بسم الله الرحمن الرحيم
50-وكل بالمؤمن تسعون و مائة ملك يذبون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك النفر تسعة أملاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل من الذباب في اليوم الصائف و ما لو بدا لكم لرأيتموه على جبل و سهل كلهم باسط يديه فاعرفاه و ما لو وكل العبد فيه إلى نفسه طرفة عين خطفته الشياطين
أخرجه الطبراني في ''الكبير'' (8/168-167/7704) و ابن قانع في ''المعجم'' (7/2567/769) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم . فذكره
و وقع عن ابن قانع مختصرا مع اختلاف في سياقه و لفظه عنده :
''وكل الله بالمؤمن ستين (كذا) و ثلاثمائة ملك يذبون عنه من ذلك البصر سبعة أملاك و لو وكل العبد ...''
و إسناده ضعيف لضعف عفير بن معدان و هو مشهور بالضعف ضعفه غير واحد بل قال أبو حاتم فيه :
''يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم بالمناكير ما لا أصل له لا يشتغل بروايته''
قوله : ''بما لا أصل له'' ليس كما يتبادر إلى الأفهام في تعريف الحديث الذي لا أصل له في المصطلح و الذي ليس له إسناد بل معناه هنا ما لا أصل له عند غيره من الرواة عن أبي أمامة و لهذا قال أحمد : ''منكر الحديث''
و عزاه السيوطي في ''الحبائك'' لابن أبي الدنيا في ''مكائد الشيطان'' و الصابوني في ''المائتين'' و قرنهما بالعزو للطبراني في ''الكبير'' مما يشعر أنه عندهما بنفس الإسناد
و قد وقفت على تخريج الحديث لمحقق كتاب ''معجم الصحابة'' لابن قانع و هو في الأصل رسالة دكتوراه لخليل إبراهيم قوتلاي أورد له شواهد منها ما عند مسلم : ''ما منكم من أحد إلا و قد وكل به قرينه ...'' و منها قوله تعالى : ''له معقبات من بين يديه...'' و منها تفسير بعض السلف بأنهم الملائكة
و من ثمتة قال : ''فالحديث حسن لغيره''
و فاته أن هذا التفصيل الوارد في الحديث لا يشهد له ما أورده من شواهد البتة مع قول أبي حاتم في ابن معدان الفارط الذكر زيادة على الاضطراب الواقع في متنه
و الله أعلم
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: الأحاديث الضعيفة و الموضوعة مما ليس في سلسلة الألباني (50) 
الجمعة 28 مارس 2014 - 14:37
