مقال عظيم للشيخ الفاضل ابي عبد الباري عبد الحميد العربي الجزائري

https://www.facebook.com/eldjazairihor/posts/606841862730653?notif_t=like

لا تتجسس على إخوانك طلاب العلم تلتمس لهم العيوب، ثم تقول: ألا في الفتنة سقطوا.
إن المسلم عموما والسلفيَّ خصوصا يكون صاحب همة عالية، ولا يشغل نفسه بسفاسف الأمور عن معاليها، وبتتبع عثرات السلفيين عن الدعوة إلى الله، ويجعل شغله قذف الابرياء بالتهم، ثم يقول: ألا في الفتنة سقطوا، مع العلم أنه هو من دفع بهم إلى الفتن بسوء لسانه، وسيء أعماله، وضلال مقاله في منتداه.
أخرج الإمام أبو داود في سنن كتاب الأدب، باب: في النهي عن التجسس من طريق: راشد بن سعد، عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم).فقال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه و سلم نفعه الله تعالى بها.
وأخرج الإمام ابو داود في سننه من طريق: ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة، والمقدام بن معبد يكرب، وأبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم).
قال العظيم آبادي: (..إذا بحثت عن معائبهم وجاهرتهم بذلك فإنه يؤدي إلى قلة حيائهم عنك فيجترئون على ارتكاب أمثالها مجاهرة).
وهذا ينطبق على كثير من الدعاة الذين يرمون إخوانهم بالتهم الباطلة فيقولون: فلان سروري، فلان حدادي، فلان مليباري، فلان رافضي ويصنفونهم في فرق لا وجود لها، ولعل المتهم لا يعرفها، أو لا يراها أصلا فرقة، وهذا يجرئ المظلوم إذا كثرت عليه التهم وتهاطلت على الألقاب القبيحة أن يجاهر عنادا بادعائه الانتساب إلى ما قيل فيه والله المستعان، وهذا الذي لم يتنبه له رواد منتدى التصفية والتربية.
وأخرج الامام البخاري في صحيحه كتاب النكاح من طريق شعبة: حدثنا محارب بن دثار، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجلُ أهله طرقا).
وعند الإمام مسلم في كتاب الإمارة من طريق: سفيان، عن محارب، عن جابر، قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا، يتخوّنهم أو يلتمس عثراتهم).
قال ابن الأثير في النهاية: (إذا اتهمهم وجهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا).
وجاء في الصحيحين من حديث الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا....).
قوله: (ولا تحسسوا): قال الخطابي كما نقل الحافظ في الفتح: (لا تبحثوا عن عيوب الناس ولا تتبعوها).
وأخرج البيهقي، والإمام الحاكم، وعبد الرزاق، من حديث: معمر، عن الزهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن مسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف، أنه حرس مع عمر ليلة بالمدينة، فبينما هم يمشون شبّ لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه حتى إذا دنوا منه؛ إذ باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر رضي الله عنه وأخذ بيد عبد الرحمن: أتدري بيت من هذا؟ قال: لا، قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب، فما ترى؟ قال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهى الله عنه [ولا تجسسوا] فقد تجسسنا، فانصرف عنهم عمر رضي الله عنه وتركهم).
قال الحاكم: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي في التلخيص : صحيح
تنبيه: أنكرت اللجنة الدائمة القصة.
وأخرج الإمام أبو داود من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: أُتى ابن مسعود فقيل له: (هذا فلانٌ تقطر لحيته خمراً، فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا منه شيء نأخذه به).
قال الإمام الألباني في صحيح سنن ابي دواد: صحيح الإسناد.
فليتق الله من يوزع التهم بالمجان على إخوانه السلفيين، بحجة النقد وحماية السنة، والرد على المبتدع، وهو في الحقيقة يدمر صرح السنة في بلده، ويفتح الباب للروافض لنشر كفرهم بين أوساط المسلمين.