بسم الله الرحمن الرحيم
46-إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث بأيديهم المحابر فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم –و هو أعلم بهم- فيقول من أنتم فيقولون نحن أصحاب الحديث فيقول الله تعالى ادخلوا الجنة على ما كان منكم طالما كنتم تصلون على نبيي في دار الدنيا
أخرجه الخطيب في [size=21.33](([/size]تاريخ بغداد[size=21.33]))[/size] ([size=18.66]3/274[/size]) و من طريقه ابن عساكر في [size=21.33](([/size]تاريخ دمشق[size=21.33]))[/size] ([size=18.66]56/338[/size]) و أخرجه كذلك المقرب –صلاح الدين أبو بكر أحمد بن المقرب- في [size=21.33](([/size]الأربعين[size=21.33]))[/size] (ص [size=18.66]65[/size] رقم [size=18.66]13[/size]) و السمعاني في [size=21.33](([/size]أدب الإملاء و الاستملاء[size=21.33]))[/size] (رقم [size=18.66]64[/size]) و محمد بن عبد الرحمن النميري في [size=21.33](([/size]الإعلام بفضل الصلاة على النبي و السلام[size=21.33]))[/size] (رقم [size=18.66]306[/size]) من طريق أبي عبد الله محمد بن يوسف الرقي قال حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا اسحاق الدبري حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فذكره .
قال الخطيب :
''هذا حديث موضوع و الحمل فيه على الرقي''
و من طريق الخطيب ساقه ابن الجوزي في [size=21.33](([/size]الموضوعات[size=21.33])) [/size]([size=21.33]1/189[/size]) و ذكر قوله المتقدم في الرقي
و لما ترجمه الذهبي في [size=21.33](([/size]السير[size=21.33]))[/size] قال :
''اتهمه الخطيب في حديث رواه المسكين بإسناد الصحاح''
أما في [size=21.33](([/size]الميزان[size=21.33]))[/size] فصرح بموضع الاتهام و أنه هذا الحديث الذي نحن بصدده فقال :
''وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر''
و قال النمري :
''هذا الحديث غير محفوظ بهذا الإسناد و محمد بن يوسف لا أعلم كيف حاله''
و محمد بن يوسف الرقي هذا لم أجد من اتهمه سوى الخطيب فقد اتهمه بالكذب لكنه مع ذلك ذكر عن أبي العلاء الواسطي أنه قال فيه : ''كان حافظا''
و الراوي عنه هنا : أبو الحسين بن جميع هو الغساني الصيداني الحافظ صاحب [size=21.33](([/size]المعجم[size=21.33]))[/size] ومن فوق الطبراني كلهم من رجال الصحيح كما قال الذهبي
لكن شيخ شيخه –أي شيخ الطبراني- في هذا الحديث هو : إسحاق بن ابراهيم الدبري و قد استصغر في عبد الرزاق كما قال ابن عدي و ذلك أنه إنما أسمعه أبوه صغيرا و لم يميز حديثه عن عبد الرزاق لا سيما ما كان منه منكرا أكان من الدبري نفسه قد تفرد به عنه أم هو من حديث عبد الرزاق
قال الذهبي :
''ما كان الرجل صاحب حديث و إنما أسمعه أبوه و اعتنى به سمع من عبد الرزاق تصانيفه و هو ابن سبع سنين أو نحوها لكن روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة فوقع التردد فيها هل هي منه فانفرد بها أو هي معروفة مما تفرد به عبد الرزاق''
و قال الحافظ في ([size=21.33]([/size]اللسان[size=21.33]))[/size] :
''أخرجه أبو المحاسن الروياني في ((فوائده)) عن عبد الله بن جعفر الخبائري عن الرقي لكن قال : عن معمر عن قتادة عن أنس''
و هذه الطريق التي أشار إليها الحافظ ابن حجر أخرجها ابن عساكر في [size=21.33](([/size]التاريخ[size=21.33]))[/size] كذلك لكن من طريق أبي الحسين بن أبي نصر نا محمد بن يوسف به
و هو اختلاف يشعر بعدم ضبط الدبري لإسناده و لهذا قال مرة عن الزهري عن أنس و مرة عن قتادة عن أنس أو باضطراب الرقي فيه و هذه علة أخرى يجب أن تضاف إلى العلة المذكورة من ضعف الطريق إليه بل شدته
و للحديث طريق أخرى أخرجها الديلمي في [size=21.33](([/size]مسند الفردوس[size=21.33]))[/size] (ج[size=21.33]1/1/[/size]ق[size=21.33]136[/size]) من طريق أحمد بن محمد بن مالك الاسكندراني عن عبيد بن آدم عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس
بنفس اللفظ الوارد عن معمر عن الزهري عن أنس
و أخرجه النميري في [size=21.33](([/size]الإعلام[size=21.33]))[/size] (رقم [size=18.66]207[/size]) و السمعاني في [size=21.33](([/size]أدب الإملاء و الاستملاء[size=21.33]))[/size] (رقم [size=18.66]159[/size]) من نفس طريق الديلمي لكن بلفظ :
''يحشر الله أصحاب الحديث و أهل العلم و حبرهم خلوق يفوح فيوقفون بين يدي الله تبارك و تعالى فيقول لهم طالما كنتم تصلون على نبيي انطلقوا بهم إلى الجنة''
و الظاهر من سياقه أنه مختصر من سابقه اختصره بعض الرواة
و بين ما هو موجود في نسخة ((مسند الفردوس)) و [size=21.33](([/size]أدب الإملاء[size=21.33]))[/size] من جهة و المطبوع من كتاب النميري من جهة أخرى إختلاف شديد في ضبط أسماء الرواة المذكورين في الإسناد فبينما هو كما أثبتناه من كتابي الديلمي و السمعاني فقد وقع عند النميري هكذا :
''محمد بن أحمد بن مالك الاسكندراني أخبرنا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني أخبرنا يزيد بن هارون أخبرني أبي عن حميد به''
فحميد بن هارون يروي عن والده و عن حميد لكن ليس في الرواة عنه محمد بن عبيد بل عبيد بن آدم و هو ابن أبي إياس و محمد المذكور في إسناد النميري هو ابنه و يروي عنه لكنه لا تعرف له رواية عن يزيد
و من جهة أخرى فإن الصواب في اسم الراوي عنه هو أحمد بن محمد بن مالك الاسكندراني كما جاء عند الديلمي و السمعاني و هو مجهول و قد جهله النميري –رغم القلب الذي وقع له- نفسه فقال :
''هذا الحديث لا نعلمه إلا من هذا الطريق و محمد بن أحمد بن مالك الإسكندراني مجهول''
و الظاهر أن هذا الحديث حديث محمد بن يوسف الرقي رواه الاسكندراني هذا و هو مجهول باسناد الصحيح كما قال الذهببي في الاسناد الآخر
و الله أعلم
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: الأحاديث الضعيفة و الموضوعة مما ليس في سلسلة الألباني (46) 
الجمعة 7 مارس 2014 - 16:23
