الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسامة خضر

avatar

عدد الرسائل :
88

تاريخ التسجيل :
27/09/2011


خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله   خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله I_icon_minitimeالجمعة 9 نوفمبر 2012 - 20:13

ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك
[إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين]. الضياء اللامع من الخطب الجوامع (9/ 701)

أما بعد:

فاعلموا عباد الله! أنَّ لكلِّ أجلٍ كتاب، ولكلِّ بدايةٍ نهاية، ولكلِّ أوَّل آخر، فالأعمار محدودة، والأزمنة معدودة، ونحن الآن في ختام شهر ذي الحجة، ونهاية العام الهجري؛ ثلاثٍ وثلاثين وأربعمائة وألف (1433)، خُتِم هذا العام بعبادة الحجِّ إلى بيت الله الحرام، الذي سبقه من العبادات طاعاتٌ وصلواتٌ وزكواتٌ وصيام.

فعلينا أن نودِّعَ مثلَ هذهِ الأيامِ بالأعمالِ الصالحة، ونُودِعَ فيما يستقبلُ من الأعمار طاعاتٍ وعباداتٍ رابحة، فما هي أرجا الأعمالِ والطاعات التي يخرج بها العبد نقيًّا من الذنوب والمعاصي كيوم ولدته أمه، حتى نفهمَها ونعيَها، ونعملَ بمقتضاها ومعانيها؟

مِن هذه الأعمال؛ الصلاةُ في المسجد الأقصى: -حرره الله من الطغاة الظالمين-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؛ سَأَلَ اللَّهَ ثَلاَثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لاَ يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلاَّ يَأْتِىَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ فِيهِ؛ إِلاَّ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِىَ الثَّالِثَةَ». رواه أحمد والنسائي وابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم أطول من هذا وقال: [صحيح على شرطهما ولا علة له] انظر صحيح الترغيب والترهيب (2/22) (1178) وحديث (2090) في صحيح الجامع.

ومما يخرجك من الذنوب كيوم ولدتك أمُّك؛ المداومة على الجُمُعات والوضوء وانتظار الصلوات: فقد ثبت عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَتَانِى اللَّيْلَةَ رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِى أَحْسَنِ صُورَةٍ، -قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: فِى الْمَنَامِ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! هَلْ تَدْرِى فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ =أي الملائكة= قَالَ: قُلْتُ: لاَ! قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَىَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَىَّ، -أَوْ قَالَ: فِى نَحْرِى- فَعَلِمْتُ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! هَلْ تَدْرِى فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: فِى الْكَفَّارَاتِ. وَالْكَفَّارَاتُ؛ الْمُكْثُ فِى الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَالْمَشْىُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِى الْمَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؛ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً؛ فَاقْبِضْنِى إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ؛ إِفْشَاءُ السَّلاَمِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ». الترمذي (2581)

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِىُّ: كُنْتُ وَأَنَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَىْءٍ، وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ، فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِى، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُسْتَخْفِيًا، جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِىٌّ». فَقُلْتُ: وَمَا نَبِىٌّ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِى اللَّهُ». فَقُلْتُ: وَبِأَىِّ شَىْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «أَرْسَلَنِى بِصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَىْءٌ». قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ». قَالَ: وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ. فَقُلْتُ: إِنِّى مُتَّبِعُكَ. قَالَ: «إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، أَلاَ تَرَى حَالِى وَحَالَ النَّاسِ! وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ؛ فَإِذَا سَمِعْتَ بِى قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِى». قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِى، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ، وَكُنْتُ فِى أَهْلِى، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ، وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، حَتَّى قَدِمَ عَلَىَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالُوا: النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ، وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ. فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِى؟ قَالَ: «نَعَمْ! أَنْتَ الَّذِى لَقِيتَنِى بِمَكَّةَ». قَالَ:فَقُلْتُ: بَلَى! فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! أَخْبِرْنِى عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ.

أَخْبِرْنِى عَنِ الصَّلاَةِ، قَالَ: « صَلِّ صَلاَةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ، =أي صلاة التطوع= فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ، =أي وقت الزوال= فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَىْءُ؛ فَصَلِّ، =أي صلاة الظهر= فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّىَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ». قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! فَالْوُضُوءُ؛ حَدِّثْنِى عَنْهُ، قَالَ: «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ، فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ؛ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ؛ إِلاَّ خَرَّتْ =أي سقطت= خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ؛ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ؛ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ؛ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِى هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ؛ إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ! انْظُرْ مَا تَقُولُ فِى مَقَامٍ وَاحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَا أُمَامَةَ! لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّى، وَرَقَّ عَظْمِى، وَاقْتَرَبَ أَجَلِى، وَمَا بِى حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَلاَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا- حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ-؛ مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّى سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. مسلم (832)

ومن هذه الطاعات التي تنقي العبد وتطهره؛ أداء فريضة الحج دون رفث ولا فسوق: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». البخاري (1819)، مسلم (1350).

أما عبادة الطواف بالبيت الحرام فأجرها عظيم، فكيف لو كانت مرتبطة بعبادة الحج؟! لقد جاء أنصاري يريد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينه، فأقبل عليه، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ عَمَّا جِئْتَ تَسْأَلُ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتَنِي فَأُخْبِرْكَ»، فَقَالَ: لَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَخْبَرَنِي عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُكَ، قَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْحَاجِّ مَا لَهُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَقُومُ بِعَرَفَاتٍ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَرْمِي الْجِمَارَ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَحْلِقُ رَأْسَهُ؟ وَمَا لَهُ حِينَ يَقْضِي آخِرَ طَوَافٍ بِالْبَيْتِ؟» فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأْتَ مِمَّا كَانَ فِي نَفْسِي شَيْئًا، قَالَ: «فَإِنَّ لَهُ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ أَنَّ رَاحِلَتَهُ لَا تَخْطُو خُطْوَةً إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَإِنْ كَانَ عَدَدَ قَطْرِ السَّمَاءِ وَرَمْلِ عَالِجٍ، وَإِذَا رَمَى الْجِمَارَ لَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا لَهُ حَتَّى يُوَفَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا حَلَقَ رَأْسَهُ فَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَقَطَتْ مِنْ رَأْسِهِ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا قَضَى آخِرَ طَوَافِهِ بِالْبَيْتِ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». رواه البزار والطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له. انظر صحيح الترغيب والترهيب (1155).

من قلق في نومه فذكر اللهَ ووحَّده مُحيت ذنوبه، عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، إِلَّا كَانَ مِنْ خَطَايَاهُ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَإِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ تُقُبِّلَتْ صَلَاتُهُ". الدعاء للطبراني (ص: 244 رقم 763) ونحوه عند البخاري (1154).

وهذا يحثنا على ذكر الله في كل حين.

ألا واعلموا رحمكم الله أن للمرض والبلاء دور في إسقاط الذنوب ومحوها: عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِىِّ عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِىِّ، أَنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ، وَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ، فَلَقِىَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَالصُّنَابِحِىُّ مَعَهُ، فَقُلْتُ: (أَيْنَ تُرِيدَانِ؟ يَرْحَمُكُمَا اللَّهُ). قَالا: (نُرِيدُ هَا هُنَا، إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ). فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، حَتَّى دَخَلاَ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ، فَقَالاَ لَهُ: (كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟) قَالَ: (أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةٍ). فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ: أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ، وَحَطِّ الْخَطَايَا، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّى إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْداً مِنْ عِبَادِى مُؤْمِناً، فَحَمِدَنِى عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ؛ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ الرَبُّ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِى وَابْتَلَيْتُهُ، وَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ». رواه أحمد من طريق إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني والطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة، انظر صحيح الترغيب والترهيب (3423).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ، وَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَطْلَقْتُهُ مِنْ إِسَارِي، ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ، وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ، ثُمَّ يُسْتَأْنَفُ الْعَمَلَ». المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 500، رقم 1290) وقال: [هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ]. انظر صحيح الجامع (4301)، والصحيحة (272).

دَخَلَ أَبُو الْعَالِيَةِ عَلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ يَعُودُهُ، قَالَ: (كُنَّا نَتَحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً: أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَمْرَضُ، إِلَّا قَامَ مِنْ مَرَضِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً: أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَمْرَضُ، إِلَّا قَالَ اللَّهُ لِكَاتِبَيْهِ اكْتُبَا لِعَبْدِي مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ). مصنف ابن أبي شيبة (2/ 442، رقم 10820).

عافانا الله وإياكم من الأوبئة والأمراض، والمصائب والعاهات وسائر البلايا، وشرِّ المنايا، واغفر لنا جميع الذنوب والسيئات والخطايا. اللهم آمين!!!

[بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم وسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم]. الخطب المنبرية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر) (ص:



الخطبة الثانية
[الحمد لله منشئ الأيام والشهور، ومفني الأعوامِ والدهور، وميسِّرِ الميسورِ ومقدِّر المقدور، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وأشهد أن لا إله إلا الله الغفورُ الشكور، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أفضلَ آمرٍ وأجلَّ مأمور.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، وضاعفِ اللهمَّ لهم الأجور.

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق تقواه، وتوبوا إليه وأطيعوه تدركوا رضاه.

عباد الله: تصرمت الأعوام عاما بعد عام، وأنتم في غفلتكم ساهون نيام. أما تشاهدون مواقع المنايا، وحلول الآفات والرزايا، وكيف فاز وأفلح المتقون، وكيف خاب وخسر المبطلون المفرطون.

ألا وإنه قد تصرَّم من أيام الحياة عامٌ قد ودعتموه، شاهدا لكم أو عليكم بما أودعتموه.

فمن أودعه صالح العمل فالخير بشراه، ومن فرَّط فيه فأحسن الله في عمره عزاه.

فيا ليت شعري! على أي شيء تُطوى صحائف هذا العام؟

أعلى أعمالٍ صالحةٍ وتوبةٍ نصوحٍ تمحى بها الآثام؟

أم على ضدِّها؟

فلْيتُب الجاني إلى ربه، فالعمل بالختام.

فاتقوا الله عباد الله! واستدركوا عمرا ضيعتم أوله، فإن بقية عمر المؤمن لا قيمة له.

فرحم الله عبدا اغتنم أيام القوة والشباب، وأسرع بالتوبة والإنابة قبل طيِّ الكتاب، وأخذ نصيبًا من الباقيات الصالحات، قبل أن يتمنى ساعةً واحدة من ساعات الحياة.

أين من كان قبلكم في الأوقات الماضية؟

أما وافتهم المنايا وقضت عليهم القاضية؟!

أين آباؤنا وأين أمهاتنا؟ أين أقاربنا؟ وأين جيراننا؟ أين معارفنا وأين أصدقاؤنا؟

رحلوا إلى القبور، وقلَّ والله! بعدهم بقاؤنا.

هذه دورهم فيها سواهم، هذا صديقهم قد نسيهم وجفاهم.

أخبارهم السالفة تزعج الألباب، وادِّكارُهم =وتذكرهم= يصدع قلوب الأحباب، وأحوالهم عبرةٌ للمعتبرين، فتأملوا أحوال الراحلين، واتعظوا بالأمم الماضين، لعلَّ القلب القاسي يلين.

وانظروا لأنفسكم مادمتم في زمن الإمهال، واغتنموا في حياتكم صالح الأعمال، قبل أن تقولَ نفسٌ يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، فيقال هيهات! فات زمن الإمكان، وحصل الإنسان على عمله من خير أو عصيان.

فنسألك اللهم يا كريم يا منان أن تختم عامنا هذا بالعفو والغفران، والرحمةِ والجودِ والامتنان، وأن تجعلَ عامنا المقبل عاما مباركا حميدا، وترزقَنا فيه رزقاً واسعاً وتوفيقاً وتسديدا.

اللهم اختم بالصالحات أعمالَنا، وأصلِح لنا جميعَ أحوالِنا.

اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.

اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة، واجعلنا ممن كتبت لهم الحسنى وزيادة، يا كريم يا رحيم]. الفواكه الشهية في الخطب المنبرية والخطب المنبرية على المناسبات (ص: 216- 218)

{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ}.



وكتب وخطب: أبو المنذر فؤاد

الزعفران المغازي غزة

24 ذي الحجة 1433 هلالية

9/ 11 2012 شمسية

للتواصل مع الشيخ عبر البريد الالكتروني: zafran57@yahoo.com

أو زوروا الموقع الالكتروني الرسمي للشيخ: www.alzafran.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله   خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله I_icon_minitimeالسبت 17 نوفمبر 2012 - 12:19

جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

خطبة: ما يخرجك من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» خطبة: من آذى رسول الله فعليه الغضب واللعنة من الله. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة الوداع والاستقبال. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة: شهر شعبان فوائد وأحكام. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة: وما أكثر الخائنين في هذا الزمان. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» خطبة: المتشابهات والمراد منها. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: في رحــــاب المنتــدى :: المــــنبـــــــر العــــــــــام-