((( منهج اﻻستدﻻل باﳌكتشفات العلمية على النبوة والربوبية
(دراسة نقدية) )))

هذا البحث قد يرشدك إلى الصواب في مسألة الإعجاز العلمي وما حدث فيها من توسع يضر بالإسلام وأصوله العقدية:
" منهج اﻻستدﻻل باﳌكتشفات العلمية على النبوة والربوبية (دراسة نقدية) " لشيخنا الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي حفظه الله رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى سابقا

ما أكثر المكتشافات التي يدعي فيها أهل الإعجاز العلمي أن القرآن الكريم قد سبق إليها أو أن السنة النبوية قد دلّت عليها في محاولة بيان عظمة هذا الدين وشموليته وما يحتويه من علوم تبهر العقل، وولله إنهم يفسدون من حيث يظنون أنهم يصلحون:
وأكبر سؤال يوجه لهؤلاء أن يقال لهم:

ـ هل علم النبي صلى الله عليه وسلم وهو أوّل من يجب عليه أن يعلم ما في كتاب الله من معاني الآيات ما يبيّن به مراد الله من كلامه كما قال سبحانه:{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } هذا التفسير وهذا المعنى؟!
فإما أن يكون قد علمه فلم يبلغه لأصحابه من بعده لأجل ذلك لم يصلنا، وإما أن يكون قد جهله، وأحلى الجوابين مر وهو باطل.
ـ ثم لو فرضنا جدلا أن نظريةً ما توصل فيها الغربيون إلى أنها توافق ما في القرآن الكريم مما لا يعرف في جيل الصحابة كما يدعي أهل الإعجاز العلمي، كيف لو بعد عشرات السنين تبيّن أن تلك النظرية باطلة قطعا بشهادة عدد من جمعيات البحث العلمي في العالم، وقد وقع مثل ذلك فقد كذبت بعض النظريات وشككّ في البعض الآخر هل نسلّم بأن معنى ذلك أن ما في القرآن مما قنا قبل ذلك أنه يدل عليها أنه باطل؟!
هذا ما يلزم من هذا المنهج الخاطئ في الاستدلال بهذه المكتشفات العلمية على صحة القرآن الكريم وأنه كلام الله تعالى، وعلى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، يكفينا ما في كتاب ربّنا من شرائع وأخبار وعقائد وأحكام يشهد العقل البشري أنها من لدن لطيف خبير:

محبكم : أبو وائل