الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ Empty
مُساهمةموضوع: أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟   أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ I_icon_minitimeالأحد 14 نوفمبر 2010 - 0:18

جاء في رسالة كتاب "أباطيل و أسمار" للعلامة المحقق أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله: "و لهذه الفصول غرَض واحدٌ، و إنْ تشعّبتِ إليه الطُّرُق, وهذا الغرض هو ما قلتُ للأخ الصديق الأستاذ "محمود عودة" (ص:398):" هو الدفاعُ عن أمَّةٍ برُمَّتها، هي أمتي العربية الإسلامية. و جعلتُ طريقي أنْ أهتِكَ الأستارَ المُسْدَلة التي عَمِلَ من ورائها رجالٌ فيما خَلاَ من الزمان، و رجالٌ آخرون قد وَرِثوهم في زماننا, و همُّهم جميعا كان: أنْ يُحقِّقوا للثقافة الغربية الوثنية كلَّ الغَلَبة على عقولِنا، وعلى مجتمعِنا، و على حياتنا، و على ثقافتِنا، و بهذه الغلبَة يتمُّ انهيارُ الكيان العظيم الذي بناهُ آباؤنا في قرونٍ متطاولةٍ، و صحّحوا به فسادَ الحياةِ البشرية في نواحيها الانسانية، و الأدبية، و الأخلاقية، و العملية، و العِلمية، والفكرية، و ردُّوها إلى طريقٍ مستقيم, عَلِم ذلك مَنْ عَلِمه ، و جَهِله من جَهِـله".

هل صَحَّ قولٌ من الحَاكي فنقبَلَهُ
أمْ كُلُّ ذَاكَ أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ؟
أمَّا العقُولُ فآلَتْ أنَّهُ كّذِبٌ،
و العقْلُ غَرْسٌ لَهُ بالصِّدْقِ إِثْمَارُ

(شيخ المعرة)
(يُتبع)
-------------
رسالة كتاب" أباطيل و أسمار" لمحمود محمد شاكر.ص8

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العاصمي من الجزائر

العاصمي من الجزائر

عدد الرسائل :
689

الموقع :
www.rslan.com

تاريخ التسجيل :
24/07/2009


أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟   أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ I_icon_minitimeالأحد 14 نوفمبر 2010 - 16:11

من اقواله رحمه الله : تكاد "الثقافة" تكون سرا من الاسرار الملثمة في كل امة من الامم وفي كل جيل من البشر وهي في اصلها الراسخ البعيد الغور معارف كثيرة لا تحصى متنوعة ابلغ التنوع لا يكاد يحاط بها مطلوبة في كل مجتمع للايمان بها اولا عن طريق العقل والقلب ثم للعمل بها حتى تذوب في بنيان الانسان وتجري منه مجرى الدم لا يكاد يحس به ثم للانتماء اليها بعقله وقلبه وخياله انتماءا يحفظها ويحفظه من التفكك والانهيار وتحوطه ويحوطها حتى لا يفضي الى مفاوز الضياع و الهلاك وبين تمام الادراك الواضح لاسرار "الثقافة" وقصور هذا الادراك منازل تلتبس فيها الامور وتختلط ومسالك تضل فيها العقول والاوهام حتى ترتكس في حماة الحيرة بقدر بعدها عن لباب هذه "الثقافة" وحقائقها البعيدة المتشعبة .... ¤¤

ويقول :العاصم ياتي من قبل "الثقافة" التي تذوب في بنيان الانسان وتجري منه مجرى الدم لا يكاد يحس به لا من حيث هي معارف متنوعة تدرك بالعقل وحسب بل من حيث هي معارف يؤمن بصحتها من طريق العقل والقلب ومن حيث هي معارف مطلوبة للعمل بها والعمل بما يوجبه ذلك "الايمان" ثم من حيث هي بعد ذلك "الانتماء" الى هذه الثقافة انتماءا ينبغي ان يدرك معه تمام الادراك انه لو فرط فيه لاداه تفريطه الى الضياع والهلاك ضياعه هو وضياع ما ينتمي اليه .... ¤¤

ويقول :¤¤انما حملت امانة هذاالقلم لاصدع بالحق جهارا في غير جمجمة ولا ادهان
ولو عرفت اني اعجز عن حمل هذه الامانة بحقها لقذفت به الى حيث يذل العزيز ويمتهن الكريم .. وانا جندي من جنود هذه العربية لو عرفت اني سوف احمل سيفا او سلاحا امضى من هذاالقلم لكان مكاني اليوم في ساحة الوغى في فلسطين ولكني نذرت على هذا القلم ان لا يكف عن القتال في سبيل العرب ما استطعت ان احمله بين اناملي ومااتيح لي ان اجد مكانا اقول فيه الحق وادعوا اليه لا ينهاني عن الصراحة فيه شئ مما ينهى الناس او يخدعهم او يغرر بهم او يغريهم بباطل من باطل هذه الحياة
¤¤...... المقالات 1/490

ويقول رحمه الله ..¤¤ ولهذه الفصول غرض واحد ..هو الدفاع عن امة برمتها ..هي امتي العربية الاسلامية فصار حقا علي واجبا ان لا اتلجلج او احجم او اجمجم او اداري ما دمت قد نصبت نفسي للدفاع عن امتي ما استطعت الى ذلك سبيلا ..وصار حقا علي ان استخلص تجارب خمسين سنة من عمري
قضيتها قلقا حائرا اصارع في نفسي اثار عدو خفي شديد النكاية لم يلفتني عن هول صراعه شئ منذ استحكمت قوتي واستنارت بصيرتي ............
¤¤ ..... اباطيل واسمار ص 10-11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟   أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ I_icon_minitimeالثلاثاء 16 نوفمبر 2010 - 21:53

قال شاكر رحمه الله في صدر كتابه "أباطيل و أسمار":
(..و قد سرتُ في هذه الفصول المتشعِّبة المعاني سيرةً واحدةً، فضمَّنتُ جميعَها باباً أو أبواباً من النَّظر إلى حقيقةِ الصراع الذي دار، و لم يزل يدورً على أرضنا، و في عقولِنا، وفي ضمير أنفسِنا. و أشرتُ في مواضع كثيرة إلى أنّ هذا الصراعَ صراعٌ بين حضارتَين مختلفتَين في جُذُورِهما أشدّ اختلافٍ: حضارةٍ طالَ عليها الزمنُ فغَفَتْ غفوةً آمنٍ مستريحٍ لا يفزِّعُه شيءٌ= و حضارةٍ واتاها الزمنُ فهبَّتْ يقظةً مُتلفِّتةً جريئةً، لا تأمن أحداً و لا تطمئنُّ إليه، فلما بدرَتْ بوادرُ الصّراع، قامت "الغافية" تتمطَّى، و تطردُ الفتورَ عن أعضائها و مفاصلها، و تمسَحُ النُّعاسَ اللذيذ عن وجهِها، غافلةً لا يفارقُها شعورُها القديم بالأمنِ و الاطمئنان = أما"اليقظة" فهبّت حَذِرةً، تراقبُ، و تتحسّس، و تطُوف، و تتأهَّبُ للسطو على هذه "الغافية"، باغيةً لا يفارقها شعورُها الجديد اللذيذُ بالقوة و البَطْشِ و الضراوة، و بحبِّ الغلبة و بَسْطِ السلطان. و بدأَ الصِّراعُ جَسًّا بأطراف الأسنّة، و دسًّا بأسباب التجارة، و شيئا فشيئاً، جاءت "الجيوش" و استفحلت "التجارة"، و جاء معهما أو سبقهما طوائف "المبشِّرين" .لم يكونوا طائفة من الدعاة إلى الديانة فحسبُ، بل كانوا طوائفَ لكل منها صِفةٌ و وسْمٌ تمشي به في الناس، تأخذهم من غفلاتهم قبل أن يفيقُوا. و أطبقتْ على رقعة العالم العربي و العالم الإسلامي ضبابةٌ كثيفة، و وَطِيء عليها تاريخٌ طويلٌ يسْحقُ القُوَى و ينسِفُها نسفًا..و كانت قِصَّةٌ طويلة متماديةٌ، تقطر دمًا و خيانة، و ترشَحُ مكْرًا و خُبثًا و خِسَّةً و فَظَاظة....
فهذه الفصول التي كتبتُها، ترفع اللثامَ عن شيءٍ من هذه القصة التي تجري أحداثُها في أخطرِ ميدانٍ من ميادين هذا الصِّراع، و هو ميدان "الثقافة" و "الأدب" و"الفكر" جميعاً. و يزيدُه خَطَرا: أنّ الذين تولوا كِبْرَ هذا الصراع، و الذين ورثوهم من خلفهم، إنما هم رجالٌ منا، من بني جلدتنا، من أنفسِنا، ينطقون بلسانِنا، و ينظرون بأعيننا، و يسيرون بيننا آمنين، بميثاق الأخوة في الأرض، أو في الدين، أو في اللغة، أو في الجنس,
و يزيدُ الأمرَ بشاعةً: أنّ الذين هم هدفٌ للتدمير و التمزيق و النَّسْف، لا يكادون يتوهّمون أنّ ميدان "الثقافة" و "الأدب" و "الفكر" هو أخطرُ ميادين هذه الحرب الخسيسة الدائرة على أرضِنا من مَشرِق الشمس إلى مَغْرِبها = و لا أنّ معارك "الثقافة" و "الأدب" و "الفكر" متراحبَةٌ لا تُحدُّ بحدود= و لا أنّ أكثرَها يأتي موقَّتا توقيتاً دقيقاً: إما قبيل حركات النهضة و الإحياء، و إما معها، و إما في أعقابها= و لا أنّ الأمر صارَ أخطرَ ممّا كان منذ سبعين سنة= و لا أنّ هذه "المعارك" ليست في حقيقتِها "أدبية" أو "ثقافية" أو "فكرية"، بل هي معارك "سياسية"، تتّخذ "الثقافة" و "الأدب" و"الفكر" سلاحاً ناسفاً لقوى متجمِّعة، أو لقُوى هي في طريقها إلى التجمُّع= و لا أنّ أمضى سلاح في يدِ عدوِّنا هو "سلاح الكلمة" الذي يحملُه رجالٌ من أنفسِنا، ينبثون في كل ناحية، و يعملون في كل ميدان، و ينفثون سمومَهم بكل سبيل= و لا أنّ بعض هؤلاء الرجال يأتون ما يأتون من عِلم، و بعضهم قد أُخِذ من غفلته، فهو ماضٍ في طريقه على غير بيِّنة.)
ثم قال رحمه الله:
(و ليس من همي أن أنقضَ على "توينبي" فكرَه و نظرَه و تحكمه، بل من همي أنْ أكشفَ عن أشياءٍ تنبَّه لها، لها صلة وثيقة بما نحن فيه، و هي محمدةٌ له نعترفُ بها، و ينبغي أنْ يكون واضحا أننا لا نسلب الناسَ فضائلَهم من أيِّ أهلِ لسانٍ كانوا، و من أيِّ أهل ملةٍ نعرفُها، فهو بعد أنْ حلّل موقف تركيا من الحضارة الغربية قال: " و هناك بدون شك أفكارٌ و مؤسسات غربية أخرى هي أبعد بكثير من أنْ تكون حسنات، سنكتفي بذكرِ واحدة منها فقط، هي الفكرة القومية. و الأتراك كسائر الشعوب الإسلامية، انتقلت إليهم عدوى القومية مع غيرها من المفاهيم الغربية الصالحة منها و الطالحة. و نستطيع أن نتساءل عن نتيجة تسرّب هذا المبدأ إلى العالم الإسلامي، حيث تُعلّم التقاليد الموروثة أبًا عن جد=(إنه ليس تقليدًا، بل هو دينٌ نحن مسؤولون عنه يوم القيامة بين يدي رب العالمين)= أنّ المسلمين كلهم إخوةٌ بفضل دينهم المشترك، على الرغم من الاختلاف في العنصر، و اللغة و الوطن.. في هذا الوقت، لنا ملءُ الحقَ أن نتساءل عما إذا كانت الأخوة الإسلامية التقليدية، ستحمل حلاً للمشكلة الاجتماعية ، أفضلَ من الحلِّ الذي يقدمه التقليدُ الغربي القائم على الاعتراف باستقلال و سيادة كل أمة. إنّ المجموعة الغربية بوضعها الحالي، منذ الحرب العالمية الثانية، قد قُسِّمت و فككت إلى أربعين دولة سيدة مستقلة، أي أنّ البيت قد "انقسم على نفسه". و مع ذلك ما زال للغرب مقدارٌ كافٍ من النفوذ في العالم كي تحتفظ جرثومة القومية بفعاليتها. و إنا لنأمُل ألا نرى هذه الجرثومة تنتشر في العالم الإسلامي على الاقلّ، لأن الوحدة السياسية و الاجتماعية على مستوى و نطاق عالميين، هما ضرورتان لسلامة الإنسانية اليوم، في الحقبة الذرية النووية، أكثر من أي وقت مضى... و قد قدّم الشعبُ التركي بقيادة أتاتورك، خدمةً كبرى للعالم الإسلامي، بمحاولة حل مسألة "الاستغراب"(أي الخضوع لطريقة العيش الغربية، و اعتناق مبادئ الحضارة الغربية)، المعروضة على جميع الشعوب، بتبنِّيه دون تحفّظ، الأفكارَ الغربية الحديثة، و من بينها القومية و غيرها. غير أن باقي البلدان الإسلامية، ليست في حاجة لأنْ تتّبعَ تماما الطريق الذي خطّه الرواد الأتراك".
ثم يقول "توينبي" في إثر ذلك:
"إنّ هناك بلادًا إسلامية، عربية اللغة، و إذا كانت لغة التخاطب تختلف حسب المناطق(و يعني اللغات العامية)، فإنّ اللغة الفصحى واحدةٌ من شواطئ الخليج العربي، و من حلب و الموصل شمالاً، حتى الخرطوم و عدن و مسقط و وزنجبار جنواً. جميع الكتب و الصحف الصادرة في القاهرة و دمشق و بيروت، تُقرأ في هذه المنطقة الشاسعة كلها، و حتى خارجها، لأن اللغة العربية، هي اللغة الدينية لجميع البلدان الإسلامية، حتى تلك التي لا تستخدمها في التخاطب, فهل من الضروري أن يُجزَّأ هذا العالم العربيّ إلى عشرين دولة مستقلة، تعيش بعزلة تامة عن بعضها البعض؟ و هل من الضروري حقيقة أن نرى العالمَ العربيّ يتفكّك و يتجزّأ، كما حصل مع الأسف للإمبراطورية الإسبانية الأمريكية؟ إنّ هذه التجزئة تُعتبر من أخطر نقائص حضارتِنا الغربية ، و سيكون مؤسفاً حقا أن نرى الشعوبَ العربية تنسج على منوالِنا في هذه الناحية",
و "تويبني" أحدُ أذكياء المؤرخين ، و عَلمٌ من أعلامهم، و بذكائه و علمه، انتبَهَ إلى ما يغفُل عنه من يعدّون أنفسَهم، أو كان الناس يعدُّونهم و لا يزالون، أهلَ حكمةٍ و رأيٍ، من أهل جلدتنا. و لكنه حين دَرَس المسألة التركية و حلّلها، كان خاضعاً خضوعا تامًّا لوراثة قومِه عداوةَ الترك، لأنهم كانوا كتيبةً من كتائب الإسلام في مّدِّ ثلاثة عشر قرنًا، صدمتْ جدارَ الحصن المنيع الذي اعتصمتْ به أوربا المسيحيةُ، منذ عادت أدراجَها هزيمة عن آخر معركة صليبية، ثم نفذت فيه، و تركت كلمةَ الله تعلو فوق شواهق جبالِه. و مع كلِّ ذلك، فقد كان الرجل صادقًا في نظره، و إنْ أساء تصويرَ المسألة التركية. و لذلك لم تحجبه هذه العلّة القادحةُ في بعض نظره، منْ أنْ يُفضي إلى نتيجةٍ صحيحة، حين نظر إلى العالم العربيّ، و أنكرَ سَعْيَ قومه، منذ كان لهم سلطان، إلى أنّ تفتيتَ وحدتنا إلى دويلات لا تقوم واحدة منهن في هذا العالم بنفسها، مهما بلغت من القوة، و لا سيما في هذا العصر الذي تتنازع السيادةَ فيه القوى العلمية، في الكتل البشرية الوفيرة العدد. فإذا قلَّ العددُ، فالقوى العلمية لا تجدي نفعًا يُذكر في هذا الصراع الضخم.
و لم ينجُ "توينبي" في نظره إلى المسألة الإسلامية، من داءِ الحضارة الغربية المتوارث ، و هو التفرقة بين الأجناس، و إنِ اتّحدت العقائد, فلذلك عدَّ التركَ، لأنهم تركٌ، جزءاً منفصلاً عن "القومية العربية" كما فعل ذلك بفارس، و باكستان، و الهند و سائر بلاد إفريقية و غيرها، لأنهم جنس غير عربي الأصل، هذا مع تنبّهه إلى أنّ الإسلام يوجب على المسلمين أنْ يكونوا إخوةً، لا يفرق بينهم اختلافٌ في جنس، أو لغة، أو وطن.
و لكن لو كان "توينبي" أعادَ النظر و هو بريءٌ من داءِ قومه في التفرقة العنصرية، لعلِمَ أن الأمر كان على غير ما يتصوّر، وعلى غير ما يراه اليوم في ظاهر أمرِ هذا العالم الإسلامي، بعد البلاء الذي نزل به من مكايد أهل جلدته و ملّتِه. فكلُّ أمةٍ دانتْ بالإسلام من غير أهل جزيرة العرب الذين خرجوا على عهد أبي بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية، و سائر خلفاء الإسلام من بعدهم، كانت بين أحد أمرَين: إما أن تَدين بالإسلام، ثم لا تلبث أن تطرح ماضيَها كلَّه من لُغَةٍ و دينٍ، ثم تتّخِذ العربية لغتَها، و الإسلام دينَها، و تخالط العربَ مخالطةً تامة، حتى يذهب الجنس كلُّه أو أكثرُه إلا بقايا قليلة، و يدخل في العروبة، كما حدث ذلك في العراق و الشام و مصر و بلاد المغرب كلها إلى أرضِ الأندلس= و إمّا أنْ تدين بالإسلام، و تعدُّ العربيةَ لغتَها الأولى، و تحتفظ بشيءٍ من لغتها، كما كان الأمر في فارس و السند، و بعض قبائل الترك و الأكراد و غيرهم، في كل مكان تعالى فيه الآذانُ، و تُلي فيه القرآنُ. و لكن هذه اللغات الممتنعة، لم يعصِمْها امتناعُها من أنْ تفقِدَ شخصيتَها التي كانت لها في جاهليتها قبل إسلامِها، فانقلبت اللغة الفارسية القديمة، إلى الفارسية الحديثة، و نصف معجمها و أساليبها، و أوزانها آتٍ من العربية، حتى صارت لسانًا آخرَ غير اللسان الفارسي الجاهليّ. و كذلك الأمر في لغة الترك و الأكراد، و سائر اللغات في آسيا و في إفريقية. و تستطيع أن تسمِّي هذا "تعرُّبًا"، لأن هذه اللغات قد صارت ذاتِ نسب قريب بالعربية، من حيث فقدت كلُّ لغة من هذه اللغات أكثرَ خصائصها الجاهلية، و ألزمتْ نفسَها الدخول في عربية "القرآن". و هذا أمرٌ ينبغي التنبُّهُ له.
و لم يكن الذي منع هذه اللغات أن تزول و تحلَّ محلَّها العربية، كما تمّ ذلك في بلاد العرب التي نعرفها اليوم، كالعراق و مصر و شمال إفريقية، أي المغرب كله، و السودان، أنّ أهل هذه اللغات حين أسلمُوا استمسكوا بجنسياتهم، ولم يريدوا عنها حِولا. كلا، و لكنهم فقدوا الأسبابَ التي أتيحتْ للبلاد التي صارت عربية خالصة, فمن هذه الأسباب قِلة هجرة القبائل العربية إلى هذه الديار، و نزولها في قُراها المنتشرة و مدنها و عواصمِها، كما نزلت في مصر و العراق و الشام و سائر بلاد إفريقية، و لا سيما في أول الفتوح، و تتابع نزولها بها جيلاً بعد جيل. و من الأسباب أيضاً أنّ شبابها لم يكد يفارق لغةَ قومه إلى عربة القرآن، حتى جذبته الحواضر الإسلامية الكبرى، كبغداد دمشق، والفسطاط، و بلاد المغرب إلى الأندلس، ففارقَ أرضَ قومه في طلب العلِلْم، وفي طلب الجاه، وفي طلب الثروة و السلطان، فلم تتأصّل هناك طائفة تكون لها الغلبة في تحويل اللسان من فارسي مثلا إلى عربيّ محض. و مع ذلك، فغنْ يكن آلاف من أبناء الفرس قد هاجروا و اندمجوا في العرب حين هاجروا، فإنّ سيادة العربية، عربية القرآن، قد هاجرت بآلافٍ من الألفاظ، فعرّبت اللغة الفارسية القديمة حتى أحالتها عن الوجه الذي كانت عليه في جاهليتها.
و مع ذلك، فهذه البلاد جميعُها، من حدود الصين إلى آخر المغرب، و من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، قد أخرجت آلافًا مؤلفة، في فترة قصيرة جدا، من أفذاذِ علماءِ العربية، و فقهاء الديانة، وبلغاء الكُتّاب، و نوابغ الشعر، و أعلام الفاتحين، و أخرجت كلَّ متفرّد في بابٍ من أبواب المعرفة الإنسانية، و كُلَّ مذكور مشهور في ناحية من نواحي الحضارة، بلا تمييز مبنيّ على الجنس في شيءٍ من ذلك كلِّه، بل جميعهم ينتمي إلى عقيدةٍ واحدة هي الإسلام، وإلى لغة واحدة، هي لغة الإسلام، و هي العربية. و الجنس العربيُّ نفسهُ، لا يجد ما ينتمي إليه غير هذين: هذه العقيدة الواحدة، وهي الإسلام، و هذه اللغة الواحدة، و هي لغة الإسلام، بلا فرقٍ في ذلك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء كرامدي

أسماء كرامدي

عدد الرسائل :
1331

تاريخ التسجيل :
18/04/2009


أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟   أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ I_icon_minitimeالثلاثاء 16 نوفمبر 2010 - 22:21

الصورة التي صوّرُوا بها العالمَ الإسلامي للمثقّف الأوربي – عمل "الاستشراق" مُوجَّهٌ للمثقف الأوربي لحمايتِه- "الاستشراق" يطلب إقناعَ المثقف الأوربي ليحميَه

".. كان جوهر هذه الصورة، المبثوثُ تحت المباحث كلِّها، هو أنّ هؤلاء العرب المسلمين هم في الأصل قومٌ بُداة جُهَّالٌ لا علمَ لهم كانَ، جِيَاعٌ في صحراءَ مجدبة، جاءَهم رجلٌ من أنفسِهم فادَّعى أنه نبيٌّ مرسلٌ، و لفَّقَ لهم ديناً من اليهودية و النصرانية ، فصدَّقوه بجهلِهم و اتّبعوه، و لم يلبث هؤلاء الجِياع أنْ عاثُوا بدينِهم هذا في الأرض يفتحونها بسيوفِهم، حتى كان ما كان، و دانَ لهم من غوغاءِ الأمم مَنْ دان، و قامت لهم في الأرض بعد قليلٍ ثقافةٌ و حضارةٌ جُلُّها مسلوبٌ من ثقافات الأمم السالفة كالفرس و الهند و اليونان و غيرِهم، حتى لُغَتُهم كلُّها مسلوبة و عالةٌ على العِبرية و السّريانية و الآرامية و الفارسية و الحبشية. ثم كان من تصاريف الأقدار أن يكون علماءُ هذه الأمة العربية من غيرِ أبناءِ العرب(الموالي)، و أنّ هؤلاء هم الذين جعلُوا لهذه الحضارة الإسلامية كلِّها معنىً.

هذا هو جوهرُ الصورة التي بثَّها المستشرقون في كلِّ كتبِهم عن دينِ الإسلام، و عن علومِ أهل الإسلام و فنونهم و حضارتهم، و أنَّ هذه الحضارة إنما هي إحدى حضاراتِ "القرون الوسطى" المظلمة التي كان العالم يومئذٍ غارقاً فيها-يعنون عالمَهم هم- يَجري عليهم حكمُ قرونهم الوسطى! بَثُّوا تلك الصورة في كلِّ كتبِهم بمهارةٍ و حِذْقٍ و خُبْثٍ مُعْرق، و بأسلوبٍ يُقنِعُ القارئَ المثقَّف الآن كلَّ الإقناع، و تنحطُّ في نَظَرِه حضارةُ الإسلام و ثقافته انحطاطَ "القرون الوسطى"، و يزداد بذلك زَهْوا بأنّ أسلافَهُ من اليونان و الآريين كانوا هم رَكائز هذه الحضارة المزيَّفة الملفقة ديناً و لُغَةً و علماً و ثقافةً و أدباً و شعراً، و يزداد بذلك الأوربي، أيّا كان، غطرسةً و تعالياً و جبرية،و لا يرى في الدنيا شيئاً له قيمٌ، إلا وهو مستمَد من أسلافِه اليونان و الآريين و الهَمج الهامج!

و من خلالِ الصراحة العارية التي طرحتْ كلَّ حجابٍ، أو الصراحة المتحجِّبة بالبراءةِ و خلوصِ النية و حبِّ العلم، أو الصراحة الحيِية التي أمالَها الخَفَرُ(شدة الحياء)، إلى التبرّج بحبِّ الإنصاف، استطاعَ "الاستشراق" أن يجعلَ هذه الصورة حيةً متحركةً في جميع كتبِه و مقالاته و دراساته و مباحثِه على اختلافها، حتى الدراسات التي تستعصي على قَبول هذه الصورة واضحةً لم تَخْلُ من غَمْزٍ خبيءٍ و لمزٍ خفيّ يستدعي حُضور هذه الصورة بطريقة ما. و كذلك نجحَ "الاستشراق" في تحقيقِ هدفِه كلَّ النجاح، واستطاعَ أنْ يُدرجَ الإسلامَ و شرائعَه و ثقافتَه و حضارته في مستنقعِ "القرون الوسطى" الذي طمرته "النهضة الحديثة" و وَطِئه "عصرُ الإحياء و التنوير" بأقدامِه وطأةَ المتثاقل. و بذلك عصمَ العقلَ الأوربي المثقّف من أنْ يزِلَّ زلةً، فيرى في دينِ الإسلام أو في ثقافتِه و حضارتِه، ما يوجبُ انبهارَه كما انبهرَ أسلافٌ له من قبلُ تساقطوا في الإسلام و ثقافتِه و حضارته طواعيةً، ثم صاروا مع الأسف من بُناة مجدِه على مدى اثني عشر قرناً على الأقل. و اعلَمْ أني على عَمْدٍ هنا أتناسى عمل "الاستشراق" في السطو على الكنوز المخبوءَة كانت في دار الإسلام، ثم ما بذلوه في نقله سِرا إلى علمائهم في زمن النأنأة و ما بعدها، ليَبْنوا عليه حضارتَهم العظيمة القائمة اليوم بيننا، و كيف أغلقوا الأبوابَ على ذِكر ما سَطَوْا عليه بالضَّبَّة و المفتاح، حتى لا يعلمَ خبيئتَه أحدٌ ، حتى و لو كان أوربياً قُحّاً- و أتناسى على عمدٍ مني أيضا حديثَ السفاهة و البذاءةِ التي جرت على ألسنةِ دهاقينهم من المطاعنِ في القرآن العظيم ، و في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم و صَحابته، إمدادًا لهيئاتِ "التبشير" للقيام بعملِها النبيل في دارِ الإسلام و في توابعه التي كانت محجوبة عنهم ثم انفسحَ لها الطريق مع الزحف الأكبر.." (*)

----------
(*) من كتاب "المتنبي":"رسالة في الطريق إلى ثقافتنا. (ص:59-60-61)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
33

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟   أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ I_icon_minitimeالإثنين 29 أبريل 2013 - 1:21

رحم الله الأديب العلامة محمود شاكر وبحمد الله قد صدرت رسالة رائعة , إطلعت عليها فوجدتها ماتعة ومفيدة جدا دونكموه :

أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ -6db7410



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟   أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟ I_icon_minitimeالإثنين 29 أبريل 2013 - 8:40

بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

أم كلّ ذاك أَباطِيلٌ و أَسْمَارُ...؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: أقسام متنوعة :: الإنتصار لديــن الإسلام-