الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أسامة خضر

avatar

عدد الرسائل :
88

تاريخ التسجيل :
27/09/2011


الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله   الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله I_icon_minitimeالأحد 2 ديسمبر 2012 - 16:32

المسيح الدجال أهو من ولد آدم؟ وهل هو موجود الآن؟
صاحب الفضيلة
الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى
الحمد لله؛؛؛

حديث الجساسة لمخالفته في الظاهر لحديث البخاري (116) و مسلم (2537) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العِشَاءَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ».

في اللقاء الباب المفتوح لابن عثيمين جاء السؤال: المسيح الدجال أهو من ولد آدم؟

الجواب: [إي نعم، المسيح الدجال من ولد آدم لا شك فيه.

السائل: وهو موجود الآن؟

الشيخ: لكنه رجل خبيث؛ والظاهر أنه غير موجود، وأما حديث الجساسة؛ ففي النفس منه شيء لا يظهر لي بأنه حديث صحيح، لما فيه من الاضطراب وفي بعض ألفاظه نكارة.

السائل: لكن يوم القيامة ورد شيء من مصيره يوم القيامة؟

الشيخ: كل كافر فهو في النار وهو من الكفار، فالأصل أنه من أهل النار، لأن عيسى عليه الصلاة والسلام هو الذي يقتله على أنه كافر.

السائل: سمعنا -يا شيخ- من ينسب إليكم القول بأنه كان موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في قصة تميم الداري ثم نفيتم وجوده بحديث: (أرأيتكم ليلتكم)؟

الشيخ: لا، لا، أبداً ما قلنا هذا.

السائل نفسه: غير صحيح؟

الشيخ: إي نعم، من أصله، نحن نشك في صحة حديث تميم الداري في قصة الجساسة].

وفي مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (2/ 19، 20)، فتوى رقم: (147): وسئل فضيلته: هل الدجال موجود الآن؟

فأجاب بقوله: [الدجال غير موجود؛ لأن الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب الناس في آخر حياته، وقال: «إنه على رأس مائة سنة لا يبقى، على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد».

وهذا خبر، وخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يدخله الكذب، وهو متلقى من الوحي؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعلم مثل هذا الغيب، فهو غير موجود، ولكن الله يبعثه متى شاء].

(148) سئل فضيلة الشيخ: ذكرتم في الفتوى السابقة رقم (147): أن الدجال غير موجود الآن، وهذا الكلام ظاهره يتعارض مع حديث فاطمة بنت قيس في الصحيح، عن قصة تميم الداري، فنرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح ذلك؟

فأجاب بقوله: [ذكرنا هذا مستدلين بما ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد».

فإذا طبقنا هذا الحديث على حديث تميم الداري صار معارضا له؛ لأن ظاهر حديث تميم الداري أن هذا الدجال يبقى حتى يخرج، فيكون معارضا لهذا الحديث الثابت في الصحيحين، وأيضا فإن سياق حديث تميم الداري في ذكر الجساسة في نفسي منه شيء، هل هو من تعبير الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لا؟].

ومن دروس للشيخ العثيمين: من هو المسيح الدجال؟

السؤال: هل ابن صياد هو المسيح الدجال الذي يخرج في آخر الزمان؟ أم هو الرجل الذي في الدير وهو أعظم إنسان خلقاً؟ أم الجساسة؟ وهل هو موجود الآن؟ أعاذانا الله من فتنته وشره.

الجواب: [هؤلاء كلهم ليسوا المسيح الدجال الذي يكون في آخر الزمان، أما ابن صياد فهو دجال من الدجاجلة لا شك، وكذاب وكاهن، وأما حديث الجساسة؛ ففي نفسي من صحته شيء؛ لأن فيه أشياء منكرة، ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في آخر حياته في ما معنى الحديث: (لا يمر مائة سنة وفي الأرض ممن هو عليها اليوم أحد)، لكنه بشر يخلقه الله عز وجل في حينه].

وفي اللقاء الباب المفتوح السؤال: فضيلة الشيخ: ما قولكم في حديث الجساسة في صحيح مسلم؟

الجواب: [قولنا فيه: أن النفس لا تطمئن إلى صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما في سياق متنه من النكارة، وقد أنكره الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره إنكاراً عظيماً؛ لأن سياقه يبعد أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم].

السائل: هل قال به أحد من السلف قبل محمد رشيد رضا؟

الشيخ: [لا أعلم، لكن لا يشترط، وأنا لم أتتبع أقوال العلماء فيه لكن في نفسي منه شيء].

وللبيان والتوضيح؛ أني لم أعثر على إنكار حديث الجساسة لأحد من أهل السنة والجماعة وعلمائها، إلا ما كان من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وكأنه تأثر بما قاله محمد رشيد رضا، وأخذا بظاهر الحديث: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ».

وسأذكر هنا بعضا من أقوال العلماء في إثبات حديث الجساسة، وأنه لم يروه فاطمة فقط بل رواه غيرها، والتوفيق بينه وبين الحديث السابق، فأقول وبالله التوفيق:

قال في عقد الدرر في أخبار المنتظر للسلمي (ص: 359): [قال الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، رحمه الله بعد ذكر لأحاديث ابن صياد: ومن ذهب إلى أن الدجال غيره، يعني ابن صياد، احتج بحديث تميم الداري، وإسناده أصح، مع جواز موافقة صفته صفة الدجال، والدجال غيره، كما جاء في الخبر، أنه أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، وليس به، وأمر ابن صياد على ما حكي عنه، كانت فتنة ابتلى الله بها عباده، كما كان أمر العجل في زمن موسى عليه السلام فتنة ابتلاهم الله بها، إلا أن الله عز وجل عصم منها أمة محمد، عليه الصلاة والسلام، ووقاهم شرها، وليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويحتمل أنه، عليه السلام، كان كالمتوقف في بابه، حتى جاء التثبيت من الله عز وجل، أنه غيره، فقال في حديث تميم الداري ما قال، والله أعلم].

وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: [وَمَنْ احْتَجَّ عَلَى وَفَاتِهِ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَأَيْتُكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ"، فَلَا حُجَّةَ فِيهِ، فَإِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْخَضِرُ إذْ ذَاكَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.

وَلِأَنَّ الدَّجَّالَ -وَكَذَلِكَ الْجَسَّاسَةُ- الصَّحِيحُ أَنَّهُ كَانَ حَيًّا مَوْجُودًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَاقٍ إلَى الْيَوْمِ لَمْ يَخْرُجْ وَكَانَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ.

فَمَا كَانَ مِنْ الْجَوَابِ عَنْهُ كَانَ هُوَ الْجَوَابَ عَنْ الْخَضِرِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ لَفْظُ الْأَرْضِ لَمْ يَدْخُلْ فِي هَذَا الْخَبَرِ أَوْ يَكُونُ أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآدَمِيِّينَ الْمَعْرُوفِينَ، وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ عَنْ الْعَادَةِ فَلَمْ يَدْخُلْ فِي الْعُمُومِ كَمَا لَمْ تَدْخُلْ الْجِنُّ، وَإِنْ كَانَ لَفْظًا يَنْتَظِمُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَتَخْصِيصُ مِثْلِ هَذَا مِنْ مِثْلِ هَذَا الْعُمُومِ كَثِيرٌ مُعْتَادٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ]. مجموع الفتاوى (4/ 339، 340)

وفي لوامع الأنوار البهية للسفاريني (2/ 109): [قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: وَغَايَةُ مَا يَجْمَعُ بَيْنَ مَا تَضَمَّنَهُ حَدِيثُ تَمِيمٍ وَخَبَرُ الْجَسَّاسَةِ، وَبَيْنَ أَحَادِيثِ كَوْنِ الدَّجَّالِ هُوَ ابْنُ صَيَّادٍ؛ أَنَّ الدَّجَّالَ هُوَ الَّذِي رَآهُ تَمِيمٌ مُوثَقًا بِعَيْنِهِ، وَأَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ شَيْطَانٌ ظَهَرَ فِي صُورَةِ الدَّجَّالِ تِلْكَ الْمُدَّةَ، الَّتِي قَدَّرَ اللَّهُ خُرُوجَهُ فِيهَا، ثُمَّ ذَهَبَ وَهَذَا مُمْكِنٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

(الْخَامِسُ) فِي ذِكْرِ قِصَّةِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَحَدِيثِهِ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ؛ أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو يَعْلَى، وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَهُوَ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَرُوِيَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَأَمَّا حَدِيثُ فَاطِمَةَ الَّذِي هُوَ عُمْدَةُ الْبَابِ، وَأَشْهَرُ مَا اشْتَهَرَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ بِمَعْنَاهُ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ].

وفي كتاب: الإيمان والرد على أهل البدع (مطبوع ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام، الجزء الثاني) (ص: 91) جاء ما يلي:

[مسألة: ابن صياد هل هو الدجال أو غيره؟

الجواب: اختلف في ذلك الصحابة رضوان الله عليهم، فكثير منهم قالوا: إنه هو، وكان بعضهم يحلف على ذلك؛ كجابر بن عبد الله، وعمر بن الخطاب، وابنه عبد الله.

وقال الآخرون: إنه غيره، وهو الأشهر، وعليه يدل صريحا ما في حديث مسلم الطويل، حديث الجساسة المنعوت فيه الدجال بأوصاف لا تنطبق على ابن صياد، منها: أنه مسلسل في جزيرة من جزائر البحرين؛ وابن صياد إذ ذاك بالمدينة، على أنه ورد أنه أسلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تزوج وولد له. وأما ما ورد أيضا أنه فُقِدَ ولم يُدْرَ أين ذهب، فهذا لا يدل على أنه الدجال كما هو ظاهر، والله أعلم.

آخر مسائل ابن حجر، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم].

ورد التويجري على من نفى صحة حديث فاطمة بنت قيس في الجساسة وأثبت صحته، وجمع روايات كثيرة في الباب فقال في إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (2/ 336- 340):

[وقد زعم أبو عبية في تعليقه على النهاية لابن كثير في (ص: 96) منها: أن حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها عليه طابع الخيال وسمة الوضع، ثم نفى صدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "ولو صح صدوره عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى المنبر، وفي حشد من الصحابة؛ لتواتر نقله".

والجواب عن هذا من وجوه:

أحدها: أن يقال: من عجيب أمر أبي عبية قدحه في حديث قد رواه مسلم في صحيحه الذي قد أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول، وهذا في الحقيقة من الاستهانة بالأحاديث الصحيحة والغض من شأنها ومخالفة أهل العلم والشذوذ عنهم، ومن سلك هذا المسلك الذميم؛ فهو على شفا هلكة، ولو أن حديث الجساسة جاء في بعض الأقاصيص التي يذكرها كُتَّاب الإفرنج؛ لبادر الأغبياء من العصريين إلى تصديقه، وأنكروا على من شك في صحته.

الوجه الثاني: أن هذا الحديث قد رواه الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، والشعبي إمام من أئمة التابعين، لا سبيل لأحد إلى الكلام فيه، وقد تابعه عليه أبو سلمة بن عبد الرحمن، فرواه عن فاطمة بنت قيس كما تقدم ذكره. ورواه عن الشعبي جماعة من الثقات الأثبات؛ منهم: عبد الله بن بريدة، وسيار أبو الحكم، وغيلان بن جرير، وأبو الزناد، وداود بن أبي هند، وقتادة، ومحمد بن أيوب الثقفي، وعمران بن سليمان القيسي، وغيرهم من الثقات.

وإذًا؛ فمن هو المتهم عند أبي عبية بوضعه؟! هل يتهم بذلك فاطمة بنت قيس رضي الله عنها؟ أو يتهم الشعبي؟ أو يتهم من دونه من الحفاظ الأثبات؟ أما يستحي أبو عبية من التهجم على الأحاديث الصحيحة التي لا مطعن فيها بوجه من الوجوه؟

الوجه الثالث: أن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها لم تنفرد برواية حديث الجساسة، بل قد رواه بمثل روايتها أبو هريرة وعائشة رضي الله عنهما كما تقدم ذكره، ورواه أيضًا أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وإسناده حسن؛ كما سيأتي. وفي هذا رد على من قدح في الحديث وزعم أنه موضوع.

الوجه الرابع: أن يقال: ليس التواتر شرطًا في صحة الأحاديث ولا في وجوب الإيمان بها؛ كما قد توهم ذلك أبو عبية تقليدًا لبعض أهل البدع من المتقدمين والعصريين، والذي عليه أهل السنة والجماعة الإيمان بكل ما صح سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كان متواترًا أو آحادًا، وقد تقدم إيضاح ذلك في أول الكتاب؛ فليراجع.

الوجه الخامس: أن صدور الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وفي حشد من الصحابة رضي الله عنهم لا يلزم منه التواتر في النقل، وكم من خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وفي حشد عظيم من الصحابة ومع ذلك لم يروها أو يرو البعض منها إلا الواحد أو الاثنان أو أكثر من ذلك ممن لا يبلغ عددهم شرط التواتر؟ ! وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع عدة خطب في أعظم حشد كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم ينقل خطبة إلا العدد القليل من الصحابة رضي الله عنهم.

وقد روى الإمام أحمد ومسلم عن أبي زيد وعمرو بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه؛ قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا» . وقد كانت هذه الخطبة العظيمة الطويلة جدًا على المنبر، وفي حشد من الصحابة رضي الله عنهم، ومع ذلك لم ينقل شيء منها بالتواتر.

وإذا علم هذا؛ فما زعمه أبو عبية من شرط التواتر لصحة حديث الجساسة لا أصل له؛ فلا يعول عليه.

وعن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر (وهو ابن عبد الله رضي الله عنهما)؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر: "إنه بينما أناس يسيرون في البحر، فنفد طعامهم، فرفعت لهم جزيرة، فخرجوا يريدون الخبز، فلقيتهم الجساسة". قلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجر شعر جلدها ورأسها. قالت: في هذا القصر (فذكر الحديث، وسأل عن نخل بيسان وعن عين زغر قال: هو المسيح). فقال لي ابن أبي سلمة: إن في هذا الحديث شيئًا ما حفظته. قال: شهد جابر أنه هو ابن صائد.

قلت: فإنه قد مات. قال: وإن مات. قلت: فإنه قد أسلم. قال: وإن أسلم. قلت: فإنه قد دخل المدينة. قال: وإن دخل المدينة. رواه أبو داود. قال ابن كثير: وهو غريب جدًا. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: سنده حسن.

وقد رواه الفاكهي في أخبار مكة مختصرًا، ولفظه: قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قام على المنبر، فذكر حديث الجساسة والدجال، فقال: «ما يأتي بابًا من أبوابها (يعني المدينة)؛ إلا عليه ملك صالت سيفه يمنعه منها، وبمكة مثلها».

وقد قال أبو عبية في تعليقه على هذا الحديث في كتاب النهاية لابن كثير ما نصه: الغرابة بكل غيومها تحيط بهذا الحديث الذي يرفض القلب والعقل معًا التصديق بصدوره عن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم. انتهى.

والجواب عن هذا من وجهين:

أحدهما: أن يقال: هذا الحديث، وإن قال فيه ابن كثير: إنه غريب جدًا؛ فقد قال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. والحسن مقبول عند أهل العلم بالحديث، لا يرده أحد منهم.

الوجه الثاني: أن الغرابة في الحديث لا تقتضي اطراحه بالكلية، وعدم التصديق بصدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تطرح الأحاديث التي يكون في رواتها أحد ممن أجمع العلماء على أنه وضاع أو كذاب أو ساقط الرواية أو متروك، وليس في رواة حديث جابر رضي الله عنه أحد من هؤلاء، ولا أحد ممن أجمع العلماء على ضعفهم، وقد تقدم له شاهد صحيح عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وعلى هذا؛ فلا يجوز لأحد رفضه وعدم التصديق بصدوره عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يرفضه إلا أصحاب القلوب السقيمة والعقول التي ليست بمستقيمة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استوى على المنبر، فقال: «حدثني تميم"، فرأى تميمًا في ناحية المسجد، فقال: "يا تميم! حدث الناس ما حدثتني". قال: كنا في جزيرة؛ فإذا نحن بدابة لا يدرى قبلها من دبرها، فقالت: تعجبون من خلقي؟ وفي الدير من يشتهي كلامكم. فدخلنا الدير؛ فإذا نحن برجل موثق في الحديد من كعبه إلى أذنه؛ فإذا أحد منخريه مسدود وإحدى عينيه مطموسة؛ قال: من أنتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: بعهدها. قال: فما فعل نخل بيسان. قلنا: بعهده. قال: لأطأن الأرض بقدمي هاتين؛ إلا هاتين؛ إلا بلدة إبراهيم وطابا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طابا هي المدينة». رواه أبو يعلى من طريق أبي عاصم سعد بن زياد. قال ابن كثير: وهذا حديث غريب، وقد قال أبو حاتم: عاصم هذا ليس بالمتين.

قلت: ولهذا الحديث شواهد كثيرة مما تقدم في هذا الباب وما سيأتي إن شاء الله تعالى في حراسة مكة والمدينة من الدجال]. أهـ

وفي كتاب (الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة) لعبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (ص: 250)

[وقال الشيخ محمود التويجري في كتابه الاحتجاج بالأثر: وأما كون السائحين في الأرض لم يروا يأجوج ومأجوج، ولا سد ذي القرنين، فلا يلزم منه عدم السد ويأجوج ومأجوج، فقد يصرف الله السائحين عن رؤيتهم ورؤية السد، وقد يجعل الله فوق السد ثلوثاً متراكمة، بحيث لا تمكن رؤية السد معها، أو يجعل الله غير ذلك من الموانع التي تمنع من رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد، والواجب على المسلم الإيمان بما أخبر الله به في كتابه عن السد ويأجوج ومأجوج، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يتكلف ما لا علم له به، ولا يقول بشيء من أقوال المتكلفين المتخرصين، بل ينبذها وراء ظهره، ولا يعبأ بشيء منه.

ويقال أيضا: جاء في حديث الجساسة أن بعض الصحابة رأوا الدجال مقيداً في إحدى الجزر، وأخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلم ينكر عليهم ذلك، فهو بلا شك موجود في الجزيرة التي رؤي فيها إلى أن يأذن الله له بالخروج، فهل ينكر وجوده لعدم رؤيته من قبل السائحين؟

الواجب على المسلم؛ أن يصدق بجميع الأخبار الواردة عن الصادق المصدوق فيؤمن بوجود الدجال ويأجوج ومأجوج وسواء رآهم الناس أم لم يروهم].

قال الألباني وهو من هو في علم الحديث: [اعلم أن هذه القصة صحيحة بل متواترة لم ينفرد بها تميم الداري، كما يظن بعض الجهلة من المعلقين على (النهاية) لابن كثير (ص: 96، طبعة الرياض) فقد تابعه عليها أبو هريرة وعائشة وجابر كما يأتي (ص: 83 و87)]. قصة المسيح الدجال للألباني (ص: 82)

إذن؛ تبين دون مراء صحة حديث الجساسة، وأن الدجال حيٌّ في إحدى الجزائر بالمشرق في مكان لم يكتشف حتى الآن.

أما حديث «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ»، فهو عام مخصوص.

قال الشنقيطي: [وَإِذَا تَقَرَّرَ أَنَّ الْعَامَّ ظَاهِرٌ فِي عُمُومِهِ وَشُمُولِهِ لِجَمِيعِ الْأَفْرَادِ فَحُكْمُ الظَّاهِرِ أَنَّهُ لَا يَعْدِلُ عَنْهُ، بَلْ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ إِلَّا بِدَلِيلٍ يَصْلُحُ لِلتَّخْصِيصِ، وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَعْمَلُونَ بِشُمُولِ الْعُمُومَاتِ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ فِي ذَلِكَ. وَبِذَلِكَ تَعْلَمُ أَنَّ دُخُولَ الْخَضِرِ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ}، وَعُمُومُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتُكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ». هُوَ الصَّحِيحُ، وَلَا يُمْكِنُ خُرُوجُهُ مِنْ تِلْكَ الْعُمُومَاتِ إِلَّا بِمُخَصِّصٍ صَالِحٍ لِلتَّخْصِيصِ.

وَمِمَّا يُوَضِّحُ ذَلِكَ: أَنَّ الْخُنْثَى صُورَةٌ نَادِرَةٌ جِدًّا، مَعَ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ آيَاتِ الْمَوَارِيثِ وَالْقِصَاصِ وَالْعِتْقِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ عُمُومَاتِ أَدِلَّةِ الشَّرْعِ.

وَمَا ذَكَرَهُ الْقُرْطُبِيُّ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ مِنْ تِلْكَ الْعُمُومَاتِ بِدَلِيلِ حَدِيثِ الْجَسَّاسَةِ لَا دَلِيلَ فِيهِ =أي على وجود الخضر وحياته حتى الآن=؛ لِأَنَّ الدَّجَّالَ أَخْرَجَهُ دَلِيلٌ صَالِحٌ لِلتَّخْصِيصِ، وَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي أَشَارَ لَهُ الْقُرْطُبِيُّ، وَهُوَ حَدِيثٌ ثَابِتٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، سَمِعْتُ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ حَدَّثَهُ بِهِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، وَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ حَدِيثُ تَمِيمٍ الْمَذْكُورُ، لِأَنَّهُ وَافَقَ مَا كَانَ يُحَدِّثُ بِهِ أَصْحَابَهُ مِنْ خَبَرِ الدَّجَّالِ.

=وبعد أن ذكر حديث الجساسة قال=: فَهَذَا نَصٌّ صَحِيحٌ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الدَّجَّالَ حَيٌّ مَوْجُودٌ فِي تِلْكَ الْجَزِيرَةِ البحرية الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث تَمِيم الدَّاريّ الْمَذْكُورِ، وَإِنَّهُ بَاقٍ وَهُوَ حَيٌّ حَتَّى يَخْرُجَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.

وَهَذَا نَصٌّ صَالِحٌ لِلتَّخْصِيصِ يُخْرِجُ الدَّجَّالَ مِنْ عُمُومِ حَدِيثِ مَوْتِ كُلِّ نفس فِي تِلْكَ الْمِائَة.]. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (3/ 337)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليلة الغرباء
Admin
سليلة الغرباء

عدد الرسائل :
6335

الموقع :
جنة الفردوس بإذن الله

تاريخ التسجيل :
19/05/2009


الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله   الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله I_icon_minitimeالإثنين 3 ديسمبر 2012 - 10:15

أعاذنا الله وإياكم من عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال

حفظ الله الشيخ وبارك فيكم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الدجال من ولد آدم؟ ووجوده، وحديث الجساسة. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» خطبة: من آذى رسول الله فعليه الغضب واللعنة من الله. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» عاقبة من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» أيها المظلومون! لكم الله جل جلاله. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» توكلوا على الله فلا هامة ولا صفر. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله
» حكم بيع التصريف؟ الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: العــــــلوم الشرعيـــــة :: العــقيــدة الصحيحة-