حكم عمل المرأة كمعلمة في مدرسة مختلطة في الطّور المتوسط ؟

05/06/2009

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكم عمل المرأة كمعلمة في مدرسة مختلطة في الطور المتوسط ؟ مع العلم أن أن الذكور يمثلون نسبة قليلة .
وهل هذا المال الذي تتقاضاه من الكسب الطيب ؟
وهل يدخل ولي أمرها في باب حكم الديوث إن تركها تعمل ؟ . مع العلم أنه قد يكون جاهلا بمثل هذه الامور, معتقدا أم الصلاح والديانة في إبنته , كفيل بإنتفاء هذا الوصف

وهل للرجل الذي أراد الزّواج منها توقيفها عن العمل _ مع رفضها لذلك _؟, أي هل هذا العمل من حقوقها التي لا يحق للوجل التدخل فيه ؟

23/03/2009

الحمد لله، والصّلاة السّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
النّقطة الأولى: بيان الحكم الشّرعي.
فعمل المرأة مدرِّسةً في قطاع التّعليم من ميادين عمل المرأة المباح، وما عليها حينئذٍ إلاّ مراعاة شروط خروجها للعمل.
ومن شروط جواز عملها: اجتناب الاختلاط بالرّجال، وله صورتان:
أ) ألاّ تخلُوَ بالمعلّمين من الرّجال، وألاّ تحدِّثَهم إلاّ بمقدار الحاجة، وفي حدود أحكام الشّريعة.
ب) وأن يكون ميدان تعليمها الإناث فقط.
فالذّكور في بعض مراحل التّعليم المتوسّط يُعدّون رجالا، بالغِين، تسري عليهم أحكام السّتر، فكيف لا يجري عليهم حكم الاختلاط بهم.
ولا يخفَى على أحدٍ تحرّش الذّكور وولعُهنّ بالمدرّسات في هذه المرحلة! ولا ينكر ذلك إلاّ معاند.
النّقطة الثّانية: تنزيل الحكم على الواقع.
إذا عجز المسلم عن امتثال حكم الله تعالى فإنّه لا يحلّ له أن يؤوّله، أو يحرّفه، كما يفعل بعضهم، فإنّه حينئذٍ يأثم لأمرين:
1- لعدم امتثاله.
2- لتحريفه الأحكام.
بل عليه أن يُقِرّ بالحكم، ويستغفر الله تعالى لعجزه وتقصيره.
ففرقٌ بين من يستمع إلى الغناء، ويقول: هو محرّم، وأسأل الله تعالى الهداية، وبين من يقول: هو حلال !
كان أبو أيّوب رضي الله عنه إذا قضَى حاجته تجاه القبلة، يقول: (( كُنَّا نَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ !) أي: ننحرف عن القبلة ما استطعنا، ونستغفر.
وعليه: فعلى المرأة إذا اضطُرّت للعمل في مؤسّسات التّعليم هذه الأيّام على ما هي عليها أن تتّقيَ الله ما استَطَاعتْ:{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.
ولْتُقلِّلْ من المنكر ما استطاعت، فتجعل الإناث في الصّفوف المتأخرّة، والذّكور في الصّفوف المتقدّمة، وتأتِي بين الحين والآخر بما يعِظ الشّباب في هذه المرحلة.
وإن اتّهمَنا المُبْطِل بالتخلّف، فبيننا وبينه شهادة الخبراء من غيرِنا، من باب:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}.
تقول إحدى الباحثات من الصحفيّات المشهورات الأميريكيّات واسمها هيليسون ستانسبري بعد ما زارت البلدان الإسلاميّة:
" إنّ المجتمع العربيّ مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسّك بتقاليده الّتي تُقيِّد الفتاة والشّباب في حدود المعقول. فعندكم تقاليد تحتّم عدم الإباحيّة الغربيّة الّتي تهدّد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأميريكا. لهذا أنصح بأن تتمسّكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرّية الفتاة، وارجعوا إلى عصر الحجاب. لقد أصبح المجتمع الأميريكيّ مجتمعا معقَّدا، مليئا بكلّ صور الإباحيّة والخلاعة، وإنّ ضحايا الاختلاط والحرّية قبل سنّ العشرين تملأ السّجون والأرصفة والحانات والبيوت السرّية !".
النّقطة الثّالثة: حكم راتبِها.
العمل إذا كان مباحا بذاته محرّما بوصفه، فيكون المال حينَها حلالا؛ وإنّما يأثَم لأجل المعصية.
والعمل إذا كان محرّما بذاته كبيع التّبغ، والخمر، والكلب غير المأذون فيه، وآلات الطّرب، والرّبا، والميسر، ونحو ذلك، فالمال حرام ذاتُه، يجب التخلّص منه.
ولا شكّ أنّ التّعليم مباحٌ بذاته، فالمال لا يُعدّ من الكسب المحرّم، إنّما يأثَم المعلّم إذا خالف أحكام الشّريعة.
النّقطة الرّابعة: وصف وليّها بالدّياثة !
فمن المخالفات الّتي يقع فيه كثيرٌ منّا: التّعميم في الحكم ! فهذا غلوّ ومبالغة !
فالمرأة العاملة إن كانت تعمل بمكان فيه اختلاطٌ بالرجال، وكانت مُحافِظةً على أخلاقها وحيائها – كحال كثير من النّساء - فلا يمكن أن يُطلق على وليّها بأنّه ديّوث، وإنّما هو مكلّف بأن يقوم على رعايتها والإنفاق عليها، ويدفع عنها الوقوع في مثل هذه المخالفات.
فإنّ الدّياثة هي: إقرار الرّجل للمرأة على الفاحشة ومقدّماتها كالتبرّج، وملامسة الرّجال، واتّخاذ الأخدان، والانبساط إليهم بالحديث وغير ذلك.
النّقطة الخامسة: على المرأة إذا تقدّم لها الخاطب أن تتّقِي الله، ولا تشترط عليه أن يتركَها وعملَها.
وعليها أن تتأمّل قول الحقّ سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب من الآية: 33]..:
- فلم يقل الله عزّ وجلّ: ( وامكُثن في بيوتكنّ ) أو( ابقين ) أو (اجلسن )، وإنّما أتى بلفظ القرار الّذي يشبه عدم التحرّك، كلّ ذلك مبالغة في الأمر بملازمة البيوت.
- أن تتأمّل التّكليف في ( وَقَرْنَ )، والتّشريف في ( بُيُوتِكُنَّ ) فنسب البيت لها مع أنّه للزّوج.
- أن تتذكّر أنّه موجّه لأمّهات المؤمنين ابتداء، والمقصود به نساء المؤمنين جميعهنّ، من باب قول العرب: "إيّاك أعني واسمعي يا جارة ".
فكيف بغيرهنّ ؟!
وهذا الحكم مناسب لفطرتها أوّلا، ولشرعها ثانيا:
فلا يحلّ لها أن تترك مكان عملها، كما أنّ الرّجل لا يحلّ له أن يترك مكان عمله، فهي في بيتها أمّ، أو زوجة أو أخت، ترعى حقوق وليّها، فتربّي له أولاده، وتهيّئ له طعامه وشرابه وملبسه، فهل يجوز لأيّ مخلوق أن يترك مكان عمله ؟!
لذلك روى ابن السنّي رحمه الله في "عمل اليوم واللّيلة" (رقم 390 ص 117) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( كُلُّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدٌ، وَالمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا )) [" صحيح الجامع "]. والسيّد لا بدّ أن يُسأل في الدّنيا والآخرة: (( وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).
فهي حارسة القلعة، وخطّ الدّفاع الأوّل للأسرة المسلمة .. لذلك استحقّت البُشرى من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .. فقد روى الطّبراني عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ:
(( لاَ تَكُونُ المَرْأَةُ أَقْرَبَ إِلَى اللهِ مِنْهَا فِي قَعْرِ بَيْتِهَا )). و(( مَا عَبَدَتْ امْرَأَةٌ رَبَّهَا مِثْلَ أَنْ تَعْبُدَهُ فِي بَيْتِهَا )).
وأقول متعجّبا: لماذا اسْتَهَانت المرأة اليوم بدورها العظيم في بيتها ؟!
إنّ عمل المرأة في بيتها لا يستطيعه كلّ أحد، إلاّ بترك راحة الجسد، وأن يَثِب وثبة الأسد، لما في ذلك من العناء والمراقبة الدّائمة للأولاد وتعليمهم وتأديبهم، وغير ذلك. فلا تحتقري نفسك أمّا ومربّية وزوجة وقوّامة على إدارة بيت ..
فأهمّ صفات المرأة الصّالحة التفرّغ: التي تتفرّغ لرعاية أولادها وبناتها، ليست بخرّاجة ولاّجة، لا يشغلها عن أولادها شاغل مهما كان، فـ(( المرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيّتها )).
والله الموفّق لا ربّ سواه.

24/07/2009

كلماتك درر شيخنا الكريم : وليتنا نراها مجموعة في رسالة أو كتيب صغير ؟

23/03/2009

جعلنا الله تعالى عند حُسن ظنّك أخي العزيز العاصميّ، وشكر الله لك كلماتك الطيبة

21/01/2009

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم

18/04/2009

عبد الحليم توميات كتب:: وأقول متعجّبا: لماذا اسْتَهَانت المرأة اليوم بدورها العظيم؟[/font][/color][/b][/justify]

شيخنا الفاضل، حفظكم الباري و متّعنا بعلمكم و نفعنا بما تخطون
اسمحوا لي بارك الله فيكم, بأن أجيب عن تساؤلكم، فأقول: بأني أشد تعجبا منكم، لكن عجبي من الرجل القائم على شؤون المرأة,,,,إنه الرجل الذي صار ينشد الفتاة العاملة و يفرّ ممن تشترط القرارَ في البيت!!!!!,,إنه الرجل الذي أخرج المرأة من بيتها بسوء تصرفاته و شحّه و بخله,,إنه قاسم أمين! يا شيخ, فما كان للمرأة أن تستهين بدورها لولا فعل الرجل!!,,,

» المرأة الإسفنجية و الهم القاتل.
» ضيف الموقع مديرة المدرسة القرآنية أبس بن مالك
» أول مدرسة في النحو......
» رمضان مدرسة الأخلاق
» مدرسة رمضان ستفتح أبوابها

حكم عمل المرأة كمعلمة في مدرسة مختلطة في الطّور المتوسط ؟

حكم عمل المرأة كمعلمة في مدرسة مختلطة في الطّور المتوسط ؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة