النصيحة أرجو ، فهل من ناصح؟؟

18/12/2009

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شيوخنا الأفاضل ..

تعرض أخي للنصب من طرف اقارب لنا- زوج خالتي بتشجيع من خالتي نفسها -
فكان رد فعلنا ان شهرنا بهم ليحترس الناس منهم و قطعنا علاقتنا بهم كردع لهم فلم يكن اخي هو الضحية الوحيدة بل كان هناك ضحايا كثر لكنهم آثروا الصمت و السكوت و التستر على انفسهم وبالتالي على الفاعلين
قد مضى على الحادثة ما مضى وما زلت لا أرغب في التعامل معهم و لا حتى ملاقاتهم لكنني أخشى من قطع الرحم فبماذا تنصحونني ، رحمكم الله ؟؟

بارك الله فيكم وجزاكم عنا و عن المسلمين خيرا

06/01/2009

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن سؤالك أختي الكريمة ذو شقين:
الأول: حكم التشهير بالسارق
والثاني: حكم هجر السارق من ذوي القرابة
والجواب عن هاتين المسألتين كالآتي:

أولاً: حكم التشهير بالسارق
الأصل في شرعنا الحنيف الستر على أهل الذنوب والمعاصي, لقوله صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" (متفق عليه).

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "اجتهد أن تسترَ العصاة, فإنَّ ظهور عوراتهم وَهَنٌ في الإسلام, وأحقُّ شيءٍ بالسَّتر: العورة), فلهذا كان إشاعةُ الفاحشة مقترنةٌ بالتَّعيير, وهما مِن خصال الفُجَّار, ولأنَّ الفاجر لا غَرَضَ له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للمعائب والنَّقائص, إنَّما غرضه في مُجَرَّدِ إشاعة العيب في أخيه المؤمن, وهَتكِ عِرضه, فهو يُعيد ذلك ويُبديه, ومقصودُهُ تنقُّص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساوئه للنَّاس ليُدخل عليه بذلك الضَّرر في الدُّنيا.
وأمَّا النَّاصح فغرضه بذلك إزالةُ عيبِ أخيه المؤمن باجتنابه له... فشتَّان بين مَن قصده النَّصيحة وبين مَن قصده الفضيحة, ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على مَن ليس مِن ذوي العقول الصَّحيحة" (الفرق بين النصيحة والتعيير, ص 12).

ولكن يستثنى من هذا الستر, أمور:
1- المعروف بالمعاصي المجاهر بها:
إذا اشتهر المرء بنوع من المعاصي, وخيف تأثيره على الناس, حينها ينبغي التشهير به, ردعاً له, وكفاً وزجراً لغيره, ودفعاً لافتتان الناس بفعله.
قال النووي رحمه الله: "فأما المعروف بذلك فيستحب أن لا يستر عليه، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة، لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد وانتهاك الحرمات، وجسارة غيره على مثل فعله..." (شرح النووي على مسلم 16/135).

2- من وقع في معصية توجب حداً من الحدود:
مثل الزنا, والسرقة, والقذف, وغيرها من المعاصي الموجبة للحدّ.
قال تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}، أخذ العلماءُ من هذه الآيةِ أن من ارتكب حداً من الحدود فإنه يشهرُ به.
وقال صلى الله عليه وسلم: " ما بال العامل نبعثه، فيأتي فيقول: هذا لك وهذا لي. فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغا ، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" (متفق عليه).

قال ابن عابدين رحمه الله: "ويؤخذ من هذا الحديث - كما قال ابن المنير - أن الحكام أخذوا بالتجريس –أي: التشهير- بالسارق ونحوه من هذا الحديث" (حاشية ابن عابدين 3/192).

وقال مطرف رحمه الله: "ومن أمر الناس عندنا الشهر لأهل الفسق رجالا ونساء، والإعلام بجلدهم في الحدود وما يلزمهم من العقوبة وكشف وجه المرأة".

وعليه من عرف بالنصب والاحتيال على الخلق, وسرقتهم, ينبغي فضح حاله, والتشهير به, خصوصاً بعد نصحه وعدم رجوعه وتوبته وإنابته.
فالتشهير هاهنا من باب النصيحة للمسلمين, وحفظ أموالهم وممتلكاتهم.

المسألة الثانية: حكم هجر السارق من ذوي القرابة
الهجر والقطيعة من الأحكام الشرعية المنوطة بتحقق المصلحة, وعليه يجوز هجر أصحاب الفجور والمعاصي من الأقارب وذلك بشروط وضوابط:
1- أن لا يكون الأقارب أبا أو أماً:
فالأب والأم لا يجوز هجرهما بحال, حتى وإن وقعا في أعظم الجر, وأكبر الذنب وهو الشرك, لقوله تعالى: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.

2- أن يكون غرض الهجر والقطيعة توبة المذنب (السارق):
ينبغي أن تكون نية الهاجر لقرابته هو رجوعهم عن المعصية, وليس حظوظ النفس, لأنّ الهجر نوعاً:

إما هجر لعذر شرعي: كفسق المهجور وبدعته
وإما أن يكون لحظوظ النفس: كالخصومات التي تحدث بين القرابة عادة

فإذا كان الهجران من أجل حظوظ النفس؛ فهنا لا يجوز أن يزيد الهجر عن ثلاثة أيام, لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال" (متفق عليه).

قال العراقي في أحاديث الأحكام: "... وأما قوله: لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام. فمحله إذا كان الهجران لحظوظ النفس، وتعنتات أهل الدنيا".

وقال النووي في الروضة: "قال أصحابنا وغيرهم هذا في الهجران لغير عذر شرعي، فإن كان عذر بأن كان المهجور مذموم الحال لبدعة أو فسق أو نحوهما، أو كان فيه صلاح لدين الهاجر أو المهجور فلا يحرم".

3- أن يغلب على الظن رجوع المذنب عن ذنبه بعد الهجر:
ينبغي أن يترجح عند الهاجر لقريبه الفاسق أو السارق رجوعه وندمه وتوبته عن ذنبه, فإذا لم يكن للهجران والقطيعة فائدة فلا يحلّ هجر هؤلاء, وتنبغي مواصلتهم بالنصيحة والزيارة لعل الله أن يجعل توبتهم على يدك.

وعليه أوصي الأخت الكريمة أن تفتش في نيتها ومقصدها من هذه القطيعة أولاً, وأن تمحض النظر في جدوى القطيعة ثانياً.

والله الموفق لما يحبه ويرضاه

كتبه وحرّره: أبو يزيد المدني
المدينة النبويّة
الثلاثاء 25 شعبان 1432هـ

19/05/2009

بارك اله فيك يا هند وأصلح الله الحال للجميع وهدى من كان سببا في هذه القطيعة ، وهي ليست بالغريبة فالقطيعة وفساد العلاقات بين الارحام كثر وإن تعددت الأسباب

حفظك الله شيخنا أبا يزيد على الرد الشافي والكافي وعودا حميدا

» أرجو عدم السرعة في القراءة؛
» تصحيح التلاوة *
» إعلان مهم..... أرجو الدخول
» لكل أعضاء المنتدى المحترمين أرجو التفاعل
» أرجو من الإخوة المساعدة في كيفية تحميل الدروس- وضع - في هذا المنتدى

النصيحة أرجو ، فهل من ناصح؟؟

النصيحة أرجو ، فهل من ناصح؟؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة