بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


" خطأ خروج المرأة المسلمة من بيتها للعمل من دون ضوابط شرعية "



فكرة عمل المراة و تحررها فكرة أجنبية غريبة عجيبة دخيلة علينا ... وكما أعلم وتعلمون فالاسلام جاء لتحرير المرأة و التنبيه على مكانتها و شرفها فأراحها من اعباء الحياة و تكاليفها و حثها على المكوث في البيت و القرار فيه لإنجاز مهمتها الأساسية التي خلقها الله من أجلها و المتمثلة في رعاية أسرتها و تربية أطفالها تربية إسلامية سليمة ..



قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )/ 1






و قال : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) / 2






خطاب وُجِّه إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، ..قدوة النساء المؤمنات



.



و قال الرسول عليه الصلاةوالسلام : ( المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان ، وإنها لا تكون أقربإلى الله منها في قعر بيتها ) / 3




وقال صلى الله عليه وسلم في شأن صلاتهن في المساجد (وبيوتهن خير لهن ) / 4




و قد تكفل لها الشرع بضمانات عديدة تجعل بقاءها في عشّها عزّا لها و كرامة .. من كل ذل و مهانة .. و حماية لها من الفتن والمحن و الشبهات و الشهوات .



و من تلك الضمانات وجوب نفقة الرجل عليها ( زوجها أو والدها أو أخوها او إبنها ) ... تلك النفقة التي تعتبر حق من حقوقها الشرعية و ليست تفضلا أو منّة من الرجل مهما كانت وضعيته بالنسبة لها .






لكن .. لو اضطرت حواء للخروج من بيتها لضرورة فردية/ 5 أو إجتماعية / 6 وجب عليها الإنضباط بالضوابط الشرعية الآتية :






- أن تلتزم بالحجاب الشرعي عملا بقوله تعالى: (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) ،(( وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)) / 7،




- أن تلتزم بالأحكام الشرعية من غض البصر ، وعدم التبسط في الكلام والمحادثة : -: ((فَلَاتَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًامَعْرُوفًا )) /



8






-أن يكون العمل في مجال نسائي خالص ، لا اختلاط فيه بالرجال الأجانب. و إذا ماابتليت المرأة ببيئة مختلطة مثلما هو موجود عندنا في الجزائر .. فلتحاول تجنب الاختلاط قدر المستطاع إلا ما كان لضرورة أو كان فوق طاقتها . يقول تعالى : (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ). / 9



و قال شيخنا محمد الصالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة : " المجال العملي للمرأة أن تعمل بما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملا إداريّاً أوفنيّاً , وأن تعمل في بيتها في خياطة ثياب النساء وما أشبه ذلك , وأما العمل في مجالات تختص بالرجال ، فإنه لا يجوز لها أن تعمل حيث إنه يستلزم الاختلاط بالرجال ،وهي فتنة عظيمة يجب الحذر منها , ويجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال : (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وأن فتنة بني إسرائيل كانتفي النساء) ، فعلى المرء أن يجنب أهله مواقع الفتن وأسبابها بكل حال " / 10





و الأفضل لك غاليتي الابتعاد عن أماكن الشبهات..



حرصا على دينك و عفتك وتذكري أنك لو تركت ذلك لله عوضك خيرا منه ..



قال الرسول صلى الله عليه و سلم :" إنك لن تدع شيئًا لله - عز وجل - إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه "/ 11




- ألا يؤدي عملها إلى سفرها بلا محرم



عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم " / 12






-ألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمحرم ، كالخلوة مع السائق ، أو وضع الطيب بحيث يشمها أجنبي عنها أو وضع المساحيق التجميلية.



و الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" أيما امرأة استعطرت ‏ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدواريحها فهي زانية" وفي بعض الألفاظ ( والمرأة إذا ‏استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذاوكذا يعني زانية) / 13



- ألايكون في ذلك تضييع لما هو أوجب عليها من رعاية بيتها ، والقيام بشؤون زوجهاوأولادها مع مراعاة إذن زوجهافي ذلك كما لا يجوز للمرأة المسلمة أن تجعل العمل صارفاً لها عن الإنجاب بحجة الانشغال بالعمل.



لعل ما ذكرته في هذه المحاولة المتواضعة كفاية، والله تعالى أعلى وأعلم، أسأل الله أن يرزقني و إياكن العفاف و التقى والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، و الحمد لله رب العالمين.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/ سورة الأحزاب ، الآية 59 .
2/ سورة الأحزاب ، الآية 33
3/ رواه ابن حبان وابن خزيمة ، وصححه الألباني في السلسةالصحيحة برقم) 2688 (
4/ رواه أبو داود (567) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

5 / الخروج لضرورة فردية أي أن تكون محتاجة إلى العمل ( أرملة أو مطلقة لا مورد لها ولا عائل .. أب لا يعمل , زوج مقعد لا يعمل ) لتوفير الأموال اللازمة لها .

6 / الخروج لضرورة إجتماعية كأنيحتاج إليها المجتمع في مهنة التعليم أو في المهن التي تتفق وتنسجم وتتواءم معطبيعتها و تكوينها وخلقتها وفطرة المرأة التي خلقها الله عليها .
اخرج البخاري في صحيحه: (بَاب مُدَاوَاةِ النِّسَاءِ الْجَرْحَى فِي الْغَزْو عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْقِي وَنُدَاوِي الْجَرْحَى وَنَرُدُّ الْقَتْلَى إِلَى الْمَدِينَةِِ)، وقد ترجم أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة لامرأة يقال لها الشفاء بنت عبد الله بن هاشم ...(كانت عدوية من المبايعات المهاجرات، أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعلم حفصة رقية النملة، واستعملها عمر بن الخطاب على السوق ... وكانت كاتبة معلمة).
7/ سورة النور الاية 31

8/ سورة الأحزاب. الآية 32
9 / سورة البقرة ، الآية 286
10 /فتاوى المرأة المسلمة ") 2 / 981 (.
11 / أخرجه أحمد في « المسند » ( 5 / 78 و363 ) - ومن طريقه : المزي في « تهذيب الكمال » ( 23 / 570-571 ) - ، وهناد في « الزهد » ( رقم 938 ) ومن طريقه : أبو نعيم الأصبهاني في « حلية الأولياء » ( 1 / 253 )، والحسين المروزي في « زوائد الزهد » ( رقم 1168 )، والقضاعي في « مسند الشهاب » ( رقم 1135 )، والبيهقي في « شعب الإيمان » ( رقم 5748 ) من طريق : سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قالا : أتينا على رجل من أهل البادية، فقلنا : هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ؟
قال : نعم سمعته يقول : « إنك لن تدع شيئًا لله - عز وجل - إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه » .
وخالف سليمانَ بن المغيرة : أيوبُ السختياني، فرواه عن : عن حميد بن هلال، عن رجل، قال أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فم يذكر : أبا قتادة وأبا الدهماء .
أخرجه القضاعي في « مسند الشهاب » ( رقم 1137 ) .
وتابعه : خالد الحذاء .
أخرجه القضاعي في « مسند الشهاب » ( رقم 1138 ) .
قلت : والوجه الثاني أصح، وإسناده صحيح .
12 / الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1338
خلاصة الدرجة: صحيح

13 / رواه أبو داود، الترمذي والنسائي ‏وغيرهم


أختكم في الله أم معاوية العاصمية عفا الله عنها