بارك الله فيك أخي الفاضل، وصدقت فيما ذكرت وخاصّة إذا زففت لك هذا الخبر:
عائشة تدعو على نفسها بالموت ..
ففي أحد الأيّام تصرّفت رضي الله عنها تصرّفا جعلها تتمنّى بعده حتفها .. رُغم أنّ الأمر لا يستدعي الموت ولكنّها الغيرة ..
روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتْ الْقُرْعَةُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، [فَخَرَجَتَا مَعَهُ جَمِيعًا]، وَكَانَ النَّبِيُّّ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ:
" أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ فَتَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ ؟ ".
فَقَالَتْ: بَلَى. [وهذا مشعرٌ بأنّهما لم يكونا حال السّير متقاربتين، بل كانت كلّ واحدة منهما من جهة، كما جرت العادة من السّير قطارين، وإلاّ فلو كانتا معاً لم تختصّ إحداهما بنظر ما لم تنظره الأخرى]
فَرَكِبَتْ عَائِشَةُ عَلَى بَعِيرِ حَفْصَةَ وَرَكِبَتْ حَفْصَةُ عَلَى بَعِيرِ عَائِشَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّّ صلّى الله عليه وسلّم إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَغَارَتْ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ رِجْلَيْهَا بَيْنَ الْإِذْخِرِ [وهو نبات معروف]، وَتَقُولُ: " يَا رَبِّ ! سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي ". وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا.
-وفي رواية خارج الصّحيحين-: " رَسُولُكَ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا ".
ولا تستطيع أن تقول لحفصة رضي الله عنها شيئا .. فهي الّتي جنت على نفسها ..
ولك أن تتساءل عن الغيرة الّتي تسكن عائشة رضي الله عنها .. وأيّ حبّ تُكنّه رضي الله عنهاللنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ولكن .. ماذا عن حبّّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعائشة رضي الله عنها ؟.. إلى أيّ مدى وما هي المسافة الّتي قطعتها في قلبه رضي الله عنها..
لذلك على الرّجل أن يُظهِر حبّه لزوجته الأخرى كي يُسهِم في إطفاء أو تقليل نار الغيرة. وفّقكم الله وأبعد الله عن أزواجنا العقارب !!
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: غيرة المرأة وكراهة أن يتزوج زوجها لا يقدح في إيمانها لكن يجب 
الأحد 3 مايو 2009 - 19:53
