السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من فضلك يا شيخ لقد سمعت مؤخرا عن فتوى تقول ان الذهب اذا لم يبلغ النصاب المحدد له فيمكننا ان نكمل ما تبقى بالمال حتى يكتمل النصاب و من ثم نخرج عليه الزكاة المفروضة فهل فهمي هذا صحيح و انا سابقا كنت اظن ان المال و الذهب كل منهما على حدى له نصاب و له حكم وحده و انه لا يمكننا الخلط بينهما و تبين ان الاثنين هما نقد و يكملان بعض فهل هذا صحيح ؟ افيدونا من فضلكم,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّما الكلام - حفظك الله - عن حليّ الذّهب، لا عن الذّهب، فالخلاف القديم في الجمع بين الذهب والفضة له وجه؛ إذا كان كلّ منهما نقدا، فالذهب يمثل الدّينار، والفضة تمثل الدّرهم.
ومذهب الشّافعيّ رحمه الله: عدم الجمع بين الذّهب والفضّة ولو كان نقدين، لاختلاف الجنسين.
أمّا الجمع بين حليّ الذّهب وحليّ الفضّة فأنّى للجمهور القول به وهم لا يوجِبون زكاة الحليّ أصلا ؟!
نعم، مقتضى مذهب الأحناف القول بالجمع بينهما، لقولهم بزكاة الحليّ، ولم يقولوا بالجمع؛ لأنّهم لاحظوا أنّ الحُليّ لم تعُد نقدا، بل أشبهت السّلع.
فللجمع بين شيئين في الزّكاة لا بد من شرطين:
اتحادهما في الجنس، ثمّ اتحادهما في الوصف.
فالذهب والفضة اختلفا في الجنس، واتحدا في الوصف وهو النّقدية، فكان الخلاف فيهما له وجه.
أمّا الحليّ والنّقود اختلفا في الجنس، واختلفا في الوصف، فالحليّ ليست نقدا.
وإنّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "تفسير آيات أشكلت"، رجّح خروج الحليّ عن النّقديّة.
والله أعلم.