الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسّان شعبان

حسّان شعبان

عدد الرسائل :
183

تاريخ التسجيل :
25/05/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالإثنين 8 يونيو 2009 - 17:34



لا إله إلا الله «النعمة المسداة»


الحلقة الأولى : قدر«لا إله إلاّ الله» - نعمة الوجود - نعمة العقل - نعمة الإسلام

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. أما بعد:

أوّلاً: قدر«لا إله إلاّ الله»

فإن أعظم كلمة قيلت في هذا الوجود، وأجل عبارة لهجت بها الألسن، وأزكى مقولة تعطّرت بها الأسماع، وأجمل نقشة اكتحلت برؤيتها الأعين، هي: «لا إله إلا الله»، هي النعمة المسداة، والمنة المهداة، هي أكبر نعمة يمن الله تبارك وتعالى بها على من يشاء من عباده، قال تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين "الزمر22}، وقال جلّ شأنه: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيقا حرجا كأنّما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يوقنون"الأنعام125}، هي أعزّ نِعَم الله على عباده من بين نعمه الكثيرة وآلاءه الجسيمة، فإن نِعَم الله لا تعد ولا تحصى، قال جلّ في علاه: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"إبراهيم آية 34}.

وهذا أمر متفق عليه بين سائر المسلمين، ولكنّ الذي حدا بي للكتابة في هذا الموضوع، والمشاركة بهذه الكلمات، هو أنّي رأيت أكثر بني الإسلام قد رَضُوا باللقب، واكتفوا بالاسم، وقنعوا بالوصف، وغفلوا عن المضمون في الجملة، حتّى كأنّي بالإسلام عضو من أعضاء الجسم التي لا يتصوّر انفكاكها، أو انفصالها عنه أبداً، فتبلّدت الحواس، وجفّت المشاعر، وأجدبت القلوب ـ إلاّ من رحم الله ـ والسبب في ذلك هو أنّنا ورثنا هذا الدين أبا عن جدّ، وخلفا عن سلف، و واللّه إنّها لنعمة كان ينبغي أن ترى منّا غير ذلك، ولكن ـ للأسف ـ هذا هو الحاصل، وإنّه لَلواقع، وقدر الله نافذ(1).

و أيمُ الله، إنّ الإسلام وصف معرّض للزّوال، ومعنى قابل للذهاب، قد ينفلت من صاحبه في طرفة عين، كالثوب يخلعه لابسه، قال صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد ليتكّلم الكلمة من سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالا يهوي بها في جهنّم»(2)، وقال صلى الله عليه وسلم: «بادروا الأعمال، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»(3).

وهذا يتناسب طرديّا مع مكانة هذا الدين، وعلوّّ مرتبته، وجلالة شأنه، وهذه سنّة الله الكونية في كلّ عزيز نفيس.

ولمّا كان غمطُ النعمة، وجحدُها، والغفلةُ عن استشعارها، أحدَ أهمّ أسباب زوالها، سارعت فتجشّمت باب الكتابة ـ وإن كنت أعلم أنيّ دونها بمراحل ـ عسى الله أن ينفع بهذا العمل المتواضع، فيوقظ ضمائر أقوام، لتقوم بواجب الشكر، عن طريق إيصال هذا الخير، والسعي في تبليغه للبشرية جمعاء، وانتشالها من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وفي الوقت نفسه تحتاط لدينها، وتراقب ربّها، لئلا نُسلب هذه النعمة، وما ذلك على الله بعزيز.

وَلنَقِفَ على قدر هذه النعمة، ومكانة هذه المنّة، يجدر بنا أن نستعرض بعض النعم التي تسبق هذه النعمة وتخدمها.


أما النعمة الأولى فهي نعمة الوجود:

وذلك أن من قدّر الله له الخروج من حيّز العدم إلى حيّز الوجود، فذاك رجل أُتيحت له فرصة الفوز برضوان الله تعالى وجنته، بخلاف من لم يُقدّر له ذلك، ولنضرب مثالاً لهذه القضية:

طفل توفي في العاشرة من عمره، هذا الطفل لو قُدِّر له العيش حتى يتزوج، ويكون له أولاد، لكانت تلك الذرّية ممن أُتيحت لها هذه الفرصة العظيمة، فلمّا قدّر الله أن يقبض هذا الطفل في هذه السنّ، علمنا أنه قد فاتتهم هذه النعمة العظمى، وذلك أن الله علم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف سيكون، ودليل ذلك قول الحقّ تبارك وتعالى عن أهل الكفر والشرك: "ولو رُدُّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" الأنعام الآية28}.

وأما النعمة الثانية فهي نعمة العقل:


وذلك أن العقل مناط التكليف، به يفرّق الإنسان بين الحق والباطل، وبين سبيل الهداية وسبيل الغواية،وللعقل في الإسلام مكانة لا تُجحد، ومنزلة لا تُغفل، ولهذا نجد أن الله تعالى يخاطب أهل العقول في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ممتنّا عليهم بهذه النعمة، كما قال تعالى: "أفلا تعقلون" البقرة آية44}، وقال تعالى:"لعلكم تعقلون" الحديد آية17}، وقال جلّ في علاه: "إنما يتذكّر أولوا الألباب" الزمر آية9}، وقال جلّ ذكره: "وأولئك هم أولوا الألباب" الزمر آية18}، وقال سبحانه: "إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب" الزمر آية21}، وقال تعالى: "هل في ذلك قسم لذي حجر"الفجر آية5}.

وإذا أراد الإنسان أن يعرف قدر هذه النعمة، فليعقِد مقارنة بين إنسان عاقل وآخرَ فاقدٍ للعقل، بين الإنسان وسائر البهائم والدّواب، بله الجمادات، ليقف على حجم هذه الهبة، وعظمةِ هذا المخلوق، الذي أعجز العقلاء عن إدراك حقيقته، وأعيا النظّار عن تصوّر ماهيته، فأضحى من أقوى الأدلّة الدّالة على إثبات وجود الخالق سبحانه، والذي ينكره الماديّون بحجّة عدم إدراك الحواس له(4).

وأما النعمة العظمى والمنة الكبرى فهي: نعمة الإسلام

فهي رأس مال المسلم، وبها يفترق عن الكافر والمشرك، واللّذان يشتركان معه في نعمة الوجود، ونعمة العقل، ونعمة الرزق، وغيرها من النعم، إلا أن المسلم ينفرد بنعمة الإسلام، بنعمة «لا إله إلا الله»، فهي نعمة تستوجب منّا أن نُمَرِّغ وُجوهَنا، وجِباهَنا، وأُنوفَنا، شكراً لله رب العالمين.

وذلك أنه كان من الممكن عقلاً، أن يكون الله ـ جلّ في علاه ـ قدّر في علمه السابق، أن نُوجد يهوداً، أو نصارى، أو وثنيين، أو ملحدين، ولا مانع من ذلك البتة، إذ لا مُوجب على الله، ولكن بمحض فضل الله تعالى، ومحض نعمته وجوده، أكرمنا وجعلنا مسلمين فـ: "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق"الأعراف آية43}.

فنعمة الإسلام، ونعمة «لا إله إلا الله»، تَنعدِم أمامها نعمةُ الوجود، ونعمة العقل، ولهذا الكافر مهما بلغ في هذه الحياة الدنيا من مراتب، ومهما أوتي من مال، وقوّة، و ذكاء، وفطنة، وجاه، وجمال، إلا أنه يقول يوم القيامة: "يا ليتني كنت تراباً"النبأ آية40}.


فنعمة «لا إله إلا الله» لا تُقدَّر بثمن، ولا توضع في ميزان، فعن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن موسى عليه السلام قال: يا ربّ علّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال الله تعالى: يا موسى قل: لا إله إلا الله، قال موسى: يا ربّ، كل عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله»(5).

ولأجل هذا، فرّق الشارع الحكيم في الحكم، بين الكافر الأصلي، وبين المرتد؛ فجعل الأول على أقسام منه: المعاهد، والذميّ، والمستأمن، والمحارب، وجعل لكلٍّ حكماً يناسبه، فأما المرتد فجعل حكمه ضربة بالسيف، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من بدّل دينه فاقتلوه» أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه(6)، لأنه شخص تنكّر للجميل وبدل نعمة الله كفراً، مثله مثل شخص أهديت له طِيبا فردّ إليك نتَنًا، نعوذ بالله من الحور بعد الكور.

ولأزداد أنا وأنت ـ أخي في الله ـ استشعارًا لهذه النعمة، التي لا تَعدِلها نعمة في هذا الوجود، أقول:
اعلم - رحمني الله وإياك - أن هذه النعمة، وهي نعمة الإسلام، ونعمة «لا إله إلا الله»، حُرِمها أقربُ الناس إلى أفضلِ خلق الله، وأكرمِهم عليه، أنبياءِه ورُسُلِه عليهم أفضلُ الصلاة وأزكى التسليم, منهم أبو إبراهيم عليه السلام آزر، وامرأة نوح عليه السلام وابنه، وامرأة لوط عليه السلام، ووالدا النبي صلى الله عليه وسلم.

فأمّا الأدلّة الدّالة على ذلك بالنسبة لأقارب الأنبياء السابقين، فالقرآن مليء بذكر قصصهم، ولا تخفى على كل من تلا كتاب الله، وتدبّر معانيه.
فأمّا آزر أبو إبراهيم، فقال الله عزّ وجلّ في حقّه: "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إنّي أراك وقومك في ضلال مبين"الأعراف آية74}، وقال تعالى: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إيّاه فلمّا تبين له أنه عدو لله تبرّأ منه إنّ إبراهيم لأوّاه حليم"التوبة آية114}.

وأمّا امرأة نوح وامرأة لوط. فقال عزّ من قائل: "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل اُدخلا النار مع الداخلين"التحريم آية10}(7).

وأمّا ابن نوح فقال سبحانه: "ونادى نوح ربّه فقال ربّ إنّ ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين"هود آية45،46}.

وأما والدا نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه «أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قفى دعاه، فقال: إنّ أبي وأباك في النار»(8).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استأذنت ربّي أن أستغفر لأمّي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي»(9).

وبهذا العرض الموجز، نعلم جميعاً شيئا من قدر هذه النعمة، التي أكرمنا الله بها، إذ جعلنا الله تبارك وتعالى، وآباءنا، وأمهاتنا، وإخواننا، وأخواتنا، وأزواجنا، وذرّياتنا مسلمين، قال الصدّيق يوسف عليه السلام كما أخبر تعالى عنه: "واتبعت ملّة ءابآءي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"يوسف آية38}(10.

فاللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، و اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

الحلقة الأولى من رسالة لا إله إلا الله (( النعمة المسداة))

أعدّها: أبو وائل حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان
-
------------------------------------------------------------------------------


(1) من الطرق التي قد توقف المرء على حقيقة الإسلام، وعظمته في النفوس ممّا لم نذكره فيما سيأتي، هو سؤال من اعتنق هذا الدين العظيم من المسلمين الجُدد عن المعاني التي يجدها أحدهم في نفسه لهذه الهبة الإلهية والمكرمة الرّبانية التي يمنّ الله بها على من يشاء من البريّة.
(2) أخرجه البخاري برقم(6476).
(3) أخرجه مسلم برقم(118).
(4) ومن هذه الأدلّة الظاهرة، والبراهين القاطعة على ذلك أيضا، وهي بمثابة الشوكة في حلق هذه الطائفة الملحدة، هذه «الروح» التي بين جنبينا، والتي لا يختلف العقلاء: أنّها متى ما قامت بالبدن وصف بالحياة، ومتى ما فارقته وصف بالموت، ومع ذلك لا تُدرك بالحسّ، فالحمد لله على نعمة العقل، والحمد لله على نعمة الإسلام.
(5) صححه ابن حبان ـ الإحسان (14/102/6218)، والحاكم (1/180/1936)، وصحح إسناده الحافظ في الفتح (11/248) في كتاب الدّعوات باب: فضل التسبيح، والحديث فيه كلام، إلا أن محلّ الشاهد منه وهو قوله« لو أن السماوات السبع...الخ» صحّ من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا حكاية من كلام نوح عليه السلام لابنه أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم(548) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد برقم(426)، وفي الصحيحة(1/210/134).
(نكتة لطيفة): ما ذكره بعض أهل العلم ـ رحمهم الله تعالى ـ أنّ هذا الحديث يستفاد منه أنّ الأنبياء يحتاجون إلى التنبيه على فضل «لا إله إلا الله»، فيه شيء في نظري، إذ هم أعلم الناس بمدلول كلمة التوحيد، وأكمل الناس تحقيقا لمقتضاها، كيف لا وهم أول من شاهد التنزيل، وعايش الوحي، فهذا موسى عليه السلام أحد أولي العزم من الرّسل، كلّمه الله تكليما، وتجلّى سبحانه للجبل إجابة لسؤاله، وكتب له التوراة بيده، أرسله الله إلى أطغى أهل الأرض، أيعقل أن يغفل بعد ذلك عن هذا المبدأ، وهذا القانون الذي أصبح مختلطا بدمه ولحمه وعظمه، ولكن الأولى أن يقال في توجيه ذلك ـ والعلم عند الله ـ :
أن قلب الإنسان قد يتعلّق بشيء، فيُعرض عليه ما هو أهمّ منه، فيغفل عنه لا لشيء إلا لذلك التعلّق، وهذا ما حصل لموسى عليه السلام ، فإنه طلب شيئا يختصُّ به دون سائر الناس، كما في بعض الروايات أنه قال:«إنما أردت شيئا تخصّني به» حلية الأولياء(8/328)، يستدِلُّ به موسى على مكانته ومنزلته عند الله، فغفل عن عِظم ما عُرض عليه، وكيف لا يذهل وهو يؤمِّل بتلك المكانة، والخصوصيّة عند ملك الملوك سبحانه . والله أعلم
(6) كتاب الجهاد والسير، باب: لا يعذب بعذاب الله برقم(3017)، وهو عنده أيضا برقم(6922).
(7) والمتزوج فقط هو الذي يدرك مدى تلك العلاقة التي تكون بين الرجل وامرأته، ومع ذلك لم تشفع هذه القرابة
لهاتين المرأتين لأن تحظيا بنعمة الإسلام، فالحمد الله على ما أكرم وأنعم.
(8) «صحيح مسلم» كتاب الإيمان، باب: بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله الشفاعة ولا تنفعه قرابة لمقربين، برقم: (203).
(9)«صحيح مسلم» كتاب الجنائز، باب: استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربّه في زيارة قبر أمه، برقم: (976).
(10) تأمل ـ أخي الكريم ـ كيف أتى بالنكرة في سياق النفي، ثمّ أدخل عليها «مِن» لتصبح نصّا في العموم، ليعلّمنا سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه ورسله أنّه جلّ جلاله يستحقّ التوحيد التّام الكامل، الذي لا تشوبه أدنى شائبةَ شرك، وأن من لم يأت بذلك فقد أخلّ بالكمال الواجب، وختم ذلك كلِّه بإضافة الفضل إلى الله وحده، لتعلم على الحقيقة، أن الإسلام محض فضل الله ـ سبحانه ـ تفضّل به على من يشاء من عباده.


عدل سابقا من قبل حسّان شعبان في الجمعة 10 يوليو 2009 - 17:03 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالإثنين 8 يونيو 2009 - 20:38

حسّان شعبان كتب:


لا إله إلا الله «النعمة المسداة»


وذلك أن الله علم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف سيكون





بارك الله فيك على هذه الدرر, أثابك الله و نفع بك.



مقولتك وذلك أن الله علم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف سيكون, حيرتني قليلا أرجو التوضيح أكثر لو تكرمت.



أما أنه كان يمكن أن يكون مقدرا لنا أن نكون يهودا,فمجرد التفكير فيها يشعرني بالغثيان.

فالحمد الله ثم الحمد لله على نعمة ا
لإسلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعبدالرحمن12

ابوعبدالرحمن12

عدد الرسائل :
203

تاريخ التسجيل :
14/04/2008


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالإثنين 8 يونيو 2009 - 21:09

بارك الله فيكم شيحنا الفاضل

و الله أسأل أن يوفقنا لشكر نعمه الظاهرة والباطنة فنعمه جلا وعلا علينا تترا وشكرنا شحا وقترا فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك



اللهم لك الحمد كفاء ما أنعمت وتفضلت

اللهم لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alhazmy.com
حسّان شعبان

حسّان شعبان

عدد الرسائل :
183

تاريخ التسجيل :
25/05/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: شكر وتقدير، مع زيادة توضيح   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالثلاثاء 9 يونيو 2009 - 19:08

شكر الله لك أختي عذرا رسول الله، ولك أخي أباعبدالرحمن12 على مروركم وتعليقكم، وأسأل الله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا لاستشعار هذه النعمة التي لا تعدلها نعمة في هذا الوجود، حتى نقوب بواجب الشكر، على الوجه الذي يرضيه عنّأ...

أمّا قولك أختي عذرا رسول الله:
(مقولتك وذلك أن الله علم ما كان وما يكون وما لا يكون لو كان كيف سيكون, حيرتني قليلا أرجو التوضيح أكثر لو تكرمت).

فتوضيح ذلك أن يقال:

الله عالم الغيب والشهادة، والشهادة الحاضر، والغيب غيبان:
* غيب مضى وانقضى، كما قال جلّ وعلا لنبيّه صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر له قصة مريم ابنة عمران في سورة آل عمران { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون}[ آل عمران44].
وقال سبحانه بعد أن قصّ قصة نوح عليه السلام مع قومه للنبي صلى الله عليه وسلّم في القرآن في سورة هود قال له:{ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين}[هود49].


* وغيب مستقبل غائب وهذا المشهور المعروف عند الناس، ومنه أهوال القيامة كما في قوله تعالى{ياأيّها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذا ب الله شديد}[الحج1و2].


فالله جلّ وعلا بعلمه الكامل الكمال المطلق الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان كسائر المخلوقات، علم ما كان في السابق وعالم بما يكون في الزمن القادم، ومن باب أولى أن يكون عالما بالحاضر الذي هو الشهادة. فهذا معنى قولهم علم ما كان وما يكون


أمّا قولهم( وعلم ما لايكون لو كا كيف سيكون) فمعناه:
أن الله عزّ وجل بعلمه الكامل يعلم الشيء الذي لم يقع ولن يقع، لو كان هذا الشيء سيقع فالله يعلم كيف سيقع، مع أنه في الحقيقة لن يقع أبدا أبدا.
والدليل أن الله عزّ وجلّ أخبر عن المشركين الذي قُتِلوا في بدر ,القوا في قليب بدر، بأنّه لو ردهم إلى الدنيا فإنهم سيعودون للكفر والشرك، مع أنّهم لن يُردّوا لعلمه بمآلهم لو رّدوافقال عزّ من قائل{ولو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}[الأنعام28] أي لكاذبون في دعواه الإيمان لو أرجعهم إلى الدنيا، كما في قوله تعالى{قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}[المؤمنون 99و100]
ومثال ذلك أيضا قوله تعالى{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله ربّ العرش عمّا يصفون}[الأنبياء22]
فأخبر الله بشيء افتراضي لم ولن يقع وهو وجود آلهة مع الله في هذا الكون وأخبر بالنتيجة لهذا الأمر الذي افرتضه وهو الخراب والفساد في الكون، مع أنه يستحيل أن يقع.


يريد سبحانه أن يدفع بالعقول السليمة أن تستدّل بهذا النظام البديع، والإتقان الخارق، والانتظام المستمر على وحدانية الله في ربوبيته وتسييره للكون، للاستدلال بعد ذلك على وجوب إفراد العبادة لمن كان هذا هو شأنه سبحانه.

فهذا معنى قولهم( وعلم ما لا يكون لو كان كيف سيكون)
أسأل الله أن أكون قد وفقت للتوضيح الشافي الكافي،

والله تعالى أعلم
وكتب: أبو وائل حسّان شعبان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم الحسين

أم الحسين

عدد الرسائل :
4090

تاريخ التسجيل :
18/03/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالثلاثاء 9 يونيو 2009 - 19:23

بارك الله فيك شيخنا وجزاك الله خيرا
وماذا خسرنا لورددناها في كل وقت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالثلاثاء 9 يونيو 2009 - 23:21

حسّان شعبان كتب:




أمّا قولهم( وعلم ما لايكون لو كا كيف سيكون) فمعناه:
أن الله عزّ وجل بعلمه الكامل يعلم الشيء الذي لم يقع ولن يقع، لو كان هذا الشيء سيقع فالله يعلم كيف سيقع، مع أنه في الحقيقة لن يقع أبدا أبدا.
والدليل أن الله عزّ وجلّ أخبر عن المشركين الذي قُتِلوا في بدر ,القوا في قليب بدر، بأنّه لو ردهم إلى الدنيا فإنهم سيعودون للكفر والشرك، مع أنّهم لن يُردّوا لعلمه بمآلهم لو رّدوافقال عزّ من قائل{ولو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}[الأنعام28] أي لكاذبون في دعواه الإيمان لو أرجعهم إلى الدنيا، كما في قوله تعالى{قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}[المؤمنون 99و100]
ومثال ذلك أيضا قوله تعالى{لو كان فيهاآلهة إلا الله لفسدتل فسبحان الله ربّ العرش عمّا يصفون}[الأنبياء22]
فأخبر الله بشيء افتراضي لم ولن يقع وهو وجود آلهة مع الله في هذا الكون وأخبر بالنتيجة لهذا الأمر الذي افرتضه وهو الخراب والفساد في الكون، مع أنه يستحيل أن يقع.


وكتب: أبو وائل حسّان شعبان[/center]

هذا ما أردت معرفته شيخنا الفاضل, فبارك الله فيك فقد شرحت شرحا وافيا و قربت إلي المعنى أكثر عندما ذكرت أمثلتك.

و لي ملاحظة صغيرة يا رعاك الله في كتابة الأية الكريمة و أضنها لوحة المفاتيح فكلما أسرعنا في الكتابة أخطأنا
.

لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالأربعاء 17 يونيو 2009 - 19:14

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل،
حقا ، هي النعمة المسداة "لا إله إلا الله"، و قد قال ربنا: "قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"..و قال :" و ما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله"..فالحمد لله على فضله و منّه.
و قد قلتم في حقيقة الإسلام، أن نسأل من دخل في دين الله ، عن أحاسيسهم التي يجدونها بإسلامهم.. و قد ذكرتني بقول عمر رضي الله عنه إذ قال فيما معناه: "تمحى شعائر الدين إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية"، فالذي عرف الظلمات عرف قيمة النور، والذي عرف الحيرة و الشك و الشقاء و وجع النفس الخاوية ، ثم ذاق الراحة النفسية و نعِم بالإيمان و تنوّر بنور العلم و اليقين، عرف معنى الهدى لأنه عرف قبلها معنى الضلال، و كما يقال:و من ذاق عرف !
نرجو ياشيخ أن تواصلوا في الحلقات. و بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالخميس 25 يونيو 2009 - 16:07


لا إله إلا الله((النعمة المسداة))أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام
(الحلقة الثانية)


للشيخ أبو وائل حسان شعبان
ثانيا: مفهوم «لا إله إلا الله» حقيقة التوحيد

إذا علمناشيئا من قدر هذه النعمة العظيمة، التي أسداها الله لنا، وأكرمنا بها، وحَرمَها أقربَ الناس إلى أنبيائه ورسله، دفعنا ذلك إلى البحث عن حقيقتها، والسؤال عن مدلولها.

إذًا يا تُرى!! ما هي حقيقة الإسلام؟ وما هي حقيقة «لا إله إلا الله»؟.
الإسلام في اللغة: مِن أَسْلَم الرباعي، يُسْلِم، إِسْلاَماً، بمعنى: استسلم وأذعن وانقاد، قال تعالى عن إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين}{الصافات آية103}، وقال سبحانه: {فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشّر المخبتين}{الحج آية34}، وقال تعالى عن بلقيس: {قالت ربّ إنّي ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين}{النمل آية44}.

وأما الإسلام في لسان الشرع، فقد عرّفه أهل العلم بالتوحيد، فقالوا: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، قال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حَرُمَ دمه وماله، وحسابه على الله »(1).

فحقيقة الإسلام، وحقيقة التوحيد، وحقيقة لا إله إلا الله: أن يكون الإنسان عبدًا لله جل وعلا، لا لغيره أيّاً كان ذلك الغير، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والارتقاء في مقامات العبودية، بفعل المستحبات، وترك المكروهات، وبعض المباحات، حتى يصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإنه جلّ وعلا يرى عبده.

فحقيقة التوحيد، أن نفرد الله جلّ وعلا فيما يجب أن يُفرد به(2)، في ربوبيته، وأُلوهيته، وفي أسمائه وصفاته، ونفرده بالطاعة والتحاكم إلى شريعته، ومعنى ذلك: أن نكون مسيَّرين على الوجه الذي يرضيه عنّا سبحانه في اعتقاداتنا، وفي أقوالنا، وأعمالنا، و في تُرُوكنا، وفي إقدامنا وإحجامنا، وفي تحاكمنا عند تنازعنا، ونكون كتلك الآلة التي تسيّر ويتحكّم فيها عن بُعد، إن أُمرت بالتقدّم تقدّمت، وإن أُمرت بالتراجع تراجعت، وإن أُمرت بالتوقف توقفت، وهكذا... وللّه المثل الأعلى.

* فأما الاعتقادات: فنفرده باعتقاد أنه لا نافع، ولا ضار، ولا مدبّر، ولا واهب، ولا مانع، ولا شافي، ولا محيي، ولا مميت، ولا رافع، ولا خافض، إلاّ هو سبحانه.

* وأماّ الأقوال: بأن نحفظ ألسنتنا عن كل ما يخدش عقيدتنا وتوحيدنا، فلا نحلف إلا به، ولا نلهج إلا بذكره، ولا نشرك به شيئا في ألفاظنا وعباراتنا، كقول بعضهم: ما شاء الله وشئت، أو لولا الله وفلان، وأنا بالله وبك، وأنا متوكل على الله وعليك(3)...الخ.

* وأما الأعمال: فنفرده جل وعلا بالخوف، والمحبّة، والرجاء، والدعاء، والاستغاثة، والذبح، والركوع، والسجود، والخوف بالغيب، وغيرها من أعمال القلوب والجوارح.

* وأما الإقدام والإحجام ويدخل في ذلك التروك، فالمقصود به: الوقوف عند حدوده، ولنضرب لذلك أمثلة تقرّب المفهوم وتوضّح المقصود:

فمثلا: نصلي الصلوات المفروضة عند دخول الوقت المحدّد لها شرعاً،وننتهي عن تأخيرها لأدائها بعد خروج وقتها، فإنّ الذي حدّد أوّل الوقت هو الذي حدّد آخره، وهكذا الأمر في صلاة النافلة، يتحرّ المسلم الإتيان بها في الأوقات المباحة، والفاضلة، ويمسك عنها في أوقات النهي المعروفة.

وفي الصيام نمسك عن الأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر الصادق، ونأتي ذلك كله عند غروب الشمس.

وهكذا في الحج نأتي منى، ونقف بعرفة، ونبيت بمزدلفة، ونطوف بالبيت، ونرمي الجمار سبعا، ونحلق شعور رؤوسنا، كلّ ذلك تحقيقاً لعبودية الربّ جلّ في علاه، وهي الحكمة الظاهرة من هذه المناسك.

وكذا في المعاشرة الزوجية، يأتي الرجل زوجته وهي طاهر، ويقلع ويحجم وهي حائض، هذا معنى العبودية.

وأمّا التحاكم إلى شريعته دون ما سواها، فذلك أن الله هو ربّ العالمين، هو إله الأوّلين والآخرين، فكما أنه سبحانه تفرد بالخلق، والرزق، والتدبير، تفرد بالتشريع، والتقنين فقال تعالى: {ألا له الخلق والأمر}{الأعراف آية54}
(4)، فمن نازع الله في التشريع، فقد نازع الله في ربوبيته(5)، وشارك الرّب في خصوصيته، ومن نازع الله في خصوصيته قَصَمَه ولو بعد حين.

فيا ويح من شرع لعباده ما لم يأذن به، قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}{الشورى آية21}، وقال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}{المائدة آية50}.

هذا من جهة التشريع، أمّا من جهة التحاكم، فكما أنّ المسلم لا يعبد إلاّ الله، ولا يسجد إلاّ له، ولا يدعو إلاّ إيّاه، فكذلك لا يتحاكم إلاّ إلى شريعته؛ فالتحاكم إلى شريعة ربّ العالمين، من تحقيق العبودية لله عز وجل، قال تعالى: {إن الحكم إلاّ لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه}{يوسف آية40}(6)،

و إلاّ لأصبح تشريع الرب جلّ وعلا عبثا ليس من وراءه فائدة, قال الله تعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممَّا قضيت ويسلموا تسليماً}{النساء آية65}.

ولتقريب الفهم في هذه القضية، نضرب مثالا لذلك:

فلنتصور أنّ شخصاً أقام مصنعاً ضخما، و جهّزه بكامل المعدّات، والآلات والأدوات، وكوّن إدارةً من مدير، وكاتب، ومحاسب، ومراقبين، وجاء بالعمال والموظفين، ووضع نظاما ًللعمل، فنظّم وقت الدخول والخروج، ووقت الراحة والغذاء، وعطلة الأسبوع، وقدّر رواتب العمال، ثم جاء شخص من خارج، فنحّى ذلك النظام وهمّشه، وغيّر وبدّل، وأتى بلائحة مغايرة كي يسير عليها المصنع.
كيف يكون حال هذا المتطفّل أمام صاحب المصنع، الذي هو صاحب الدار، وهو أدرى بما فيها، وبما يصلحها ، ولله المثل الأعلى، فهو سبحانه خالق الكون، وهو أدرى بما يصلحه، قال جلّ في علاه: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}{الملك آية14}.

* تنبيه:

ويجدر بنا أن نشير إلى قضية خطيرة تقدح في توحيد أصحابها إماّ في كماله الواجب، وإمّا في أصله نسأل الله العافية.
والذي حملهم على ذلك هو جهلهم بحقيقة التوحيد وخصائص الربّ سبحانه جلّ في علاه، وإما لخوفهم من الوقوع في الغلو في هذا الباب، فأوقعهم ذلك في الطرف النقيض الآخر، وإمّا لسلوكهم غير مذهب السلف عن علم وعمد نسأل الله الثبات عليه حتى الممات وألا يحملنا غلو غال ولا تفريط مفرط عن سلوك سبيل الوسطية والاعتدال.

ولقد انتشرت عدواها في أوساط كثير من طلبة العلم، وهي أنّه صارت هناك حساسية مفرطة تصيب البعض عند ذكر مسألة التشريع، والحكم بغير ما أنزل الله، لِما عَلِق في أذهانهم ما يترتب على ذلك من تكفير، وخروج على الحكّام، حتى وقعوا في الطرف النقيض، حيث أصبح لا يستسيغ الكلام عليها، بل قد(7) يتحرّج من سماع الآيات الواردة فيها.
و والله إنّهم لعلى خطرٍ عظيم، مع أن النبيّ صلى الله عليه وسلّم حسم هذه القضية بقوله: «إلاّ أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان»(8)،
بل لا يقف الأمر عند ظهور الكفر البواح، حتى يترجّح جانب المصلحة على المفسدة، فلا تلازم بين الكفر والخروج

ـ وإن كان الأوّل شرطا في الثّاني ـ فقد يكون الحاكم نصرانيا، صليبيا، حاقدا، ولا يجوز الخروج عليه لِما يترتب على ذلك من مفاسد ومضار لا يعلم قدرها إلاّ الله.

فالخروج لا يأتي بخير كما قال الإمام أحمد رحمه الله، ولم يأت بخير كما أخبرنا بذلك التاريخ، والواقع خير شاهد
لكن لا يحملنا هذا الأخير على التهوين من شأن تحكيم شريعة ربّ العالمين إله الأولين والآخرين، ربّ السماوات والأرضين.

فالمقصود من هذا التأكيد، وهذا الإصرار، هو إحياء هذه العقيدة، والتي هي إحدى خصائص الرّبوبية: وهو أنّه لا مشرّع إلاّ الله، ولا حاكم إلاّ هو، والتي تكاد تكون قد انطمست في قلوب كثير من المسلمين، خاصة عوامّهم في تلك البلاد الإسلامية التي غزاها الاستعمار الصليبي الحاقد، والذي لم يأْلُ جهدا من أجل طمس الهوية، وتغيير الفطرة، وحمى الله بلاد الحرمين الشريفين لتكون هي العِرق النابض، والشريان المتدفق الذي يغذي الأمة بين الفينة والأخرى، ويذكرّها بمجدها وتاريخها وأصالتها، فلم تصل إليه أيدي العابثين ـ شُلّت الأيدي و شاهت الوجوه ـ إن رامُوا ذلك، أو حدثتهم به أنفسهم.

بقي التنبيه على مسألة مهمة، ألا وهي إذا اضطر المسلم إلى التحاكم إلى غير شريعة الله عز وجل عند الخصومات، والمنازعات، لتحصيل حقوقه، ورفع الظلم عن نفسه، ماذا يصنع(9)؟

قال أهل العلم: يستعمل الوسائل الشرعية لاستعادة حقه، كأن يتحاكم إلى أهل العلم بالشريعة من علماء وطلبة علم لهم دراية بأحكام القضاء في شريعتنا الغرّاء، فإن لم يتمكن، أو لم يجد، لجأ إلى القوانين الوضعية، ثم إن قُدّّر أن حُكم له بأكثر من حقه، لم يأخذ إلا حقه.
نسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم ردًا جميلاً.
وكتب:
أبو وائل حسّان بن حسين بن محمّد أل شعبان

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم كتاب الإيمان، باب: (الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمّد رسول الله...) برقم: (37).

(2) هذا التعريف جامعٌ لأنواع التوحيد الثلاثة.

(3) وممّا يجدر التنبيه عليه في هذا المقام، أنّ التوكل عبادة قلبية لا يصح أن تُصرف إلاّ لله، فلا يصح قولنا: توكلت على الله وعليك، ولا قولنا: توكّلت على الله ثمّ عليك، لأنه عبادة، قال تعالى: وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين {المائدة آية23}، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص، كما هو معلوم.

(4) (قلتُ): فتقديم ما حقّه التأخير في الآية أيضا، فيه إشارة إلى أن ذلك من خصائصه سبحانه وتعالى، وفي قرن الأمر بالخلق لفتة إلى معنى دقيق: وهو أنه كما لا ينازع أحد في أنّ الخلق محض فعل الله عزّ وجلّ، لا يشاركه فيه غيره، فكذلك الأمرُ محض فعله أيضا سبحانه، فلا ينبغي أن يَشركه فيه غيره، ولم يكَرّر الجار والمجرور مع الأمر، لبيان أن خبرهما واحد، فاللاّم للملك، والأمر التشريع، وصدّر ذلك كلّه بأداة التحضيض والتنبيه، إشارة منه سبحانه، إلى ثِقَل ما يُلقى.

(5) والتشريع الذي تحصل به المنازعة، ما كان فيه مضاهاة للشريعة، إما بالإقصاء، أو بالتغيير والتبديل، وأماّ ما سكت عنه الشارع، ولم يرد في الشريعة حكمه على جهة التعيين والتفصيل، فذاك أمره موكول إلى أهل الحل والعقد، وإلى المتخصّصين في مجاله، وقد يكون أمرا مطلوبا، كما هو الحال في أنظمة المرور(السير)، وتنظيم معاش الناس، وما شابه ذلك، فلا يتعجّلنّ أحد في الحكم على الشيء، أهو من الشريعة أم لا؟ وليكلِ الأمر إلى أهله، وإنّما الكلام فيما كان عليه من الله برهان.

(6) تأمل كيف أضاف جلّ شأنه الحكم إليه وحده، ثمّ عقب بإضافة العبادة له دون ما سواه، حاصرًا الجميع بأقوى أدوات الحصر: النفي والإثبات، لتعلم على الحقيقة أن التحاكم إليه وحده من تحقيق العبودية له سبحانه.

(7) قد هنا للتحقيق وليست للتقريب.

(8) «صحيح مسلم» كتاب:الإمارة، باب: (باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية الله)، حديث رقم: (1709).

(9) انظر لزامًا ما حرّره شيخنا العلاّمة د. عبد الله بن محمّد القرني ـ حفظه الله ـ في «ضوابط التكفير عند أهل السنة والجماعة»، عند كلامه عن مناط كفر المحكومين بغير الشريعة ص(243فما بعدها) الطبعة الثانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
حسّان شعبان

حسّان شعبان

عدد الرسائل :
183

تاريخ التسجيل :
25/05/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالجمعة 10 يوليو 2009 - 17:18





لا إله إلا الله النعمة المسداة أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام ( الحلقة الثالثة والأخيرة)

ثالثا: إيصال هذا الخير للناس

فإذا أدرك المسلم حقيقة التوحيد، وحقيقة الإسلام، والغاية التي من أجلها خلق، سعى إلى الارتقاء في مقامات العبودية، حتى يصبح عنصراً إيجابياً، نفعه متعديا إلى عباد الله، فيسعى لإيصال هذا الخير الذي وفقه الله إليه، وأكرمه به، ومنحه إياه، إلى عباد الله، مسلمهم وكافرهم، عربيّهم وعجميّهم، أبيضهم وأسودهم.

فأول ما يبدأ به أن يعرِّف الخلق بربّهم، ومعبودهم، وما يجب عليهم تجاهه، وما هي حقوقه عليهم ، ثم بعد ذلك يسعى لإيصال كل خير إليهم، وكل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، لأنه بذلك يخدم أوّلَ من يخدم نفسَه التي بين جنبيه، فهو مفتقر إلى هذا الأجر اليوم قبل غدٍ، الساعة قبل التي تليها، وفي نفس الوقت تتضاءل حظوظ النفس أمام هذه الهمة العالية، والنيّة الصادقة، فيفرح لكل ما ينفع إخوانه المسلمين، ولو كان مصدرُ النفع غيرَه، ويسعى إلى مساعدة إخوانه في هذا الميدان، فيشد من أزرهم، ويشيد بجهودهم، ويثني عليهم، ويعرف لهم قدرهم، ويستر عيوبهم، وينصح لهم، ويذب عن أعراضهم، قال صلى الله عليه وسلم: «من ذبّ عن عرض أخيه بالغَيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار»(1)

وفي المقابل يكف لسانه عن ذكر عيوبهم، ومثالبهم(2)، شعاره في ذلك:
«أنا مع كل مسلم، وطالب علم، وداعية يريد الخير للإسلام والمسلمين، ويسهر على مصلحة أمته، ويذب عن دينها، وعقيدتها المنبعثة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على فهم سلف الأمة رحمهم الله ورضي عنهم».
وأضع بين يدي إخواني في الله هذا الحديث العظيم، الذي أرجو لمن تأمله وتدبّره الخير العميم، والفضل الجسيم.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليَّ(3) من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيّأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ـ شهرا، ومن كف غضبه ستر »(4).

وإذا تقرّر كل ما تقدم، وأيقن المسلم الموحد أنّ عليه في هذه الدنيا مهاماً كبيرةً، وواجباتٍ كثيرةً، فمن أين يستمد القوة للانطلاق في هذه المسيرة المباركة ؟
فأقول: يستمد القوة، والعون، والتوفيق، والسداد من الله العلي الكبير، كما قال تعالى: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}{الفاتحة آية5}، فينطرح بين يدي ربّه سبحانه، ويلوذ بعتبة بابه، متذلِّلاً متخشِّعاً، ولسان حاله، ومقاله، يقول:
يا ربّ لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك، فيسأله أن يمدَّه بالتوفيق والسداد والمعونة في قصده(5)وعمله بمنّه وكرمه ، فإنه سبحانه لا يردُّ من دعاه، ولا يخيب من ناجاه و رجاه، كيف لا وهو القائل جلّ في علاه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعي إذا دعان}{البقرة آية186}.
يستحضر وهو يزاول أعماله الصالحة، ما يترتب على ذلك من الأجر العظيم بقدر أجور من دعاهم إلى ذلك الخير عموما، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الدّال على الخير كفاعله»(6)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا...»(7)، وما يناله من أجر كلّ عمل على خصوصه، ثم بتذكر هاذم اللذات، ومفرّق الجماعات ـ الحقيقة المُرّة ـ الموت.
قال أحدهم:
الموت باب وكل الناس داخله *** يا ليت شعري بعد الباب ما الدّار
فأجابه آخر :
الدّار جنة عدن إن عملت بما *** يرضي الإلـه وإن خالفت فالنّار
هما محلان ما للمرء غيرهمـا *** فاخـتر لنفسك أي الدّار تختـــار
هذا الموت(8) جعله الله عز وجل ذكرى للذاكرين، به يقطع المسلم الحريص على ما ينفعه في آخرته طول الأمل، ويحذف من قاموس أعماله الصالحة أداتي السين وسوف، فلا يفوّت على نفسه أيّ فرصة في أيّ عمل يقربه من الله، ولو كان ابتسامة في وجه أخيه المسلم، أو مصافحة، أو شفاعة، أو نصيحة، أو إرشاداً، أو إعانة مادية، أو معنوية، إلاّ سارع وبادر إليها قبل فواتها.
لأن الإنسان إذا جاءه الموت انقطع عن هذه الدنيا، فيُكشف له حجابٌ يرى شيئا عجيبا، يرى شيئا مهولا، يرى عالماً آخر، يرى ما لم يكن يخطر بالبال، ولم يدر بالخيال، في تلك اللحظة تتجلى عظمة الجبّار للعبد، بمجرد أن يرى الملائكة الموكَّلين بقبض روحه ـ فضلاً عن أن يرى الله تبارك وتعالى ـ ويريد أن يرجع القهقرى مقدار أنملة، ولكن هيهات،،،هيهات،،،

مثله مثل طالب قدّم ورقة الإجابة، وسلّمها إلى أُستاذه، وبعد خروجه من قاعة الاختبار تذكر أنه نسي سؤالا، أو أكثر، بل الأمر أعظم من ذلك و أشدُّ.ولعلِّي ـ أخي القارئ الكريم ـ أكون قد أقضت مضجعك، وأشعلت لوعتك بهذا الكلام، وهذه العبارات، وذلك أنه ما مِنّا إلا ويخاف الموت ويحذره، ولأُطمئن أخي في الله أقول:

إن هذا الموت الذي يحذره الجميع، ويخشاه العالم؛ مخلوق من مخلوقات الله جل وعلا الكثيرة ، ويبقى دائماً مخلوقا، والله عز وجل هو الخالق، ويؤتى بالموت يوم القيامة على هيئة كبش، فيذبح بين الجنة والنار، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم(9).

ونحن بإذن الله تعالى، وعونه، وكرمه، متعلقون بالخالق جل جلاله، وتقدست أسماؤه، في كل أمورنا، و في تلك اللحظات الحرجة التي لا ينفعنا إلا هو.
اللهم هوّن علينا الموت وسكرته والقبر وظلمته، اللهم ارزقنا وجميع المسلمين حسن الخاتمة، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غِلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

وفي الختام:
أحمد الله سبحانه وتعالى، أن وفقني لكتابة هذه الكلمات، ويسّرها لي بمنّه وكرمه، قبل أن تبلغ الروح الحلقوم، وأسأله سبحانه وتعالى باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، أن يدخلني في زمرة خُدّام «لا إله إلا الله»، ولو بهذا الجهد اليسير، والعمل القليل، فإن القليل عند ربّي كثير.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
والحمد لله ربّ العالمين.
وكتب أبو وائل حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد والطبراني، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم(6240).
(2)وأما أولئك الذين يتّبعون عورات إخوانهم الدعاة، وطلبة العلم، وفي المقابل يلتمسون الأعذار لغيرهم، على اختلاف مشاربهم، من فسقة، وأهل بدع، بدعوى أن أولاء أمرهم بيّن وواضح، فدونهم هذا الحديث العظيم، والذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم : «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته ومن تتبّع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته» أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم(7984).
وأقول: إنّما ينشأ ذلك في الغالب ـ إلا من رحم الله ـ عمّا تكنّه تلك النفوس، وتلكم القلوب من حسد، وغلّ، وضغينة، لِما حباه الله البعض من قبول، وذيوع، وشهرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإلا فالخطأ، والزلل لا يسلم منه أحد حتّى في الأصول إلاّ من عصم الله، ومن أراد الاستثبات فعليه بكتاب «تقريب التهذيب» للحافظ ابن حجر رحمه الله، وأصوله، ليقف بنفسه على أئمة الإسلام، وقادة الأمة، الذي رُموا بشيء من البدعة، أوثبت عنهم شيء من ذلك، أمثال: عبد الرزاق الصنعاني، إبراهيم بن طهمان، إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و كالذين ذكرهم ابن حبان عند كلامه عن المنتحلين للمذاهب: كالأعمش، وقتادة، و إبراهيم التيمي، ومسعر بن كدام، و ابن أبي ذئب، وغيرهم، مقدمة صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان(1/160).
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول: (والمقصود أنّ الحسد مرض من أمراض النفس، وهو مرض غالب، فلا يخلص منه إلاّ القليل من النّاس، ولهذا يقال ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه)(10/124،125)، فلا إله إلاّ الله، ما أفقه هذا الرجل.
(3)تأمّل ـ أخي في الله ـ هذه العبارة، واستحضر في مشاعرك مَن المعتِكف، وما المسجد المعتكف فيه، لتقف على حقيقة المعنى.
(4) أخرجه الطبراني وغيره، وحسّنه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم(906)، وهو في صحيح الجامع برقم(176).
(5)فائدة ـ وأسأل الله أن أكون أول المستفيدين ـ أقول: إنّ كثيراً منّا يسأل الله تعالى أن يعينه على أعماله الصالحة، وأفعاله الخيّرة، ويغفل عن سؤال الله ذلك لنيّته، وقصده، وإرادته، وتالله لنحن إلى تلك الإعانة، وذلك المدد في الثانية، أشدّ حاجة من الأولى، ولكن أوتينا من قبل حسن ظنّنا بأنفسنا، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا، والذي لفت انتباهي إلى هذه المسألة هو الشيخ الإمام، العلاّمة الهمام، شيخ الإسلام حقّا، وفقيه العصر صدقاً، فضيلة الشيخ محمّد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله، حيث يقول في مقدّمة شرحه للمعة الاعتقاد: (فقد عقدت العزم مستعينا بالله مستلهما منه الصواب في القصد والعمل...).
(6)أخرجه البزار وغيره، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم(3399).
(7)«صحيح مسلم»كتاب العلم، باب (من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة) برقم: (2674).
(8)سمعت بعض طلبة العلم وهو يلقي كلمة يقول فيها: الموت نعمة من الله يا إخوان، لولا الموت لضاقت بنا هذه الأرض، ولاجتمع الأوائل والأواخر، ولكان مع الشخص آباؤه وأجداده، وآباؤهم، وأخوالهم، وأعمامهم، وهلمّ جرا، فالحمد لله على ما قضى وقدّر.
(9)أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وغيره، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في تحقيق شرح الطحاوية (ص419) برقم: (576)، وهو في صحيح الجامع برقم: (7999).[/left]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذرا رسول الله
Admin
عذرا رسول الله

عدد الرسائل :
3866

تاريخ التسجيل :
09/07/2008


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالجمعة 10 يوليو 2009 - 18:00

بلغك الله مرادك, و زادك حرصا على حرص.

و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


لا تحرمنا شيخنا من كلماتك, بإنتظار المزيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف القسنطيني

يوسف القسنطيني

عدد الرسائل :
122

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
04/06/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالجمعة 10 يوليو 2009 - 18:01

جزاك الله كل الخير ونفع بك شيخنا الفاضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوعبد الرحمن الأندلسي

أبوعبد الرحمن الأندلسي

عدد الرسائل :
227

الموقع :
http://toumiat.blogspot.com/

تاريخ التسجيل :
07/05/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 17:07

جزاكم الله خير الجزاء .....والله كنت ولا أزال لما تنقطع بي السبل في بلاد الغرب و يضيق صدري..... ماتذكرت نعمة الإسلام ونعمة المنهاج الحق إلا انقلب الضيق انشراحا والهم فرحا وسرورا ولا يعرف نعمة لاإله إلا الله إلا من عاين القوم ...فاللهم لك الحمد والشكر على نعمة الإسلام ولك الحمد والشكر على نعمة الإيمان ولك الحمد و الشكر على نعمة السنة




ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي وأن سيرت لي أحمد نبيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://toumiat.blogspot.com/
حسّان شعبان

حسّان شعبان

عدد الرسائل :
183

تاريخ التسجيل :
25/05/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالأحد 12 يوليو 2009 - 17:52



أشكر لكم إخواني وأخواتي جميعا مروركم، وتعليقكم على الموضوع بما زاد من قيمته وبهائه.
وأسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.
أخوكم أبوائل حسّان شعبان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الجزائري
Admin
يوسف الجزائري

عدد الرسائل :
2754

الموقع :
http://nebrasselhaq.com/

تاريخ التسجيل :
21/01/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 2:23

لا إلــه إلاّ الله

أسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا

و أن يبارك لنا في شيخنا الحبيب حسّان شعبان و يزيده فضلا و علما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nebrasselhaq.com/
عاشق الجبل الأبيض

عاشق الجبل الأبيض

عدد الرسائل :
559

العمر :
44

تاريخ التسجيل :
08/06/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 15:08

بارك الله فيكم على هذه الايضاحات والتفاسير الراقية لاصل التوحيد
لااله الا الله عدد ما كان لا اله الا الله عدد ما يكون لا اله الا الله عدد الحركات والسكون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكريا الجزائري (الرحمة)

زكريا الجزائري (الرحمة)

عدد الرسائل :
4

تاريخ التسجيل :
20/08/2009


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالأحد 23 أغسطس 2009 - 18:26

أسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا

و أن يبارك لنا في شيخنا الحبيب حسّان شعبان و يزيده فضلا و علما
وأن يبارك لوالديه ويغفر لهما ويرزقهما الجنة إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله   لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله I_icon_minitimeالإثنين 2 نوفمبر 2009 - 21:58

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
 

لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الأولى والثانيةوالثالثة) تمّت الرسالة بحمد الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» لا إله إلا الله ((النعمة المسداة)) أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام (الحلقة الثانية)
» لا إله إلا الله النعمة المسداة أو تذكير الأنام بنعمة الإسلام ( الحلقة الثالثة والأخيرة)
»  تفنيد الشبهات المثارة حول حكم القيام للجماد «الحلقة الأولى» للشيخ فركوس - حفظه الله -
» تذكير أولي الألباب بما ورد في مخالفة أهل الكتاب / الحلقة الأولى (المقدمة + الإطراء المؤدي إلى الشرك
»  شرح أحاديث أصول الإسلام (الحلقة الأولى) للشيخ أبي سعيد الجزائري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-