عندما يكون الألم إحتفالا بالأمل ..!!


الإنسان في هذه الحياة محكوما بأقدار خالقه يتقلب فيها آناء الليل وأطراف النهار..
وأقدار الله على المؤمن كلها خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له..
تجري أمورٌ ولا تدرى أوائلُها خير لنفسك أم ما فيـه تأخيرُ
فاستقدرالله خيرا وارضينَّ به فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ

ورسالتي إلى كل مكروب ومصاب في عزيز هي : (( إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لمصابك لمحزونون )) ..وجعل الله لك من كل هم فرجا وسقاك من حوض صاحب الكوثر والجبين الأزهر القائل : (( إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه من أهل الأرض فصبر واحتسب بثواب دون الجنة )) - النسائي-
والقائل : ( أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار قالت امرأة : واثنان؟
قال : واثنان ). - البخاري -


فخفف من حزنك وكفكف من دمعك فما أنت بأول من أصيب بسهم القدر والمعنى : لو أن إنسانا جاء إلى آخر ووضع عنده كنزا وقال أبقه عندك حتى آخذه وبعد مدة من الزمن جاء صاحب الكنز وأخذ كنزه .. أليس من المنطقي أن لا يحزن من أودع عنده ذلك الكنز ؟ حيث أن الذي أعطى هو الذي أخذ ( ولله المثل الأعلى) ..فلعل هذا عزاء لك بأن ثمرة الصبر هي الجنة والجنة تعني: حياة طيبة أبدية يجمع الله فيها الأشتات (( والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم .. )). - الطور آية 21 -
اصبر لكل مصـيبة وتجلدِ .... واعلم بأن المرء غير مخـلدِ
وإذا ذكرت مصابك متألماً .... فاذكر مصابك بالنبي محمدِ


وما هذا المقال إلا مشاركة وجدانية تفيد بأن الكاتب جزء من كل . يتألم بآلام أجزاءه الأخرى ..
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..!! "


ويالروعة هذه النزعة الانسانية الفطرية النقية التي تجعلنا نتشارك مشاعريا في عذاباتنا فنخفف وطأتها حينما يشاركنا غيرنا في آلامها وقد قيل : لابد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع ... !!
وإما بالتأسي بما أصاب الآخرين فتشعرنا إنسانيتنا بأننا شركاء الألم ولمواجهته وتشتيت طاقته ننظر أن جزءا منه لم يأتنا بل أصاب غيرنا فنتأسى .
وكم عجبت من المرأة الرائعة العربية تماضر السلمية المشهورة بــ( الخنساء ) حينما تنبهت لهذا في جاهليتها بعد موت أخيها صخر فأخذت تعزي نفسها قائلة :
( ولولا كثرة الباكين حولي .... على إخوانهم لقتلت نفسي .
ومايبكون مثل أخي ولكن ... أسلي النفس عنه بالتأسي !) .

والأعجب أن العبقري ابن القيم قد تنبه لهذا فقال * :كل مصيبة في الدنيا تصيب الإنسان يجد عزاء فيها وتخفيفا من خلال مايراه ويسمعه من مصائب وقعت لآخرين من البشر فيخفف هذا النظر عنه مصيبته .. ثم قال إلا مصيبة الاخرة التي يصاب بها اهل النار حينما يدخلونها ينظر بعضهم إلى بعض وكل يرا نفسه أشد عذابا ولايخفف عنه مشاركة الآخرين له في نفس الألم ...!؟ كما قال الله عز وجل : " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون .

"أروي كلام ابن القيم هنا بالمعنى لأنني قرأته من مدة بعيدة ...



إخواني وأخواتي هل نجعل الألم في في الدنيا وفقا للمعطيات السابقة نوعا من الاحتفال بالأمل ..
آمل ذلك . والأمر لله من قبل ومن بعد ..؟


أفكار من المقال ..
1- خُلق الإسانُ كائنا تفاعلياً يؤثر بسلوكه ومايحدثُ له ويتأثر بسلوك الآخرين ومايحدثُ لهم .
2- الأقدار كلها خير وتصيب كل البشر فمنهم الصابر الشاكر ومنهم الساخط المحتار .
3- فهم حقيقة القضاء والقدر واستيعاب أبعاده وحِكم الله البالغة فيه يعتبر علاجا نفسيا لكثير من
الأمراض العصابية التي أصابت الإنسان المعاصر بسبب ضغط الحضارة المعاصرة ومتطلباتها .
4- .................................................. ...............................................؟
5- .................................................. ...............................................؟






* الفراغات 4و5 تركتها عامدا لإتيح الفرصة لمن أراد أن يضيف شيئا أو فكرة من وحي المقال ..


سعد الصماني الحارثي
باحث ومدرب في البناء الشخصي .

مما راق لي.

بارك الله فيك أم نور
5- الإنسان خُلق مبتلى، يصيبه من النكد و الهم و الحزن ما قدّره الله له، و لا بد أن يذهب عنه ذلك ،
و العاقل اللبيب من يحتسب الأجر و يعمل على ألا يتألم في الآخرة، فإنّ مصاب الآخرة لا شبيه له و لا مواساة، و هو الألم الذي لا أمل معه البتة ,,,فالحذر الحذر