الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف القسنطيني

يوسف القسنطيني

عدد الرسائل :
122

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
04/06/2009


من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... Empty
مُساهمةموضوع: من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ...   من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... I_icon_minitimeالجمعة 12 يونيو 2009 - 4:57



حدثتني نفسي أن أبدأ مع إخواني وأخواتي بموضوع في القرآن الكريم تقربا إلى الله تعالى بتذاكر

كتابه ، ووقع اختياري على جهة من جهات علوم هذا القرآن العظيم الذي لا تفنى عجائبه ولا يخلق

على كثرة الرد .. وهي جهة بيانه وبدائع بلاغته التي لا يستغني عنها إنسان في تعميق إيمانه

وتأكيد يقينه وتعزيز انتمائه لهذا القرآن العظيم ..

وقلت في نفسي أبدأ ذلك في حلقات كل واحدة أختار لإخواني موضعا من مواضع الكتاب العزيز وأبين

بصورة ميسرة قدر الإمكان ما فيه من بيان عظيم وإعجاز خالد .. ثم آخذ رأيهم في أول حلقة هل

نستمر ؟؟ فإن كان ذاك استمررنا ونسأل الله التاييد والتوفيق والقبول .. وإن كانت الأخرى

طمعا فيما هو هم وأولى فننصرف إلى الأولى ..

واعلموا أحبابي أنه ليس معنى بيان القرآن أن هذا لا علاقة له بالمعنى .. بالعكس .. فالبيان له

علاقة بالمعنى ولعل ما سنبدا به الآن من موضع من مواضع هذا الكتاب العظيم سيبين لكم العلاقة

الحميمة بين بيان القرآن وبين معانيه ودقائقه ...

وأبدأ اليوم بهذه البداية وهي لمحة بيانية لها علاقة بالمعنى ...

قال تعالى في سورة المعارج (40-41): {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَن

نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}

وقال تعالى في سورة الإنسان: { نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا }

فما الفرق بين التبديل في الآيتين . ولماذا قال في الأولى : خيرا منهم . وفي الثانية : امثالهم ؟

فقد ذكر المفسرون وجهين محتملين لمعنى الآيتين الأوليين :

الأول : أن يكون المعنى : على أن نبدلهم خيراً منهم ، أي نبدل ذواتهم خلقاً خيراً من خلقهم الذي هم

عليه اليوم ، فالمراد على هذا تبديل الأوصاف في نفس الذوات وهو تحويل الخلق إلى خلق آخر،

ويترتب

عليه :
• أن الفعل (نبدل) ضُمِّن معنى نعوَّض 0

• أن يُعرب (خيراً منهم) مفعولاً ثانياً لأن التبديل واقع على ذواتهم وفي ذواتهم فيكون الفعل

(نبدل) متعدياً للمفعولين 0

الثاني : أن يُـراد بالتبديل إفناءهم وإحلال أمة أخرى أفضل منهم ، فالمقصود أن لا يقع

التبديل على الذوات في صفاتهم وإنما يقع بإفناء ذواتهم وإحداث خلق آخر ، فيكون موقع التبديل

هو الحياة الدنيا ويترتب على هذا عنده :

• أن "يكون (نبدل) على أصل معناه" ، أي أنه لا تضمين فيه 0

• أن يُعرب (خيراً منهم) "منصوباً على نزع الخافض ، وهو (باء) البدلية" 0

ومن الملاحظ أن هذين الوجهين أشار إليهما المفسرون إشارات عابرة ، لم تصل إلى هذا العمق

والتفريع كما أنهم لم يتعرضوا خلال ذلك إلى أثر هذه الأوجه في إعراب الآية ومدى التلازم بين كل

وجه والإعراب الذي يناسبه ، وأما ترجيح الوجه الأول فقد أشار إليه الزمخشري في تفسير سورة

الإنسان فذهب إلى أنه النشأة الأخرى ، وصدَّر الوجه الثاني بلفظة (قيل) التي تدل على التمريض

(الكشاف ص1167) .

والنظر إلى سياق آيات المعارج يوحي بفرق بين التبديل فيه وفي سورة الإنسان لأن التبديل هنا

تبديل خير منهم لا أمثالهم وهو في سياق التهكم بأولئك الذين يريد كل منهم أن يدخل جنة نعيم

فالأنسب هنا الوجه الثاني أي : يهلكهم ويأتي بقوم خير منهم يدخلهم الجنة بخلاف السياق في سورة

الإنسان الذي يتضح منه أنه ردُ على منكري البعث الذين يذرون وراءهم يوماً ثقيلاً وهو يوم

القيامة ولذلك عبرَّ بـ(أمثالهم) .

ومن ثم يضعف إلى حد ما توجيه ابن عاشور في التحرير والتنوير الخيرية هنا إلى خيرية الإتقان

والسرعة في الخلق وقد لا يكون ذلك لائقاً بكمال إتقان الله سبحانه وتعالى للخلق سواء في الدنيا

والآخرة .

وقد نبه ابن القيم على الفرق بين التعبيرين بقوله : "وقد وقع الإخبار عن قدرته سبحانه على

تبديلهم بخير منهم وفي بعضها تبديل أمثالهم وفي بعضها استبداله قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم

فهذه ثلاثة أمور يجب معرفة ما بينها من الجمع والفرق" ( بدائع التفسر (5/26)) ، ويهمنا

القاعدة التي وضعها في التبديل بخير منهم إذ هو عنده "إخبار عن قدرته على أن يذهب بهم ويأتي

بأطوع وأتقى له منهم في الدنيا" (التبيان في أقسام القرآن(ص122) ، وهذا يرجح الفرق بين سياق


آيات المعارج وسياق آيات الإنسان وأن حمل إحداهما على الأخرى فيه شيء من النظر غير قليل 0


ومع ذلك فلا أحرم نفسي وإياكم من متابعة كلام ابن القيم كاملا في الفرق بين تعبيرات ثلاثة

متقاربة في القرآن الكريم هنا .. وهي : { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم

} ، { نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون

} ، { نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا } .. قال رحمه الله :

"وقد وقع الإخبار عن قدرته سبحانه على تبديلهم بخير منهم وفي بعضها تبديل أمثالهم وفي بعضها

استبداله قوما غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم فهذه ثلاثة أمور يجب معرفة ما بينها من الجمع والفرق

فحيث وقع التبديل بخير منهم فهو إخبار عن قدرته على أن يذهب بهم ويأتي بأطوع واتقى له منهم

في الدنيا وذلك قوه { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } يعني بل يكونوا

خيرا منكم قال مجاهد : يستبدل بهم من شاء من عباده فيجعلهم خيرا من هؤلاء فلم يتولوا بحمد الله

فلم يستبدل بهم وأما ذكره تبديل أمثالهم ففي سورة الواقعة وسورة الإنسان فقال في الواقعة {

نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون } وقال

في سورة الإنسان { نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا } قال كثير من

المفسرين : المعنى أنا إذا أردنا أن نخلق خلقا غيركم لم يسبقنا سابق ولم يفتنا ذلك وفي قوله {

وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا } إذا شئنا أهلكناهم وأتينا بأشباههم فجعلناهم بدلا منهم

قال المهدوي : قوما موافقين لهم في الخلق مخالفين لهم في العمل ولم يذكر الواحدي ولا ابن الجوزي غير

هذا القول وعلى هذا فتكون هذه الآيات نظير قوله تعالى { إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد }

فيكون استدلالا بقدرته على إذهابهم والإتيان بأمثالهم على إتيانه بهم أنفسهم إذا ماتوا"

(التبيان في أقسام القرآن ص 122)

((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))

يتبع إن شاء الله بعد معرفة رأيكم هل نكمل هذه
الإشارات ؟؟؟؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ...   من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... I_icon_minitimeالجمعة 12 يونيو 2009 - 10:48

رائع يا رعاك الله

واصل بارك الله فيك و في وقتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم يحى

أم يحى

عدد الرسائل :
1007

تاريخ التسجيل :
23/01/2009


من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ...   من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... I_icon_minitimeالسبت 13 يونيو 2009 - 12:09

السلام عليكم

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذه المبادرة الطيبة


وفقكم الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ...   من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... I_icon_minitimeالأربعاء 17 يونيو 2009 - 18:36

السلام عليكم ورحمة الله
فقد بحثتُ عن موضوعكم و لم أجده، فقد ظننتُ أنكم وضعتموه في قسم اللغة العربية، و أحمد الله أني وجدته هاهنا، فقد كنتُ أود أن أكتب إليكم لأطلب من شخصكم الكريم عدم التوقف عن الموضوع، بل المواصلة فيه، فهو قيم و ممتع، و نستفيد منه كما قلتم الجانب البياني والمعاني كذلك.
بارك الله فيكم و نرجو أن تواصلوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف القسنطيني

يوسف القسنطيني

عدد الرسائل :
122

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
04/06/2009


من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثانية   من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ... I_icon_minitimeالثلاثاء 23 يونيو 2009 - 13:42



الحلقة الثانية ....

حينما تنظر إلى أسباب النزول تحل لك أمور كثيرة من المقاصد القرآنية ..

وهذا شيء متفق عليه بين أهل العلم .. صحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا

بخصوص السبب وهذا شيء متفق عليه بين الأصوليين والفقهاء .. لكن هناك

أمورا لا يعرف خبيئة الحكم الموجود بها إلا بمعرفة سبب نزولها ...

ومن امثلة ذلك مثلا قوله تعالى :

{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا }

فإن مفهوم الشرط ههنا مستحيل لأنه يقتضي أن من لم ترد تحصنا يجوز لسيدها

أن يتركها للبغاء ، وهذا محال في دين الله تعالى ومخالف للإجماع . فمفهوم النص

هنا لا يتجه ، ومن هنا يلجأ إلى سبب نزول الآية ليحل الإشكال ، وقد روى

مسلم وغيره عن جابر قال: كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له: اذهبي

فابغينا شيئاً، فأنزل الله عز وجل (وَلا تُكرِهوا فَتياتِكُم عَلى البِغاءِ) إلى

قوله (غَفورٌ رَّحيمٌ) . (أسباب نزول القرآن للواحدي كتاب الكتروني ص117)

فدل هذا على أنه نهي عن أن يطلب الرجل من أمته شيئا من هذا . فدل ذلك

على أن المنهي عنه هو أحد وجهي الشرط وليس الوجهين ، أي المنهي عنه

إكراههن وقد أردن التحصن لا عدم الأكراه إن لم يردنه .. وهذا من دقائق

الفهم لأسلوب الشرط ومفهومه لا يتأتى إلا بمعرفة ملابسات النهي لا مجرد النص

.. ولذلك قال السيوطي : " والإطلاع على ذلك من فوائد معرفة أسباب

النزول" . (الإتقان في علوم القرآن 1/266)

هذا أمر .. ولكن الأمر المهم الذي أريد الإشارة إليه هنا هو روعة

التعامل القرآني مع السائلين عن بعض قضايا الدين الحنيف وهو أمر يحتاج

منا إلى اهتمام في التأمل ..

من المعروف أن الأصل في إجابة السائل المستفتي ان يجاب على نص سؤاله وهذا

هو السائد المعروف في القرآن والحديث وتصرف العلماء ، لكن من غرائب

النسق القرآني أن تأتي بعض الإجابات على سؤال السائل بطريقة مغايرة

لهذا المألوف ، وهذا ما سنشير إليه هنا ونبين ما فيه من عمق تشريعي وتهذيبي

، ونكتفي بمثالين هنا :

الأول :


قوله تعالى ({يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة البقرة/189
فعن أي شيء سأل هؤلاء في ميدان الأهلة ؟ باستفتاء أسباب النزول نجد انهم سألوا عن كيفية خلق الأهلة واختلاف احجامها على مدار الشهر ..


قال الكلبي: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة، وهما رجلان من الأنصار قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما كان، لا يكون على حال واحدة؟ فنزلت هذه الآية. (أسباب نزول القرآن للواحدي ص 15) فالإجابة هنا ليست على عين السؤال ، إذ لم تتعرض لمسألة اختلاف الأحجام أو نحوها وإنما ذكرت فائدة الأهلة ، )، فعدل عن الجواب عن عين سؤالهم إلى الجواب عن منافع الأهلة في الدين والحياة، فهذا ما يقدرون على فهمه في ذلك الوقت، وهو كذلك أجدى عليهم، وأنفع لهم.



وأيا كان سند رواية الكلبي عن معاذ هذه فيبقى ان سبب نزول الآية لم يكن سؤالا عن فائدة الأهلة ومقاصدها ولذلك يقول العلامة ابن عاشور في التحرير : ".... فالجواب بقوله ( قل هي مواقيت ) غير مطابق للسؤال فيكون إخراجا للكلام على خلاف مقتضى الظاهر بصرف السائل إلى غير ما يتطلب تنبيها على أن ما صرف إليه هو المهم له لأنهم في مبدأ تشريع جديد والمسؤول هو الرسول عليه الصلاة و السلام وكان المهم أن يسألوه عما ينفعهم في صلاح دنياهم وأخراهم وهو معرفة كون الأهلة ترتبت عليها آجال المعاملات والعبادات كالحج والصيام والعدة ولذلك صرفهم عن بيان مسؤولهم إلى بيان فائدة أخرى لا سيما والرسول لم يجيء مبينا لعلل اختلاف أحوال الأجرام السماوية والسائلون ليس لهم من أصول معرفة الهيئة ما يهيئهم إلى فهم ما أرادوا علمه بمجرد البيان اللفظي بل ذلك يستدعي تعليمهم مقدمات لذلك العلم على أنه لو تعرض صاحب الشريعة لبيانه لبين أشياء من حقائق العلم لم تكن معروفة عندهم ولا تقبلها عقولهم يومئذ ولكان ذلك ذريعة إلى طعن المشركين والمنافقين بتكذيبه فإنهم قد أسرعوا إلى التكذيب فيما لم يطلعوا على ظواهره" (التحرير والتنوير كتاب الكتروني 1/ 535)



فانظر إلى التعامل القرآني مع السائل . وهذا يدل على أن المفتي يجوز له أن يصرف السائل عن أصل سؤاله إن لم يكن له فيه فائدة ويجيبه على وجه آخر من وجوهه يعلم ان فائدته العلمية والدينية تتحقق به . ومن ذلك ما رواه الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (مَا أَعْدَدْتَ لَهَا) قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ, قَالَ: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) .
فصرف النبي صلى الله عليه وسلم السائل عن موعد الساعة لأنه مما ل يستفيده السائل ولا يعرفه المسئول إلى شيء يفيده وهو ماذا أعد لها .



وأما المثال الثاني :



فهو قوله تعالى : {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} سورة النساء/32 .

فقد روي في سبب نزولها عند الترمذي في سننه 5/ 237.. عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت : يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث . فأنزل الله {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}فهنا كان تساؤل أم سلمة كأنها تطلب تفسير سبب هذا الفرق بين الذكر والأنثى في الغزو والميراث ، ويشهد لها رواية البيهقي السنن الكبرى 9/21): "أيغزو الرجال ولا نغزو فنستشهد وانما لنا نصف الميراث ؟" .. لكن القرآن الكريم عدل عن هذا وأجاب بما هو اهم للمرأة وهي ان تحمد الله على فضله وتسأله مزيد فضله ولا تتمن ما فضل الله الرجال عليها فيه فهذا خير لها ..


وسبحان الله جاء الزمان الذي عرفنا فيه مدى عظم هذه الإجابة ؛ فها هي النسوة المتمردات على شريعة الرحمن تجعل من حسدها للرجال وتمنيها ما فضله الله به عليها موقدا لحرب على الله ورسوله .. فلماذا لا تشاركه في العمل ؟ ولماذا لا ترشح نفسها للمجالس النيابية لتتولى النيابات العامة والقضاء ؟ولماذا لا يكون لها مثل نصيبه في الميراث ؟؟


وأختم هذه الحلقة بقول صاحب الظلال مبينا ارتباط التشريع بالتربية

النفسية العالية (2/104) :

"إنها حلقة في سلسلة التربية ، وحلقة في سلسلة التشريع . . والتربية والتشريع في المنهج الإسلامي متلازمان؛ أو متداخلان؛ أو متكاملان . . فالتشريع منظور فيه إلى التربية؛ كما هو منظور فيه إلى تنظيم شؤون الحياة الواقعية؛ والتوجيهات المصاحبة للتشريع منظور فيها إلى تربية الضمائر؛ كما أنه منظور فيها إلى حسن تنفيذ التشريع ، وانبعاث التنفيذ عن شعور بجدية هذا التشريع؛ وتحقق المصلحة فيه . والتشريع والتوجيه المصاحب منظور فيهما - معاً - إلى ربط القلب بالله ، وإشعاره بمصدر هذا المنهج المتكامل من التشريع والتوجيه . . وهذه هي خاصية المنهج الرباني للحياة البشرية . . هذا التكامل الذي يصلح الحياة الواقعية ، ويصلح الضمير البشري في ذات الأوان . ." .


يتبع
إن شاء الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

من روائع وغرائب البيان القرآني .. حلقات متتابعة ...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» روائع البيان تفسير آيات الأحكام كتاب الكتروني رائع
» سر كتابة السين صادًا في الرسم القرآني
» بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ... د.فاضل صالح السامرائي
» المنهج النبوي في التعليم القرآني كتاب الكتروني رائع
» اسطوانة الهدي القرآني لتحفيظ القرآن للصغار بدون مساعدة من الكبار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: القرآن الكريم وعلومـــه-