[size="5"][color="navy"]بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد :
أثناء مطالعتي لكتاب (جماعة المسلمين) للشيخ الفقيه أبو يعلى الزواوي رحمه الله وقفت على موقف حرج وقع له شخصيا مع أحد أبناء الجيل فلندع الشيخ رحمه الله يقص علينا حكايته ولكم إستنباط ما شئتم من العبر أمّا أنا فأشاهد آثار ما قصّه الشيخ عيانا في حيّنا والأحياء المجاورة فمن هنا ظهر جيل (الساطور) :
مررت بشارع أكثر سكانه مسلمون ولما حاذيت كوة دار كان عليها صبي صغير نحو العامين خاطبني متبسما : (يلعن دين أمه) فعجبت كثيرا من تلك الجسارة إذ لم يعرفني قط ولم أعرفه أنا أيضا ولا عرفت أهله فتوقفت لحظة قليلة لعلي أسمع لأحد معه كأمه أو حاضنته فأكلمها ويبيح ذلك لكبري في السن وشيبتي ورتبة الإمامة وشهرتي في الحمى فتماديت في المشي في المشي وئيدا ولم أخط كثيرا حتى رايت رجلا خرج من تلك الدار فرجعت أسأله فقلت له : أنت ربّ عذا المنزل الذي فيه هذا الصبي ؟ فقال : هو منزل أخي ! فأخبرته بالقصة منكرا جسارة الصبي ووقاحته وسبّه الفاحش وهو ضاحك فسكت عني ولم يجبني بكلمة ما فعجبت مثلما عجبة من قحة الصبي إذ ظهر لي هذا الرجل الأمي الجهول أنه لم ير معنى لكلامي ولا تغير لونه ولا تمعر وجهه ولا أحسّ بشيء ولا شعر به فظهر لي هذا وثبت عندي لما وصيت رجلا آخر من الحمى ليعلم والد الصبي بأني طالب رؤيته والإجتماع به عندما يتيسر له فأجابني هذا الرجل الذي وصيته أنه رآى أبا الصبي وأخبره بالقضية فأجابه : إنّ هذا الشيخ الكبير الإمام بزعمه رجل خرف لا عقل له ولا معرفة ماذا أعمل للصبي ؟ فرفض طلبي الإجتماع به وما زلت ولن أزال راغبا في ملاقاته وأقول له : أنت وأخوك إذا سبّكما صبية أحد وقالوا لكما (لعن الله دين أمّكما) أترضياه ؟ وإذا سبّ ابنكما حاكما فرنساويا يحسن العربية أو أيّ أجنبي ولا سيما إذا كان عالما مسلما من الشرق الأدنى أو الأقصى أو من شمال إفريقيا فما الجواب على خزيكم يا أهل الجزائر وشرارها وعارها وشنارها ؟
إني غير جاهل بما يجري من هذه الوقاحة من سباب الديانة أنها يلقنها الآباء والأمعات للأولاد صباحا ومساء ويفرح الوالدان المخزيان بل الملعونان بولدهما يتكلّم وأخذ في النطق وهكذا دركات الجعل وإهمال أمة ذات عشرة ملايين إن صارت راعية بلا راع حتى أنّي لو زدت مع هذا الجلمود الذي حطّع السيل من عال لأخذ الخنجر يضربني ولأتخذ أفوكاط يحميه ويقول في مجلس عدلية الجزائر : (أنّ الشيخ ابا يعلى خرف أحمق لا حقّ له فيحكم المجلس ببراءته وخطإ الشيخ الإمام الجهول بالحقوق الفرنسية وحريتها وأدبها ومدنيتها وسماحتها وفضيلتها ؛
ثمّ هل يصدق على هذا وأمثاله قوله تعالى : (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ( 22 ) أولئك الذين لعنهم الله ... ) الآية
يصدق بكلّ إيضاح وبرهان ، هذا في الطبقة السفلى قد يكون مظنونا ولكن أذكر جملة كبيرة في الطبقة العليا من العلماء والشرفاء والأكابر الذين إذا صرّحنا بأسمائهم تكن لنا فتنة كبيرة وعداوة يصعب الخروج منها ..... إنتهى المقصود من الكلام[/QUOTE]
الرئيسية 
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
موضوع: موقف حرج للشيخ أبو يعلى الزواوي رحمه الله 
الإثنين 30 يوليو 2012 - 20:25
