مسجد العتيق بتبسة.. شاهد على مرور الأتراك، ومنارة الشيخ العربي التبسي

07/04/2008

المسجد العتيق المتواجد داخل أسوار المدينة القديمة بتبسة، هو أقدم مساجد الولاية، بناه العثمانيون سنة 1842 ميلادي، وشاءت الأقدار أن يكون تاريخ الانتهاء من بنائه، هو تاريخ سقوط الولاية في يد الاستعمار الفرنسي، فبسط الفرنسيون سيطرتهم على المسجد ليقينهم بالتأثير الديني الكبير الذي يمكن أن يتسبب فيه، وصاروا يعينون فيه الأئمة الذين لا يخرجون بخطبهم عن الخطوط الحمراء التي يضعها الحاكم الفرنسي، فبقي المسجد هيكلا للصلاة، من غير روح إصلاحية، ومع مجيء الشيخ العربي التبسي من رحلة دراسته عام 1926م، وتبوئه المكانة العلمية والرمزية الدينية في قلوب سكان المنطقة، خاف الفرنسيون من تأثير منهجه الإصلاحي على السياسة الفرنسية، من خلال تأليب الشعب ضدهم، وتنويرهم لمساوئهم، لذا اقترحوا عليه إمامة المسجد العتيق ليكون تحت سيطرتهم، فرفض الشيخ المصلح ذلك وأسس مدرسة التهذيب.

ويعود قبول الإمام العربي التبسي لتولي شؤون المسجد، إلى قصة ذات عبرة عظيمة، وهي أن ابنة الحاكم الفرنسي لتبسة أصابها مرض غريب أعجز الأطباء، وذات يوم ولما كاد الحاكم يستسلم لليأس من شفائها، دخل هو وابنته إلى المسجد العتيق ليطلا من نافذة منارته على المدينة، فشفيت البنت داخل المسجد، ويذكر بعض كبار شيوخ المنطقة أن الحاكم قد أسلم بعد الحادثة، وطلب إلى الشيخ العربي أن يؤم الناس في المسجد مع إعطائه الحرية الكاملة في قول ما يشاء، وهنا قبل الشيخ المهمة، ليبدأ عصر جديد في مسجد العتيق، عصر الإصلاح والإشعاع الديني مع الشيخ الذي كان رمزا من أعضاء جمعية العلماء المسلمين، فتوالت الخطب الحماسية والإصلاحية، وبدأ الناس يتهافتون على المسجد، وشاعت شهرته، وعلا اسمه في المنطقة، بل وخارج الحدود، وحظي بزيارة الشيخ عبد الحميد ابن باديس. وواصل المسجد عمله الدعوي إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية، والتحاق الشيخ العربي بالثورة في العاصمة قبل استشهاده عام 1956م، وبعد الاستقلال عاد المسجد لمكانته الريادية، كأحد المنابر الدينية المؤثرة في تبسة، حيث أنشئت المدرسة القرآنية التابعة له، وهي إلى اليوم تعمل على تخريج العشرات من حفظة كتاب الله.

ويقف المسجد اليوم شاهدا على الفترة العثمانية، حيث يشعر المار من جانبه بعظمة الفن العمراني للأتراك، فالجامع يضم منارة رائعة بنيت من الحجر على شكل مربع، ترتفع على جانب المسجد وتنتهي بصومعة محدبة، ويقف سقفه على أعمدة صخرية ترصعها زخرفة إسلامية أصيلة أبدعها الأتراك، وقد عرف المسجد عدة ترميمات وإضافات حافظت على جوهره المعماري، فبالإضافة إلى بناء المدرسة القرآنية، بنيت المائضة والتي تضم أيضا المرشات، حيث يفصلها عن المسجد مسافة صغيرة تقدر بأقل من 4 أمتار، وهي مسافة الشارع الذي يفصلهما، ويطل المسجد على المدينة من ثلاث واجهات، وتعتبر واجهته الغربية على شارع سيدي بن سعيد هي الواجهة الرئيسية له

مسجد العتيق بتبسة.. شاهد على مرور الأتراك، ومنارة الشيخ العربي التبسي 68402_10

مسجد العتيق بتبسة.. شاهد على مرور الأتراك، ومنارة الشيخ العربي التبسي 68402_10

مسجد العتيق بتبسة.. شاهد على مرور الأتراك، ومنارة الشيخ العربي التبسي Talach10

الكاتب: معصمي زكرياء

26/11/2017

منتدى قمة في الروعة جزى الله القائمين على هذا العمل خير الجزاء ووفقهم لمراضيه وجنبهم معاصيه

» لأول مرة : سلسلة دروس للشّيخ الحبيب فارس -رحمه الله-تلميذ الشيخ العربي و إمام مسجد العتيق سابقا .
» كلمة الشيخ العربي التبسي في أخيه الشيخ بن باديس - رحمهما الله -
» الشيخ العربي التبسي يتحدث عن الشيخ إبن باديس - رحمهما الله -
» ماذاتعرف عن الشيخ العربي التبسي ؟
» ما لايعرفه البعض عن الشيخ العربي التبسي؟؟؟

مسجد العتيق بتبسة.. شاهد على مرور الأتراك، ومنارة الشيخ العربي التبسي

مسجد العتيق بتبسة.. شاهد على مرور الأتراك، ومنارة الشيخ العربي التبسي

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة