السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاته خلجات صدر
مملوء همّا على أمتّه الجريحة
.
.
بدءً بنفسي ناصحاً ولستُ ذا
علــمٍ ولســتُ ذا عرفانِ

حذرا من الشّبهات والشّهوات
والآثام والأحقاد والأَضغانِ

يا مسلمين مالِ القلوب تفرّقت
وتلّونت كتلوّن الحرباء بالألوانِ

وتعكّرت بعد الصّفاء بكدرةٍ
وتنافرتْ بعد الوداد الهاني

وتقلّبت بعد الهدوء تقلّبا
كقدرٍ حين شدّة الغليانِ

وأعذب أقوال قد بدّلـت
بالفحش وقذف الشّوك بالأركانِ

وكذلك التّحريش والتّحقير
والتّفسيق والتّشهير بالإخوانِ

وتبادل الأحبابُ بعد تبسّم
تكشيرة لنواجذ الأسنانِ

ونميمةٌ صارت لقوم ديدناً
وصار الغذاء لهم لحوم فلانِ

وتباغضوا وتناجشوا وتدابروا
وتغافلوا عن قول سيّد الثّقلانِ

هجرَ المحبّ لدنيّة أخًا له
وتبادلوا المعروف بالنّكرانِ

صار السّلام منهم بجهد يشترى
كنفائــس الألمـاس بالأثمـانِ

أسخريّة من مسلمين لأنهم
قد عضّوا على الأثار بالأسنانِ

نخر العداء جسومنا فتساقطت
كتساقط اللّبنات من أصلب البنيانِ

وتكبّر الأبناء عن برّ والد
ووالدة هما لنا شمــسانِ

إنّ العقوق يا إخواتاه جريمة
في سنّة المبعوث بالفرقانِ

هذا وهل رأيتم شدّة الوغى
فهي سجالٌ بين أطرف الجيرانِ

كلاّ والذي فطر الخليقة ما الذي
قد مرّ علينا بخير في شرعة الإيمانِ

بل هو عين البؤس والشرّ الذي
جاءت به الحيّات من أولي الكفرانِ

وأقرّه الطّاغوت مع جنده
وبارزوا القهّار بالعدوانِ

بل في ديننا الإحسان والإكرام
والأخلاق صافية من منهل الإيمانِ

نسأل الله الهداية لـنا
ولكلّ إنسان ولكلّ جانِ

بقلم أخيكم في الله تعالى

أبي جابر حسين الجزائري