الأسباب الموجبة للمحبة بين المسلمين
الحلقة الثالثة
إخباره بالمحبة في الله سبب للود والمحبة :
حث النبي صلَّى الله عليه وسلم المسلمين على التآخي والتوادد والتحابب بينهم مما يجعلهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر وأرشدهم إلى ما يقوي هي المحبة والمودة ويديمها وذلك بأسباب كثيرة كما تقدم ومن هذه الأسباب أنه من أحب أخا له في الله أن يخبره بذلك ومما ورد في ذلك ما يلي :
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ )) . أخرجه أبوداود في السنن ( 5126)
وفي لفظ (( فليعلمه ))أخرجه الترمذي في السنن ( 2392)وقال : قال أبو عيسى حديث المقدام حديث حسن صحيح غريب والمقدام يكنى أبا كريمة وأحمد في المسند ( 17210) والنسائي في الكبرى (6/59) رقم ( 10034) وابن حبان في صحيحه (2/330) رقم (570) مؤسسة الرسالة وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (279)
وثبت من رواية أبي ذر رضي الله عنه أنه يأتيه منزله ويخبره بذلك
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله عز و جل )) أخرجه أحمد في المسند ( 21332) وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (281)
وثبت من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (( كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ هَلْ أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ قَالَ لَا فَقَالَ قُمْ فَأَعْلِمْهُ قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا هَذَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ قَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ )) أخرجه أحمد في المسند ( 12453) وابن حبان في صحيحه ( 571) مؤسسة الرسالة والضياء في المختارة ( 1/267) وصححه الألباني كما في الصحيحة ( 1/ 417)
وفي هذا الحديث استحباب قول أحبك الذي أحببتني له لمن أعلمه أخوه بأنه يحبه في الله .
ومما ورد في أن إعلام المسلم أخاه بأنه يحبه في الله سبب في الألفة والمحبة ما ذكره الألباني في " السلسلة الصحيحة : ( 3 / 196)
بسند صحيح عن علي بن الحسين مرفوعا (( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له ، فإنه خير في الألفة و أبقى في المودة )) وقال : رواه وكيع في " الزهد " ( 2 / 67 / 2 ) قلت : و علي بن الحسين هو ابن علي بن أبي طالب ثقة جليل من رجال الشيخين ، فهو مرسل صحيح الإسناد . و له شاهد من حديث مجاهد مرسلا أيضا . رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الإخوان " كما في " الفتح الكبير " ( 1 / 67 ) . و له شاهد آخر عن يزيد بن نعامة الضبي خرجته في الكتاب الآخر ( 1726 ) ، فالحديث بمجموع الطرق حسن إن شاء الله تعالى .
قال الخطابي : معناه الحث على التودد والتآلف وذلك أنه إذا أخبر أنه يحبه استمال قلبه واجتلب به وده وفيه أنه إذا علم أنه محب له قبل نصحه ولم يرد عليه قوله .
وقال المناوي رحمه الله : وهذا أبقى للألفة وأثبت للمودة وبه يتزايد الحب ويتضاعف وتجتمع الكلمة وينتظم الشمل بين المسلمين وتزول المفاسد والضغائن وهذا من محاسن الشريعة
فتح القدير ( 1/247)
كتبه أبو هاني / قطر

جزاكم الله خيرا شيخنا بهذه الحلقات النافعة الطيبة
و زادكم الله حرصا على ما فيه خير للمسلمين و اجتماعهم و توادهم