الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : زائرنا الكريم مرحبا بك بين إخوانك في منتديات تبسة الإسلامية ، بعد التسجيل ستجد رسالة تأكيد التسجيل في بريدكم ، نرجوا لكم قضاء وقت مفيد ومريح في هذا الفضاء التربوي العلمي .


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
مرحبا بكم أيها الأحباب من جديد ..
من بريد المنتدى ذات يوم ...
كتاب الانتصار للنبي المختار ﷺ (يصور لأول مرة) المؤلف: د.سليمان بن صفية الجزائري
رحم الله الشيخ علي الحلبي ..
بشرى صدور موقع جديد للشيخ أبو يزيد المدني (سليم بن صفية)
حذروا من صناعة المعاقين في بيوتكم
‏الرفقة الدافئة
يا طالب العلم البشرية كلها بحاجة إليك.
قصة قصيرة جملية
حكمة وعبرة ✍
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 11:57
الخميس 29 ديسمبر 2022 - 9:20
الإثنين 28 ديسمبر 2020 - 15:30
الخميس 3 ديسمبر 2020 - 18:36
الأربعاء 22 يناير 2020 - 18:36
الجمعة 21 ديسمبر 2018 - 20:08
الخميس 20 ديسمبر 2018 - 12:28
الإثنين 17 ديسمبر 2018 - 13:30
الخميس 6 ديسمبر 2018 - 21:09
الإثنين 3 ديسمبر 2018 - 20:11











شاطر
 

 هذه التصفية فأين التربية يا أنصار الحق؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سمير زمال

سمير زمال

عدد الرسائل :
6494

العمر :
34

تاريخ التسجيل :
07/04/2008


هذه التصفية فأين التربية يا أنصار الحق؟ Empty
مُساهمةموضوع: هذه التصفية فأين التربية يا أنصار الحق؟   هذه التصفية فأين التربية يا أنصار الحق؟ I_icon_minitimeالأربعاء 27 يوليو 2011 - 15:31

هذه التصفية فأين التربية يا أنصار الحق؟



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد، فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ثم أما بعد:
فإن من توفيق الله تعالى للعبد هدايته لدين الإسلام، وتبصيره بالحق في حلك الظلام، قال تعالى (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (المائدة: 15- 16) وهذه أعظم نعمة وأكرم منة من الله تعالى على عبيده المصطفين، لا تعدلها نعمة ولا تقاربها منة، فالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ.
فأرسل سبحانه رسله مبشرين ومنذرين، جامعين بين الدعوة إلى توحيده سبحانه والكفر بكل ما يعبد من دونه قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) (النحل : 36 ) وقال جل ذكره (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256 )
فكانت دعوتهم الربانية تجمع بين الكفر والإيمان، الذي أمر الله تعالى بهما، وهو الكفر بكل ما يعبد من دون الله، وإخلاص العبادة لله تعالى المستحق لها، وهي ما تتلخص في منهج التصفية والتربية، الذي هو مفهوم قول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومع بُعد العهد عن مشكاة النبوة والصدر الأول، بدأت أمواج الشبهات ورياح الشهوات تعصف بكل قوتها، فمن أحكم أساس إيمانه العلمي بالأخذ من المنبعين الصافيين الكتاب والسنة ثبت أصله، ومن أحكم أساسه العملي بالعمل على وفق ما كان عليه سلف هذه الأمة ثبَت ما يبنيه على هذا الأصل، فالعبرة ليست فقط في الأساس وحده أو في البناء وحده، وإنما هو الكل حتى يكتمل البناء وتشيد معالمه، وهذا المفهوم الذي لا بد لكل من انتسب إلى منهج السلف حقا أن يفهمه حق الفهم، لأن السلفية أمست تعاني من أدعيائها أكثر مما تعاني من أعدائها، فرب منتسب للسلفية ليس له من انتسابه إلا الاسم، وكثير ما يظن هؤلاء أن السلفية هو أن تعرف المحدث الألباني والإمام ابن باز والفقيه ابن عثيمين رحمهم الله تعالى حتى تضمك إلى حجرها، كلا، وإنما السلفية منهج علمي وعملي قد تركب في كلمة واحدة إن عقلت حقا معناها وعملت بمقتضاها فأنت السلفي حقا وإن لم تعرف أئمة الدعوة، ألا وهي كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الكلمة الطيبة التي يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم:"... فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ." (1 )
وانظر رحمني الله وإياك إلى فهم السلف رضوان الله تعالى عليهم لحقيقة هذه الكلمة (قيل للحسن رحمه الله تعالى: إن أناسا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة .
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعْمَ العُدَّة، لكن اعلم أن لا إله إلا الله لها شروط، فإياك وقذف المحصنات) ( 2)
هكذا نبهه رحمه الله تعالى على خطر القذف الذي من تمعن في حقيقته فقه مراده في أن المسلم حقا لا يتعرض لأعراض إخوانه لأنه يعلم أن الله تعالى يراه ويحصي عمله، ويعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القذف والتعرض للمسلمين بأي أذية حسية أو معنوية كما قال عليه الصلاة والسلام:" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ." ( 3) وهذا هو منهج الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ومنهج من تبعهم بإحسان من العلماء والصالحين وهو المنهج السلفي في كون حقيقة الإسلام هو العلم والتحلي بالآداب الشرعية النبوية التي جاء بها عليه الصلاة والسلام، وليست مجرد حفظ العلوم وإضاعة مفاهيمها أو سوء التطبيق العملي لها، لأن العلم منة من الله تعالى والطريقة الصحيحة للعمل به منة منه سبحانه وتعالى.
وكان سبب إيراد هذا الموضوع ما رأيت من كثير ممن قد حفظ السطور ولازم الكتب والدروس وعلق قلادة السلفية على رقبته ظانًّا منه أنه قد فاز ووصل، قد نسي الخطوة الثانية التي لا بد منها له في حياته العلمية، ألا وهي خطوة التربية التي لربما قد يحفظ نصوصها كاملة من غير أن يخرم منها حرفا، ولكن أين هي في واقعه.....!
السلفية يا أنصار الحق خطوتان:
خطوة التصفية: وهي تنحية كل ما ليس من دين الإسلام من الشركيات والبدع والخرافات وما تفرع من ذلك.
وخطوة التربية: وهي التحلية الصحيحة للمورد الصريح الكتاب والسنة بطريقة صحيحة وهي طريقة سلف هذه الأمة، ودليلهما قوله تعالى (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) (البقرة: 129) وقوله (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) (آل عمران: 164) وقوله (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الجمعة : 2 ).
فأما العلم فهو الكتاب والحكمة، وأما التزكية فهي الأخلاق النبوية التي جاء بها النبي صلي الله عليه وسلم، وقد قال أحد السلف وهو إبراهيم الحربي رحمه الله (إنه ينبغي للرجل إذا سمع شيئاً في آداب النبي أن يتمسك به) (4 ).
فما بالنا خطونا خطوة مباركة في التصفية، ولكننا لم نخط في التربية شيئا....؟
وما بالنا عندما أردنا التربية حشوناها بكل ما هب ودب.....؟
وما بالنا لم ترتق نفوسنا وعقليتنا إلى ما كان عليه الرعيل الأول من حسن الخلق ورفعة الأدب مع الله والنفس والخلق أجمعين....؟
لقد سمعنا ورأينا، ممن فقه قاعدة التصفية والتربية بمعناها السلفي، مع علو كعبه في العلم وتقفره له وملازمة أهله والأخذ عنهم، تراه لين الجانب مع إخوانه رفيقا بهم حريصا على إيصال الخير لهم، بعيدا عن الغيبة والنميمة وسوء الظن، يرد المتشابهات إلى المحكم، والمعضلات إلى أهل العلم، لا يتطاول ولا يحدث نفسه أبدا بالتطاول عليهم، يعرف لكل ذي حق حقه، يرحم الصغير ويوقر الكبير، يلتمس في فعله وقوله سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لا يحب أن يمدح بما فعل فكيف بالشيء الذي لم يفعله، مداوما في العبادة ساعيا بكل حرص أن يوثق الصلة بينه وبين ربه عز وجل، لأنه يعلم أن معرفة نفسه متوقفة على معرفة ربه وحقه عليه، ولهذا كان أخشى الناس لله العلماءُ كما قال جل ذكره (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر : 28 ) قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:" فأصل العلم باللَه الذي يوجب خشيته ومحبته والقرب منه والأنس به والشوق إليه. ثم يتلوه العلم بأحكام اللَه وما يحبه ويرضاه من العبد من قول أو عمل أو حال أو اعتقاد: فمن تحقق بهذين العلمين كان علمه علماً نافعاً وحصل له العلم النافع والقلب الخاشع والنفس القانعة والدعاء المسموع." ( 5)
فإذا سأل سائلٌ: ما هي خطوة التربية وكيف السبيل إلى تحقيقها؟
قلنا: إن التربية لا تخرج عن أصلين اثنين:
- الأول القرآن الكريم: وهو مجمع التربية الربانية لمن خصه الله تعالى بالهداية، ففيه مضرب المثل وشفاء عي من عن التربية سأل، ولهذا كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن(6 )
- والثاني: السنة النبوية: ومنه قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب : 21 )، والتربية لا تعرف حقيقتها إلا بمتابعة رسل الله عليهم السلام قال ابن القيم:" وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجئ بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب، فالرسل أطباء القلوب فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم وعلى أيديهم وبمحض الانقياد والتسليم لهم والله المستعان." (7 )
ومن التربية ما هو فطري غريزي قد ولد مع المرء وشب عليه، كالطباع الجميلة من حسن الكلام والبعد عن الكذب والنميمة والعفة وحفظ الأمانة، فإن طوّقها بسياج الشرع زانت وربت، والدليل سيرته عليه الصلاة والسلام، فقد نعته رب العزة بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم : 4 ) وانظر إلى قصة بدء الوحي، وذلك عند بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه جبريل أول مرة، وقد خاف عليه الصلاة والسلام على نفسه مما جاءه قبل أن يستيقن أنه ملك كما في الصحيحين( من حديث عائشة رضي الله عنها وفيه أن خديجة رضي الله عنها قالت له وهي تعدد مكارم أخلاقه بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه:" ابْشِرْ فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّه أبدا؛ وَاللَّه إِنَكَ تَصِلُ الرًحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ." ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:" إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ." ( 9) وقوله عليه الصلاة والسلام للأشج بن عبد قيس رضي الله عنه:" إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ، قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ، قُلْتُ: قَدِيمًا كَانَ أَوْ حَدِيثًا؟ قَالَ: قَدِيمًا، قُلْتُ: الْحَمْدُ ِللهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ أَحَبَّهُمَا اللهُ." (10 )
وقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام عند الصلاة قوله:" وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْت ..." الحديث َ قال ابن القيم:" فدل على أن من الخلق: ما هو طبيعة وجبلة وما هو مكتسب، وكان النبي يقول في دعاء الاستفتاح: "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت" فذكر الكسب والقدر والله أعلم." ( 11) انتهى كلامه.
لقد كان سلف هذه الأمة أحرص الناس على تعلم الآداب ومكارم الأخلاق مقتدين بذلك بسيد الأولين والآخرين وإمام المتخلقين عليه الصلاة والسلام الذي قالت فيه أمنا عائشة رضي الله عنها لما سألها سعد بن هشام قائلا يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن" (12 )
والعلم النافع يهدي للخلق الحميد، لأن الدين أخو الخلق، والتصفية خليلة التربية، لا تنفك إحداهما عن الأخرى وقد أنشد بعضهم(13 ):

ليس دنيا إلا بدين ولـيـ س الدين إلا مكارم الأخلاق
ولقد سعى الأئمة والعلماء والكتاب في تصنيف وتأليف ما يخص التربية، فتنوعت مصنفاتهم وتعددت أساليبها، وبالجملة فهي تهدف إلى إصلاح النفس وتربيتها تربية إيمانية صحيحة قائمة على أصول الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة لا بفهم أدعياء الوجد وأصحاب الخلوات، ومن أبرز ما صنف:
- كتاب (الأدب المفرد) للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ) صاحب الصحيح الجامع، فهو كتاب قل أن تجد مثله لمن تمعن دقةَ وضع المؤلف لمحتواه، فقد خص الأدب (الذي هو التربية) بالذكر عن موطن العلم الذي جمعه في صحيحه (وهي التصفية) مشيرا بذلك إلى عظم قرن العلم بالأدب، وقد جمع الإمام البخاري في هذا الكتاب جل الآداب التي أمر وحبب فيها النبي صلى الله عليه وسلم منها ما هو واجب ومنها ما هو دون ذلك، وأيضا الأمور المنهي عنها كالنهي عن كثرة الضحك والظلم والكذب والشبع دون الجار إلى غير ذلك , وهو لا يقسم كتابه هذا إلى عدة كتب ثم إلى أبواب كما يفعل في الصحيح ولكنها أبواب مختلفة وكل باب يندرج تحته عدة أحاديث مشيرا بذلك رحمه الله تعالى إلى قول الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: (قال لي مخلد بن الحسين: (نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث). ( 14)
- كتاب (الأدب) للإمام أبي عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (235هـ)، صاحب (المصنف)، وقد جمع فيه عددًا من الأحاديث والآثار المتعلقة بالآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم؛ وقسم كتابه إلى أبواب، وجعل لكل باب ترجمة، وساق تحت كل ترجمة ما يناسبها من أحاديث وآثار، وقد بلغ عدد النصوص الواردة فيه 421 نصًّا، وتنوعت هذه النصوص بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
- كتاب (الأربعون الصغرى) لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458هـ) ذكر المؤلف في هذا الكتاب قضية الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها أفراد المجتمع المسلم فحشد لذلك (161) نصًا مسندًا، رتبها في أربعين بابًا، قدم بين يديها بباب في توحيد الله في عبادته دون ما سواه، ثم باب في التوبة من جميع ما كره الله، ثم باب في إرضاء الخصم، ثم شرع في أبواب الأخلاق، هجران إخوان السوء، غض البصر، ترك ما يشغل عن ذكر الله، الاستقامة، حتى ختم الكتاب بباب "المؤمن يجتهد في استعمال ما ذكر في هذا الكتاب.
وكان مقصوده رحمه الله من هذا الكتاب "إخراج بعض ما يحتاجون إلى معرفته، للاستعمال في أحوالهم وأخلاقهم،..ليكون بلغة لهم، فيما لابد لهم من معرفته في عبادة الله تعالى.." هذا كلامه رحمه الله بحروفه.
ومن المؤلفات الوجيزة المفيدة المعاصرة في هذا الباب:
- رسالة (رفقا أهل السنة بأهل السنة) للشيخ القدوة عبد المحسن بن حمد العباد البدر –أطال الله عمره- وهي رسالة كافية لمن تدبر مقصود كاتبها، قال رفع الله قدره (19-20) الطبعة الثانية: (وإنَّ مِمَّا يؤسف له في هذا الزمان ما حصل من بعض أهل السنَّة من وحشة واختلاف، مِمَّا ترتَّب عليه انشغال بعضهم ببعض تجريحاً وتحذيراً وهجراً، وكان الواجب أن تكون جهودُهم جميعاً موجَّهةً إلى غيرهم من الكفَّار وأهل البدع المناوئين لأهل السنَّة، وأن يكونوا فيما بينهم متآلفين متراحمين، يذكِّرُ بعضهم بعضاً برفق ولين.
وقد رأيت كتابة كلمات؛ نصيحةً لهؤلاء جميعاً، سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن ينفع بهذه الكلمات، إن أريد إلاَّ الإصلاحَ ما استطعت، وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكَّلت وإليه أنيب، وقد سمَّيت هذه النصيحة (( رفقاً أهل السنَّة بأهل السنَّة )). انتهى كلامه.
- رسالة (الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق السعيدة) لمحمد بن إبراهيم الحمد –حفظه الله- قال عنها مؤلفها كما في مقدمة الرسالة: فإن حُسْنَ الخُلُقِ هو بذل الندى، وكفُّ الأذى، واحتمال الأذى؛ وهو التخلي من الرذائل، والتحلي بالفضائل.
وجِماع حسن الخلق أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.
ثم إن لحسن الخلق فضائل عديدة، فهو امتثال لأمر الله ورسوله وبه ترفع الدرجات، وتُيسر الأمور، وتُسْتَرُ العيوب، وتُكْسَبُ القلوب.
وبه يسلم المرء من شرور الخلق، ويفي بالحقوق الواجبة والمستحبة، كما أن به السلامة من مضار الطيش والعجلة، وبه راحة البال، وطيب العيش إلى غير ذلك من فضائل حسن الخلق؛ ولقد يسر الله أن كتبت في هذا الشأن كتاباً عنوانه: (سوء الخلق مظاهره، أسبابه، علاجه)
ولقد تضمن ذلك الكتاب فصلاً في أسباب اكتساب حسن الخلق، بعد أن تم الحديث عن سوء الخلق ومظاهره وأسبابه؛ وبما أن ذلك الكتاب من القطع الكبير وعدد صفحاته (183) رأيت أن يفرد ذلك الفصل مستقلاً في كُتيِّب لأجل أن يسهل تداوله وقراءته وتوزيعه، فيسر الله ذلك بمنه وكرمه، وأسميته: (الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق السعيدة)؛ ولقد حُذِف في هذا الكتيب أكثر الهوامش إلا ما لا بدّ منه، فمن أراد التفصيل والإحالة فليراجع الأصل، والله المستعان وعليه التكلان.) انتهى كلامه.
- رسالة (الموعظة الحسنة في الأخلاق الحسنة) للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني-حفظه الله- قال في التقدمة (3): (وهذه فصول قصيرة في الأخلاق الحسنة وما يضادها، قصدت بها تذكير أهل الإيمان، عسى الله أن يجعل فيها النفع، وقد رأيت أن اكتفي بذكر بعض الأصول العامة في ذلك دون الدخول في التفاصيل والتفريعات الخاصة بكل خلق على حدة، إلا ما كان من التمثيل الذي الغرض منه إيقاف القارئ على بعض النماذج من الأخلاق الإسلامية التي كانت في العهود الزاهرة وبالله التوفيق.) انتهى كلامه
وفي الجملة فالمؤلفات في هذا الباب أكثر من أن تحصى وتحصر، فليتمعن القارئ فيها إن أراد الحق، والخير باق في الأمة ما بقي الليل والنهار والله أعلى وأعلم.
أبو رقية تميم بن شطارة الجزائري
15 محرم 1432هـ
المدينة النبوية
__________


(1 ) أخرجه البخاري (424) ومسلم (1440 و1441).
(2 ) كلمة الإخلاص وتحقيق معناها (14) لابن رجب الحنبلي / المكتب الإسلامي/ الطبعة (4)، (1397هـ) تحقيق زهير الشاويش.
( 3) أخرجه البخاري (10) من حديث الشعبي عن عبد الله بن عمرو.
(4 ) فتح المغيث شرح ألفية الحديث (2/359) دار الكتب العلمية (الطبعة الأولى 1403هـ).
(5 ) بيان فضل علم السلف على الخلف (8).
( 6) كما في حديث أمنا عائشة رضي الله عنها كما أخرجه مسلم (746).
(7 ) مدارج السالكين (2/315) دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الثانية (1393 – 1973م) تحقيق : محمد حامد الفقي
( أخرجه البخاري (39 ومسلم (403).
(9 ) أخرجه أحمد 2/381(8939) قال : حدَّثنا سعيد بن منصور . والبُخاري في "الأدب المفرد" (273) وانظر الصحيحة (45).
( 10) أخرجه أحمد 4/205(17982) والبخاري في "الأدب المفرد" (584) وفي "خلق أفعال العباد" (27) و"النَّسائي" في "الكبرى"(7699) و(8248).
( 11) مدارج السالكين (2/315) دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الثانية (1393 – 1973م) تحقيق : محمد حامد الفقي
(12 ) أخرجه مسلم (746).
( 13) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا رقم (53) مكتبة القرآن - القاهرة (1411 – 1990م)/ تحقيق: مجدي السيد إبراهيم.
(14 ) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/80) مكتبة المعارف - الرياض (1403) تحقيق: د. محمود الطحان
.

منقول لاهمية الموضوع ,
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tebessa.alafdal.net
 

هذه التصفية فأين التربية يا أنصار الحق؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» يا قومنا أجيبوا داعي الله ... نجاتي عبد الرحمن شاعر أنصار السنة
» رمضان شهر التربية
» كتاب التصفية والتربية وحاجة المسلمين اليهما
» طفل يحفظ من القران الكثير...فأين نحن منه؟
» يراقبني عشرة فأين المفر؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات تبسة الإســـــلامية :: في رحــــاب المنتــدى :: المــــنبـــــــر العــــــــــام-