بارك الله فيك وينبغي أن يُنشر هذا الدرس مكتوبا غلى جميع صفحات المواقع والمنتديات لعموم البلوى في هذا الباب الخطير
وفقكم الله

جزاكم الله كل خير.

من هوالشيخ عبد الحليم توميات

سمير الجزائري كتب:

وقد وجدت لك أخيتي الفاضلة هذا الجواب على سؤال شبيه بسؤالك أضعه بين يديك وللإخوة الافاضل لتعم الفائدة ..وقد أدخلت عليه بعض التصرف

السؤال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سؤالي بكل وضوح من يكون الخطيب عبد الحليم توميات الجزائري ؟؟؟
أريد نبذة عن الخطيب، ولماذا ينقدون كثيرا تعلّمه في سوريا
على أيادي مشايخها ؟؟؟
مع كامل احترامي و تقديري للشيخ عبد الحليم توميات، سؤالي مجرّد استفسار من باحثة عن الحق.
أفيدوني جزاكم الله كل خير.


الجواب:


الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
أيّتها الأخت الفاضلة..السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اعلمي-بارك الله فيك-أنّ ما تسألين عنه اليوم يعود إلى عدّة سنـين، ولم نكن لنسكت عن هذا الأمر طوال هذه المدّة لنتكلّم ونخوض فيه اليوم .. لأنّ هذا لا يزيل الفتنة، بل إنّه ممّا يؤجّج نارها، ويزيد أوارها..وكان أحسن ردّ هو السّكوت، والمُضيّ في خدمة دين الحيّ الذي لا يموت..ممّا جعل القوم يسكتون بعد عويل، ويخرسون بعد كلام طويل.
ولكن..لمّا شعرت من خلال سؤالك بصدق نيّتك، وصلاح طويّتك، وأنّك تريدين فقط الاطمئنان على دربك، وصلاح صدرك وقلبك، قلت: لا بأس من الإجابة عن بعض ذلك..
أوّلا: لا بدّ أن تعلمي أنّ هذه الفتنة عالميّة، لم يَنج منها العلماء والأتقياء، فكيف بأمثال الشّيخ عبد الحليم ..؟!
نعم، فإنّ في بلاد الحرمين، الّتي ملئت علما، وبها جهاتٌ رسميّةٌ تبيِّن للنّاس أمور النّوازل والحوادث، لم يسلم منها كثير من العلماء فكيف ببلادنا ؟؟!
ثانيا: لا بدّ أن تتساءلي قبل كلّ شيء عن سرّ هذا التحوّل العجيب والخطير للدّعوة السّلفيّة.. وعن سرّ انتشار هذا المنهج الدّخيل بسرعة البرق في جميع البلاد الإسلاميّة ..؟!
إنّ هناك أياديَ خفيّة تريد منّا أن نتحرّك في غير الجهة الصّحيحة التي كان عليها بقيّة السّلف، وحسنات الأيّام، أمثال الأئمّة الأعلام: الشّيخ ابن باز، والشّيخ الألباني، والشّيخ العثيمين، والشّيخ عبد الرزاق عفيفي،والشيخ ربيع والشيخ الفوزان وغيرهم
فوالله لقد أصبح باطن الأرض أهون من ظاهرها ..
دخلت هذه الفتنة إلى الجزائر..وكان ضحيّتها مجموعة من الأئمّة ..فتساقط على أرض هذه الفتنة جماعة كبيرة من الدّعاة !!! فليس الشّيخ عبد الحليم هو الوحيد في هذه المجزرة ..بل الشيخ فركوس والشيخ أبو سعيد وووو

واسألي نفسك أوّلا: لماذا ؟ وثانيا: كيف انتشر هذا كلّه بسرعة حتّى صار يُبثّ يوميّا على شبكة الانترنت وخاصة بعض المنتديات التي لا تجدين فيها منبر للقرآن الكريم وتجدين منبر خاص في الرد على فلان... سبحان الله ؟!
هناك عدّة أسباب..مرجعها:
1- تلكم الأيدي والأقلام ، التي أرادت أن تدفن الدّعوة بإثارة الفتنة للخروج على الحكّام والأمراء..ولكنّها فوجئت ببقاء الدّعوة بعد تلكم السّنين العِجاف.. فأرادوا أن يثيروا فتنة الخزوج على العلماء، لكي تذهب الثّقة عنهم، فإذا لم تبق الثّقة، ذهب الدّين من جذوره .. وقد نجحوا للأسف الشّديد في ذلك، ممّا جعل طلبة العلم- فضلا عن العوام - في حيرة كبيرة، ودوّامة خطيرة ..
2- بُعد بعض الدّعاة عن تحكيم كتاب الله بينهم، وسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في معاملاتهم، حيث انتشر بينهم سوء الظّن الذي لا ينبغي أن يكون، وصاروا يستمعون لكلّ ناعق بحجّة أنّه ثقة لديه، وبذلك يذهب منهج التثبّت الذي أمرنا الله به لئلاّ نصيب أحدا بجهالة..
3- حزازات النّفوس الّتي لا يسلم منها أحد، فبعض الدّعاة عوضا من أن يفرح لظهور إخوانه على السّاحة، ويشجّعهم على العمل لله، فترينه يتصرّف كأنّه لا يريد أن يلتفت النّاس إلى غيره، وهذا خطأ له الدّور الكبير في هذه الفتنة.
4- ظهور حزبيّة من نوع جديد، ليست حزبيّة سياسيّة - الّتي هم ينكرونها مثلنا - ولكن حزبيّة في الأشخاص، وشعار كلّ واحد منهم: ( من لم يقل بقولنا فليس منّا ).. وهذا ما عشّش اليوم في قلوب أكثرنا.
5- الجهل بقواعد السّلفيّة والمنهج السّلفي، والضّوابط الّتي بها يخرج المرء من المنهج السّلفي المبارك، فصار الواحد منّا يخرج من السّلفيّة لأقلّ وأدنى خطأ .. فالله المستعان. وهذا السّبب هو أكبر عامل على هذه الفتنة على الإطلاق.
المهمّ..لا بدّ أن تعلمي هذا جيّدا، حتّى يتسنّى لك ولغيرك الحكم على هذه الفتنة ..
- أمّا أنّه تكلّم بعضهم في الشّيخ عبد الحليم وأمثاله، فمن تكلّم ؟ أهم العلماء ؟ أهم الدّعاة الّذين لا يزالون يمارسون الدّعوة ؟
إنّما المتكلّم إمّا جاهل لا يعرف شيئا عن قواعد المنهج السّلفيّ، وعقيدة السّلف، ومنهج السلف.
أو من زاول الدّعوة ثمّ تركها أو من عنده شيء في نفسه أو مجتهد نسأل الله أن يغفر له زلته .
وأظنّ أنّه من الخطأ الكبير البيِّن أن نُنصِت إلى من هو كذلك.
اعلمي أختي الكريمة أنّ الشّيخ عبد الحليم أحد رجلين:
الأوّل: أن يكون صالحا، فعليه أن يتذكّر قول الله تعالى لنبيّه: } مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ{ [فصلت:43]..
الثّاني: أن يكون ظالما لنفسه، فعليه أن يتذكّر قول الله: }وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ{ [الشورى:30]..
وفي كلا الحالين علينا بالصّبر والصّفح الجميل، فسكتنا، وقلنا: ( القافلة تسير.. ) وتمثّلنا قول الشاعر:
( دع عنك كيد الحسود فإنّ كيده يقتله النّار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله )..
الخاتمة: لا بدّ أن يُحكم على الشّخص من أقواله وأفعاله، لا من شيء آخر، وليس من خلال المكان الّذي درس فيه، والشّيخ الّذي درس عليه، وإلاّ لفتحنا على هذه الأمّة باب شرّ لن يغلق أبدا.

والله الموفّق لا ربّ سواه.

بارك الله فيك

و أسأل الله ان يزيل عنا هذه الفتن