حول شهر صفر

27/04/2011

السلام عليكم و رحمة الله
أوجه سؤالي إلى شيخنا الفاضل حفظه الله و هو كالاتي :
1- هل صحيح أنه يجب أن لا نقدم على أمور مصيرية في حياتنا كشراء العقارات أو السيارات أو الزواج ، ... خلال شهر صفر ؟
2- نرى في بعض الفضائيات أناسا يدعون علم الغيب، هل تعتبر متابعة برامج هؤلاء وتصديقهم شركا بالله عز و جل.

23/03/2009

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
الجواب عن السّؤال الأوّل:
فما جاء ذكره في السّؤال إنّما هو لوثة جاهليّة، ورِثها بعضهم عن العرب قديما. فقد كانوا يتشاءمون بشهر ( صفر ).
ثمّ أراد بعضهم الردّ على هذا الاعتقاد فصار يسمّيه (صَفَر الخير) تفاؤلا، وهو من باب تصحيح الباطل بالباطل.
[انظر:" معجم المناهي اللّفظية "(340)].
وقال العلاّمة الطّاهر بن عاشور رحمه الله:
" ومن الضّلالات التي اعتقدها العرب: اعتقاد أنّ شهر صفرشهر مشؤوم، وأصل هذا الاعتقاد نشأ من استخراج معنى ممّا يقارن هذا الشّهر من الأحوال في الغالب عندهم، وهو: ما يكثر فيه من الرّزايا بالقتال والقتل "اهـ.
وعليه، فإنّ المؤمن ينبغي أن يكون مثالا للتوكّل على الله تعالى؛ لأنّه على يقين بقول ربّ العالمين:{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
وفي الحديث: ((وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَبِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )).
فالمسلم مأمور بالعمل في كلّ حين وأوان، لا يضرّه زمان ولا مكان.
الجواب عن السّؤال الثّاني:
لا يحلّ النّظر ولا متابعة البرامج الّتي تدعو إلى الباطل، وإلاّ كان النّاظر المتابع لها شاهدا بالزّور، قال تعالى:{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}.
وجعل الله من يُشاهد المنكر ساكتا عليه من أهل المنكر، فقال تعالى:{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}.
ومفاسد ذلك كثيرة، منها:
1- فيه إقرار لهم.
2- فيه تلبيس على العامّة، فيظنّون ما يقدَّم على هذه القنوات حقّ، وهذا ما يجعله من الزّور كما سبق ذكره.
3- أنّ القلوب ضعيفة، والشّبهات خطّافة، والعلم قليل، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرّحمن، يقلّبها كيف يشاء.
والسّلامة لا يعدِلُها شيء.
والله الموفّق لا ربّ سواه.

19/05/2009

جزى الله خيرا الشيخ والسائلة