرفتم أنه ما من جماعة تخرج على المسلمين بالتكفير بدءا بتكفير حكامهم وانتهاءً بتكفير عوامهم، إلا وكان ذلك كفلا على فكر سيد قطب، فلذلك لا ينبغي أن نغمغم ونشدد النكير على من يثير مثل هذا في أوساط المسلمين، وهو يريد أن يحذرهم من هذا الفكر الغالي، الذي غشَّ دين المسلمين، هذا أمر لا بد للمسلمين أن يدركوه وأن يعرفوه حق المعرفة، حتى نجنب هؤلاء النشأ من المسلمين هذه المهالك التي يقعون فيها، ولا علم لهم يردهم، ولا ورع عندهم يردعهم.
إذًا ينبغي للمسلمين أن يحذروا من هذا الفكر، لأنه فكر تكفيري لا يألوننا خبالا، ولا يدخر عن أمتنا وبالا، وتلك هي دولهم المزعومة في أفغانستان والسودان وفي كلها لا تشمون فيها إلا رائحة التكفير، بل وتسمعون التكفير الصريح للمسلمين!!، وهؤلاء ما من شد أزرهم إلا سكوت المبتدعة عنهم وعلى رأسهم سكوت الحركيين عموما والإخوان المسلمين خصوصا عنهم، هؤلاء يسكتون عن أهل البدع ولهم قواعد يحمون بها البدع وأهلها، ولقد قلت لأحدهم ينبغي لك أن تحذر من جماعة التكفير فإن فيهم كيت وكيت مما تعرفه وهو يعرفه، قال: إخواننا قاموا في وجه الطاغوت فلا نثبطهم !! سبحان الله، فلما دارت عليه الدائرة وكفروه لما وضع ورق الاعتماد في البرلمان ، قال أخطر فرقة على جماعة المسلمين هم جماعة التكفير، هذا مما يدلكم على أن هؤلاء لم يقوموا قومتهم لله أبدا، إنما إن غضبوا فلأنفسهم وإن دافعوا الباطل فدفاعا عن أنفسهم، هكذا ديانتهم ولذلك نحن نطعن في نياتهم؛ فضلا عن فساد مسالكهم، وعدم اهتدائهم إلى طريق السنة.
والأمور في هذا كثيرة جدا وإنما أردت أن أذكر هذه المسائل أو النكت التاريخية على حسب ما واجه المسلمين من ويلات من قبل هؤلاء، وظني أن المنصف يقبل الحق ما دام قد جاءه الحق أبلج، وأنه يرد الباطل ما دام عرف أنه لجلج، ومادام قد أخذه حقيقة من مصادره الأصلية .
هذا ما أقول والله الموفق لطاعته والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو اسحاق التلمساني

ابو اسحاق التلمساني

عدد الرسائل :
77

تاريخ التسجيل :
17/05/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 14:57

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[آل عمران102].
- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء 01].
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾ [الأحزاب 70،71].
أما بعد: فإنني أتقدم بالشكر الجزيل إلى الإخوة القائمين على هذا المخيم المبارك إن شاء الله، وذلك لحسن اختيارهم لهذا الموضوع العظيم، ألا وهو موضوع التكفير والإرهاب.
وقد رغبوا إلي أن أتكلم عن صور حية للإرهاب والتكفير عبر التاريخ.
ولا يخفاكم – بإذن الله عزوجل- أن مدارستنا لهذا الموضوع تُكْسَى أهمية بالغة وذلك لأن موضوع التكفير لا يكاد يسلم منه مجتمع مسلم يومنا هذا، بل تعداه إلى المجتمعات الكافرة حيث أطلق كثير من المسلمين، بل خواص المسلمين العنان لألسنتهم، ليرموا غيرهم من المسلمين بالكفر وليتبادلوا تهم الردة، والأمر ليس بالهين، ولا ريب أنه قد سبقني إلى هذه النقطة من ذكركم مغبة التكفير وحذركم من عواقبه، فلذلك لا أكرر ما قيل، وإن كان الكلام لا يعاد، وإنما أقول هذا اختصارا للوقت:
تقدمت بالشكر إلى القائمين على هذا المخيم بالإشارة لهذا الموضوع، لأنني أظن جازما أن الذي يَطْرُق هذا الموضوع فإنما يجازى من جهتين :
الجهة الأولى: أنه يذب عن دين الله تعالى ما ليس منه، وهذا منهج التصفية والتربية الذي ورثناه من علمائنا عليهم رحمة الله.
ولابد لكل مسلم أن يجاهد في الله تبارك وتعالى حق جهاده ما استطاع إليه سبيلا، وكل بحسبه، والذب عن دين الله تبارك وتعالى جهاد في سبيل بل هو أفضل الجهاد، كما أُثر ذلك عن كثير من سلفنا الصالح.
وإذ قد عَلِقَ بدين الله تعالى الإسلام الصافي في منبعه كثير مما ليس منه؛ ومنه الفتنة الخطيرة التكفير، وجب على المسلمين طَرْق هذا الموضوع ولا يضركم أن يقال فيكم: إنكم أذناب سلطان، لأن ردكم على أصحاب التكفير والذين يتهمون المسلمين زورا وبهتاناً بالرّدة ، فإن ردكم على هؤلاء جهاد في سبيل الله من جهة.
ومن الجهة الثانية: هو دفع عن عرض المسلمين وإن هدايتك رجلا واحداً من جماعة التكفير يصون على الأقل عرض المسلم كيف وهي أعراض للمسلمين تنتهك والله تعالى وتبارك يقول:﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب/58]، وإن حفظ وصيانة عرض مسلم حياة له قال تعالى:﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة/32]، والمسلمون لُحمة واحدة يذب بعضهم عن عرض بعض لقول الله تعالى:﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة/71]، فليتق الله كل مؤمن في أخيه؛ ولا يستحلنَّ دمه، بشبهات تعلق بذهنه ليس له عليها دليل صحيح؛ إنما هي شهوةٌ، أو قطرة شبهة، تتغلب على عقل صاحبها فلا يدري ما يقول في أخيه، وقد صح من رواية أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:« من رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله »، وصح أيضاً عند الطبراني في الأوسط عن البراء t قال: قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :« الربا اثنان وسبعون بابا وأدناها مثل إتيان الرجل أمّه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ». ولا يخفاكم ما جاء من نصوص في التحذير من دماء المسلمين، وأن لاَ يَلَغَ المؤمن بلسانه ولا بيده في أعراض إخوانه تلك هي أعراض معصومة فقد روى ابن عباس رضي الله عنه قال:" أتى رجل من بني سُلَيْم نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرعى غنماً له، فسلم عليهم، فقالوا: لا يسلم علينا إلاّ ليتعوذ منا،-( أي اتهموه في نيته، وأنه إنما قدَّم السلام عليهم صيانة لدمه، وحتى يزعم لنفسه الإسلام، وليس كذلك في زعمهم)-، قال: فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت هذه الآية :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء/94]"( رواه أحمد والبخاري والترمذي ).
وفي هذه الآية فائدة زائدة على ما ذكر من تحريم دم من شهد أن لا إله إلا الله وتعظيم حرمته.
الفائدة الثانية: اتهام هذا الصنف من المكفرين في نياتهم، وهذا الذي يستنكف عنه الكثير من المسلمين؛ فهؤلاء وإن أخطؤوا لم يمنع خطؤهم من أن يتهمهم الله بل أن يحكم الله تعالى على نياتهم فقال:﴿ تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾، أي: إنّ الذي دفعكم إلى الجرأة على دم الرجل هو ابتغاؤكم غنيمته، مع أنهم قد أتوا بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك نحن لا نستنكـف أن نتهم نية جماعات التكفير على اختلافها وتنوع مذاهبها بأنهم لا يريدون وجه الله، خلافًا للذين يزعمون أنهم شبابٌ أخذهم الحماس، وطغى على قلوبهم حتى لا يعرفون ما يقولون، هذا قد يصدق على بعضهم ولا يصدق على كثير منهم، وأكبر دليل على ذلك هو ترك متابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا بين لهم ذلك .
فإذا قام سوق العلم على ألسنة أهله كبار أهل العلم يتكلمون في التكفير ويحذرون منه ، وهم يعرفونهم، ويعرفون سبقهم في هذا الميدان، مع ذلك فإنهم يتجرؤون على أعراضهم، فتارةً يقولون لا يفقهون الواقع، هذه فتنة عظيمة يقللون بها من الفقه في الدين، فإن أكبر فتنة يَقْدُم عليها هؤلاء اليوم بأن يزيحوا الفقه الإسلامي من دراسة أهله المتحمسين له، هو أن يقولوا: لا تفقهون الواقع، وقد قالوا من قبل:" ولكل قرن فتنة "، لكنها واحدة نهايتها السطو على علوم الشريعة والتقليل من شأنها، والخروج عن هدي أصحابها حملتها ورثة الأنبياء أهل العلم - رحمة الله عليهم أحياءًا وأمواتًا - .
فقديما خرجوا على الأمة بالقصّ في الدين فيأتي الرجل ويَعظُ ويبكي الناس ويحاول الاستحواذ على قلوبهم والسيطرة على عواطفهم بإثارة بعض فضائل الأعمال، وكثيرا ما يكون الأمر فيها كذبًا، إذ يعتمدون على ضعاف النصوص وما شابهها، وإنما غايتهم السطو على قلوب الحضور، بشيءٍ من بهرج القول وزخرفه وشيءٍ ممّا يُدْمْع العيون لكنه سحابة صيفٍ سرعان ما تنقشع على فراغ .
فتصدى لهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحَّ أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه كان يطردهم من المسجد لأنهم عبارة عن مخرِّفين دراويش.
ثم جاءت بعد ذلك فتنة المتكلمين: وقالوا لعلماء السنة لستم على مستوى عصركم، أين أنتم من منطق اليونان؟، وقانون الفرس؟، أين أنتم من الأمم الكبيرة العظيمة ذات الحضارات القديمة أصحاب التقدم ؟، أين أنتم من هؤلاء ؟، أتواجهونهم بقال الله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!، هذا على حدّ زعمهم لا ينفع مع أصحاب الحضارات الكبيرة، فاستقدموا من اليونان والفرس فلسفاتهم وأرادوا للمسلمين أن يعرفوها كمعرفتهم للواقع، أو لواقع الأمم المتحضرة حتى يلحقوا بركبهم زعموا وليكونوا على مستوى تحديات جاهلية عصرهم، و الحكاية واحدة كما تسمعون اليوم قد سمع أسلافكم أمس.
ثم جاءت فتنة المتصوفة وأصحاب السلوك وأرادوا أن يحصروا الدين في آداب معينة، وأنواع من السلوك، وكما تصدى لأهل الكلام علماؤنا الفطاحل سلفنا الصالح فكتبوا في بيان التوحيد والسنة، وكشفوا عوار الشرك والبدعة ،وبينوا أنواع الفرق الضالة وعَرَوَّا مناهجها ولم يستنكفوا أن يكونوا فرسان ذلك الميدان، بالبيان والنقد والنقل، والحمد لله ولولا الله ثم هؤلاء ما كنا لنعرف للتوحيد والسنة رسما أبدا، ولو جاروا القوم على باطلهم وانتقوا فرسهم ما كان ليصل إلينا هذا الخير، ولا ليبقى الإسلام صافيا من كل دخيل فلله درهم - عليهم رحمة الله جميعا-.
كما تصدى من جاء بعدهم لأهل التصوف وبينوا الزهد الصحيح الذي آتانا به نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم ومن تبعهم بإحسان، من الزهد الذي آتانا من حكمة اليونان وغيرهم إن كان لهم حكمة .
وفي كل عصر طائفة منصورة تنكر، تبين أعلام السنة وتوضحها ولا تكتفي بذلك حتى تفضح أعلام البدعة وتسقط مناراتها وراياتها.
وهكذا يجب أن يكون بعْدُ كل تابع لهؤلاء لأن الله تعالى قال:﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[يوسف/108].
قلت: هؤلاء أرادوا تأخير الشريعة عن مباحث شبابنا وأرادوا أن يحل محلها ما أسموه بفقه الواقع، وشغلوا الشباب بقصاصات الجرائد وفارغ الكلام، من المجلات السياسية وغيرها، حتى إنك لتجد الشاب؛ تجده صاحب سمت فيما يظهر لك فإذا دارسته شيئا من الشريعة وجدته فارغا لا يفقه منها إلا رسوما قد لا تختلف في كثير ولا قليل عن ثقافات المستشرقين، وهو إذا أراد أن يتكلم في المسلمين في التكفير واتهاما بالردة أمطر عليهم مطرا لا يتردد في ذلك، وإذا تذكر الكرسي ومن حوله من ذوي السلطان، يطيش عقله حتى لا يدري ما يخرج من فيه، ولذلك أُرَانِي مضطرا إلى أن أذكر إخواني بقصة عجيبة رواها ابن ماجة بسند حسنه أهل العلم عن عمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه قال:" أتى نافع ابن الأزرق وأصحابه - نافع ابن الأزرق هو الذي كان يتزعم الأزارقة؛ فرقة من الخوارج ، وهو من أول من أظهر هذا الفكر وجمع حوله جماعة له -، أتى هذا الرجل فقال: هلكت يا عمران! - وعمران ابن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من خيرة أصحابه -، قال: ما هلكت، قالوا: بلى . قال:ما الذي أهلكني؟، قالوا :قال الله :﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال/39]،- يعرضون بتقصيره في جنب مواجهة الحكام فكانوا يرون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما يرى كثير من شبابنا اليوم في علمائهم الكبار أنهم مقصرون في مواجهة ومجاهدة الحكام، هلكت لأنك تركت العمل بهذه الآية في زعم هؤلاء -، قال رضي الله عنه: قد قاتلناهم حتى نفيناهم وكان الدين كله لله، وإن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟، قالوا: وأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؛ قال:نعم؛ شهدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين، فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدا فمنحوهم أكتافهم - منحوهم أكتافهم: كناية عن هزيمتهم، وضعفهم، حتى أداروا إليهم ظهورهم، كما يفعل المستسلم لمن قوي عليه- قال: فعلى رجل من لحمتي أو من قرابتي رجلا من المشركين برمحه، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله إني مسلم فطعنه فقتله، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله هلكت!، قال: وما الذي صنعت؟، فأخبره بالذي صنع فقال: فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه مرة أو مرتين،ـ قال يا رسول الله: لو شققت عن بطنه لعلمت ما ...............يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو اسحاق التلمساني

ابو اسحاق التلمساني

عدد الرسائل :
77

تاريخ التسجيل :
17/05/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالإثنين 29 يونيو 2009 - 15:03

الآن مع الأسئلة
جزى الله الشيخ خير الجزاء، وأجزل له المثوبة وجعل هذه الكلمة في ميزان حسناته.
ثم ننتقل إلى الأسئلة وهي كثيرة جدا..
أما السؤال الأول يقول: يا شيخ لقد أجزت وأفدت وأنفعت ويا ليت تذكروا لنا شيئا من المراجع العلمية في هذا الموضوع المهم، ويا حبذا لو جعلت هذا المحاضرة في كتاب لتعم الفائدة؟.
الشيخ: أقول: بارك الله فيك؛ أنصح بكتب العقائد القديمة، أقول القديمة خاصة لأنها جمعت في طياتها ما سمعته، ولأننا نريد أن نربط المسلمين بدينهم وخير دينكم ما كان عتيقا كما جاء معناه من قوا ابن مسعود t، الدين العتيق القديم فارجعوا إلى كتاب السنة للإمام أحمد وابنه عبد الله وتلميذه الخلال وكتاب السنة لابن أبي عاصم، وكتاب السنة لابن نصر المروزي، والإبانة لابن بطة وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، وغيرها من الكتب المعروفة لديكم وإلى من سار على درب هؤلاء من علمائنا على مر عصورهم ومرورا بابن تيمية وتلاميذته البررة عليهم رحمة الله جميعا، إلى يومنا هذا من علمائنا الكبار أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن عثيمين والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ محمد ناصر الدين الألباني وغير هؤلاء كثير والحمد لله، وهؤلاء عمدة أهل الحق إن شاء الله تعالى، وأنهم ما بدلوا تبديلا.
السائل: ما رأيكم في خروج عبد الله بن الزبير زمن الحجاج إذ أشكل علي هذا؟.
الشيخ: على كل حال موضوعنا ليس موضوع الخروج كما تعلمون بارك الله فيكم، لأن الموضوع كبير متشعب جدا، إلا أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لم يخرج وذلك لأنه لما دعي له بالإمارة لم يكن الأمر قد استتب في الحجاز والعراق والشام لأمير واحد، وكان بينه وبين عبد الملك بن مروان ما تعلمونه، لا سيما وقد غَرَّر به أهل الحجاز وقالوا: نبايعك، وهو رضي الله تعالى عنه ما يقدر الشوكة التي كانت لبني أمية، وأنتم تعلمون بأن الخبر الذي يكون بالشام ليس من اليسير أن يبلغ أهل الحجاز أو غيرهم من توه أو في يومه بل في أسبوعه بل في شهره، فوقع ما وقع من الخلاف فكان ما كان، ولابن تيمية رحمة الله عليه شرح نافع مبسوط في كتابه « منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية »، هذا كتاب عظيم ترجعون إليه لتروا ما فيه في ذلك، قد طرق هذا الباب طرقا موسعا مبسوطا رحمة الله عليه.
الخلاصة: لم يكن الأمر قد استتبَّ لأمير واحد حتى يقال إنه قد خرج.
السائل : يا شيخ ذكرت أن في قصة الصحابي الذي لفظته الأرض فائدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات فنرجو توضيح ذلك؟.
الشيخ: توضيح ذلك بارك الله فيك يتمثل في قول النبي r :« إن الأرض لتقبل من هو شر من هذا »، هذا رجل مسلم مجاهد في سبيل الله، قتل رجلا كان كافرا خطأً بعد أن نطق بالشهادة وهو يراه أنه ما نطق بالشهادة إلا تقية، أي: ليتقي السيف فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يدفع شبهة قد تعلق بأذهان بعضهم، وهو أن يقول: سبحان الله يدفن الكفار موتاهم فلا تلفظهم الأرض!!، وندفن نحن ميتنا وتلفظه الأرض، فذكر لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن قاعدة هامة قد قرنت من أجل فائدة عظيمة وهي أن يتعلم المسلمون تعظيم حرمة لا إله إلا الله من خلال هذه القصة العظيمة، وإلا فالأصل أن الكافر في الميزان الأخير العام شر من كل مبتدع وشر من كل عاص، فكيف وهذا الرجل من المجاهدين، وإنما كانت له شبهة وقد كان صادقا في ذلك.
تفضل.
السائل: نختصر الأسئلة حول موضوع الجزائر وكيف هي الظروف هناك وما هي أحوال الشباب قبل وبعد الفتنة.
الشيخ: على كل حال موضوع الجزائر موضوع محير جدا؛ وإن الذي يحيرني بصفة خاصة؛ هو تأييد كثير من المسلمين للثورة القائمة هناك، أو للإفساد القائم هناك باسم الجهاد في سبيل الله.
وإنني لأحب أن أقص عليكم قصة تكون مجلية لوضع الناس هنالك، وما لهذه القصة من ارتباط بموضع التكفير أنا أحيانا يأتيني بعض الناس الذين التحقوا بالجبال يقاتلون حكومتهم هناك بالجزائر، ويقولون قد تبنا ورجعنا والحمد لله، وذلك بسبب اطلاعهم على فتاوى أهل العلم، ورجوعهم إلى الحق، وأكثر من رأيت من هؤلاء راجعا إلى الحق ممن له نصيب من العلم فنفعه الله تعالى بذلك العلم، أما الجهال فلا تكاد تجد واحدا منهم يرجع.
جاءني واحد من هؤلاء التائبين وقال لي رأيت مشهدا أفزعني، وهو أن رجلين من جماعتنا هناك اختصما يوما من الأيام فقال أحدهما للآخر: أما تذكر ذلك اليوم الذي أوتيت فيه ببنت فلان، رجل شيبة شايب كبير معهم عندو بنت متبرجة - ذهب ببعض أصحابهم إليها حتى يتوبها فإذا قال: فإذا بك لم تزد على جلدها – هم يعني نادرا ما يتبرعون بالجلد ما عندهم إلا السيف، ما عندهم إلا القتل، كل ذنب صغر أو كبر حقه السيف عندهم- قال كيف جلدتها وما زدت على ذلك، أين ولاؤك وبراؤك؟، وكيف أخذتك رأفة في دين الله في حق تلك المتبرجة؟، فإذا بواحد من القوم كان يستمع الحوار فيطير بالخبر إلى الأمير وبين اعتراضيتين أقول:- بينهم إرهاب شديد أرهبوا الناس حقيقة، فأرهبهم الله تعالى في أوساطهم، وذلك لأن الواحد منهم لو سمع شيئا مما يطعن في مصداقية جهادهم – زعموا – أو يطعن في أميرهم أو في نظامهم وتركيبهم ثم سكت قتلوه، دعونا لو أن فردا من أفرادهم لم يبلغ عن شيء مما يقدح في جماعتهم يقتل مباشرة من غير استتابة، انطلاقا من مبدأ الولاء والبراء - وهذا الذي طار كان يحب المُخبِر، وكان يحب المُخبَر عنه، لكنه الإرهاب هو الذي منعهم من الكتمان، يخشى يوما ما أن يخرج الكلام فيقال فلان سمع هذا الحوار وبلغ في وقته، فذهب إلى الأمير فاجتمع الأمير بمجلس القضاء عندهم- مجلس مشؤوم من الأعراب الأجداف الذين لا يفقهون في دين الله شيئا- فخرجوا على أنه لابد أن يأتي هذا الشايب ببنته إلى الجبل للجماعة، بيانا لصدق ولائه للجماعة، وتبرءا من الطواغيت، قالوا له: وتأتي لنا ببنتك، قال يا جماعة ....( ) وما يمكن هذا، بنتي الآن عند أخوالها - وكان من البربر يسمون عندنا بالقبائل- قال بنتي الآن عند أخوالها وما يمكنني أن أدخل هذه القرية فكيف آتيكم بها، قالوا تطيع الأوامر ولا ..لا، قال: يا جماعة ما أستطيع، فاجتمعوا ثانية فخرجوا على أن يقتلوه حدا!!، لأنه خالف أوامر الأمير ودلت مخالفته هذه على وَهَنِ تبعيته للجماعة وولائه وبرائه، قالوا: لكن يا جماعة لو قتلناه معه زوجته العجوز، ربما بلَّغت عنا فكيف نفعل؟، فاجتمعوا وخرجوا على أنهم يقتلونه حدا أي كفرا ويقتلونها مصلحة!، سبحان الله!، قالوا: من المصلحة أن نقتلها، ولبيان الولاء والبراء جاؤوا بالولد ابن هذين العجوزين معهم، رجل أو شاب صغير غير ملتزم أخذوه معهم، وهكذا ما أكثر من معهم من المنحرفين، أصحاب المخدرات أصحاب الجرائم الكبار، فقالوا له: يا الله بين الآن ولاءك للجماعة، أخرجوا له سكينا .. ( ) فقط فكيف يحمله بيده، وأتوا بأمه وقد قيدوها، وجعلوها على ركبتيها وأداروا إليه فتحة عنقها، قالوا فاذبحها الآن، قالت يا ولدي أنا أمك!، يا ولدي أنا أمك!!، فناشدته!، فما كان منه إلا أن يذبحها، وفي المساء جاء دور الأب، وأتوا بالولد مرة ثانية وأعطوه السكين، قالوا: اذبح أباك، فأخذ السكين وذبح أباه فلم يحسن حتى صرخ أبوه!!، قالوا: صرخة تجاوب معها الجبال، ثم خر الولد، وقتلوا الولد، ومات الوالد!.
هذه الصورة يقول لي هذا الرجل، واحدة من عشرات بل مئات الصور التي رأيتها من أفظع ما رأيت عند هؤلاء الجماعة، وعندهم سجن لكل من ينتقد الجماعة أو يشك في جهادها، أو ينظر إليها شجر، أو يفكر في انشغال منها أو شيء من ذلك، في كل يوم يقدِّمون رجلا أو رجلين للذبح هذا من جماعتهم، وأنكى ما يفعلون بالناس تعذيبا هم الناس الذين كانوا معهم ثم شعروا بضعف ولائهم لهم.
وذكر لي غيره أيضا ممن أعرف صدقه، وكنت أعرفه من قبل أن يتورط في براثن هذا الجماعة، ذكروا لي أشياء كثيرة جدا، فأنا ذكرت هذه لتعرفوا صورة ما هنالك.
فأي عاقل منكم عباد الله يؤيد هؤلاء، وهؤلاء يكفرون الأمة كلها، بما فيها علماؤها، لا أحد من علمائنا يستحق وصف الإسلام قط؛ أبدا أبدا!؛ لا أحد، بل يسمون أنفسهم الطائفة المنصورة، وهم من أجهل الخلق، وليس معهم عالم واحد.
وعلى كل حال قصص هؤلاء كثيرة جدا، ذكرت لكم هذه لتعلموا ما هنالك، ووضع الجزائر الآن وضع حرج جدا، وإخوانكم من أهل السنة السلفيين يعانون من هؤلاء أشد العناء، وقد عهدت وأنا هنالك منهم من لا ينام في بيته مع زوجته إلا وهو مُتَقَمِصٌ بثيابه وهي بجلبابها، لا يكادون يعرفون راحة قط، وشر وقت يجدونه هو وقت الليل، حين يخرج أولئك الأشرار للإفساد في الأرض، ومن طال ليله طال ليله، ومصائبهم كبيرة جدا لا يتورعون عن دماء المسلمين، ولا أريد أن أدخل مع السائل في مسألة الحكومة ما الحكومة، أنا أخبرتك عن شيء أعرفه معرفة خاصة، ولا ينبغي للمسلم إلا أن يكون كما قال الله تعالى:﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾[الزخرف/86]، وإنكم لو أيَّدتم هؤلاء الحركيين في بلادكم هنا وهناك، أي ....( ) هنا وهناك لكانت نهايتها نهايتنا، واحذروا واحذروا في لكل قوم وارث، وهذه أفغانستان تعرفون ما عندها، وهذه دماء المسلمين تراق من قبل المسلمين، كل ذلك لمن لم يعرف التوحيد، ولم يعرف السنة، وأخذ ينط ويقفز إلى الحكم والسلطان، وهو بعد لم يُحَكِّم شريعة الرحمان في نفسه.
والله الموفق.
السائل: السؤال قبل الأخير يقول: يا شيخ ماذا تنصحون الشاب الملتزم حديثا تجاه هذه الفتنة ( فتنة التكفير )، وماذا يقرأ من الكتب ليدفع الشبهة التي ترد إليه؟.
الشيخ: والله نصحه أظن قد قدم، ودائما ننصح أن يكون شبابنا متصلين بعلمائنا، إن عربون الفتنة هو في الانفراد عن العلماء، والنظر إليهم بعين الازدراء، وأنهم لا يصلحون لمواجهة جاهليات عصرهم، فمن تمَّ له هذا الفكر فقد تمَّت خسارته، ننصح إخواننا بأن يلزموا علماءهم، وأن يبعدوا أنفسهم عن المسائل التي هي أكبر من أحجامهم لقول الله تعالى:﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء/83]، ولكي يصلوا إلى هذا المستوى فأنصحهم بالعلم، عليهم أن يقرؤوا كتب العلم، وأن يجتهدوا فيها، وأن لا يضيعوا أوقاتهم في قيل وقال، ومطاردة الجرائد والمجلات، عليكم بالعلم، العلم الصافي، علم السلف، الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح والآن والحمد لله، السلاسل العلمية لأهل العلم منتشرة، جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا، شروح وبَسط لكثير من صعاب المسائل، وتوضيح لها وتفانيهم -رحمة الله عليهم، وحفظهم الله- في ذلك تفانيا شديدا، لا يدخرون عنا وسعا في ذلك، فأنا أنصح لا سيما بكتب المتقدمين، كتب التفسير تفسير بن جرير الطبري، تفسير عبد الرزاق، تفسير ابن أبي حاتم، تفسير بن كثير، كتب العقائد التي سبق أن ذكرت لكم شيئا منها، وكتب المحذرة من البدع، كتب التي تصف الفرق وما عليها الإعتصام للشاطبي، وهكذا كتب علمائنا المعاصرين الذين على درب أولئك الأوائل، ننصح بهذا، ولتكن زاهدا قليلا في كتب المعاصرين وإنما هم يعدون على الأصابع مع الأسف تكتفي بأن تقرأ لهؤلاء، لماذا أقول هذا؟، رأيت أكثر شبابنا يحبون العناوين الجديدة هذه، يحبون بريقها ويسقطون عليها، لأنها تتكلم بلسان العصر، ينبغي للمسلم أن يعوِّد نفسه لغة المتقدمين، فيها لغة عربية وفيها لغة شرعية، فينبغي أن لا يضيق صدره بمثل هذه الكتب، وينبغي له أن ينطلق من قاعدة عظيمة ألا وهي: لا تجدون بدعة خلت إلا وهي موجودة في عصرنا، لا تكاد البدع تنقرض، وكان ابن تيمية -رحمة الله عليه- كلما ذكر بدعة في عصره إلا وربطها بالعصور المتقدمة عصور السلف وكان يستدل بمثل قول الله تبارك تعالى:﴿ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ﴾[فصلت/43]، مسألة واحدة، وفي هذا إسقاط لأصل عظيم من أصول الحركيين عامة والإخوان المسلمين خاصة، ألا وهو زعمهم بأن هذه البدع قد عفا عليها الزمن ومضت ودرست، وهذا أصل خبيث جدا جدا، لأنه يحول بين الحق وأهله، ويحول بين دمغ الباطل، ويريدون بهذا احتضان البدع، ويريدون بهذا أيضا أن يخوِّلوا لأنفسهم أن يبتدعوا في الأمة حتى لا ...( )، بل البدع القديمة موجودة اليوم كما رأيتم في قضية الخوارج، بل إن ابن القيم رحمة الله عليه ذكر فائدة عظيمة ها هنا حين تعرض لكون النبي r أكثر من ذكر الخوارج ولم يذكر فرقة ما كما ذكر الخوارج، بل إن بعض أهل العلم يقول لم يذكر النبي r فرقة من فرق المسلمين إلا الخوارج على خلاف في القدرية، المهم المتفق عليه أن النبي r شدَّد النكير على الخوارج وأمر بقتلهم وقتالهم، مع أنه لم توجد هذه الفرقة في وقته عليه الصلاة والسلام، إنما وجد رأسهم وترك النبي r قتله للمصلحة، حتى لا يقول الناس وضعاف الإيمان الجدد إن محمدا r يقتل أصحابه كما جاء ذلك في البخاري، .... ، والشاهد ها هنا أن النبي r ما شدَّد كما شدَّد الخوارج، وأنتم ترون وسبحان الله العظيم أن هذا علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام، إذ الخوارج لم ينقرض وجودهم إلى عصرنا هذا ومصداقه ما رواه النسائي بإسناد صحيح أن النبي r قال:« ولا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال ».
تفضل.
السائل: السؤال الأخير يقول: يا شيخ هناك من يشكك في تقديم الشيخ العلامة الألباني - حفظه الله - لكتابكم مدارك النظر بدليل أن الشيخ ناصر الألباني ذكر في تقديمه أسماءً أُخَر، غير الاسم المشتهر للكتاب فما جوابكم؟.
الشيخ: طبعا الجواب الأول الصريح الواضح هذا الشيخ حي والحمد لله، فاسألوه لماذا تسألونني أنا، هو المقدم فليسأل الشيخ عن ذلك هذا أولا.
ثانيا: أنا بيَّنت في مقدمة الكتاب، أو عند تقريظ الشيخ أنني سميت الكتاب أو أعطيت الكتاب اسما معينا، ثم غيرت له اسمه، وماذا يضر في ذلك والبضاعة بضاعتي أعرضها كما أشاء وبأي اسم أشاء ، كما يكون غيرته لمصلحة ما، والشيخ أعطيته الكتاب وأصل الكتاب بما فيه من انتقاد للجماعات بأسماء رؤوسها، أعطيته الكتاب على العنوان القديم « السياسة بين فراسة المجتهدين، وتكيس المراهقين »، ثم شاء الله عزوجل بعد استشارة بعض الفضلاء أن تغير الاسم إلى « مدارك النظر في***بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية »، مع ذلك أداءً للأمانة العلمية فقد ذكرت في الحاشية لمقدمة الشيخ قلت: شاء الله أن يتغير عنوان الكتاب مع بعض التصحيحات والزيادات، مع أن هذه التصحيحات الزيادات لا تخرج عن أصل الكتاب أبدا هي هي.
وثانيا أنا أبشر السائل أن الشيخ والحمد لله قد قرئ عليه مرتين في جلستين مختلفتين، ومن قبل قارئين مختلفين بالأردن...
انتهى الشريط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
almuraqib al3aam
Admin
almuraqib al3aam

عدد الرسائل :
2088

تاريخ التسجيل :
18/07/2009


نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني   نماذج وصور من الارهاب  الشيخ الرمضاني I_icon_minitimeالخميس 24 ديسمبر 2009 - 17:49

بارك الله فيكم.


ينقل للقسم الخاص بدعاة الجزائر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

نماذج وصور من الارهاب الشيخ الرمضاني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  ردا على الاسلام دين الارهاب..الارهاب الدموي والوحشي في الكتاب المقدس وعدد الضحايا بالأرقام.
» ابحث عن رقم هاتف الشيخ عبد المالك الرمضاني
» كلمة الشيخ عبد المالك الرمضاني بخصوص أحداث تونس
» جلسة مسجّلة للإخوة التونسيين مع الشيخ عبد المالك الرمضاني الجزائري
» هكذا عرفت الشيخ العثيمين . بقلم الشيخ الشيخ عبد الخالق ماضي الجزائري - حفظه الله -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: الدعوة والدعاة في الجزائر :: الاخبار والمستجدات-