أفيدونا بارك الله فيكم

09/07/2008

الحقيقة أنني لاحظت أمر كشف القدمين في المغرب العربي أكثر منه في المشرق العربي.يا حبذا لو يبين لنا شيوخنا ما علاقة هذه الظاهرة بالمذهب المالكي .

و بصراحة وقفت مرة في صيدلية أنتظر دوري لأمر ما فإذا بإحدى الأخوات المتنقبات تدخل و هي كاشفة اليدين و القدمين, فصعقت لهذا و قررت أن أكلمها و الحقيقة أنها سمعتني للنهاية, ثم ردت علي قائلة: تغطية اليدين و القدمين من المستحبات, فتعجبت لقولها, أردت أن أكلمها أبين لها لكن جاء دوري و إذا بها تسبقني للحديث مع الصيدالانية و تشتري ما جاءت من أجله و تنصرف.

06/01/2009

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إنّ حدود عورة المرأة مع الرجل الأجنبي, من المسائل التي وقع فيها خلاف بين الفقهاء, ومن ذلك اختلافهم في الكفين والقدمين هل هما عورة أم لا - كما سيأتي بيانه -

وقبل الجواب عن سؤال السائلة ينبغي التنبيه لأمر ذي بال يقع فيه الكثير من الناس, وذلك حينما ينكرون على المخالف في المسائل الاجتهادية المختلف فيها.

وقد قرّر العلماء أنّ من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون المنكر مما اتفق عليه, ولذلك أطلقوا القاعدة المشهورة: "لا إنكار في مسائل الخلاف" وبعضهم يقول: "لا إنكار في مسائل الاجتهاد" وهو الصواب.

قال الإمام النووي رحمه الله: "ثم إن العلماء إنما ينكرون ما أجمع على إنكاره، أما المختلف فيه فلا إنكار فيه، لأن كل مجتهد مصيب، أو المصيب واحد ولا نعلمه، ولم يزل الخلاف بين الصحابة والتابعين في الفروع ولا ينكر أحد على غيره وإنما ينكرون ما خالف نصا أو إجماعا أو قياسا جليا" (روضة الطالبين 10 / 219) .
والمسألة فيها تفصيل ليس هذا محلها.

الجواب عن سؤال السائلة:

إنّ العلماء قد اختلفوا في الوجه والكفين والقدمين هل هما عورة أم لا, وليس ذلك مقصوراً على المالكية كما أشارت الأخت السائلة, وفيما يلي بيان أقولهم:

1– مذهب الحنفية:

اتفق الحنفية المتقدمون على جواز كشف المرأة لوجهها ويديها، وبعضهم أجاز كذلك كشفها لقدميها وذراعيها إلى المرافق. وما جاز كشفه فقد جاز النظر إليه بغير شهوة, كما في معاني الآثار للطحاوي (2|392)

ودليلهم:

1- قوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.

ووجهه: أن ما ظهر منها عندهم هو: الكحل والخاتم. والكحل زينة الوجه، والخاتم زينة الكف. فرخص في هاتين الزينتين, انظر: "المبسوط"(3|56)

2- أنّ عائشة جعلته من الزينة الظاهرة، قالت: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قالت: "الْفَتْخُ" حَلَقٌ من فِضةٍ تكون في أصابع الرجْلين. رواه ابن أبي حاتم.
فهذا دليلٌ - عندهم - على أن النساء كُنّ يُظهرن أقدامهن.

3- قالوا: إنّ ستر المرأة للزينة الظاهرة فيه حرج, فإن المرأة لا تجد بداً من مزاولة الأشياء بيديها، ومن الحاجة إلى كشف وجهها، خصوصاً في الشهادة والمحاكمة والنكاح، وتضطر إلى المشي في الطرقات وظهور قدميها، وخاصة الفقيرات منهن. وهذا معنى قوله‏:‏ {‏إلا ما ظهر منها} يعني إلا ما جرت العادة والجِبلةُ على ظهوره والأصل فيه الظهور» (انظر: "الكشاف للزمخشري" (1|838).

4- ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر أنه قال: «كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً», وفي رواية أبي داود: «من الإناء الواحد جميعا».
قال ابن حجر: «ظاهره أنهم كانوا يتناولون الماء في حالة واحدة».

2– مذهب المالكية والشافعية:

أنّ المرأة كلها عورة، إلا كفيها ووجهها. وظهر قدميها عورة, انظر: "الموطأ" رواية يحيى (2|935), و"الأم" للشافعي (1|89).
واستدلوا بنفس أدلة الحنفية السابقة في الوجه والكفين.

3– مذهب الحنابلة:

اختلفت الروايات عن الإمام أحمد.

فقد جاء عنه - في إحدى الروايات - أن المرأة كلها عورة حتى ظفرها, انظر: الأوسط لابن المنذر (7|306).

والرواية الثانية: أن المرأة عورة إلا وجهها وكفيها، وهذه هي الرواية المشهورة التي اختارها الخرقي واعتمدها ابن قدامة المقدسي, انظر: "الإنصاف" للمرداوي 1/542.

ولكن اتفق العلماء قاطبة أنّ إظهار والوجه والكفين إذا كان يؤدي إلى فتنة وجب سترهما.

الراجح:

الذي تركن إليه النفس منه هذه الأقوال, أنّ المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها, هذا إذا كانت الفتنة مأمونة, أما إذا أدى إظهارها إلا فتنة -كما هو الحال في هذا الزمن- فإنه يتعيّن عليها سترها.
أما القدم فإنها عورة, لضعف دليل الحنفية في الباب.

ودليل جواز إظهار الوجه والكفين عند أمن الفتنة ما تقدّم من الأدلة, ويضاف إليه:

قوله تعالى في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.

والزينة الظاهرة المستثناة ههنا هي الوجه والكفان.
قال ابن حزم في المحلى (3|221): «وقد روينا عن ابن عباس في {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: "الكف والخاتم والوجه". وعن ابن عمر: "الوجه والكفان". وعن أنس: "الكف والخاتم". وكل هذا عنهم في غاية الصحة. وكذلك أيضا عن عائشة، وغيرها من التابعين».

وعن ابن عباس: {ولا يبدين زينتهن} قال: «الكف و رُقْعة الوجه». قال الشيخ الألباني: «وهذا إسناد صحيح، لا يضعفه إلا جاهل أو مُغرض».

هذا والله تعالى أعلم.

كتبه وحرّره: ابو زيد المدني.

09/07/2008

بارك الله فيكم و أثابكم على هذا الشرح المفصل.

19/05/2009

جزاك اله خيرا ياشيخ على التذكرة خاصة في المسائل الخلافية وتبيين بالضبط ماجاء به المذهب المالكي ،وما يفعله النساء من جهتنا خاصة أصبح من الموضة والتقليد الأعمى الذي لا يمت بصلة إلى الشرع
والله اعلم

الله الهادي

26/01/2009

................................

23/01/2009

السلام عليكم

بارك الله فيكم

» أفيدونا بارك الله فيكم
» أفيدونا بارك الله فيكم ونفع بكم
» إستفسار : حول زكاة الفطر وكيفية إخراجها نقدًا أفضل أم طعام / أفيدونا بارك الله فيكم /
» سؤال بارك الله فيكم
» طلب فتوى بارك الله فيكم .

أفيدونا بارك الله فيكم

أفيدونا بارك الله فيكم

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة