هنا أمر نريد معرفة رأي المشايخ فيه:

ما هي أفضل طريقة لتحصيل الفقه هل أنت مع من يقول تحصيل الفقه من كتب الفقه أو من كتب أحاديث الأحكام .
هل ترى لطالب العلم أن يتبع مذهبا معينا من المذاهب الأربع يؤسس فيه منهجية طلب الفقه أو مع من يقول نحن مع الكتاب و السنة ؟
أحتار أحيانا من بعض الطلبة لما يعرفون أنك تتبع مذهبا معينا في الفقه فيقولون لم تبتدع اتبع الراجح. فما رأيكم في هؤلاء.
أنا لا أقصد العامة في هذا السؤال أنا أخاطب طلبة العلم إذ أننا نعلم أن العامة يفتون بالراجح في المسألة دائما.
و السؤال الآخر هناك من المشايخ يحفظهم الله و يرعاهم يحاولون تشجيع الطلبة بتثبيطهم . تسألون كيف؟
يقولون: أنتم مهما تعلمتم فلن تصبحوا علماء أو مجتهدين مهما درستم فلن تصبحوا أهلا للفتوى.مع العلم أن هؤلاء هم مدرسونا.
فما رأيكم.

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
فلا يخلو حال الطّالب من أحد حالين:
الأوّل: أن يكون حديث السنّ، لم يبلغ بعد، فهذا يدرس الفقه المشهور من المذاهب في بلده، من باب التّحصيل وإيجاد الملكة الفقهيّة، وضبط أبواب الفقه.
الثّاني:أن يكون بالغا، فهذا له خطوات:
الأولى: ان يتعلّم الفقه المبنيّ على الدّليل من كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم في الأمور الّتي تجب عليه فورا، أو تتكرّر.
كالوضوء، والصّلاة، وأحكام الصّيام.
ذلك؛ لأنّه مكلّف، وعليه أن يعبُد الله على بصيرة، لأنّ من شروط قبول العمل أن يكون موافقا للسنّة.
الخطوة الثّانية: أن يدرُس بعد ذلك الفقه المذهبيّ المشهور ببلده، لأنّه ليس مكلّفا بالفتوى في أبواب الفقه الأخرى، ودراسة الفقه المذهبيّ لها فوائد منها:
ضبط أبواب الفقه.
إتمام المقرّر غالبا، في حين أنّ من يبتغون دراسة الفقه المبنيّ على الدّليل يقفون عند كلّ مسألة وقـــتــــا طويــــلا بحثا عن الرّاجح في المسألة، فيضيع منهم كثير من الوقت، وتُهدَر كثير من القوّة، ويُصابون بعدها بالفتور !
الخطوة الثّالثة: أن يُعيد دراسة الفقه المذهبيّ وينظر موافقته للدّليل أو مخالفته له، فيزداد ضبطا للفقه المذهبي من جهة، ويتعلّم الموافق للدّليل من جهة أخرى.
ويا ليته يذكر قول علماء المذهب الّذين وافقوا الدّليل، ولن يُعدم ذلك يقينا.
وبهذا نجمع إن شاء الله بين الأقوال المذكورة في سؤالك، وكثيرا ما نقول للإخوة الكرام: في مسائل التّفضيل ينبغي التّفصيل.
***
أمّا ما ذكرتِه عمّن يُثبّط عن العلم، فهم قلّة إن شاء الله، وكلامهم يُحمل على أحسن المحامل؛ ولعلّهم أردوا التّحذير من التّعالم فخانتهم العبارة.
والله الموفّق