مسجد الأمير عبد القادر الجزائري .. بمدينة قسنطينة

02/01/2009

منارة العلم والشموخ

مسجد الأمير عبد القادر الجزائري

بمدينة قسنطينة

يقع مسجد الأمير عبد القادر بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، و من كبريات مدن الجزائر مساحة و تعدادا في السكان.
تتميز المدينة القديمة بكونها مبنية على صخرة الغرانيت القاسي، مما أعطاها منظراً فريداً يستحيل أن يوجد مثله عبر العالم في أي مدينة.
للعبور من ضفة إلى أخرى شُيّد عبر العصور عدة جسور، فأصبحت قسنطينة تضم أكثر من 8 جسور لذا سميت بمدينة الجسور المعلقة.
يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة و تعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.
يعتبر مسجد الأمير عبد القادر من أكبر المساجد بشمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107م وارتفاع قبته 64 م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين العرب، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسع المسجد لنحو 15 ألف مصل.
بناء مسجد الأمير عبد القادر الذي يعد إلى جانب الجامعة الإسلامية آية من آيات الفن المعماري الإسلامي. و قد أسهم في إنجازها عدد كبير من المعماريين المسلمين المختصين في العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية.
سميت الجامعة و المسجد باسم الأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. ولد عبد القادر بن محي الدين في سنة 1807 بقرية القيطنة الواقعة على واد الحمام شمال غرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري . و في سنة 1827م صحب والده إلى الحج فطاف معه عواصم الشرق، و تعرف إلى كبار الشخصيات العلمية والدينية و السياسية. كانت بيعته الأولى الخاصة بوادي فروحة عند شجرة الدر دائرة من بلاد غريس أواخر سنة 1832م ،وبيعته العامة بمعسكر لأوائل سنة 1833م.
واجه الأمير الاحتلال الفرنسي بوسائل متعددة منها المعارك الحربية التي انتهت بعقد مفاوضات مع الفرنسيين.ثم يتعهد الأمير بقيادة الجهاد ضد المستعمر، فيقوم بتنظيم الإمارة، يعين خلفاء لتسيير الأقاليم و المقاطعات و يقوم بتعبئة المجاهدين فيكون جيشا قويا متماسكا. يقوم بعدها بتنظيم الجباية ويحكم بالعدل. بعد أن قوت شوكته، يجـبر الفرنسيين إمضاء معاهدة ديميشال في 24 فبراير 1834 م. تقر هذه المعاهدة سلطته على الغرب الجزائري و منطقةالشلف. وبعد المصادقة عليه من طرف الحكومة الفرنسية، يساء تطبيقه.ثم يبرهن الأمير طوال ثلاث سنوات على قوته و تمكنه فيرغم الفرنسيين على العودة إلى طاولة المفاوضات حيث يمضي و الجنرال بيجو معاهدة التافنة الشهيرة بتاريخ 30 مايو 1837م.
يستطيع الأمير بحكم هذه المعاهدة السيطرة على كل الغرب الجزائري،ومنطقة التيطري أي مدينة المدية و جزء من منطقة الجزائر.
و انطلاقا من هذه النقطة، يبدأ عملا شاقا يتمثل في تقوية الدولة، بناء وتحصين المدن و تأسيس ورشات عسكرية و يعمل على بعث روح حب الوطن وجهاد المحتل الفرنسي و الإطاحة و إضعاف المتعاونين مع المستعمر الفرنسي.
ولكن المعاهدة تحمل في طياتها مرة أخرى أوجها للمعارضة الفرنسية وسوء التطبيق من طرف الحاكم فاليه حيث تندلع الحرب مرة أخرى في نوفمبر 1839 م. بعدها توقفت المقاومة عام 1848م لخيانة بعض القبائلالمغربية ، و لجأ إلى خارج الجزائر حيث وضع تحت الإقامة الجبريــة في فرنسا من عام 1848 إلى 1852 حيث نفي إلى تركيا سنة 1852 ثم انتقل إلى الأستانة (استنبول) عام 1853 ومنها انتقل إلى دمشق حيث عاش حتى وفاته سنة 1883. و أهم مؤلفاته : كتاب المقراض, الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل والإلحاد، و ذكرى العاقل و تنبيه الغافل.