قلب اللوز الجزائري



التاي " الشاي " الجزائري


القهوة الجزائرية


الزلابية الجزائرية " بوفاريك "

جزاك الله خيرا يا شيخ سليم على تلك الدعوات الطيبات المباركات، والتي إن لقيت قبولا من ربّ الأرض والسماوات، فو الله لقد فزت فوزا كبيرا.
وأبشر أبشر بخير منها، ليس من عبد ضعيف مقصر مثلي، ولكن من ملك من ملائكة الرحمن يقول لك: ولك مثله.

بل الفضل يعود بعد الله إليك خاصة، وإلى أهل هذا المنتدى المبارك، الذي فتح لنا أبوابه للمشاركة، ويعلم الله أننّي أحتسب الأجر عنده سبحانه في إدخال السرور على إخواني لقوله صلى الله عليه وسلّم( أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ...) أخرجه الطبراني وحسنه الألباني رحمهم الله

أما العصبية يا شيخ سليم فوالله إنّي ـ بحمد الله ـ من أبعد الناس عنها،
فأنا منها بريء، وهي مني بَراء
بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا *** بالرقمتين و بالفسطاط جيراني
وأينما ذكر اسم الله في بلد *** عددت ذاك من صلب أوطاني
هذا بالنسبة لما ذكرته يا شيخ سليم عن رياحي التي صارت حجازية و عاداتي التي غدت سعودية، ولو كان، فأنا في ذلك معذور، فقد قضيت أكثر من نصف عمري في رحاب بيت الله الحرام أحب البقاع إلى الله، التي أسأل الله جلّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وباسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ألا يحرمني منها بسبب ذنوبي، وإيّاك وجميع إخواني المسلمين

وأمّا بالنسبة لما ذكرته عن روحي وحياتي ورفيقة دربي (لِبابا) بكسر اللام من أنّ أصلها البَابَا( القسيس: كبير رجال الكنيسة)، وأنها مصنوعة على هيئة معابد النصارى، فليكن
فالأصل أن طعام أهل الكتاب حل لنا، وطعامنا حلّ لهم بنص الكتاب، وهذا في الذبائح التي الأصل فيها الحرمة، فضلا عن غيرها من المطعومات، التي إن فتشنا في ثلاجاتنا وجدناها قد حازت على قصب السبق، وغيرها تأتي من باب الضرورة،
ولا ضير فقد غدت أَأْمن على صحتنا، وأسهل على معدتنا، والألذّ على ألسنتنا
بل أباح الله لنا ما هو أعظم من ذلك نساءهم المحصنات من الذي أوتوا الكتاب؟؟؟!!!!
وما أشبه لِبابا ببنات بني الأصفر: ووجه الشبه: في اللون والخفة والنكهةووو(ابتسامة)


وأمّا ما ذكرته من أني بحاجة إلى رقية بمياه سدّ قدارة، فلي معك فيها وقفة:
*فأمّا إلى الرقية، فقد أصبت، فوالله إني في حالة أحتاج فيها إلى رقية شرعية، قد تصل إلى رقية (بالمارطو)
*أمّا كونها بماء قدارة، فلست أدري هل ورد في الرقية به فضل، ولا أعلم ذلك إلا لماء زمزم، وإثبات فضل لغيره يفتقر إلى دليل، وهذه زلّة سببها المبالغة في الانتماء القومي( ابتسامة)

ومن باب الفائدة، فقد أنشدنا شيخنا العلاّمة الآية د. عبد العزيز بن علي الحربي حفظه الله في تفضيل المياه:
وأفضل المياه ماء قد نبع *** بين أصابع النبي المتّبع
فماء زمزم فماء الكوثر *** فنيل مصر ثم باقي الأنهر

وأمّا ما ذكرته عن الشاي الأخضر فأبشرك بأنّي في هذه المرة أشاطرك الرأي، فأنا من عشاقه، بل من مجانينه، لكن إن كان محلى بالنعناع، وإلا فلا!!!
ودليلي في ذلك قول الشاعر:
نَعْنِعْ كُؤُوسَك إن أردت شرابها *** لا خير في شاي بلا نعناع

أمّا ما ذكرته عن شواء بلدنا، فوالله لقد ذكرتني والذكرة مؤرقة،
بل فتنتني وعذبتني ثم تركتني على حدّ قول الشاعر:
فلمّا أن أدنيتني وفتنتني *** بقول يحل العصم سهل الأباطح
تركتني حين لا لي حيلة *** وغادرت(رائحةالشواء).ماغدرت بين الجوانح

وخاصة بعدما صار سعره غاليا، وتكاليفه أضحت باهضة، فلم يبق لنا حلّ ولإخواننا والحالة هذه ـ والله المستعان ـ إلا أن نقتدي بفعل الرجل الذكي الصالح (جُحَا) عفا الله عنه:
وهو أن نأخذ خبزة طويلة من خبز بلدتنا، ونقف بباب الشواي، لنأكل الخبز برائحة الشواء، مستحضرين بذلك نية اللحم المشوي، فالدخان عند الشافعية مفطر،
ولاتنس أن تأخذ معك دنانير حديدية، فإن طالبك بأجرة دخان الشواء، فأسمعه رنة الدنانير، فهي تدخل تحت قاعدة الجزاء من جنس العمل، ومهر المثل، والجروح قصاص(ابتسامة)

ملاحظة: لأخي سمير الذي أراد أن يدغدغنا بتلك الصور حتى نغيّر قناعاتنا، أقول له قد حركت مشاعرنا وصدقت إذ ليس الخبر كالمعاينة، إلا أن تلك الزلابية ليست زلابية بوفاريك، بل هي زلابية التونسي عندنا في باب الواد، التي نراها على طبقات طبقات طبقات تكاد تصل إلى سقف الدكان.

وأمّا القريوش، وهو آخر صورة من تلك الصور، فأنعم به، إن كان مسقيا بعسل طبيعي حرّ، ولكن هذه غدت من الأحلام، التي لا يجوز أن ترى إلا في المنام، بل حتى في الحلم تخرج لنا إشارة المرور (قف)، لتقول لك: اجعل معه عسل الدبّ، لا عسل النحل( ابتسامة)
وتعليقا على توقيع أخي سمير:
أقول من سلامة المنهج سلوك منهج السلامة، ومحاولة إخلاء الذمة وإبراءها من حقوق الخلق في أموالهم وأعراضهم، فالمرتقى صعب، والمنحدر إما إلى جنة وإما إلى نار، وحقوق الخلق مبناها على الشح
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( سلوا الله العافية) ومن هذا الباب
( لا تتمنوا لقاء العدو) وكان الإمام أحمد رحمه الله كثيرا ما يذكر عنه أنه كان يحث اصحابه على طلب العافية، والله أعلم
محبكم:
أبو وائل حسّان شعبان