ذكريات من المدرسة القرانية باولف
.ادرار.




أولف مدينة تقع في الجنوب الغربي للجزائر بالضبط في ولاية أدرار وهي مقر
دائرة.


تبعد حوالي 240 كلم عن مقر الولاية.




في مدينة اولف مدرسة قرانية شهيرة تحمل اسم مدرسة مصعب بن عمير




كان يشرف عليها الشيخ باي بلعالم رحمه الله ..




التحقت بهذه المدرسة في سنة 1424هجرية الموافق 2003م




المدرسة عبارة عن بناء متوسط يضم غرف مختلفة الحجم ما بين صغيرة
وكبيرة للطلبة




وقاعتين للتدريس قاعة لحفظ القران كان يطلق عليها _ القربيش _




وقاعة اكبر منها كانت تفتح لدرس قراءة البخاري




في وسط المدرسة ساحة مغطاة بالرمل فيها بعض النخيل




ومطبخ وصالة للاكل ...




(نسميها صالة للاكل تجوزا والا هي عبارة عن صالة ليس فيها غير حصير
قديم




يجلس عليه الطلبة في وقت الاكل يجلس عدد كبير ما بين السبعة
والتسعة حول الاناء الواحد .




احيانا يمكنك ان تعد كم ملعقة اكلت .....




وكان الاكل فيها عبارة عن وجبات لا تتغير فاما طعام _كسكس _ او رز
او المقرون او السباكتي _




فطور الصباح عبارة عن كاس من الحليب الممزوج بالماء وقطعة خبز




والغداء كان بعد الزوال وهو كما ذكرت سابقا اما_طعام_ كسكس او ارز
او مقرون او سباكتي




وما ادراك ما الرز والمقرون والسباكتي المطبوخ هناك ..




عبارة عن وضع الرز او المقرون في الماء وتركه يغلي مع حبة من
البطاطا وملعقة من الطماطم




لهذه الاسباب عانى كثير من الطلبة من سوء التغذية ..




اذا كان عندك مال فانه ينبغي عليك كل يوم ان تشتري الخبز من خارج
المدرسة وبعض الاكل




لتحافظ على صحتك ...




اذكر اننا كنا نخرج ونشتري الخبز من مخبزة قريبة من المدرسة وعندما نعود
الى المدرسة نتقاسم ذلك الخبز وكانه فاكهة نادرة




ما كنت احسب ان الخبز فاكهة حتى نزلت على ارض بن منصور




كانت مشكلة نقص الطعام تشكل عائقا امام الكثير من الطلبة




فلم يكن النقص عاديا بل كان مؤثرا الى حد كبير




جعل الكثر من الطلبة يعانون من مرض سوء التغذية




وكثير من الطلبة غادرو المدرسة بسبب سوء التغذية ..








كننا ننام غالبا فوق السطح لشدة لحر




وكانت هناك ساحة في وسط المدرسة تغطيها الرمال




كان الشيخ عبد القادر يلقي فيها درس ما بين المغرب والعشاء




كان عدد الطلبة ما بين الثلاثين الى الاربعين يزيد احيانا وينقص
اخرى




فهناك من الطلبة من يستطيع التحمل والصبر فيبقى مدة طويلة




واخرون يغادرون بعد مدة قصيرة




كانت الحياة في تلك المدرسة وخارجها بالنسبة الينا هادئة وبسيطة
بعيدة عن التكلف في الملبس والماكل




تلبس ما شئت من غير تكلف ولا اهتمام بمظهرك كثيرا




حتى انك في بعض الاحيان تذهب الى المسجد حافي القدمين



_
لان الارض رملية _ من غير ان يعيرك اي احد اهتماما




كان الطلبة يجلسون في القربيش _قاعة حفظ القران _ على حصير قديم




ولا تسمع الا صوت الطلبة كصوت النحل




فكل يقرء ويكرر ويرفع صوته في قراءة ما يريد حفظه




ثم يعرض ما حفظه على الشيخ عبد القادر




كان من المعيب ان تمد رجليك في القربيش في حال وجود الشيخ




وكان يدرس القران في الصباح والمساء




والفقه وشرح الاربعين بين المغرب والعشاء




كان الشيخ احمد طالب يدرس الفقه




والشيخ عبد الرحمان حفصي وهو شيخ كبير يدرس النحو والصرف والفرائض




وكان هناك درس معروف بقراءة صحيح البخاري




كان الشيخ باي بلعالم يقيم دروسا احيانا ..




كان الشيوخ في المدرسة متاثرين بالمذهب الاشعري




الا الشيخ عبد القادر رحمه الله فقد كان سنيا سلفيا




كان يدرس احيانا بين المغرب والعشاء قطف الجنى الداني شرح مقدمة ابن
ابي زيد القيرواني




للشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله




وكانو لا يتعرضون له_ا اي الشيخ عبد القادر - فقد كان صهر الشيخ
باي بلعالم ..




كان الشيخ عبد القادر ذا خلق كريم وسمت حسن




لم يكن هناك مشرف بمعنى الكلمة عن المدرسة




فقد كان المدير ينصرف في المساء وكان رجلا كبيرا




والمشايخ بعد القاء الدروس




الشيخ عبد القادر كان له دروس في الصباح والمساء وبين المغرب
والعشاء




الطلبة يتصرفون في باقي شؤونهم




باب المدرسة مفتوح طوال الليل والنهار ..




كنا نقيم جلسات وسهرات احيانا للتاذكر واحيانا اخرى للسمر وتجاذب
اطراف الحديث ..




ورغم تلك الظروف الا اننا كان ندرس ونحفظ ونحس ببركة في الوقت ..




كانت مدرسة اولف من احسن المدارس في تلك المنطقة ليس من حيث
الامكانيات المادية




ولكن من حيث المعتقد والمحافظة على الاخلاق العامة




كان المشايخ متاثرين بالمذهب الاشعري ولكنهم كانو موحدين لا يقرون
الشرك




ولم يكونو معادين للسلفيين




حتى كان بعض الاعداء يلمز الشيخ باي رحمه الله ومدرسته _
بالوهابيين ._




وكان الشيخ عبد القادر حفظه الله صاحب عقيدة سلفية




كانت هناك علاقة طيبة بيننا وبين المشايخ مثل




الشيخ عبد القادر والشيخ عبد الرحمان حفصي والشيخ احمد طالب




الشيخ باي رحمه الله لم يكن يحظر كثيرا الى المدرسة لكبر سنه
ولمشاغله




كانت له جلسة بجانب بيته




اذكر اني في اول قدومي الى اولف ذهبت وحضرت ...




كان متوجدا فيها الشيخ باي بلعالم رحمه
الله




وبعض الشيوخ من المدينة يتحدث فيها الشيخ باي بلعالم
رحمه الله



وبعض
من حضر ويشربون الشاي




كانت المدرسة على العموم نقية لم يكن فيها ما ينتشر في كثير من
مدارس الصوفية من الفواحش والمنكرات والبدع والشركيات




والعياذ بالله




لم تكن فيها تلك ا لبدع المعلنة او الكثيرة




مكثت في مدرسة اولف قرابة العشرة اشهر




_ وبعدها انتقلت الى مدرسة اخرى ... _




تلك العشرة اشهر كانت جميلة بحلوها ومرها




هذه بعض الذكريات في تلك المدرسة




كانت بين سنتي 1424و1425هجرية _2004و2005م




احببت ان اسطرها باختصار




لاننا لو فصلنا الحديث فان االامر يطول جدا ...




وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم




___________________