ام نور كتب:

ولنتذكر حلاوة الايمان والقرب منه جل جلاله

و عليكم السلام و رحمة الله
فعلا يا أم نور كانت لتلك الأيام حلاوة عجيبة كلما ذكرتُها تأثّرتْ نفسي, و أتعبُ إذا حكيتُ عنها,,
زرع الله حبَّ الدين في نفسي و قذف الرغبة في التمسك بشعائره و الالتزام بتعاليمه في سن مبكرة، و كانت لقراءاتي المتتابعة لسير الصحابة وتضحياتهم أثرها الكبير في تديّني,,قرّرتُ ارتداء الحجاب مع علمي برفض الأهل له, فقد أخذ مني الوالد عهدا بألا ألبسه قبل دخولي الثانوية, و كانت الآيات التي تتحدث عن الوفاء بعهد الله و الاستجابة له، و عدم خيانة الله ورسوله تعمل عملها في نفسي، قلتُ: كيف أستجيب للوالد و لا أستجيب لله!؟,,فلبستُه و لم أخبر أحدا,,كانت معاناة شديدة و مريرة في سبيل ارتداء الحجاب, فالأمر يهون إذا وقفت الدنيا كلها ضدك، أمّا أن تواجهك العائلة برفضها الشديد للزي الشرعي و تطالبك بخلعه، فإنّ الأمر صعب و شاق على النفس,, و قد كانت مقاساة مع لبس الحجاب تحمّلت فيها ما لا تتحمله الجبال الرواسي, كانت فتنة شديدة في الدين حيث أذى الأهل و الثبات على الدين وسط المحن و القواطع و معالجة الصبر المرير,, يا حسرة على تلك الأيام!
كل ذلك زال يا أم نور بمضي السنين و تعاقب الأعوام، و تحوّلت المعاناة إلى ما لم أتوقعه و لله الحمد,,حقا دوام الحال من الحال! و ربّك يعطيك و يجيبك و لو بعد حين!! و تكشف لك محنتك و صبرك عن ثمرات حلوة ما كانت لتقتطف لولا تلك المعاناة: إنها حلاوة الإيمان التي ذكرتِها في كلامك يا أم نور,,, كم اشتاق إليه، فقد افتقدناه، و مهما يكن إيماننا اليوم، فإنّ حلاوته أبدا ليست كبداياته!..