إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ ..... من العلوم فأكثر شكره أبدا
وقل فلانٌ جزاه الله صالحةً ..... أفادنيها وألق الكبر والحسدا
فالحر يشكر صنعاً للمفيد له ..... علماً ويذكره إن قام أو قعدا

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وأحسن إليك، ووفّقك إلى طاعته ومرضاته، آمين.
وإجابة عمّا أوردته، فإنّي أبيّنه في نقطتين:
1- الأولى: الغاية من صلة الرّحم:
فليست الغاية من صلة الأرحام، والحكمة من تشريعها في الإسلام، هي مجرّد الزّيارة وتبادل الحديث في قيلٍ وقال، وتناول القهوة والشّاي ثمّ انصراف كلّ طرف إلى حاله.
إنّما الغاية من صلة الأرحام:
أ) تثبيت روابط المحبّة، وأواصر الأخوّة.
ب) تفقّد أحوالهم الدّينيّة، فهم أولى النّاس بالنّصح، ودعوتهم إلى الخير. وما أسهل أن يُحكَم على الأصهار بالانحراف والفسوق ! أمّا أن يُنصَحوا، ويُدعَوا إلى الحقّ بالكلمة الطيّبة والموعظة الحسنة، فذاك قد جُعِِل على خلاف الأصل ؟ وتُرِك للدّعاة !
ج) تفقّد أحوالهم المادّية: فكم من بعيدٍ قد قرُب، وحرص على الاستقامة بسبب السّؤال عن حاله، والسّعي في إعانته !
أمّا أن يبقَى غارقا في جهله، مكبّلا في فقره وحاجته، ثمّ يُنتظر منه أن يكون من الصّالحين، فقد أتى البيوت من غير أبوابها، وأجرى الأمور في غير نصابها.
إنّ كثيرا من الإخوة الطّيّبين قد أدركوا هذه الحكم البالغة، فكانوا خير معِينٍ لأصهارهم، ناصحين لهم مشفقين عليهم، فحسُن حالهم من بعدُ.
2- النّقطة الثّانية: ما هي المعصية الّتي يُهجر الأصهار من أجلها ؟
إنّ كثيرا من الشّباب لا دراية له بفقه الأولويّات، ولا بمراعاة المصالح والمفاسد.
فإنّه ليس كلّ معصية يُهجر الأصهار من أجلها. وإنّما يُنظر إلى ضرر هذه المعصية وأثرها على الزّوجين.
لأنّ قطع الرّحم مفسدة، فلا يمكن أن تُرتكب هذه المفسدة إلاّ لدفع ما هو أكبر وأعظم منها.
فإذا كان بعض أفرادها مدمِناً على المخدّرات، والمسكرات، حتّى يأتي بسببها بالموبقات، والمعضِلات ... أو كان مشهورا بالدّعارة ... أو كان لا يتورّع عن إدخال الفسقة والفجرة إلى بيته، فلا شكّ أنّ هذه معاصٍ كبيرة، وآثارها خطيرة. فلا يأخذ زوجته إلى مثل هذه البيوت.
أمّا إذا كانت المعاصِي ممّا لا يصل إلى ذلك الحدّ، كأن يكون والدها أو أخوها يدخّن، أو يشاهد الأفلام، ويستمع إلى الموسيقى، وهو حال كثير من عوامّ النّاس، فإنّه يأخذها إليهم، ويشترط عليها أن لا تشْهَدَها ولا تحضر المنكر ساعة وقوعه.
ملحوظتان:
- أمّا قولك: لعلّ ولعلّ ... فذاك بعيد، لأنّ أمثال من كانت فيه هذه الأوصاف لا يقصِدون بيوتا أهلها غير صالحين.
- ثمّ مع ذلك، من باب ارتكاب المفسدة (وهي قطع الرّحم) مع أقلّ الخسائر، فإنّه يعدُ زوجته بأن يدعُوَ أهلها إلى زيارته في بيته هو أحيانا، ومن ثمّ يمكنه أن يسعَى في نُصحهم وإصلاحهم.