السؤال :
ما قول سادتنا العلماء فيمن يسب الدين من رعاع المسلمين و سفهائهم ؟ هل ذلك السب يخرج به الساب من الملة ويعتبر به مرتدا داخلا فيمن تشملهم ءاية لئن أشركت ليحبطن عملك أفيدونا الجواب
أحد قراء البصائر
الجواب:

إن هذا الشخص الذى سب الدين لا يخلو حاله من احد احتمالين
1-الاحتمال الأول:
ان يكون مستعملا للفظه فى معناه اللغوي الشرعي عالما بجريمته قاصدا لسب الدين فاهما انه سب الإسلام أو من جاء به أو من بعد سبه ردة عن الإسلام وهذا الشخص كافر داخل في قوله تعالى : "لئن أشركت ليحبطن عملك " مستهزئ بالله تعالى وآياته وكفره فوق كفر من عبد غير الله
لأنه ممن قال الله فيه : " إن اللذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله "
2- الاحتمال الثاني :
أن يكون هذا الساب ناقلا كلامه من معناه اللغوي الى معنى جديد متعارف عند من كان على شاكلته نقلا ينسخ المعنى اللغوي ذلك بطرو استعمال جديد عرفي على هذا اللفظ كما يطرأ العرف على اللغة في كثير من الألفاظ طروا عاما عند الناس كلهم أو عند فريق منهم
فإذا تصورنا هذا الاحتمال أمكن أن نقول أن هذا الساب للدين قد نقل لفظ الدين من معناه الشرعي اللغوي الإهانة من يخاصمه ويتشاجر معه واستعمل كلامه البشع القبيح في سب الشخص الذي تنازع معه وذلك هو مراده ذلك هو ما يفهمه خصمه أيضا وقد يجيب خصمه أيضا منتقما منه بذلك اللفظ نفسه مريدا هو كذلك سب خصمه وكلاهما لا يفهم ولا يريد بسبه إلا خصمه والدليل على هذا العرف وهذا النقل أن المقام الذي نستعمل فيه هذه الألفاظ هو مقام كفر وردة وإذا علمنا من مقاصد المتسابين أنهما لم يريدا الكفر والردة لم يجز لنا أن نحكم بينهما بالردة والكفر ذلك أن الأعمال بالنيات وهذا السب عمل لساني ليس من مقصد أهله سب الإسلام أو من يعد سبه ردة .
هذا ما فهمنا من هذه الحادثة الكثيرة الوقوع التي لو أجرينا الحكم فيها على ظاهر اللفظ غاضين النظر عن مقاصد الناس التي يجوز غض النظر عنها في الأحكام الشرعية لحكمنا بردة مالا يقل عن ثلث الأمة في الشمال الإفريقي و نحن مع قولنا بعدم ردة الاحتمال الثاني نقول أن عملهم هذا معدود من منكر القول ومن فحشه ومن الأقوال التي تحتمل الكفر والتفسيق و ما كان كذلك كان حراما بإجماع المسلمين .
فعلى العلماء المدرسين و الواعظين والداعين الى الله أن يقوموا هذه الشناعات بكل ما أعطاهم الله من قوة الحجة في باب الترغيب والترهيب وان هذا لمن أوكد الواجبات عليهم لأنه حم ة للدين وعلماء الدين هم حماته


رئيس لجنة الفتوى
الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي


نشرت هذه الفتوى في جريدة البصائر في العدد 98 بتاريخ الجمعة 04/02/1938[/b]

رحم الله الشيخ وبارك الله فيك اخي

هذا مما عمت به البلوى هذه الأيام والله المستعان