هناء25 كتب:

وان يتحفظن في ردودهن على الاخوة فلا يخضعن بالقول حتى نتفادى الفتنة

وفي الاخير نسال الله ان الاخلاص في العمل وان يتقبله منا ويهدينا ويغفر لنا

جزاك الله خيرا

للرفع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

هذه أول مداخلة لي في هذا المنتدى المبارك الذي سجلت فيه منذ أمد و بقيت أتابعه بين الحين و الآخر مستفيدا، فبارك الله في القائمين عليه و المشاركين فيه و الله أسأل أن يجعلني و إياهم هداة مهتدين وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.

و خير ما أبدأ فيه هو هذا الموضوع الجميل حول الإخلاص في المنتديات و لي تعليق متواضع حول خصوصية المنتديات:
مما لاحظته في كثير من المنتديات التي كنت مشاركا فيها حرص بعض من ينزل مواضيع جديدة على تعقيب بقية الأعضاء، فإن فعلوا انتشى مزهوا و إن أحجموا حزن و ربما أرعد و أزبد و عقب على موضوعه عاتبا "أين التعليقات؟" أو ربما لمح برفع موضوعه لا حرصا على الفائدة، فيكفي قراءة الموضوع و لو دون رد لحصولها، لكن حرصا على استجلاب "الثمرة"، ويستثنى من ذلك طبعا الموضوعات التي تستلزم التفاعل كأن تكون سؤالا أو طلبا، إلخ. فهذا ليس اتهاما لأحد بل دعوة لي أولا و لغيري أن نفتش في نوايانا إن وجدنا شيئا منه في أنفسنا، و تناقضه مع الإخلاص واضح مع ما قد يؤدي إليه من طبائع تمجها النفوس و تنفر منها.

الأمر الآخر هو غياب الورع في المدح و من العجيب تفرد المنتديات العربية فيه دون الأجنبية و إن كانت إسلامية، و قد يستثنى من ذلك المنتديات العلمية فربما في ذلك نكتة فتأمل.
و هنا أنقل كلاما للشيخ حاتم العوني في هذا المعنى. يقول حفظه الله :
قد يكون التورع عن الذم بغير حق أكثر حضورا في النفوس من المدح بغير حق ، فتجد بعضهم إذا أراد انتقاص شخص ربما تحرى في ألفاظه ، وربما تأدب قليلا (ورعا أو خبثا) ؛ لأن دواعي الانتقاص غالبا هي العداوة ، والعداوة غالبا منبوذة ، خاصة منها العداوات الحزبية والشخصية .
أما إذا أراد مدح شخص أو رفعه فوق منزلته فينسون الورع ووجوب قول الحق ! ويشجعهم على ذلك أنهم يجدون في الناس تَـقَـبّلا للغلو في المدح ما لا يجدونه منهم في الانتقاص ، لأن دواعي المدح غالبا هي الحب ، والحب صفة ممدوحة عند الناس ، وينسون أن من دواعي المدح حظوظ النفس والتعصب للحزب والمكاسب الدنيوية .
يفرق الناس هذا التفريق بين تقبل المدح بغير إنصاف دون الذم بغير إنصاف ؛ مع أنه لا فرق أبدا بين المدح والذم في وجوب قول الحق والتزام الإنصاف ؛ فكلاهما إذا كان بغير حق فهو كذب وافتراء ، وكلاهما شهادته شهادة زور ، وكما يضر الأمة انتقاص أحد دون منزلته فيضرها أيضا رفعه فوقها ، وكما يمنع الانتقاص من تعميم النفع من شخص ، فكذلك المدح بغير حق يصرف الناس عن الأولى بالانتفاع ، فكم قد أساء لحال الأمة أن يتولى قيادتها السياسية والدينية والتعليمية وغيرها من أنواع القيادات قوم ليسوا لها بأكفاء ، ومهد لهم ذلك جيش من أبواق المدح والذم بغير حق .
انتهى كلامه